الرابع
الرابع: أن عندهم أن الله هو الذي يركع ويسجد، ويخضع ويعبد، ويصوم ويجوع، ويقوم وينام، وتصيبه الأمراض والأسقام، وتبتليه الأعداء ويصيبه البلاء، وتشتد به اللأواء، وقد صرحوا بذلك، وصرحوا بأن كل كرب يصيب النفوس فإنه هو الذي يصيبه الكرب، وأنه إذا نفس الكرب، فإنما يتنفس عنه؛ ولهذا كره بعض هؤلاء الذين هم من أكفر خلق الله وأعظمهم نفاقا وإلحادًا وعتوًا على الله وعنادًا أن يصبر الإنسان على البلاء؛ لأن عندهم أنه هو المصاب المبتلى.
وقد صرحوا بأنه موصوف بكل نقص وعيب، فإنه ما ثم من يتصف بالنقائص والعيوب غيره، فكل عيب ونقص، وكفر وفسوق في العالم، فإنه هو المتصف به، لا متصف به غيره، كلهم متفقون على هذا في الوجود.
ثم صاحب الفصوص يقول: إن ذلك ثابت في العدم، وغيره يقول: ما ثم سوى وجود الحق، الذي هو متصف بهذه المعايب والمثالب.