رودريك بورجا (1 جانفي 1431، كزاتيفا، إسبانيا - 18 أوت 1503م) يصير اسمه رودريغو بورجيا، بعد وصوله لإيطاليا، انتخب كبابا، باسم ألكسندر السادس، من 1492 إلى 1503.
ولد لأسرة نبيلة، من مملكة فالنسيا، كان ابن الأخ، والإبن المتبني للبابا كاليكست الثالث (ألفونس بورجيا).
فهرس |
أرسل البابا في 21 يوليو 1495 رسالة إلى سافونارولا ، و بعد أن أعرب فيها عن تقديره لعمله nella vigna del Signore ، دعاه إلى روما . بطبيعة الحال رفض سافونارولا برسالة رد في 31 يوليو السفر إلى روما ، معللا ذلك بأسباب صحية واعدا بلقاء في المستقبل ، و في هذه الأثناء أطلق كتيباً لابد أن البابا استنتج من خلاله أطروحاته : Compendio di rivelazioni نُشر في فلورنسا في الثامن عشر من أغسطس .
رد البابا في 8 سبتمبر برسالة أخرى اتهمه فيها بالهرطقة و النبوءات الكاذبة ، و أعفاه من كل منصب و إحالة وظائفه إلى النائب العام للمجمع اللومباردي سيباستيانو مادجي . رد سافونارولا 30 سبتمبر رفضا كل الاتهامات و رفضا ان يوضع تحت تصرف نائب المجمع ، الذي يعتبر خصمه و متوقعا أن البابا نفسه سيبرئه من أي اتهام ، في 11 أكتوبر اتهم من المنبر الغاضبين (Arrabbiati) بالتآمر مع البابا لتدميره . برسالة أخرى علق ألكسندر السادس في 16 أكتوبر الأوامر السابقة و اقتصرها على منعه من إلقاء المواعظ ، في انتظار قرارات ستتخذ مستقبلا .
أطاع سافونارولا الأمر ولكن لم يبقى مكتوف الأيدي : 24 أكتوبر نشر (Operetta sopra i Dieci Comandamenti) و انهمك في تأليف (De simplicitate christianae vitae')' . في ديسمبر ظهر "رسالة إلى صديق" (Epistola a un amico) رد خلاله على إتهامه بالهرطقة و دافع عن الإصلاحات السياسية الحادثة في فلونسا . في غضون ذلك ضغطت السيادة على البابا للسماح لجيرولامو بالوعظ : خروجه على الجماهير كان أمرا لا بد منه للتصدي لهجمات الغاضبين ضد الحكومة و الرهبان ، المتهمين بالمسؤولية عن خسارة بيزا.
و يبدو أن الإذن قد وصل من ألكسندر السادس شفويا إلى الكاردينال كارافا و مندوب الفلورنسي ريتشاردو بيكي ، على أي حال ، في 16 فبراير عام 1496 وبعد أن رافقه إلى الكاتدرائية حشد في موكب من 15000 شخص ، صعد جيرولامو على منبر سانتا ماريا ديل فيوري التواريخ ، في الصوم الكبير العظة الأولى لتلك السنة.
طلع متظاهرا بحوار مع الشريك ، و الذي منعه من الوعظ رغم أنه تبرّأ منه .
و في 24 فبراير شن هجوما عنيفا ضد الإدارة البابوية .
لم يكن البابا العدو الخارجي الوحيد لفلورنسا و سافونارولا ، و لكن جميع أطراف العصبة المناهضة لفرنسا ، مثل لودوفيكو سفورزا و الذي كتب له الراهب في 11 أبريل 1496 داعيا إياه للتوبة من خطاياه قبل حلول البلاء .
في أبريل وعظ في براتو في كنيسة سان دومينيكو ، و كالعادة استمع له حشد كبير ، من ضمنهم أهم فلاسفة فلورنسا ذلك الوقت ، الأفلاطوني مارسيليو فيتشني و الأرسطي أليفييرو أردويني ، في نهاية هذا الشهر طبع بفلورنسا آخر مؤلفات جيرولامو Expositio psalmi Qui regis Israel ، حين رفضت الجمهورية اقتراحه للحظر القانوني على الفساتين الكاشفة و أدوات تزين شعر النساء .
في أغسطس ، عرض ألكسندر السادس عليه عبر الدومينيكي لودوفيكو دا فالنيسا -- يزعم آخرون أن المبعوث كان ابن البابا تشيزاري بورجا كاردينال فالنيسا -- تعيينه كاردينالا بشرط التراجع عن انتقاداته للكنيسة و الأمتناع في المستقبل ، وعد جيرولامو بالرد في اليوم التالي ، عند العظة المقامة في صالة المجلس ، بحضور السيادة (Signoria) . بعد تتابع أحداث السنوات الأخيرة ، المتفاقمة تدريجيا ، خرج هاتفاً : "لا أريد قلنسوات ، و لا أريد قبعات تاجية كبيرة كانت أو صغيرة ، أريد ذلك الذي قدمتموه إلى قديسيكم : الموت . قلنسوة حمراء ، و لكن بالدم ، أريدها ".
في 23 أغسطس 1496 كشف لودوفيكو سفورزا بأنه اعترض رسالتين لسافونارولا باتجاه فرنسا ، واحدة إلى شارل الثامن يدعوه فيها للقدوم إلى إيطاليا ، و أخرى إلى نيكولو محذرا إيّاه من مطران اكس ، السفير الفرنسي في فلورنسا ، زاعما غدره بالملك و موقفه العدائي في فلورنسا. يبدو أن الرسالتين مزورتان من قبل لودوفيكو لكسر التحالف الفرنسي - الفلورنسي و التشكيك في جيرولامو ، الذي نفى أن يكون قد كتبهما أبدا.
في 7 فبراير عام 1497 قام و اتباعه بعملية Falò delle vanità (حرق الباطل) . فأرسلوا الصبية من باب إلى باب ، لجمع الأغراض المرتبطة بالإنحلال الأخلاقي : المرايا ، مستحضرات التجميل ، الصور الخليعة ، الكتب الوثنية ، المنحوتات غير الأخلاقية (التي أراد تحويلها إلى تماثيل للقديسين و صور محتشة لمشاهد من الإنجيل) ، طاولات القمار ، قطع الشطرنج ، الأعواد و غيرها من الآلات الموسيقية ، الفساتين الفاخرة ، المجوهرات ، القبعات النسائية ، و الأعمال المنافية للآداب و شعر القديم ، و أحرقت كلها في كومة كبيرة في ساحة السيادة بفلورنسا . فقدت العديد من أعمال عصر النهضة الفنية الفلورنسية بنيران سافونارولا - بما فيها لوحات لبوتيتشيلي و مايكل أنجلو و التي يقال أنها ألقيت في المحرقة من قبل الفنانين أنفسهم ، وان كان البعض يشكك في هذه الإدعاء .
و واصل سافونارولا حملته ضد رذائل الكنيسة ، حتى و لو بمزيد من العنف ، مكونا عداوات كثيرة ، ولكن أيضا معجبين جدد حتى خارج فلورنسا : و تعود لهذه الفترة مراسلة محدودة مع كاتيرينا سفورزا سيدة إيمولا و فورلي و التي طلبت مساعدته الروحية .
سرعان فلورنسا ما تعبت من سافونارولا لاستمرار متاعب المدينة السياسية والاقتصادية ، و حيث أنه بدى لهم أن الرب لم يتدخل ليساعد المدينة ، و أن اليوم الآخر لم يأتي رغم إصرار حكومة المدينة على أن النبوؤة على وشك أن تحدث .
خلال خطبة عيد الصعود في الربع من مايو عام 1497 ، شاغبت عصابات من الشبان ، و تحول الشغب إلى ثورة : رقص و غناء و إعيد فتح الحانات ، و تجرأ الرجال على مقامرة علنا .
في 13 مايو 1497 ، عزل الأب سافونارولا كنسيا من قبل البابا ألكسندر السادس ، و طالب في عام 1498 باعتقاله و اعدامه . لقد جعلته قلة دعم الفرنسي أقلية مقارنة مع حزب ميديشي المتنامي . و في 8 أبريل ، هاجم حشد دير سان ماركو ؛ تلى ذلك صراع دامي ، قتل خلاله العديد من حراس سافونارولا و أنصاره المتدينون : استسلم مع أقرب مساعديه الراهبان دومينيكو دا بيشا و سيلفيسترو . واجه سافونارولا تهما من قبيل الهرطقة و افتراء النبوءات ، والتحريض على الفتنة ، و حتى جرائم أخرى ، تسمى خطايا دينية من جانب بابا بورجي .
خلال الأسابيع القليلة التالية تعرض الثلاثة للتعذيب على المخلعة . و وقّع ثلاثتهم على اعترافات ؛ لقد استثنى التعذيب فقط ذراع سافونارولا اليمنى ، ليكون قادرا على توقيع اعترافه ، و هو ما فعله غالبا قبل 8 مايو . وفي ذلك اليوم أتم كتابة تأملاته عن الترنيمة 50 بعنوان Infelix ego ، الذي ناشد فيه الرحمة من الله لضعفه الجسدي فاعتراف بجرائم يؤمن بأنه لم يرتكبها . و يوم اعدامه في الثالث و العشرون من مايو عام 1498 ، كان ما يزال يعمل على تأمل آخر حول الترنيمة 31 ، بعنوان Tristitia obsedit me .
اقتيد يوم إعدامه خارجا إلى ساحة السيادة إلى جانب دومينيكو دا بيشا و سيلفيسترو . جُرّد الثلاثة شعائريا من أثوابهم الدينية ، أهينوا "كمهرطقين و مرتددين" ، وبالنظر إلى ما يزيد على السلطات العلمانية لتكون احرقت. شنق الثلاثة بحبال على نفس العارضة ؛ و أشعل عليهم نار هائل من أسفل ؛ لقد أعدموا في نفس مكان إقامة "حرق الباطل" . تم إلقاء رماد الثلاثة في نهر أرنو بجوار الجسر العتيق .
فختتم هكذا أوان الجمهورية الفلورنسية .