الوجه السابع
الوجه السابع: قوله: فالعلويات جفنها الفوقاني، والسفليات جفنها التحتاني، والتفرقة البشرية في السفليات أهداب الجفن الفوقاني، والنفس الكلية سوادها، والروح الأعظم بياضها. يقال له: فإذا كان العالم هو هذه العين، فالعين الأخرى أي شيء هي؟ وبقية الأعضاء أين هي؟ هذا لازم قولك: إن عنيت بالعين المتعين، وإن عنيت الذات والنفس وهو ما تعين فيه فقد جعلت نفس السموات والأرض والحيوان والملائكة أبعاضًا من الله، وأجزاء منه، وهذا قول هؤلاء الزنادقة، الفرعونية الاتحادية، الذين أتبعهم الله في الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين.
فيقال له: فعلى هذا لم يخلق الله شيئا، ولا هو رب العالمين؛ لأنه إما أن يخلق نفسه أو غيره، فخلقه لنفسه محال، وهذا معلوم بالبديهة أن الشيء لا يخلق نفسه؛ ولهذا قال تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} [1]، يقول: أخلقوا من غير خالق، أم هم خلقوا أنفسهم؟
ولهذا قال جبير بن مطعم: لما سمعت النبي ﷺ يقرأ هذه الآية، أحسست بفؤادي قد انصدع. فقد علموا أن الخالق لا يكون هو المخلوق بالبديهة، وخلقه لغيره ممتنع على أصلهم؛ لأن هذه الأشياء هي أجزاء منه ليست غيرا له.
هامش
- ↑ [الطور: 35]