الرئيسيةبحث

المسكن ( House )



مساكن حديثة في مدينة ينبع الصناعية بالسعودية.
المَسْـكَن البناء الذي يوفر المأوى والأمان والحماية. وتتفاوت المساكن في الحجم، من كوخ طيني يحتوي على غرفة واحدة إلى قصور متعددة الحجرات. وقد يكون المسكن بناءً من طابق واحد فقط أو بناءً من طوابق متعددة. وتوجد المساكن في العواصم والمدن والقرى، وكذلك في ضواحي المدن والأرياف. وتختلف أنماط المساكن تبعًا لحاجة ساكنيها ومدى ثرائهم، وتبعًا لمواد البناء المتوافرة. وتنقسم كثيرٌ من المباني الضخمة إلى وحدات سكنية أو شقق للسكنى. وتُعْتبر كل وحدة سكنية في كل طابق مسكنًا مستقلاً ومكتملاً في حد ذاته، أو مساكن صغيرة متكاملة يشغل كل منها طابقين أو أكثر.

ويختلف طراز المساكن بشكل كبير من بلد إلى آخر، كما أن نمط بناء المساكن قد تغير بمرور الزمن. ويحْمل كثير من أنماط البناء اسم البلد أو الحقبة الزمنية التي شُيد فيها، بينما تحمل أنماط أخرى أسماء المهندسين المعماريين الذين قاموا بتصميمها. ويشتمل طرازُ البناء الأوروبي التاريخي على فن العمارة الرومانسكي، والطراز القوطي، وطراز عصر النهضة، والباروكي، وطراز الروكوكو. ومن المهندسين المعماريين الذين ابتدعوا بعض الأساليب التي استخدمت في بناء المساكن، أندريا بالاديو الإيطالي، والإخوة آدم البريطانيون. ★ تَصَفح: العمارة.

وتشمل العوامل التي تؤثر في حجم المساكن وتصميمها كلاً من المناخ والعادات الاجتماعية وأساليب البناء ومواد البناء والنمط المعماري السائد ودرجة الثراء. كما يؤثر الجانب الديني على نمط البناء، فالعمارة الإسلامية مثلاً تعتمد على أن يتمتع المسكن بخصوصية متميزة بحيث يكون وضعه شرعيًا، وقد تؤثر الخرافات والاعتقادات الخاطئة في تصميم المنزل فهناك مساكن في بعض دول شرق آسيا اتخذت سطوحها شكل القباب، ذلك أن الناس هناك يعتقدون أن تلك السطوح تحميهم من الأرواح الشريرة. وهناك أنماط بناء أخرى ظهرت نتيجة للأحوال الاجتماعية. فعلى سبيل المثال عهد كثير من الأثرياء، في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي، إلى أفضل المهندسين المعماريين، بمسؤولية تصميم مساكنهم. فشيدوا مساكن جميلة ورقيقة، تتناسب مع حياة أصحابها، وتتطلب عددًا ضخمًا من الأفراد للخدمة المنزلية. أما في وقتنا الحاضر، فإن معظم المساكن يسهل صيانتها، وهي مناسبة للأسر الصغيرة.

ويعتبر الطابع المحلي، الآن، أقل شيوعًا منه في الأزمنة الغابرة. وأصبح نمط المساكن أكثر اتساقًا في معظم أنحاء العالم. ويعود ذلك إلى مواد وأساليب البناء الحديثة. والواقع أن بإمكان شركة ما أن تنتج أجزاء مصنعة مسبقًا لمساكن يمكن أن تشيد في أي موقع وبشكل سريع بدلاً من أن تُبنى على مراحل.

مجموعة من المساكن الجديدة ذات الطابع الموحد.

البيئة:

للبيئة تأثير مهم على المساكن التي يبنيها الناس. ففي المناطق التي تتسم بقيظ شديد أو برد قارس لابد أن تشَيد المساكن بطريقة توفر للناس الحماية من درجات الحرارة القصوى ومن البرد القارس. كانت المساكن التقليدية لشعوب الإسكيمو في القطب الشمالي تشيد من كتل ثلجية. وقد شَكلت هذه المساكن الثلجية التي تُعرف باسم الأكواخ القبيّة عازلاً جيدًا ضد درجة الحرارة المنخفضة جدًا في الخارج. تحت درجات الحرارة القصوى لصحاري الشرق الأوسط، كان الرعاة المعروفون بالبدو يعيشون في خيام ضخمة صنعت من أنسجة جُدلت من أوبار جمالهم وأصواف أغنامهم. وقد حمت الأنسجة الغليظة البدو من الشمس، كما كان بالإمكان فتح هذه الخيام من الجوانب لينتشر الهواء فيها. ومنذ منتصف القرن العشرين، استبدل بكلا النمطين التقليديين أبنية شُيدت بمواد بناء عصرية.

مسكن صغير حديث الطراز تظهر عليه اللمسات الفنية.
وشيدت المساكن في اليابان على نحو تقليدي من مواد بناء خفيفة مثل الورق والخيزران ؛ بحيث تنهار بدون إحداث أضرار في حالة حدوث ثورة بركانية أو زلزال، ومن ثم يكون بإمكان السكان إعادة بنائها على نحو سريع وبثمن منخفض. وكانت المساكن المرفوعة على ركائز، تشيد أيضًا في جنوب شرقي آسيا على نحو يتكيف مع بيئتها. ويقيم السكان تلك المساكن على ركائز عالية في الأماكن التي قد تغمر فيها مياه الفيضانات المساكن العادية، أو في تلك التي قد تغزوهم فيها الحشرات.

وفي مناطق جبال الألب، حيث تتساقط الثلوج بكثرة، تشتمل المساكن على سطوح تكون على شكل أبراج مائلة، الأمر الذي يجعل الثلوج تنزلق على السطوح بكل سهولة. وتدعو الحاجة إلى مثل هذه السطوح المائلة في البلدان التي تتساقط فيها الأمطار الموسمية بغزارة. أما في البلدان الحارة والجافة، فإننا نجد كثيرًا من المساكن تُشيد على شكل صندوق، وتزود بسطوح مستوية بحيث تظل باردة في طقسٍ شديد الحرارة. ويعود ذلك إلى النوافذ الصغيرة المزودة بمصاريع والجدران السميكة المطلية باللون الأبيض حتى تعكس ضوء الشمس.

مساكن ذات طابقين ممتدة بطول الشارع، توجد في كثير من المدن الأوروبية، وتتقاسم مثل هذه المساكن جدرانها مع جدران المساكن المجاورة.
وترتفع أسعار أراضي البناء في العواصم والمدن، لذا كان من الضروري أن تشغل أعداد كبيرة من المساكن مساحة صغيرة من الأرض. وتبعًا لذلك، فقد يشيِّد البنّاؤون وحدات سكنية ضخمة ومتطاولة، أو قد يبنون صفًا طويلاً ومتسلسلاً من المساكن. أما في القرى، حيث تتوافر الأراضي بشكل أكبر، فإننا نجد المساكن المتباعدة والمساكن ذات الطابق الواحد قد شُيِّدت وسط حدائق أو داخل مساحات واسعة من الأرض خاصة بها.

وتوجد في كثير من ضواحي المدن البريطانية مساكن شبه متباعدة يتصل كل منها بمسكن مماثل له.

مسكن كبير من الطراز الإسلامي يتميز بالمشربيات الخشبية ذات المستوى الفني الرفيع.

مواد البناء:

تتنوع مواد البناء التي كانت تُستخدم في بناء المساكن ؛ من الطين والحشائش لبناء أكواخ القبائل، إلى وحدات سابقة التجهيز تُستخدم في المباني الضخمة ذات الوحدات السكنية المتعددة. ويمكن أن نقسم مواد البناء إلى نوعين، هما: التقليدي والحديث.

مواد البناء التقليدية تضم كلاًّ من الجليد والطين والخشب وقلف الأشجار والأغصان والنباتات المتسلقة والحشائش وأوراق الشجر والطوب والأحجار. ويمكن استخدام هذه المواد حسب وجودها. لكنها بشكل عام مواد لا تتسم بالقوة والصلابة. لذا، يجب أن تكون المساكن التي تُستخدم فيها هذه المواد صغيرة. أما الخيزران، فيتسم بالقوة وخفة الوزن، ويمكن فصله ووصله بسهولة. وتُشكِّل أوراق شجر الغابات الضخمة ساترًا جيدًا ضد الأمطار الغزيرة. ويمكن استخدام الطين لسد الشقوق في الجدران، ولمنع التيارات الهوائية. كما يمكن استخدام خليط من الطين ودم حيوان بعد أن يجف لبناء أرضيات متينة.

وتشتمل مواد البناء التقليدية أيضًا على الخشب والحجارة، وخشب الصناعة الخام، والأردُوازْ والطوب والبلاط والملاط والجِصّ. وتضم أيضًا مواد بناء طبيعيةً ومواد مصنعةً يمُكِن تشكيلها بالأدوات. وفي كل البلدان التي تتميز بوجود الغابات الكثيفة فيها، نجد مساكن كثيرة مبنيةً من الخشب. وتتميز هذه المساكن بأنها دافئة في الطقس البارد، لأن الخشب عازل جيد. وتشيع المساكن الحجرية في البلدان التي يمكن أن تُسْتخرج الأحجار فيها من محاجر محلية ؛ إلا أن الأحجار عوازل رديئة، لذلك يجب أن تكون الجدران المبنية من الحجارة جدرانًا سميكة. أما أحجار الأُردُواز والقرميد المصنع، فهي تبني سقوفًا قوية مستديمة.

الخشب:

كان الخشب، ولفترة طويلة، مادة بناء رائجة لأنه عادة أكثر وفرة وأقل سعرًا من مواد البناء الأخرى. ويمكن أن يقطَّع الخشب ويشكل ليمدنا بأشكال متعددة من أساليب بناء المساكن. والخشب مادة رائجة نظرًا لتعدد الأنواع المتوافرة منه. وهو يستخدم أيضًا في التجهيزات الداخلية كالأدراج والخزائن والأرضيات والأبواب والنوافذ. كذلك يمكن أن يستخدم الخشب بشكله الطبيعي أو أن يُصبغ أو يُطلى أو يُنحت أو يُنقش. ★ تَصَفح: خشب الصناعة الخام.

الطوب:

يعتبر الطوب واحدًا من أقدم مواد البناء وأكثرها رواجًا. ويعيش الطوب طويلاً، كما يمكن الحصول عليه بسهولة تامة كالخشب تمامًا. ويتوافر الطوب بألوان وأشكال متعددة. ★ تَصَفح: الطوبة.

واجهة قصر عربي قديم في مدينة الطائف بالسعودية.

الكتل الخرسانية والحجرية:

وهي تستخدم في بناء مساكن قوية وجذابة. وتصنع الكتل الخرسانية بخلط الإسمنت مع رمل ناعم. يستخدم هذا الخليط لبناء مساكن متينة، وتتكلف نسبيًا القليل لصيانتها والحفاظ عليها. كما يقوم البنّاؤون ببناء مساكن من الحجارة المستخرجة من المحاجر، وذلك بتقطيعها إلى الأحجام المناسبة. ولأن الأحجار تعتبر مادة بناء باهظة الثمن، فهي غالبًا ما تستعمل طبقة خارجية للوقاية أو الزينة أو كسوة تكسو جدارًا داخليًا من الطوب أو من الكتل الخرسانية. ★ تَصَفح: حجر البناء ؛ الإسمنت والخرسانة.

مواد البناء العصرية تختلف بشكل كبير عن تلك التي سادت قبل مائة عام أو حتى قبل خمسين عامًا مضت. وقد طورت الصناعة مواد بناء جديدةً ساعدت المهندسين المعماريين على تصميم مساكن أفضل وأطول عمرًا. وعلى سبيل المثال، كان البناؤون يستخدمون في وقت مضى مواسير وبالوعات مصنوعة من الحديد الذي يصدأ. أما اليوم، فإن بإمكان البنائين أن يستخدموا البلاستيك الذي لا يصدأ. كما يمكن استخدام الألومنيوم غير القابل للصدأ، وكذلك المواد البلاستيكية غير القابلة للتآكل، بدلاً من الخشب أو المعدن، لإطارات النوافذ والأبواب. وكانت المساكن القديمة تحتوي عادة على نوافذ صغيرة تسمح لكمية قليلة من الضوء أن تنفذ من خلالها، كما أن إطارات تلك النوافذ كانت تصنع بشكل غير محكم، ولم تكن دائمًا محكمة الإغلاق، الأمر الذي كان يؤدي إلى تسرب الهواء. وقد استُخدمت في المساكن الحديثة نوافذ محكمة تمنع تسرب الهواء، وتحفظ الحرارة.

بناء المسكن

نموذج من العمارة الحديثة تظهر في أحد شوارع مكة المكرمة.

تخطيط المسكن:

يعتمد بناء أي مسكن على نمط البناء، وعلى نوع المواد المختارة. وفي معظم الدول، يعمل المهندس المعماري مع البناء لوضع مخطط للمسكن الجديد. ويجب أن تتوافق هذه المخططات مع القوانين المحلية، ومع مجموعة المواصفات الكهربائية والإنشائية، وكذلك مع مواصفات السباكة. ★ تَصَفح: السكن.

بعد ذلك، يبدأ المهندس المعماري في تصميم المسكن وفقًا لرغبات المشتري، ثم يقوم بوضع مواصفات معينة وعمل الخريطة الزرقاء أو خريطة التصميم المعماري. وتتوافر في هذه الخريطة معلومات عن الأحجام ومواد البناء، وعن الطريقة التى سيتم بها بناء المسكن. وقد يشرف المهندس المعماري أيضًا على الإنشاءات الفعلية للمسكن.

الأساس:

يُعد الأساس دعامة المسكن، ومن ثم يقوم عمال البناء، في بداية الأمر، بعملية الحفر أو حفر الأساس من أجل صب الركيزة، وهو أدنى جزء في الأساس. وتدعم الركائز الخرسانية ثقل كلِّ حائط، ويتم ذلك بصب الإسمنت في قوالب خشبية أو معدنية. وتمتد الركائز الخرسانية عادة نحو 30 - 180سم تحت مستوى سطح الأرض. ويستعمل البنّاؤون عادة الخرسانة أو الأعمدة الخرسانية الجاهزة في بناء الأساس الذي يمكن أن يرتفع نحو 20 - 90سم عن سطح الأرض. ويُطْلق على المنطقة التي تقع أسفل الطابق الأول اسم البدروم أو الدور التحتي. والواقع أن الأدوار التحتية تضيف إلى تكاليف البناء، إلا أنها تمدنا أيضا بحِّيز إضافي.

وفي كثيرٍ من المناطق المنخفضة أو الرطبة، ترتفع المساكن فوق سطح الأرض بوساطة جسور أو دعامات. وفي بعض الأحيان، قد يوضع أساس من طبقة خرسانية مباشرة فوق سطح الأرض، خصوصًا إذا كانت الأرض صلبة. لكن يجب أن تُمهَّد الأرض أو تسوى قبل ذلك. وعندئذ، يقوم العمال بوضع حشوة عادة ما تكون أحجارًا، ثم يغطى كل ذلك بورق عازل للرطوبة. والواقع أن الحشو والورق يمنعان تسرب الرطوبة عبر الألواح. ويصب الإسمنت مباشرة على الورق وبسُمْك 10سم تقريبًا.

الجدران الخارجية:

يمكن بناء الجدران الخارجية من طبقات من الطوب أو من قاعدة خشبية تقام عليها الجدران الخشبية.

أحد المساكن الحديثة في وسط مدينة تبوك ـ السعودية.

السقف:

يسد السقف قمة المسكن. وهناك سقوف منبسطة، إلا أن معظم السقوف منحدرة. وتُشكّل السقوف المنحدرة عادة من قطع من ألواح الخشب يُطلَق عليها اسم الروافد. يقوم النجّارون بتثبيت نهايات الروافد إلى الصفائح عند قمة الجدران الخارجية. وتنحدر الروافد فوق الصفائح لتلتقي مع ألواح الحافة، وهي ألواح توضع فوق حافة المسكن أو تلتقي مع حافة قمة السقف. وتقوم الروافد بحمل ثقل سقف السطح، أما الجيزان فهي لتدعيم ثقل الأرضية.

وبعد أن يُسَمِّر النجارون غلافا (طبقات داخلية) من ألواح التسقيف، أو ألواحًا من الجص، إلى قمم سقوف السطوح المائلة، يقومون بإضافة ورق بناء غليظ أو حشية لباد سميكة إلى كل ذلك. وتضاف الطبقة النهائية من طبقات الأردواز أو البلاط أو قطران التسقيف. أما الحشوة المعدنية أو الألواح المصنوعة من الرقائق المعدنية والتي توضع حول المدخنة في المساكن الأوروبية وما أنشئ على نمطها في بلاد أخرى، وحول الفتحات الأخرى لسقف السطح، فهي توضع كي تعزل السقف عن المدخنة، وكذلك لتمنع تسرب المياه إلى داخل المنزل. ★ تَصَفح: السقف.

الإنشاءات الداخلية:

وهي تشمل: 1- الأرضيات. 2- الجدران. 3- النــوافـــذ. 4- الأبواب.

الأرضيات يمكن عملها من ألواح من الخشب أو من كسوة من الخشب. ومعظم الأرضيات الخشبية تُصنع من الخشب الثقيل، مثل خشب القَيْقَب أو البلوط، بعد إعداده بشكل نهائي، ثم تُملأ الفجوات بعد ذلك بحشوة خاصة من معجون أو نحوه. وبعد ذلك، يمكن صقل الخشب بالشمع أو بالمواد المُلَمِّعَة.

وقد تستخدم لبعض الأرضيات فَرشةٌ مثل مشمع الأرضيات أو المطاط أو الفينيل أو رقائق من الأسفلت. ★ تَصَفح: فرش الأرضية.

الجدران. تُشَيَّد الحجراتُ عادةً ببناء جدران داخلية ؛ وذلك بعد أن يتم ربط الجدران الخارجية بالأساس. ويطلق على الجدران الداخلية اسم الفواصل. وفي حالة استخدام الجص، يجب تغطية الجدران الداخلية أولاً بألواح خشبية رقيقة أو بألواح طويلة من الخشب أو المعدن أو بألواح إقامة الجدران. وتوضع ألواح تغطية الجدران بشكل أفقي، وتفصل بين كل منها مسافة تصل إلى نحو ثمانية سنتيمترات.

ويمكن أن نستعيض عن ألواح الحائط أو ألواح تكسية الجدران أو خشب الأبلكاش المُغرَّى باستخدام الجص. ★ تَصَفح: ألواح الحائط.

النوافذ. تأتي معظم أجزاء النوافذ من المصانع أو من تجار مواد البناء مصنوعة حسب الأحجام المناسبة. ★ تَصَفح: النافذة.

الأبواب. يُمْكن شراءُ الأبواب وإطاراتها جاهزة الصنع. ويُثبِّت النجارون الأبواب بارتفاعات كافية، حتى يكون بإمكانها أن تتأرجح فوق مستوى السطح أو فوق مستوى السجاد. ويتم ملء الفراغ تحت الأبواب الخارجية ببناء العتبات.

تمديد خطوط الكهرباء:

تمدنا خطوط الكهرباء بالضوء، وهي تُدير الغسالات والأدوات الكهربائية المنزلية الأخرى، كما تزوِّدنا بالحرارة. ويمد الكهربائيون الأسلاك الكهربائية على التوالي، من الدوائر الكهربائية. ولكل مجموعة من الأسلاك الكهربائية عدد من المخارج الكهربائية. وغالبًا ما يصل الكهربائيون خطوط التدفئة العمومية بدائرة كهربائية منفصلة، الأمر الذي يجعل نظام التدفئة مستمرًا إذا انفصلت أية دائرة كهربائية أخرى.

لكن الأسلاك الكهربائية قد تسْخن، الأمر الذي قد يسبب حريقًا إذا ما زادت طاقة التحميل عليها. لذا، فإن الكهربائيين عادةً ما يزودون كل دائرة كهربائية بصمامات أمان كهربائية. ★ تَصَفح: الصمامة.

وعادة ما يحمل صندوق الصمامة جميع الصمامات معًا. وفي حالة مرور تيار كهربائي كبير عبر أية دائرة كهربائية، فإن السلك المثبت في صمام الأمان ينصهر، أو يحترق. وغالبًا ما يركب الكهربائيون جهازًا وقائيًا آخر يُدْعى مفتاح قطع الدائرة، وذلك بدلاً من صندوق الصمامة. ★ تَصَفح: قاطع الدائرة الكهربائية. وعندما تزيد طاقة التحميل على أي دائرة كهربائية، يقوم قاطع الدائرة الكهربائية، بشكل تلقائي، بقطع التيار الكهربائي. ★ تَصَفح: الدائرة الكهربائية.

السباكة:

في أثناء عملية الإنشاء، يقوم السبّاكون بمد أنابيب الغاز والماء والصرف الصحي. ويتم ذلك كله قبل أن يضع العمال الآخرون اللمسات الأخيرة للمبنى. كذلك يضيف السباكون محابس الروائح (البالوعات) لمنع تسرب غاز البالوعات. أما محبس الروائح المستخدم لأحواض الغسيل في دورات المياه، مثلاً فهو خط أنبوبي متعرّج، يقع أسفل مصرف المياه تمامًا بحيث يستقر الماء في الجزء السفلي من الماسورة، ويمنع بذلك غاز البالوعة من الارتداد والتسرب مرة أخرى. وحتى تعمل بشكل صحيح، يجب أن تشتمل محابس الروائح على نظام تهوية خارجية. أما الماسورة الصغيرة التي تبرز من أعلى سطح البناء، فهي ماسورة تهوية لتسريب غاز ومياه البالوعات.

وهناك أنبوب تصريف الفضلات والصرف، مصنوع من الحديد الزهر ويمتد من داخل المسكن مترًا ونصف المتر خارج البناء، حيث يتصل بأنبوب آخر مصنوع من مادة أخرى، وعادة ًما يكون من الفخار، ويصل هذا الأنبوب ماسورة تصريف المسكن بشبكة الصرف المحلية. وفي المناطق التي لا توجد بها شبكة صرف محلية، يُستعاض عن ذلك بخزان التحليل الذي تُخزَّن فيه الفضلات إلى أن تتحلل. أما مياه البالوعات القذرة، فإنها تتسرّب إلى الأرض عبر المواسير. ومن حين لآخر، يجب إزالة الرواسب من الخزان. ★ تَصَفح: السباكة ؛ المجاري.

العزل:

يقلل العزل كمية الحرارة أو البرودة التي تنفذ عبر الجدران والأرضيات و السقوف. وعندما يكون الهواء المحيط بالمسكن أدفأ أو أبرد من الهواء في داخله، فإن الحرارة تنتقل من الجو الدافئ إلى الجو البارد. وهذا يعني أن الحرارة ستجد طريقها إلى الخارج في فصل الشتاء، وأن المسكن سوف يصبح باردًا. أما في فصل الصيف، فإن الحرارة في الخارج سوف تجد طريقها إلى المسكن. والواقع أن مهمة العزل هنا هي ملء فراغات الهواء في الجدران والأرضيات والسقوف، ليكون هناك حيز هواء لا منفذ له، وهذا يساعد على منع فقد الحرارة. وبإمكان عملية العزل أن تقلل من تكاليف تدفئة المسكن. ★ تَصَفح: العزل.

كذلك من الممكن تزويد المسكن بنظام للتدفئة والتكييف. ★ تَصَفح: تكييف الهواء ؛ التدفئة.

هندسة المناظر:

تعتبر هندسة المناظر خطوة أخيرة في بناء المسكن، حيث يحاول البناؤون الإبقاء على الشكل الطبيعي للأرض، وأن يحافظوا أيضًا على الأشجار. ومن ثم، فإن الأمر يتطلب إجراء بعض عمليات التسوية والحفر للأرض. وبعد أن ينتهي بناء المسكن، قد يحاول صاحب البناء أن يهيئ مساحة خضراء حول المسكن، كما أنه قد يغرس الأشجار والشجيرات. ★ تَصَفح: تنسيق الحدائق ؛ هندسة المناظر.

ويُفضّل كثير من الناس بناء مساكن خاصة، إلا أن معظم المساكن الحديثة في الدول المتحضرة، تقوم ببنائها الشركات أو السلطات المحلية، وتقوم بعد ذلك بعرض تلك المساكن للبيع أو الإيجار. ولمزيد من الشروح الخاصة بالمبادئ العامة للبناء. ★ تَصَفح: تشييد المباني.

شراء المساكن واستئجارها

البحث عن المسكن:

في معظم الدول يقوم الوكلاء العقاريون أو السماسرة بمساعدة من يرغبون في شراء المساكن أو بيعها، وذلك بأن يحتفظوا معهم بقوائم تضم المساكن المعروضة للبيع. وفي بعض البلدان، تقوم الشركات التعاونية العقارية بعملية شراء وبيع المساكن. فإذا أراد أحد الناس شراء مسكن في منطقة معينة، يقوم تاجر العقار بتزويده بتفاصيل مسهبة عن بعض المساكن المناسبة. ومن ثم، فإنه يقوم بعد ذلك بترتيب زيارة له إلى تلك المساكن.كما أنه يساعد في عملية التفاوض بين المشتري والبائع. وقد يرتب تاجر العقار زيارة للخبير الذي قد يقوم بفحص العقار، كما أنه يساعد المشتري في الحصول على قرض من المصرف لشراء المسكن. ★ تَصَفح: الرهن العقاري. ونظير كل ذلك يحصل تاجر العقار على عمولة من البائع بعد إتمام البيع.

ويقوم بعض البائعين بالإعلان عن بيع مساكنهم في الصحف أو غيرها. ومن ثم، يقوم البائع بمفاوضة المشتري مباشرة. وفي هذه الحالة، لا يدفع البائع أتعابًا لتاجر العقار، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض السعر. وهناك دول لا يوجد بها تجار عقارات. ولأن المحامين لا يقومون بالتفاوض في مثل هذا البيع، فإن المصارف قد تقوم بدلاً منهم بمد يد المساعدة في هذا الشأن. كما توجد شركات التنمية، وكثير من المقاولين الذين يعرضون أيضًا أبنيتهم للبيع مباشرة.

مساكن من الطين، كتلك الموجودة في مالي، تعد ملجأ للوقاية من الحرارة في المناطق التي يقل فيها سقوط الأمطار.

فحص المبنى:

ينبغي على المشترين أن يقوموا بفحص المبنى بشكل شامل، ومعرفة مدى انخفاض الموقع ومن ثم تعرضه للمياه، وكذلك مدى تعرض المبنى للرياح العاتية. كما ينبغي على المشترين أن يقوموا بدراسة وسائل الراحة والمعيشة ومعرفة إن كانت تتناسب وأسعار العمالة. كذلك يجب أن يدرس المشتري الحالة العامة للمبنى. والواقع أن أي مبنى أو مسكن في حالة سيئة قد تكون به جدران مائلة أو مشبَّعة بالرطوبة أو متشققة، أو يكون به سقف متهالك أو آثار رطوبة على الجدران والسقوف.

ويجب على المشتري، قبل أن يقرر شراء المبنى أو المسكن، أن يفحص المبنى عن طريق مسّاح كفء، ويقوم بملاحظة أي عيوب، مثل الرطوبة والعفن وعثة الخشب والهبوط، وكذلك أي عيوب في الجدران أو السقوف أو الدعامات.كذلك يقوم المساح بفحص السباكة وشبكة مصارف المياه، وكذلك تركيبات الكهرباء والغاز. وفي تقريره، يُبين المساح للمشتري إن كانت هناك نفقات للإصلاحات، وإن كان سعر الشراء مناسبًا.

تمويل عملية الشراء:

إذا لم يستطع المشتري دفع ثمن الشراء كاملاً، فبإمكانه بشكل عام اقتراض جزء من المبلغ أو المبلغ بكامله. ويحتفظ الدائن بأوراق الملكية (وثائق ملكية البناء) إلى أن يتم استيفاء القرض بكامله. وكثيرًا مايسدِّد المدين مبلغ القرض في صورة أقساط. وإذا تقاعس المقْتِرض في سداد القرض، يحق للدائن بيع العين وفاءً لماله. ويُطلَق على هذا النوع من القروض اسم قرض الرهن. وقد يكون هذا القرض عن طريق المصارف، أو عن طريق شركات التأمين، أو السلطات الحكومية المحلية أو الوطنية، أو عن طريق مجموعة شركات التعمير، أو عن طريق فرد من الأفراد.

الاستئجار:

يقوم كثير من الناس باستئجار المساكن أو الشقق بدلاً من شرائها. كما يمكن أن يَشْغَل المرء منزلاً لمدة غير محددة، أو بعقد إيجار، ويمكن للمستأجر أن يحصل على عقد إيجار قانوني من المؤجِّر (المالك) صاحب المسكن. وينص العقد على أن من حق المستأجِر أن يشغل المسكن لفترة محدَّدة نظير إيجار متَّفق عليه. كما يمكن أن تكون مدة العقد سنتين، ويمكن أن تصل إلى مائة عام. ويشتري المستأجر العقد،كما يقوم بدفع مقابل انتفاع عن الأرض للمالك سنويًا. أما المستأجر لمدة غير محددة، فهو لا يحصل على عقد للإيجار. وبوجه عام، تكون عملية الإيجار لفترة غير محدودة، حيث يحق للمستأجر أن يرحل متى شاء، ويمكن للمالك أيضًا أن يسأل المستأجر ترك المسكن، أو أن يطالبه بمبلغ إضافيّ يدفع أسبوعيًا أو شهريًا أو سنويًا. ويقوم كثير من الملاك بتأجير المساكن والشقق المفروشة للمستأجرين لمدد غير محددة.

نبذة تاريخية

مدائن صالح كانت مساكن الأقدمين ومازالت آثارها باقية.
في الحقب الأولى من أزمنة ما قبل التاريخ لم يعرف الناس الحياة في المساكن. فقد عاشوا في العراء والكهوف، وعندما اكتشفوا الأدوات تمكنوا من بناء أكواخ من طين وسقفوها بالقش، ومن فروع الأشجار. واستخدموا المساكن الجرفية التي بنيت على واجهات الصخور والكهوف. ويسكن الناس في كثير من بقاع الأرض أكواخًا تشبه تلك التي استخدمها إنسان ما قبل التاريخ.

ومع تطور الحضارات القديمة تعلم الناس تشكيل المواد الطبيعية واستغلالها وصنع مواد جديدة للبناء. وخلال العصر البرونزي، أي قبل 5,000 سنة، شُيّدت البيوت من الحجارة والطوب المجفف بالشمس في بلاد بابل ومصر.

ولقد شيّد الرومان فيلات واسعة مترفة ذات جدران من الطوب وأسقف من البلاط وزودت بعض المساكن بنوافذ من زجاج. ومع مر العصور طور الناس في الجزيرة العربية والهند والصين واليابان بناء المدن وخططوا الطرق وشيدوا البيوت من عدة طوابق.

وبتدهور الإمبراطورية الرومانية خلال القرنين الخامس والسادس الميلاديين نسي الناس الطراز الروماني في البناء، ودرجوا في كثير من الدول على تشييد مساكن تشبه مخازن الحبوب أو حظائر الحيوانات ذات دعامات خشبية مقوسة، وشيدوا القليل من المساكن الحجرية. غير أن الأوروبيين استطاعوا بناء حصون كبيرة لحماية أنفسهم خلال القرن الحادي عشر الميلادي. وبحلول العصور الوسطى أصبحت الحياة أكثر أمنًا وسلامًا في أوروبا، وتحسنت الأوضاع الاقتصادية وتطورت المدن وشُيّدت المساكن متجاورة وزودت بأفاريز من خشب وجدران من قضبان مضفورة بالقش المكسو بالجص، وشيدت لها طرق ضيقة.

مسكن نصف خشبي يعود إلى القرن الخامس عشر الميلادي، وهو يحتوي على أطر من أخشاب الواتل والدُوُب، المكسوة بخليط من الطين والجير والماء والمقامة على قضبان منسوجة محكمة .
وخلال القرن الخامس عشر الميلادي طور المعماريون الأوروبيون بناء المساكن من النمط التقليدي اليوناني والروماني إلى مساكن ذات درج واسع وواجهات وغرف واسعة. وخلال الأربعمائة عام التالية قام المهندسون المعماريون في أوروبا وقارات أخرى بتطويرها وإدخال أنماط حديثة، وانتقلت من أوروبا إلى أمريكا وإفريقيا وآسيا وأستراليا.

وخلال القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين زاد الطلب على المساكن ؛ نظرًا لزيادة عدد السكان في كثير من الدول بشكل مطرد. وعكف العلماء والمهندسون على إنتاج مواد حديثة وأبرزوا أساليب وأنماطًا متطورة، وصمموا المساكن العصرية مستخدمين في بنائها الفولاذ، والخرسانة المسلحة، والبلور والبلاستيك.

وطور المصممون خلال الخمسينيات من القرن العشرين نظام الوحدات السكنية وأنتجت المصانع المباني الجاهزة ؛ بحيث يمكن تشييد عمارة في وقت قياسي. وانتشر استعمال هذه الطرق عبر العالم إلا أن الأنماط التقليدية ما زالت تجد رواجًا لدى الذين يسعون إلى شراء المساكن.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية