الوجه الأول
الوجه الأول: أن هذه الحقائق الكونية التي ذكرت أنها كانت معدومة في نفسها، مشهودة أعيانها في علمه في تجليه المطلق، الذي كان فيه متحدا بنفسه بوحدته الذاتية هل خلقها وبرأها وجعلها موجودة بعد عدمها، أم لم تزل معدومة؟ فإن كانت لم تزل معدومة، فيجب ألا يكون شيء من الكونيات موجودا، وهذا مكابرة للحس، والعقل، والشرع، ولا يقوله عاقل ولم يقله عاقل. وإن كانت صارت موجودة بعد عدمها، امتنع أن تكون هي إياه؛ لأن الله لم يكن معدوما فيوجد.
وهذا يبطل الاتحاد، ووجب حينئذ أن يكون موجودا ليس هو الله، بل هو خلقه ومماليكه وعبيده، وهذا يبطل قولك: وهو الآن لا شيء معه على ما عليه كان.