تاريخ الجزائر الزمني مرتبط بموقعها الجغرافي، ورغم كونها عصورها السحيقة، مهدا لأشكال من الحضارات البدائية، إلا أن تاريخها المكتوب لم يبدأ إلا مع احتكاكها بالرومان، أين تشكلت عبر 3 مناطق، من مغرب شرقي، أوسط، و غربي.
لقطات من تاريخ الجزائر |
---|
شمال افريقيا ما قبل التاريخ |
شمال افريقيا قبل دخول العرب |
الجزائر خلال الممالك الإسلامية |
الجزائر خلال الحكم العثماني |
الاستعمار الفرنسي للجزائر |
الجزائر خلال الحروب العالمية |
حرب التحرير، 1954 |
المسار السياسي الحديث في الجزائر |
الجزائر في الألفية الثانية |
فهرس |
دلت الأحفوريات [1] التي عثر عليها في الجزائر (طاسيلي والهقار) على تواجد الإنسان قبل أزيد من500,000 سنة (العصر الحجري).
تطورت حضارات إنسانية بدائية مختلفة في الشمال: حضارة إيبيرية-مغاربية (13،000-8,000 ق.م) حسبما دلت عليه الآثار التي تم العثور عليها بالقرب من تلمسان، تلتها حضارة قفصية (نسبة إلى الفترة التي قامت فيها حضارات مشابهة في قفصة بتونس-7،500 إلى 4،000 ق.م-) بالقرب من قسنطينة، بالإضافة إلى حضارات أخرى في مناطق متفرقة الصحراء.
.
نذكر هنا نوميديا، بلاد النومادوس، الأمازيغ البربر قديما، مقاطعة للإمبراطورية الرومانية ثم البيزنطية، بين مقاطعة أفريقيا شرقا، و موريطانيا القديمة غربا، ممثلة بالجزء الشرقي للجزائر حاليا.
النومادوس، هم البدو شبه الرحل، منقسمين لقبائل. وصف الرومان قبائل الشرق بالماسيليين (نسبة لميس، جد ماسينيسا الأكبر) أما االغربيون فهم الماسايليين.
البربر (الأمازيغ) كانوا من أوائل الشعوب التي استوطنت هذه المناطق. كان الصيد أهم نشاطاتهم البدائية، ثم تحولوا إلى نشاطي الرعي والزراعة، انتظموا في تجمعات قبلية كبيرة، أطلق عليهم المؤرخون الإغريق تسمية "ليبيون"، وعرفوا عند الرومان باسم "نوميديون" و"موريسكوس" أو الموري.
خلال الحرب البونية الأولى، اتحد الماسايليون تحت قيادة صفاقس، مع قرطاجة، حين اتحد الماسليون بزعامة ماسينيسا مع الرومان. كانت كل نوميديا في يد ماسينيسا بعد انتصار الرومان. دامت الدولة قرنا من الزمن حتى مجئ الرومان وخلعهم لآخر ملوكها يوغرطة. أصبحت المملكة جزءا من الإمبراطورية الرومانية.
التاريخ | أحداث |
---|---|
1250 ق.م | وصول القرطاجيين، تأسيس هيبون (عنابة) و أوتيك |
510 ق.م | معاهدة بين روما وقرطاجة، روما تعترف بالسيطرة التجارية لقرطاجة على غرب البحر الأبيض المتوسط |
348 ق.م - 306 | المعاهدات التجارية الرومانية - القرطاجية |
(264-241،218-201،149-146) | الحروب البونية |
القرنين الثالث و الثاني قبل الميلاد | المملكات النوميدية ل سيفاكس، ماسينيسا و يوغرطة |
111 - 105 ق.م | الحروب اليوغرطية بين يوغرطة، ملك نوميديا و الجمهورية الرومانية. |
46 ق.م | نوميديا تقسم بين موريطانيا و نوميديا الشرقية. |
1 إلى 429 م | كاليجولا يقتل بطليموس الموريطاني لتصير نوميديا ملحقة الامبراطورية الرومانية. |
429 إلى 430 م | دخول الوندال بقيادة جيسيريك |
533 إلى 646 م | بيليساريوس، جنرال جستنيان الأول البيزنطي، يقضي على الوندال، و يلحق المنطقة بروما الشرقية. |
فتح العرب البلاد على يد المسلم أبو المهاجر دينار، الذي صادق كسيلة الأمازيغي، مدخله في الإسلام بعدها.
مبعوث الأمويين عقبة بن نافع يهاجم كسيلة المرتد (بسبب اهانته [2]) في انتقام، لكنه يقتل على يديه، خلال القرن الثامن الميلادي.
عرفت البلاد قيام أولى الدول الاسلامية المستقلة، بعواصم مختلفة، (الأغالبة مندوبو العباسيين، الرستميون، الأدارسة).
ظهر بعدها التشيع الإسماعيلي برعاية الفاطميين ليتغير تدفق الفتوحات إلى الخارج، ففتح هؤلاء بلاد مصر و الشام والحجاز، ثم تحولوا بعاصمتهم إلى جهة الشرق.
رافق تمرد عملائهم السابقين، تغريبة (بنو هلال، بني سليم، بني المعقل) إلى الجزائر، بتشجيع منهم، ابتداءا من القرن الـ11 م.
سيطر على البلاد العديد من السلالات البربرية (الزيريون، الحماديون، الموحدون، الزيانيون، الحفصيون، المرينيون).
التاريخ | أحداث |
---|---|
647 | وصول العرب: أبو المهاجر دينار مبعوث الأمويين |
767 - 909 | الأغالبة العباسيون، و خوارج المملكة الرستمية |
908 - 972 | أبو عبد الله الشيعي و المملكة الفاطمية |
972 - 1148 | بولوغين يتمرد، حكم الزيريين |
1007 - 1052 | عائلة الزيريين تنقسم، حكم الحماديين |
1052- 1147 | حكم المرابطين و بطش يوسف بن تاشفين. |
1121 - 1235 | المهدي محمد بن تومرت يدعو الموحدين. |
1235 - 1556 | حكم الزيانيين |
دخل الاسبان على الجزائر من وهران سنة 1504 بقيادة غونزالو سيسنيروز، كاردينال الملوك الكاثوليك، فاستنجد سكان بجاية و جيجل بالاخوة عروج، حيث قاما، باربروسة عروج وخير الدين، بوضع بلاد الجزائر تحت سيادة الدولة العثمانية، وجعلا من سواحل البلاد قاعدة لعملياتهم البحرية على الأساطيل المسيحية.
بلغت هذه النشاطات ذروتها سنة 1600 م، (أطلق على مدينة الجزائر اسم دار الجهاد).
تعرضت مدينة الجزائر خلالها، لهجوم الملك شارل الخامس في 1535 بعد سيطرته على مدينة تونس، التي لم تدم طويلا.
في سنة 1827 م قام الداي حسين (حاكم الجزائر) بإهانة القنصل الفرنسي. بعد حصار طويل قامت فرنسا باحتلال الجزائر سنة 1830م.
التاريخ | أحداث |
---|---|
1518 | دخول الجزائر تحت حماية السلطان العثماني لمقاومة تهديدات الغزو الإسبانية |
1534 - 1587 | حكم البايات (23 بايا يتوالون على الحكم) |
1538 | معركة بروزة |
1587 - 1659 | حكم الباشوات (40 باشا يتوالون على الحكم) |
1659 - 1671 | حكم الآغوات (04 آغوات يتوالون على الحكم) |
1671 - 1710 | حكم الدايباشات (11 دايا يتوالون على الحكم) والجزائر تقاوم الهجمات الفرنسية و الإنجليزية (1680) |
1710 - 1830 | حكم الدايات (18 دايا يتوالون على الحكم) |
أعتبر البحر المتوسط محمية العثمانيين و رجالهم، وكان على القوى الأوروبية دفع ضريبة الإبحار فيه، تفاديا أيضا لأعمال القرصنة.
الولايات المتحدة الأمريكية، والتي فقدت حماية بريطانيا العظمى لها بعد حرب تحريرها، تعرضت سفنها للقرصنة، أين تم بيع ركابها كعبيد، تلى هذا، خلال 1794، مقترح مجلس الشيوخ الأمريكي، دعما للبحرية للقضاء على القرصنة في سواحل المتوسط.
رغم حشد البحرية الأمريكية، عقدت الولايات المتحدة اتفاقية مع داي الجزائر، سنة 1797، تضمن دفع ضريبة قدرها 10 مليون دولار خلال 12 سنة، بشرط عدم قرصنة مراكبها. بلغ سداد ضريبة الولايات المتحدة 20% من مدخولها السنوي سنة 1800.
ألهت الحروب النابوليونية خلال القرن التاسع عشر، اهتمام القوى البحرية من سحق القرصنة المغاربية. لكن الأمور تغيرت بحلول السلام في أوروبا سنة 1815، حيث وجدت الجزائر نفسها في حروب مع اسبانيا، هولندا، بروسيا، الدانمارك، روسيا، و نابولي الايطالية. خلال نفس السنة، في مارس، سمح مجلس الشيوخ الأمريكي بهجوم ضد بلاد القراصنة المغاربية.
أرسل العميد البحري ستيفن ديكاتور مع أسطول من 10 قطع، لحماية السفن الأمريكية، كذلك لردع نهائي للقرصنة. بعد مسكه عددا من القراصنة، توجه قاصدا سواحل الجزائر، أين هددها بالنار، آخذا بعدها، ضمانات الداي، بعدم أخذ ضرائب بعدها، تحرير الأسرى بدون فدية، و الالتزام بحماية السفن الأمريكية. بعدها بفترة محدودة، و حين قصد ديكاتور تونس، ألغى الداي وعوده السابقة.
بعدها بسنة، تشكلت وحدة هولندية بريطانية، بقيادة الأدميرال البريطاني، فيكونت إكسموث، قنبلت الجزائر ل 9 ساعات، شارك ضدها، جمع القراصنة المتواجدة أثناء القصف [3].
كان هذا، آخر عهد القرصنة في الجزائر، حيث تخلى الدايات عن استعباد المسيحيين، كما التزموا بحماية السفن الغربية للقوى البحرية العظمى.
.
احتلت فرنسا الجزائر عام 1830م وبدأت في السيطرة على أراضيها، في 8 سبتمبر 1830 أعلنت كافة الأراضي الأميرية وأراضي الأتراك الجزائريين على أنها أملاك للدولة الفرنسية.
في 1 مارس 1833 صدر قانون يسمح بنزع ملكية الأراضي التي لا توجد مستندات لحيازتها، كما نشرت مراسيم ساعدت الفرنسيين على السيطرة على أملاك الأوقاف وتم السيطرة على الأراضي على نطاق شامل مثل مرسوم 24 ديسمبر عام 1870 الذي يسمح للمستوطنين الاوروبيين بتوسيع نفوذهم إلى المناطق التي يسكنها الجزائريين و إلغاء المكاتب العربية في المناطق الخاضعة للحكم المدني.
واجه الفرنسيون عدة ثورات في توغلها للداخل، وكانت أهمها بقيادة الأمير عبد القادر الجزائري حتى عام 1847م.
اقرأ أيضا: ثورات الجزائر ضد فرنسا في القرن 19.
شجعت فرنسا الأوربيين على الإستيطان والإستيلاء على أراضي الجزائريين المسلمين و حررت قوانين و قرارت تساعدهم على تحقيق ذلك.من بين هذه القرارت و القوانين قرار سبتمبر 1830 الذي ينص على مصادرة أراضي السلمين المنحدرين من أصول تركية و كذلك قرار أكتوبر 1845 الظالم الذي يجرد كل من شارك في المقاومة أو رفع السلاح أو اتخذ موقفا عدائيا من الفرنسيين و أعوانهم أو ساعد أعداءهم من قريب أو بعيد من أرضه. وقاموا بنشاط زراعي وإقتصادي مكثف، حاول الفرنسيون أيضا صبغ الجزائر بالصبغة الفرنسية والثقافة الفرنسية وجعلت اللغة الفرنسية اللغة الرسمية ولغة التعليم بدل اللغة العربية.
حول الفرنسيون الجزائر إلى مقاطعة مكملة لمقاطعات فرنسا ، نزح أكثر من مليون مستوطن (فرنسيون، إيطاليون، إسبان ...) من الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط لفلاحة السهل الساحلي الجزائري واحتلّوا الأجزاء المهمة من مدن الجزائر.
كما اعتبرت فرنسا كل المواطنين ذوي الاصول الأوروبية (واليهود أيضا) مواطنين فرنسيين كاملي الحقوق، لهم حق في التمثيل في البرلمان، بينما أخضع السكان العرب والبربر المحليون (عرفوا باسم الأهالي) إلى نظام تفرقة عنصرية.
ارتبط العصر الحديث في الجزائر بعلاقة عنيفة مع فرنسا، كونها أرادت ضم البلد للوطن الأم.
التاريخ | الأحداث |
---|---|
1912 | تأسيس حركة الشبيبة الجزائرية بقيادة الأمير خالد و تأسيس جمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا بالجزائر |
1926 | تأسيس نجم شمال إفريقيا بقيادة أحمد مصالي الحاج |
1927 | تأسيس جمعية الطلبة المسلمين الشمال إفريقيين بباريس. |
1931 | تأسيس جمعية العلماء المسلمين من طرف الشيخ عبد الحميد بن باديس |
1937 | تأسيس حزب الشعب الجزائري من طرف الحاج أحمد مصالي بالجزائر |
1943 | بيان الشعب الجزائري يعرض على الحلفاء من طرف فرحات عباس حيث ينادي بالمساواة بين المسلمين و الأوربيين |
8 ماي 1945 | مجازر 8 ماي 1945 بسطيف، قالمة و خراطة، 45.000 قتيل |
1946 | فرحات عباس يؤسس الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري . الحاج أحمد مصالي الحاج يؤسس حركة انتصار الحريات الديمقراطية |
1947 | الحاج أحمد مصالي الحاج يأسس المنظمة الخاصة |
الفاتح نوفمبر 1954 | اندلاع الثورة الجزائرية |
طالبت الحركة الوطنية الناضجة بالمساواة مع الأوربيين أولا، ثم تحولت، لتطالب بالإستقلال الجذري بعد الحرب العالمية الأولي عام 1918.
أثناء الحرب العالمية الثانية نظم الوطنيون صفوفهم للمقاومة التي ظلت مستمرة، فيما سمي حرب الجزائر حتى الإستقلال 1962.
.
اقرأ: ثورة نوفمبر 1954
سنة 1954، أعلنت جبهة التحرير الوطني (FLN) بدأ الثورة الجزائرية و بالضبط في (جبال الأوراس) بولاية (باتنة).
نظرا لطبيعة البلاد والقوة المستعمرة طبق قادة الجبهة تكتيك حرب العصابات ضد القوة المحتلة، و بعد أكثر من 7 سنين من المعارك والحروب في الحواضر و الأرياف وتقديم مليون ونصف المليون من الشهداء، (وخمسة ملايين من الشهداء منذ بدء الاستعمار سنة 1830 حتى اندلاع ثورة التحرير) نجح الثوار في إخراج الفرنسيين من البلاد، واستقلت الجزائر سنة 1962 م.
التاريخ | الأحداث |
---|---|
20 أوت 1956 | مؤتمر الصومام، واستحداث المجلس الوطني للثورة و اللجنة التنظيمية التنفيذية |
1957 | القضية الجزائرية تسجل في جدول أعمال جمعية الأمم المتحدة |
سبتمبر 1958 | تأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة تحت رئاسة فرحات عباس |
1961 | يوسف بن خدة يترأس الحكومة الجزائرية المؤقتة |
18 مارس 1962 | توقيع اتفاقيات إفيان |
19 مارس 1962 | إعلان توقيف القتال |
أبريل 1962 | تنصيب الهيئة التنفيذية المؤقتة ببومرداس |
1 يوليو 1962 | استفتاء حول استقلال الجزائر (99.7 % ينتخبون لصالح الاستقلال) |
5 يوليو 1962 | الإعلان عن استقلال الجزائر |
تصارع المجاهدون بعدها في نزاع السلطة، و مالت أخيرا لجماعة وجدة و جيش الحدود.
أول رؤساء الجزائر، أحمد بن بلة (و أحد قادة جبهة التحرير)، عزل بانقلاب عسكري من قبل حليفه السابق ووزير دفاعه، هواري بومدين في 1965 م. تمتّعت البلاد تحت النظام الإشتراكي الستاليني للحزب الواحد بـ 25 سنة من الاستقرار الهش.
في التسعينيات، دخلت الجزائر دوامة العنف بعد أن تدخل الجيش ليمنع الحزب السياسي الإسلامي "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" من تولي السلطة، في أول انتخابات تعددية تعرفها البلاد.
قتل أكثر من 100,000 شخص، أغلبهم من المدنيين، حين تبنت عدة مجموعات مسلحة اسلامية هذه العمليات (الجماعة الإسلامية المسلحة وغيرها).
.
هوامش
découverte, 2007