الرئيسيةبحث

ركوب الزوارق ( Boating )



ركوب الزوارق رياضة تجلب المتعه لملايين النّاس كل عام، فكثير من الناس يجدون متعة عندما يقومون بتجديف قوارب الكنو عبر بحيرة، أو عندما يمارسون هواية صيد الأسماك على متن زوارق التجديف، وهناك من يستهويهم الانزلاق على الماء بالزوارق الشراعية، أو الانطلاق بسرعة هائلة في الزوارق الآلية.

تكون الزوارق عادة أصغر حجماً من السفن. ولاتستطيع معظم الزوارق الإبحار عبر المحيطات أو البحار الواسعة، كما أنها لاتحمل البضائع أو المسافرين لأغراض تجارية. وتستعمل كثير من الزوارق محركات صغيرة أو تستعمل الأشرعة لتكون طاقة محركة، أما السفن فتستمد طاقاتها من محركات ضخمة.

أنواع الزوارق

أيقونة تكبير أنواع الزوارق
يوجد نوعان من زوارق المتعة والاستجمام هما، الزوارق الآلية والزوارق الشراعية. ويتراوح طول كل منهما مابين ثلاثة أمتار تقريبًا ومايزيد على 35 مترًا، وغالبًا مايطلق على الزوارق التي يزيد طولها على تسعة أمتار اسم يخوت.

الزوارق الآلية:

تسير بمحركات خارجية أو محركات داخلية (محركات داخل الهيكل) ويجمع بعض هذه الزوارق مزايا كلا المحركين في وحدة واحدة تسمى محركًا داخليًا ـ خارجيًا.

تزود بعض الزوارق الآلية بغرف نوم، ومن ثم يستطيع الناس أن يناموا على متن هذه الزوارق. وتسير زوارق النوم هذه بمحرك أو محركين داخليين أو بمحركات داخلية ـ خارجية. يبلغ طول أكبر الزوارق الآلية 35مترًا وتسمى اليخوت الآلية. ويعمل اليخت الكبير بمحركين مثبتين داخله، وفيه كثير من المعدات غالية الثمن مثل: أجهزة الرادار، والهواتف اللاسلكية، وأجهزة الملاحة الإلكترونية. وتزود بعض اليخوت الآلية بأشرعة تسمى الزوارق الشراعية الآلية.

أنواع أخرى من الزوارق:

هناك أنواع عديدة من الزوارق الصغيرة مثل : زوارق الكنو، وزوارق التجديف والزوارق المسطحة. ويتراوح طول هذه الزوارق بين 1,8م و 5,5 م تقريبا.ً وتسير زوارق الكنو في الماء بالتجديف بمجداف محمول في اليدين، بينما تسير زوارق التجديف، بالتجديف بالمجاديف العادية المثبتة على جانبي الزورق. أما الزوارق المسطحة، فتسير بدفع قاع النهر الذي تسير فوقه بوساطة عمود محمول في اليدين. وتستخدم الزوارق الشراعية في النزهة والاستجمام وفي السباق.

تزود بعض الزوارق الآلية أو الشراعية بأكثر من هيكل واحد، وتسمى الزوارق ثنائية الهيكل زوارق مزدوجة أو زوارق القطمران، أما الزوارق التي تكون ذات ثلاثة هياكل فتعرف باسم زوارق ثلاثية. ومن أنواع الزوارق الأخرى زورق السكن (المنزل العائم) الذي يكون الوضع فيه مهيأً للحياة تمامًا، مثل البيت الموجود على اليابسة. وترسو هذه الزوارق في المياه الساكنة المحمية، ومنها أيضًا الزورق المائي السريع (السفينة الطائرة) الذي يصمم بأسلوب يجعله يرتفع فوق الماء على دعامات تشبه الجناحين، وفي مقدور هذه الزوارق أن تسير بسرعه تفوق سرعة الأنواع الأخرى من الزوارق.

تستخدم كثيرٌ من الزوارق في إنجاز مهام محددة فقط. ومن هذه الزوارق: زوارق الإنقاذ التي يستخدمها حرس السواحل، والعبّارات، وقوارب الصيد، وزوارق دوريات الشرطة والزوارق القاطرة.

إجراءات السلامة في ركوب الزوارق

أنظمة ركوب الزوارق:

يمكن قيادة معظم الزوارق دون صعوبة تذكر. إلا أن عدم الاكتراث والإهمال يمكن أن يؤديا إلى بعض الحوادث، وعلى مستخدمي الزوارق الامتثال دائماً للقواعد التالية من أجل سلامتهم:

1- عند اقتراب زورقين بعضهما من بعض بمقدمتيهما أو قريبًا من ذلك، ينبغي أن يتجاوز كل منهما من الميسرة (الجانب الأيسر من الزورق). 2- عند اقتراب زورقين بعضهما من بعض بزاوية قائمة، فيكون للزورق الذي يجد الآخر في موضع أفضلية التجاوز، أنْ يظل ثابتاً في سيره وسرعته. أما الزورق الآخر فينبغي أن يستدير إلى الجهة اليمنى، ويمر خلف الزورق الأول. وعليه أن يخفض من سرعته ليبتعد عن المسار إذا كان ضروريًا. 3- على الزورق الذي يرغب في تجاوز زورق آخر من الميمنة أن يعطي إشارة عبارة عن صافرة واحدة من بوقه. أما إذا أراد أن يتجاوز من الميسرة فيقوم بإطلاق صافرتين. وعلى الزورق الذي يرغب في عملية التجاوز، أن يبقى دائماً على مسافة آمنة من المركب الآخر.

بالإضافة إلى قواعد السلامة سالفة الذكر، هناك كثير من القواعد البديهية التي تُتخذ لسلامة راكبي القوارب، فعلى سبيل المثال، لاينبغي إطلاقًا أن يحمل الزورق عددًا من الركاب يفوق طاقته، فالحموله الزائدة يمكن أن تتسبب في انقلاب الزورق، كما ينبغي على من يستخدمون الزوارق أن يكونوا على دراية بالسباحة. أما أولئك الذين لايعرفون السِّباحة فينبغي أن يرتدوا دومًا سترة النجاة.

الطافيات ووسائل السلامة الأخرى:

يتم تحديد كثير من المسطحات المائية التي تستخدم في رياضة ركوب الزوارق، بعلامات إرشادية طافية تسمى الطافيات. وتستخدم عوامات ذات أشكال وألوان متباينة في أغراض مختلفة. ففي المياه الأوروبية، على سبيل المثال، يضع دائما الزورق العائد إلى المرسى طافيات ذات لون أخضر على الميمنة وأخرى حمراء على الميسرة. وينبغي على البحارة أن يستمعوا من أجهزة الاستقبال اللاسلكية إلى التحذيرات التي تبث عن الأحوال الجوية التي قد تنطوي على مخاطر جمة للمراكب الصغيرة. وعليهم الانتباه للعواصف المفاجئة. ★ تَصَفح: الطافية.

برامج السلامة في الزوارق:

تُعِدُّ أندية اليخوت وأندية الزوارق الشراعية برامج تعليمية عن الإبحار، تدرس فيها طرق السلامة وأعرافها. وتنظم بعض المنظمات الوطنية مثل جمعية اليخوت الملكية في بريطانيا حلقات دراسية للجمهور عن ركوب الزوارق.

نبذة تاريخية

الزّوارق الأولى:

عمد الإنسان البدائي إلى حرق أجزاء من جذوع الأشجار الضخمة وكشطها، لصنع الزوارق وقوارب الكنو المجوفة. شملت المراكب فيما بعد قوارب الكنو التي صنعها هنود أمريكا الشمالية من لحاء خشب البتولا، وقوارب الكاياك لدى الإسكيمو، وشملت أيضًا قوارب الكنو المدادة التي استخدمها سكان جزر المحيط الهادئ، والقوارب المصنوعة من قصب الغصون المرنة (غصون مجدولة) وكانت تستخدم في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية0

ركوب الزوارق للمتعة:

لا أحد يعرف على وجه التحديد متى بدأ ركوب الزوارق بغرض المتعة، فقد سجل عنها القليل حتى أواسط القرن السابع عشر الميلادي، عندما أدخل تشارلز الثاني سباق اليخوت إلى إنجلترا لأول مرة. ولقد تأسس أول ناد لليخوت الإنجليزية في عام 1775م. وازدادت شعبية رياضة ركوب الزوارق باطّراد عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945م، وارتفع عدد زوارق المتعة خلال عقد الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي بصورة مفاجئة مدهشة.

طرأت تحسينات فنيه كثيرة على الزوارق عقب الحرب العالمية الثانية، فأصبحت المحركات الخارجية التي تثبت في مؤخرة الزوارق أقل تكلفة وأكثر كفاية. وقد جعلت الاختراعات الجديدة، مثل بادئ الحركة الذاتية للمحركات الخارجية، أمر تشغيل الزوارق سهلاً لمستخدميها. كما ازداد مقدار الطاقة التي تنتجها المحركات الخارجية ازديادًا كبيرًا.

حل الألومنيوم والألياف الزجاجية محل الخشب على نطاق واسع، في صناعة هياكل الزوارق التي صارت تحتاج رعاية أقل مما تحتاجه الهياكل الخشبية.

وساعد إدخال مقطورات الزوارق التي تجرها السيارات، في جعل هذه الرياضة أمرًا محببًا إلى النفوس. فقد أصبح من الممكن الاحتفاظ بالزوارق التي يبلغ طولها ثمانية أمتار فوق مقطورات في ساحات المنزل الخلفية. كما مهدت كثير من المناطق الترويحية طرقاً ومنصات منحدرة للزوارق، وبذا صار من اليسير إنزال الزورق من المقطورة حيث ينزلق إلى الماء عن طريق الحامل الخلفي المنحدر.

جلب النمو المطرد لرياضة ركوب الزوارق زيادة ملموسة في عدد الأرصفة العامة منها والخاصة، وكذلك في حجمها. ويوجد الآن في كثير من المرافئ مناطق أرصفة خاصة يطلق عليها الأحواض.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية