الرئيسيةبحث

جيجل

جيجل هي مدينة ساحلية تقع شرق الجزائر، يعود تاريخ إنشائها إلى القرن السادس قبل الميلاد حسب أرجح الروايات التاريخية. ويعزو المؤرخون بناءها إلى الفينيقيين الذين اتخذوها مركزاً تجارياً ومرفأ آمناً على الساحل الشمالي لغرب المتوسط. ومن الآثار التي تدل على الوجود الفينيقي بالمدينة مقبرة في قمة صخرية تسمى الرابطة بالجهة الشمالية الغربية لمدينة جيجل ما تزال تحتفظ بمجموعة من القبور المحفورة في الصخر. والموقع مصنف ضمن المعالم الأثرية.

فهرس

الحقبة الرومانية

أعيد بناء جيجل في الفترة الرومانية وفق التخطيط الروماني. وقد أشارت المصادر إلى أن ساكنيها كانوا من الفرقة السابعة أو قدماء المحاربين الرومان. ومعلوم أيضاً أنها ضمت إلى موريتانيا القيصرية في بداية التقسيم الإداري لشمال أفريقيا ثم الحقت بموريتانيا السطيفية في عهد ديوقلتيانوس. يقال أنها ضمن المناطق التي شملتها ثورة الزعيم الافريقي تكفاريناس. وبالمقابل، وأثناء انتفاضة فيرموس عام 342م، تمكن القائد الروماني ثيودوسيوس من إنزال قواته بميناء جيجل لمواجهة هذه الانتفاضة.

الحقبة الاسلامية

في عام 641م، حلت فرقة عسكرية إسلامية بمدينة جيجل قادمة إليها من القيروان في تونس، أما المتعارف عليه بالنسبة لتاريخ المغرب الاسلامي، فان المنطقة احتضنت الدعوة الشعبية الفاطمية بقيادة أبي عبد الله الداعي. كما تشير المصادر إلى أن الكتاميين بعدها انتقلوا مع الفاطميين إلى مصر وبنوا القاهرة وجامعها الأزهر.

النورمانديين و الجنويون

عرف ميناء المدينة مع الحماديين نشاطاً تجارياً نشطاً تشير إليه بعض المصادر، بينما في بعضها الآخر تذكر أن المدينة وخلال الفترة الحمادية كانت تحت سيطرة النصارى النورمانديين، حيث هدمها وخربها أمير البحر روجر الصقلي عام 1143 م. إلا أنه أشير إلى وجود قصر النزهة للأمير الحمادي عبد العزيز وُجِدَ على جبل إيوف المطل على المدينة، مما يثبت الوجود الحمادي بمدينة جيجل.

احتل الجنويون مدينة جيجل عام 1240م، واتخذوا منها مرفأ تجارياً على الساحل الافريقي وأقاموا فيها حامية لهم. وقد قيل أن مدينة جيجل كانت أكبر سوق لبيع العبيد على عهد الجنويين. وكان بها لكل مدينة ايطالية دكاكينها وحوانيتها، كمدينتي بيزا والبندقية اللتين كثيراً ما ارتبط نشاطهما التجاري مع مدينة جيجل.

غير انه كان للوجود الجنوي تأثيراً كبيراً على ساكني المدينة والمنطقة ككل، تأثير تجلى أكثر على ذا «ة» المستوى اللغوي والحرفي، حيث ما يزال سكان المدينة حالياً ينطقون في لهجتهم، الحرف الاصل الايطالي كأن يقال: «التاريخ دي». وما يزالون كذلك يمارسون نشاطاً بحرياً مرتبطين في غالب الاحيان بالبحر. ويظهر هذا التأثير الايطالي بنوع خاص في لباس البحارة الفضفاض. اعتبرت المدينة أول عاصمة للجزائر في العصر الحديث إلى غاية عام 1524 م، بعدما تحول مركز القيادة إلى الجزائر العاصمة

الحقبة الإستعمارية

وبالنسبة لتاريخ المنطقة في العهد الإستعماري فقد بدأ عام 1839م أي بعد تسع سنوات من إحتلال الجزائر العاصمة عام 1830 وخلال فترة التسع سنوات هذه كانت القيادات العشائرية هي التي تتحكم في الأمور بعد خروج العثمانيين ، وأصبحت تحت قيادة أحمد باي أمير بايلك قسنطينة فيما بعد، ولم تحتل المنطقة إلا بعد إحتلال سكيكدة وسقوط قسنطينة. ولقد جاء إحتلالها عن طريق البحر بواسطة حملة مجهزة بأحدث الأسلحة في ذلك العصر، ولكن سكان المنطقة قاموا بمقاومة الإستعمار مقاومة بطولية كبدت الاستعمار الفرنسي الكثير من الخسائر رغم التفاوت البين بين الطرفين، استمرت المقاومة طيلت عشر سنوات متواصلة.

وصلات خارجية