الخيانة الزوجية أو زنا المحصن هي الفعل الذي يحدث عندما يُقبل عضو واحد من الإتحاد الزوجي (مؤسسة زوجية) على الجماع الجنسي مع شخص آخر بصرف النظر عن الاتحاد (زنا المحصن). في بعض الثقافات هذا التصرف يجوز النظر فيه اخلاقيا فقط اذا كان الزوج موافقا، و قد يكون مقبولا طالما ان الشركاء الجنسيين ليسوا في اطار مؤسسة زوجية، في حين ان بعض الثقافات الاخرى تنظر لهذه العلاقة ليست في إطار الزوجية على انها جريمة، دون الدخول في تفاصيل الخيانة في مثل هذه العلاقة.
وعلاوة على ذلك ، فان مؤسسة الزواج تُسلط الضوء على مسألة العلاقات الجنسية قبل الزواج، حيث ان بعض الشباب/الشابات يُمارسونه مع الأشخاص، الذين قد يختارون في مرحلة ما من حياتهم الزواج بهم، والانخراط في نشاط جنسي مع شركاء جنسيين، قد تربطهم بهم علاقة زوجية في المستقبل او لا. و قد تُعتبر في بعض الثقافات على انه خيانة قبل الزواج (زنا غير المحصن).
للعديد من الثقافات الحديثة اليوم مواقف مختلفة حول اخلاقيات هذه التصرفات ، فمنهم من يُدينها والبعض الآخر يتفهّم مشاركة الشباب في مثل هذه التصرفات.
فهرس |
تعد الخيانة الزوجية في كل الأديان السماوية و اللاهوتية أمرا لاأخلاقيا، في حين ان البعض يُعاتب على الإسلام قبوله بتعدد الزوجات، حيث يُعتبر في الدول الغربية بأنها مسألة لاأخلاقية، و غير مقبولة في نُظمها الإجتماعية.
أحاديث، سُور و آيات
"من يغلب يرث كل شيء. وأكون له إلها وهو يكون لي ابنا. وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة، فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت، الذي هو الموت الثاني" رؤيا يوحنا اللاهوتي الاصحاح 21 العدد 7 -9. فإن العقوبة في المسيحية هي عقوبة أبدية وليست وقتية كعقوبة الحد ولكنها عقوبة مؤبدة..
"سمعتم أنّه قيل: "لا تزنِ". فأمّا أنا فأقول لكم: من نظر إلى امرأةٍ بشهوة، زنى بها في قلبه. فإذا كانت عينُك اليُمنى سببَ عثْرةٍ لك، فاقْلعها وألقها عنك..." متى895/27-29 المسيح أعتبر شهوة القلب زنىً، وفي دعوته تلك لا يطلب من الإنسان أن يقلع عينَه بطريقة ماديّة، بل أن يُجنّب عينه النظر إلى المرأة بشهوة، وبهذا يسعى نحو كمال الإنسان جسداً وروحاً إن الجماعات المسيحيّة في العالم أجمع منذ البدء وحتى اليوم حكمت على الزاني عمداً وقصداً بالفصل. أي أنّ الزاني الذي يُصرّ على خطيئته ويعتبر زناه أمراً شرعياً يُفصل عن جسد الجماعة الكنسيّةويُحرم من الاشتراك في نعمها وامتيازاتها. بينما الزاني الذي يقرّ بخطيئته مهما تكرّرت فهو تائب مقبول في حضن الجماعة، دون تمييزه أو تهميشه. موضوع العقاب غير وارد أساساً في المفهوم المسيحي
كان زنا المحصن محرما في اليهودية في الوصية السابعة من الوصايا العشر ، ولكن هذا لم يكن ينطبق على الرجل المتزوج باقامه علاقات مع المرأة غير المتزوجة. إلا انه محرم على المرأة المتزوجة ممارسة الجماع مع رجل آخر، وهذا الأمر كان يُعتبر زنا، في هذه الحالة الثانية يُعتبر كل من الزانية و الزاني مذنبين [1].
في القانون الموسوي (بالإنجليزية: Mosaic Law)، كما هو الحال في القانون الروماني القديم ، والزنا يعني الجماع بتلاحم جسدي من الزوجة (محصنة) مع رجل إن لم يكن زوجها القانوني. فان الجماع من رجل متزوج (محصن) مع امرأة واحدة (غير محصنة) لا يعتبر زنا. العقوبات قانونية في هذا الشأن، يبدو واضحا في سفر اللاويين ، 20:10 ، : "و اذا زنى رجل مع امراة فاذا زنى مع امراة قريبه فانه يقتل الزاني و الزانية" (انظر ايضا سفر التثنية 22:22 اذا وجد رجل مضطجعا مع امراة زوجة بعل يقتل الاثنان الرجل المضطجع مع المراة و المراة فتنزع الشر من إسرائيل). هذا يتفق مع عرضية ممارسة تعدد الزوجات بين بني إسرائيل (التي لم تعد تمارس).
في هالاخاه (القانون اليهودي)، عقوبة الزنا هي الرجم لكل من الرجل والمرأة ، ولكن هذا لا يتم إلا عندما يكون هناك شاهدان مستقلان، و الذين وعظوا(نهوا) الزانيين عن الجريمة قبل ارتكابها. في الماضي، كانت المعايير القانونية لعقوبة الاعدام متفاوتة، بحيث ان احدى المحاكم تحكم بإعذام شخص واحد سبعة أعوام (أو وفقا لرواية اخرى، في سبعين عاما)، واعتبرت محكمة الدماء. ورغم ان هذا الاعدام لا يزال قائما من الناحية القانونية، إلا أن المحاكم اليهودية اليوم لا تنفذه في أي شخص لأي سبب من الأسباب. يحرم هالاخاه على الرجل مواصلة العيش مع الزوجة، التي احتالت عليه ، فهو ملزم باعطائها الطلاق.