الرئيسيةبحث

الشبك

الشبك
التعداد الكلي ما بين 450 الف حتى 500 الف نسمة
مناطق التواجد المميزة سهل نينوى و المناطق المحيطة شمال العراق.
اللغة شبكي و عربية
الدين إسلام
أنظر أيضا : قائمة أعراق وقوميات العالم

الشبك جماعة قومية في العراق تدين بالدين الإسلامي حوالي 70% منهم وفقاً لمذهب الشيعي و البقية وفقاً للمذهب السني ، تنتشر قراها ومناطقها حول مدينة الموصل وداخلها حيث انهم ينتشرون في حوالي 72 قرية و بلدة في سهل نينوى و ما جاورها، ولها لغة وعادات خاصة تشترك في بعض منها مع السكان الآخرين وتختلف في البعض الآخر. وقد عرف الشبك ضمن أقدم الروايات التاريخية منذ آواخر العهد العباسي في العراق . وأشارت الوثائق العثمانية إليهم كجماعة مستقلة منذ القرن السادس عشر الميلادي. وورد ذكرهم في دائرة المعارف البريطانية والإسلامية.

تعرض الشبك إلى ضغوطات متعددة بسبب إنتماءهم المذهبي لكونهم شيعة والملامح الغير واضحة لإنتمائهم العرقي حيث قامت الحكومة العراقية السابقة في عهد حزب البعث باجبارهم على الاختيار بين القوميتين العربية أو الكردية في التعداد السكاني للسنوات 1977 وسنة1987 .

يعتبر الشبك ظاهره سكانية متميزة في شمال العراق وقد ظهروا لمجموعة عرقية واضحة في القرن السادس عشر الميلادي على خلفية التنافس العثماني - الصفوي في المنطقة . ومؤخراً بدا نوع من الابهام والغموض يطغى على هذه المجموعة العرقيه ضمن التباين العرقي في المنطقة ولقد ظهر الاهتمام بها مؤخراً بسبب السياسات التفكيكية للتجانس والتناغم العرقيين من قبل الحكومة العراقية خلال عقدي السبعينات والثمانينيات من القرن الماضي .

هناك القليل من المعلومات عن الشبك ذلك العرقيه المتباينه والمنتشرة سهل نينوى والممتدة من منطقتي تل عفر والموصل مروراً بكركوك إلى خانفين وما حولها . وهذه التجمعات العرقيه كالشبك والباجلان والصارليه والكاكآئية وأهل الحق وكذلك اليزيديه تشترك في موروث ديني خاص يتصف بتفاوت المراتب بين رجال الدين للطائفة الواحده وهذا التخصص الديني الذي يمّيز رجال الدين عن سواهم يعتبر العامل الاسلاس للترابط القائم للافراد ضم كل مجموعه من هذه المجاميع. وبهذا الشكل يظهر التشابه بين هذه المجموعات وبين الطائفة المعروفة بالصوفية على الرغم من ان معتقداتهم وطرائق ممارساتهم للشعائر الدينية تعتبر مزيجاً من معتقد الاسلام ومعتقدات ما قبل الاسلام وما عدا اليزيديه الذين يتكلمون اللهجة الكرمانجيه أوالباديذانيه الكرديه قام كل مجموعة من هذه المجاميع تتميز بلهجتها الملحية الخاصة بها وأغلها يتحدث بلهجة ترتبط بشكل أو آخر باللهجتين الكَورانيه او الهورمانيه أو لهجة ماجو ( بتضخيم الجيم ) كما هو الحال بالنسبة للشبك وكما يسميها أصحابها والناطقين بها وعلى الرغم من ذلك فأن التباين في المعتقدات الدينية واللهجات الملحيه من جهة وعلاقة هذه التجمعات ببعضها من جهة اخرى لم يثر الاهتمام الذي يستحق لدى اغلب الباحثين ولم يتم ف يهذا البحث التركيز على تاريخ وجغرافيا الشبك ولكن على نموّهم الحديث والتغيرات التي حصلت لتركيبة الشبك الاجتماعية وخاصة تحت التأثير الدامي للسياسات اللاحقة للحكومة العراقية وكذلك على التباين الحاصل في اللهجة التي يتكلمون بها . وتبقى المعلومات المستقاة هنا غير عكتمله لأسباب عديدة وان كان ذلك لا ينفي وجوب الاهتمام الحالي بالشبك ويظل الأمل ان يتوسع البحث ويمتد التمحيص في هذا الأمر في المستقبل القريب .

فهرس

خلفية تاريخية

ان الكثير من الغموض لا زال يحيط بتاريخ الشبك لانهم ناكروا الاصل ولعل السبب في ذلك هو نشؤوهم اصلاً في مناطق خارج المراكز الرئيسية للعالم الاسلامي وقد حاول الكثير من الباحثين ربط اصول الشبك وغيرهم من التجمعات العرقيه الصغيرة في شرق تركيا الحالية وشمال العراق وغرب إيران بعصور ما قبل الاسلام ولكن ظهورهم كمجموعات عرقيّة متميّزة يجب ان ينظر اليه على خلفية الفترات المضطرب بين غزو المغول وتوطّد الامبراطوريتين العثمانية والصفويه بين القرنين الثالث عشر والسابع عشر الميلاديين وهذه الفترات تميزت بغياب الاستقرار السياسي وسرعة تعاقب السلالت الحاكمه والفراغ النسبي للقوة في ارجاء عديدة من مناطق النفوذ ولذلك وعلى المستوى المحلّي فقد ظهرتْ مجاميع بشرية اتصّفت بتمايز عرقي وديني ولغوي وهذه الظروف هيأت المناخ الخصب لظهور اشكال لتنظيمات اجتماعية جديده وتفتح معتقدات دينية مختلفة .

ولقد كانت القبائل التركيه التي ابتدأت الدخول إلى المنطقة في القرن العاشر الميلادي سنيّة المذهب ومشيّعه بروح الجهاد على الرغم من كون معتقداتها الدينية الحقيقية هي عبارة عن خليط من مبادئ الاسلام وشعائر سكان آسيا الوسطى مع نفحات من الديانة المسيحية ولقد كان هناك اختلاط تام بين هذه القبائل وبين فلاّحي الاناضول المسيحيين الا ان الآخريين سارعوا إلى الانخراط تحت مظلّة المعتقدات الاسلامية لهذه القبائل وقد وجد باحثون عددون ان كثيراً من المعتقدات المسيحية لفلاحي الاناضول قد تسربت إلى معتقدات هؤلاء الغزاة والكثير منها يعود بأصله إلى المذهب البولصي وليس إلى الكنيسه البيزنطيه في ذلك العصر والكثير من هذه المعتقدات لا تزال تجد صدى لها في شعائر بعض الطرق الصوفيه وكذلك الشبك والكاكآئيه وهناك باحثون آخرون يرون التوازي بين ديانة أهل الحق والمتصوفة الاتراك من جهة وديانات ما قبل الاسلام لدى اتراك آسيا الوسطى من جهة أخرى .

طائفة أم قومية

يعتقد البعض ان أفضل ما يمكن وصف الشبك به هو مصطلح الطائفة وليس القومية وقد تكون منحدرة من عرق واحد أو اعراق متعددة وذلك اعتماداً على التمايز اللغوي وليس اختلاف المعتمد الديني . وقد لوحظ تقليدياً ان الشبك استوطنوا قرى صغيرة شرق الموصل تمتد حتى اسكي كلك على الضفة الغربية لنهر الزاب الكبير وقد جاوروا بشكل مباشر قرى مسيحية وأخرى تقطنها قبائل الباجلان واختلطوا بالباجلان اختلاطاً مباشراً بحيث سكنوا قرى مشتركة في كثير من الاحيان وكذلك جاوروا التركمان والعرب والى الشمال قليلاً اليزيدية كذلك . ان اعتبار الشبك طائفه وليست قوميه لهو الخطاء بعينه لان الشبك ينتمون الي أكثر من مذهب طائفي فمنهم السني والشيعي وعندما يطلق علي مجموعه طائفه فاذن هناك تجانس او انهم من طائفه واحده وهنا وقع أكثر الباحثين في الخطاء حيثوا اعتبروا الشبك طائفه واكثر من ذهب الي هذا الاعتقاد هم الكتاب الكرد وذالك لاعطاء الشبك صيغه الطائفه وليس القوميه وذالك لاسباب سياسيه الغايه منها السيطره علي منطقه الشبك لما ما يمتاز منطقه الشبك بخصوبه الاراضي وسهولها المتراميه وخصوبه اراضيها ولقله الاراضي الزراعيه الاستراتيجيه في منطقه كردستان لوعوره اراضيها وكما ان هناك سبب اخر هو اعتبار منطقه الشبك منطقه المواجهه العسكريه الممكن وقوعها مع العرب في المستقبل القريب او البعيد ولتكون اراضي كردستان بعيده عن ساحه الحرب .


ومن الصعوبة الوصول إلى الاعداد الحقيقية للشبك في الوقت الحاضر لغياب أي احصاء حديث موثّق عنهم ولعل رقم 100،000 نسمة يقترب من الصحة وهم موزعون على حوالي 60 قرية متفرقة إلى جانب بضعة آلاف يسكنون مدينة الموصل نفسها وقد اوردت الحكومة العراقية اعدادهم ضمن الاحصاء السكاني لعام 1960 فبلغت بهم 15،000 نسمة ضمن 35 قرية على أن الانكليز اوردوارقماً يقارب 10،000 نسمة سنة 1925 . وقد شاب اغلب الدراسات السكانية الحديثة عن الشبك بعض الابهام والغموض فأحد الباحثين الاجانب وهو Rich قد ذكر ان سكان القرى الواقعة على طريق اربيل ـ الموصل والتي مر بها سنة 1836 هم روزبان وباجلان ذوات الاصل الكردي وان كانتا هاتين العشيرتين وثيقتي الصلة بالشبك ولكنه لم يذكر أي شيء عن لهجتهم المحلية أو معتقداتهم الدينية وذكر باحث آخر هو اوستن هنري ليارد والذي أمضى فترة طويلة في نقيبات في منطقة الشبك ذكر انهم ينحدرون من سلالات كردية عاشت في إيران وقد تمكن باحث آخر من احصاء خمسمائة عائلة شبكية ضمن القبائل القاطنة في ارجاء الامبراطورية العثمانية وذكر ان منهم من التزم المذهب الشيعي في العبادة بينما اعتنق آخرون المذهب السني وذهب آخرون لاعتناق الديانة البابية وكذلك قسم منهم أسمى لنفسه نبياً جديداً هو البير ولكن البير في الحقيقة هو لقب لأعلى مرجع ديني لديهم وفي جميع الاحوال اعتبر جميع هؤلاء الباحثين الشبك وجيرانهم الاقربون الباجلان ، اعتبروهم اكراداً بالاصل .

أما الدراسات العربية فقد نحتْ في أغلب الاحيان إلى رد اصول الشبك للتركمان وأورد السيد أحمد الصراف على سبيل المثال الوجود الشبكي على خلفية الطريقة البكتاشية ـ القزلباشية وحاول دعم الرؤية القائلة بان قدومهم إلى شمال العراق توافق مع الحملة الصفوية على العراق ولم يعتبر ان الشبك ينحدرون عن اصول كردية لأنهم حسب رأيه يتكلمون لغة اخرى تختلف عن اللغة الكردية وتعتبر مزيجاً من اللغات الفارسية والعربية والكردية وان المفردات التركية هي الغالبة عليها .

من غير الواضح على وجه اليقين متى ظهر الشبك كمجموعة عرقية متميّزة وما هي خلفية اعراقهم وكذلك لا يزال الابهام يلف العلاقة بين الشبك والباجلان ( والذين يُسمون احياناً البيجوان ) الساكنين في وادي نهر الخوصر شمال الموصل وقد ميز الباحث سايكس سنة 1908 بين هاتين المجموعتين واستطاع ان يحصي ثمانمائة عائلة للبيجوانية تتكلم جميعها خليط من اللغتين العربية والكردية أما الباحث مكنزي سنة 1958 فيرى ان اسمي الشبك والبيجوان أو الباجلان هما صنوان لمجموعة عرقية واحدة تسمى نفسها الشبك ويسميها جيرانها العرب بيجوان ومما لاشك فيه ان المجموعتين جد متقاربتيين ولكن هناك ما يدعو للفصل بينهما ففي حين ان لهجة الباجلان قريبة جداً من لهجة الشبك فان الباجلان انتظموا في عشائر معروفة بخلاف اشلبك واتبعوا المذهب السني بعكس الشبك الذين انتظم اغلبهم في اتباع المذهب الشيعي الاثني عشري ولذلك ثمة مايدعو للاعتقاد ان الباجلان هم منظومة قبليّة ضمن المجتمع الشبكي ولعل أكثر ما يدل على الاصول المتعددة التي انحدر الشبك عنها هو تسميتهم هذه والتي تعني بالعربية الاختلاط وتعني كذلك احتمال انحدارهم من أكثر من مجموعة عرقية ضمن الاعراق المتعددة في المنطقة ولكن الأمر لا يبدو كذلك للقوميين العرب أو الأكراد أو التركمان حيث يحاول كلاً منهم ربط اصول الشبك بقومية واحدة وعرق مفرد كأن يكونوا باجمعهم عرباً أو اكراداً أو تركماناً او فرساً .

المعتقدات الدينية

وعلى الرغم من ان المعتقدات الدينية للشبك هي مما يمكن مقارنته بسواها من المعتقدات الدينية لطوائف عدة وخاصة الطريقة القزلباشية الا ان الحقيقة ليست بهذه السهولة وقد حاول الباحث بنفسه الحديث إلى من قابلهم من الشبك وكانوا جميعاً عازفون عن الخوض في تفاصيل معتقدهم الديني وكانوا يكتفون بالاجابة بانهم مسلمون وحسب ومع ذلك يبدو ان تنظيمهم الاجتماعي يقترب من مراتب الطرق الصوفية حيث يسمى رجل الدين الناشئ " المريد " وهو يرتبط روحياً بشخص اعلى منه مرتبة يمسى "المرشد " وهنالك عدة مراتب للمشردين وهم جميعاً يرتبطون بمرجع اعلى يسمى " البير " ومن الناحية النظرية يحق للأفراد تزكية احده واختياره لمنصب البير ولكن عمليا تم توارث هذا المنصب بين عوائل معينة على مدى عقود من الزمن وبذلك تمكن نوع من التماسك للنسيج الاجتماعي في مجتمع يفتقر اصلاً لمقومات الترابط المتين سواء على اساس قبلي أو مذهبي أو عرقي وقد أقام الشبك علاقات وطيدة مع اليزيدية وكان الكثيرون منهم يحجّون إلى مراقدهم وهذا يبدد الانطباع السائد ان اليزيدية هم سنة غلاة ووريثوا العداء لكل ما هو شيعي.

وماعدا هؤلاء الزعماء الدينيون فقد ارتبط الشبك في شؤونهم اليومية بمرجعين آخرين ففي العراق الملكي عمل أكثر الشبك في قراهم كمزارعين لأراضي يملكها أبناء عوائل في مدينة الموصل ارتبط بهم لقب السادة وهو لقب يضفي على صاحبه مسحة دينية وهؤلاء الملاك أتي بهم ايام السلطنة العثمانية من الحجاز والكوفة ومنحت لهم الأراضي ليقوموا بالمقابل على خدمة السلطة واصبح هؤلاء الملاّك بحكم موقعهم واحتكاكهم اليومي بالشبك من ناحية وافراد الحكم العثماني في الموصل من ناحية اخرى ، اصبحوا الوسيط الذي يساعد الشبك في تسويق منتوجاتهم الزراعية ف يمدينة الموصل وكذلك ففي النزاعات التي قد تحصل بين الشبك وبين اركان الحكم في الموصل بين الحين والآخر وبالاضافة لهذه المرجعية المدينية ( نسبة إلى مدينة الموصل ) فقد تولدّت مرجعية اخرى للشبك هي من بعض مواطني الشبك انفسهم والذين استطاعوا ان يرتقوا اجتماعياً إما بامتلاك الثروات أو باستكمال مراحل عالية من التعليم والانخراط في وظائف مدنيّة أو عسكرية مرموقة .. هؤلاء استوطنوا مدينة الموصل نفسها وتأثروا بالتيار العروبي السائد فيها وحاولوا لعب دور السادة في حل النزاعات بين الشبك وانفسهم وبين اشلبك وجيرانهم . الا ان تأثيرهم وتنظيمهم كان أقل درجة من الملاّك السادة .

وحين هبت رياح التغيير على العراق وصدور قوانين الاصلاح الزراعي بين عالي 1958 و 1963 إستطاع الكثير من الشبك ان يتملكوا الاراضي التي كانوا يزرعونها وانتقل بعضهم للاستقرار في مدينة الموصل وعمل آخرون في مصانعها وبسبب هذه الدرجة من التحرر الاقتصادي ضعفت الروابط التقليدية بين الشبك وملاّ الاراضي في مدينة الموصل من جهة وبين الشبك كمجتمع متجانس ومتكاثف من جهة اخرى ومع ذلك ظلّ الكثير من الشبك يعتمدون على سادة الموصل في تسويق منتجاتهم الزراعية ومواشيهم الحيوانية وخاصة الاغنام التي برعوا في تربيتها . وبشكل عام اخذ النسيج الاجتماعي للشبك يتهاوى نتيجة انتقال الكثير منهم للسكن في مدينة الموصل ومدن المناطق الكردية وحتى العاصمة بغداد وانخرط الكثير منهم ضمن القوات العراقية المسلحة مما اكسبهم رقياً اجتماعيا وبدّد بعض الشيء السمعة التقليدية التي اشيعت عنهم كونهم ضعاف الهمّة وقليلي التمرّس في القتال .

الشبك في عهد النظام البائد

وجد الشبك انفسهم في النزاع بين حكومة حزب البعث وبين الحركة الكردية بزعامة مصطفى بارزاني ولكنهم لم ينحازوا بشكل جماعي لايّاً من الطرفيين لانهم جبناء وغير مستعدين للموت لانهم نزعو لباسهم من الخوف وقد حاولت الحكومة العراقية اقناعهم بانهم عرباً وليسوا اكرادا ً ولكن في نهاية المطاف تولدّت القناعة لدى الحكومة بان مسعاها لضم الشبك لم يكلّل بالنجاح وفي نهاية صيف 1988 أمرت بتفريغ قرى الشبك من سكانها وهدم منازلهم وترحيلهم وكان السبب الحقيقي لذلك هو اعلان الشبك انهم اكراداً وليس عرباً .

هنالك ما يشير إلى ان 22 قرية على الأقل قد تم تدميرها جزئياً أو كليا ومن هذ القرى تم ترحيل 3000 عائلة إلى مجمعات سكنية حديثة المنشأ في سهل حرير بمحافظة اربيل وكذلك إلى منطقة بازيان ومنطقة جمجمال التابعة لمدينة كركوك ولكن في خريف سنة 1990 سُمح لأغلبهم بالعودة إلى أماكن سكناهم الأصلية بعد ان اعلن بعض زعمائهم انهم عرب وليسوا اكراداً ويعتقد البعض ان السبب الحقيقي الذي دعا الحكومة العراقية إلى السماح بعودتهم مرة اخرى هوان العراق واجه في تلك المرحلة العقوبات الاقتصادية التي اعقبت حرب الخليج الثانية.

الاساس الاداري الذي تم الاستناد اليه في ترحيل الشبك من قراهم بعد اعلانهم الكردية بدل العربية قومية لهم هو الاحصاء السكاني الذي اجرته الحكومة العراقية في شهر تشرين الأول سنة 1987 وفي هذا الاحصاء خُيّر مواطني العراق كافة تحديد قوميتهم بالعربية أو الكردية فقط دون السماح بخيارات اخرى تعتمد على الاسس الدينية أو اللغوية وبذلك لم يأت أي ذكر لمجاميع عديدة اخرى كالتركمان والآشوريون وسواهم .


الشبك قوم الطيبة والجمال

الشبك هم مجموعة من العشائر العراقية التي تقع قراها إلى الشمال والشمال الشرقي من مدينة الموصل. ويرجح البعض من الباحثين نسبة الشبك إلى إيران ، بسبب تقارب المفردات المستعملة في اللغة الشبكية من اللغة الفارسية إلى حد كبير ، وتنقسم طوائفهم الدينية إلى سنية وشيعية ، في حين يرجح آخرون نسبتم إلى تركمانستان وآخرون إلى تركيا. ويأتي هذا الاختلاف والغموض في اصل الشبك إلى تجاهل الحكومات الدكتاتورية المتعاقبة بعد سقوط النظام الملكي لهذه الفئة الاجتماعية التي تتمتع بمميزات اجتماعية خاصة ، ثم محاولة النظام البعثي طمس الهوية الشبكية من خلال تزوير الوثائق الرسمية وفرض القومية العربية عليهم ، ونسبهم إلى أسماء عشائر عربية ، ومن جهة أخرى محاولة الاكراد إذابتهم في المجتمع الكردي بعد سقوط النظام البعثي تمهيدا لضم مناطقهم إلى إقليم كردستان. وما يرجح القول بإيرانية الشبك أن بعض الباحثين يعتقدون بظهور الشبك مع الغزوة الشهيرة لنادر شاه الصفوي لمدينة الموصل في القرن الثامن حيث طوق بجيشه المناطق الشرقية والشمالية الشرقية بما يشبه قوس النار حول المدينة سعياً لاختراقها ودخولها. ونتيجة الحصار الطويل الذي فرضه على المدينة والذي فشل بسبب مقاومة أبنائها بتمتينهم لسور المدينة ، قام الجيش (الصفوي) ببناء البيوت الطينية ، وظهرت القرى الشبكية منذ ذاك الوقت في تلك المناطق وما زال الشبك يسكنونها حتى اليوم. وما يؤيد هذا الرأي أيضاً أن الشبك ينقسمون إلى شيعة وسنة وذلك لان الايرانيين بدأوا في اعتناق المذهب الشيعي في ذاك الوقت بسبب فتوى اعتناق هذا المذهب لضرورة التصدي لخطر الامبراطورية العثمانية في حين بقي البعض منهم سنياً. وما يرجح هذا الرأي أيضاً أن جميع الشبك (بلا استثناء) ليست لديهم أية معلومات أو وثائق تظهر جدهم الخامس مهما حاول البعض منهم إضافة أسماء أخرى أو نسبها إليهم ، ما يدل على أن هناك مؤامرة تاريخية لطمس هويتهم القومية والثقافية الاصيلة وهي الفارسية أو الايرانية التي هي من اعرق الاصول التي عرفها الشرق الاوسط. وإذا ما تمت إضافة الاعمار الافتراضية لاربعة آباء (الاب زائداً ثلاثة جدود) ، فإن عدد السنوات يقترب كثيرا من الفترة التي غزا فيها شاه بك بجيشة مدينة الموصل. وربما يمكن العثور على هذه من المصادر الايرانية او التركية التي يمكن لها ان تزيل هذا الغموض التاريخي. والمضحك المبكي في الامر أن الشبك يدفعون ثمن محاولات الاخرين طمس هويتهم فيحاول البعض من العرب والاكراد تعريبهم او تكريدهم وتزوير وثائقهم التاريخية ، ومن ثم يتهمونهم بقلة الاصل. ولهذا بدأ الوعي القومي لدى الشبك للتمسك بهويتهم والمحافظة على تقاليدهم وتراثهم. وعلى مدى تاريخ ظهور الشبك في المناطق المحيطة بالموصل كان الشبكي يحاول اخفاء هويته امام الموصلي الذي عادة ما يحاول الاعتداء عليه والتقليل من شأنه لكونه عنصرا اجتماعيا يهدد هوية المدينة. وحين بدأ الشبكيون يقطنون الموصل ويذوبون في مجتمعه - شأنهم في ذلك شأن الاقليات العراقية الاخرى - ظهرت منهم فئات اجتماعية حصلت على شهادات اكاديمية راقية وتسنمت مناصب تعليمية وادارية وثقافية ، واثبتت كفاءتها وولاءها العراقي العالي ، بدأ الموصليون يغيرون نظرتهم إلى الشبك ، وبدأت مظاهر الاندماج الاجتماعي تتعمق بين العرب والشبك حيث اصبحت المرأة الشبكية معروفة بالجمال والنظام والالتزام العالي بالاسرة كون الاسرة الشبكية متدينة ومحافظة محافظة. بقي أن أقول أن ما حدا بالكثير من الشبك إلى تغيير قوميتهم إلى الكردية ابان الثمانينات جاء نتيجة استشهاد الكثير من ابنائهم في الحرب العراقية الايرانية التي كان الجميع يحاول الهرب منها مهما كان الثمن ، وكان قرار النظام الدكتاتوري آنذاك بإعفاء الاكراد من الالتحاق بالجبهة السبب الوحيد لتغيير قوميتهم من (عرب) إلى (أكراد)! وهذا ما يوضح عدم اعتراف الشبك بانتمائهم لأي من القوميتين.