الرئيسيةبحث

التجديف بزوارق الكنو ( Canoeing )



النزهة بزوارق الكنو عبر بحيرة تعد نوعًا من أنواع الترويح والتدريب، وتستخدم زوارق الكنو كذلك في رحلات التخييم وفي السباقات.
التجديف بزوارق الكنو رياضة شائعة في كثير من البلدان، حيث تقوم أعداد كبيرة من رواد التخييم وصائدي الأسماك، وصائدي الحيوانات البرية برحلات إلى مناطق نائية غير مأهولة، على متن زوارق الكنو. بينما يتمتع آخرون بنزهة هادئة حالمة بالتجديف عبر بحيرة، أو بالاشتراك في مسابقة مثيرة في مجرى نهر.

من مميزات زوارق الكنو أنها سهلة التشغيل والصيانة والتخزين والنقل. كما أنها زهيدة التكاليف، إذا ما قورنت بالأنواع الأخرى من الزوارق. وتتسع معظم زوارق الكنو لعدد من الأشخاص يتراوح مابين فرد واحد واثني عشر فرداً.

معدات التجديف بزوارق الكنو

لا يحتاج مجدف الكنو إلى أكثر من شيئين رئيسيين هما: زورق الكنو والمجداف. وتنتج المصانع أنواعًا كثيرة منهما، كما يستخدم معظم مجدفي هذه الزوارق أيضًا معدات أخرى متباينة.

الزوارق:

يتراوح طول معظم زوارق الكنو بين ثلاثة وستة أمتار، أقصى عرض للزورق مابين 60 و120سم، كما يتراوح عمق هذه الزوارق مابين 30 و36سم. وتصنع زوارق الكنو من الألومنيوم، أو الألياف الزجاجية، أو البلاستيك، أو المطاط القابل للانتفاخ، أو الخشب وقماش القنب. ويسع زورق الكنو المصنوع من الألومنيوم الذي يبلغ طوله نحو خمسة أمتار أسرة مكونة من أربعة أفراد.

تكون معظم زوارق الكنو مفتوحة، أي بدون ظهر. إلا أن بعضًا منها يكون له ظهر مطوّق، وبه مقصورة صغيرة يجلس فيها المجدف. وتشبه زوارق الكنو ذات الظهر قوارب الكياك، وتستخدم في المياه الهائجة المضطربة، التي لا تصلح فيها الزوارق المفتوحة ؛ لأنها تمتلئ بالماء بسرعة. ★ تَصَفح: الكياك، قارب. وهناك زوارق الكنو الأخرى التي توجد في مؤخرتها مساحة مربعة، يمكن أن يوضع فيها محرك صغير. كما أن هناك مركبًا آخر يطلق عليه الكنو الشراعي، وهو ذو سارية وشراع، ويمكن أن تستخدم فيه المجاديف أيضًا.

المجاديف:

تصنع معظم مجاديف الكنو من الخشب، وقليل منها يصنع من الألومنيوم أو البلاستيك. وتعد المجاديف التي تصنع من الأخشاب الصلبة كخشب الدردار أو خشب القبقب مرنة وقوية، غير أنها قد تكون ثقيلة على الأطفال وعلى المجدفين قليلي الخبرة. أما تلك التي تصنع من الخشب اللين ـ مثل خشب الصنوبر والراتنج ـ فتكون خفيفة الوزن، إلا أنها ربما تنكسر بسهولة. وتتفاوت أطوال المجاديف تفاوتا كبيرًا، وعلى المجدف أن يختار مجدافًا يكون طوله مساويًا لطول المسافة من الأرض إلى مستوى العين.

يعتمد نوع فراشة المجداف على حاجة الشخص وخبرته، فالفراشة العريضة تعطي جدفة قوية شديدة، إلا أن استخدامها يتطلب قوة وخبرة لاستخدامه، والفراشة الضيقة تحتاج قوة أقل، إلا أنها لا تعطي قوة جدف كبيرة. أما الفراشة الشائعة الاستعمال فتسمّى نصل ذيل القندس، ويتراوح عرضها ما بين 15و 20سم.

المعدات الأخرى:

تشترط بعض البلدان أن يزوَّد كل فرد في زورق الكنو بأداة للطفو مثل سترة النجاة. ومن المعدات الأخرى المهمة المنزحة التي يمكن أن تكون علبة فارغة أو مضخة صغيرة، لينزح بها الماء من داخل الزورق. أما في رحلات التخييم فيمكن أن يحمل المجِّدف معه أكياسًا لا يدخلها الماء لحفظ الطعام والملابس، ومعدات التخييم، وتستخدم الأحزمة لتثبيت المعدات بالكنو حتى لا تطفو بعيدًا إذا انقلب الكنو. كما تزود معظم زوارق الكنو بأداة تسمى الحامل، تستخدم لحمل الزورق عليها، وأما إذا كان التجديف في مياه باردة، فيجب على المجدِّف أن يرتدي بدلة مائية مصنوعة من المطاط الصناعي تغطي الجسم بإحكام لتدفئته. كما يمكن استخدام مسند للظهر وواق للركبتين لراحة المجدف. وينبغي أن تزود كل زوارق الكنو بإحدى وسائل الطفو المثبتة فيها والتي تكون على هيئة مقصورة محكمة الإغلاق مانعة للتسرب، أو نوعًا من الأكياس القابلة للانتفاخ مربوطة في الزورق.

قيادة زوارق الكنو

يتبع مجدّف الكنو الماهر إجراءات معينة، ليقود الكنو ويوجهه بفعالية وأمان. وتقتضي أهم هذه الخطوات من المجدف حفظ التوازن في الزورق، بحيث يظل متوازنًا أي يظل ثابتًا غير متأرجح ويتم ذلك بتوزيع ثقل الأفراد والمعدات على متن الزورق توزيعًا متكافئًا. وتتضمن الإجراءات الأخرى:1- الدخول إلى الزورق والخروج منه، 2- التجديف والتوجيه، 3- نقل الزورق أي حمله من مكان لآخر.

الدخول إلى الكنو (في اليمين) يمسك الشخص الحافة العليا من الزورق القريبة منه، ثم يضع إحدى قدميه في منتصف الزورق. في اليسار ينقل ثقله على القدم الموجودة في الكنو ويمسك بالحافة العليا من الزورق البعيدة عنه.

الدخول إلى الزورق والخروج منه:

عند الدخول إلى الكنو يواجه الشخص مقدمة الزورق، ويمسك الحافة العليا القريبة من الزورق، أي حافة الزورق الأقرب إليه. ثم يضع إحدى قدميه في منتصف الكنو محاولا الوصول إلى الحافة العليا البعيدة من الزورق بيده الأخرى، في الوقت الذي تظل يده ممسكة بالحافة العليا القريبة من الزورق. ويقوم الشخص في الوقت نفسه بنقل كل ثقله على القدم التي وضعها داخل الكنو، ثم يرفع قدمه الأخرى ويضعها في الكنو. وعندما يدخل شخصان إلى الكنو، فعلى من يدخل أولاً أن يأخذ موضعه في المؤخرة ويقوم بتثبيت الكنو للآخر، الذي عليه أن يجلس في المقدمة.

وعند الخروج من الكنو يتبع المجدف الخطوات السابقة نفسها ولكن بطريقة معكوسة. وإذا خرج شخصان من الكنو، فيخرج الشخص الذي يجلس في المقدمة أولاً.

التجديف والقيادة:

يتخذ المجدِّف وضعًا مريحًا، فإما أن يكون جاثيًا على ركبتيه أو يكون جالسًا. وأيًا كان الوضع الذي يتخذه، فينبغي أن يظل الزورق متوازنًا في كل الحالات. وإذا كان هناك شخصان يقومان بعملية التجديف، فإن الشخص الذي يجلس في المؤخرة يستخدم مجدافًا أطول قليلاً، وهذا يجعل قيادة الزورق أكثر يسرًا.

يستخدم مجدِّفو الكنو عدة أنواع من الضربات المجدافية، وأكثرها أهمية جدفة المقدمة، وهي التي تحرك الكنو للأمام. يقبض المجدِّف على المجداف حيث تكون إحدى يديه قريبة من المقبض، أي (الجزء الأعلى من المجداف) واليد الأخرى قريبة من النصل. وينبغي أن تكون المسافة بين كلتا اليدين بعرض المسافة بين الكتفين تقريبًا. يسحب المجداف داخل الماء بالسحب إلى الخلف بالذراع السفلى والدفع للأمام بالذراع الأخرى.

توجه كل جدفة من جدفات الكنو بعيدًا عن الجانب الذي تؤدى منه الجدفة، لذا لابد من عمل جدفات متنوعة ؛ للاحتفاظ بسير الكنو في خط مستقيم. ومن بين هذه الجدفات الجدفة اللامية، وفيها تتم الحركة على شكل حرف ل. ويقوم المجدف خلالها بدفع مجدافه إلى الجانبين عقب كل جدفة. وهناك جدفات أخرى تستخدم لتحريك الكنو إلى الخلف أو إلى الجانبين، ويمكن إيقاف الكنو بدفع المجداف إلى الأمام داخل الماء، أما إذا كان القاع الذي يجدف فوقه المجدِّفون مسطحًا تماماً، فيمكن استخدام كرة ذات عجلة لإيقافه.

نقل الكنو:

قد تجبر الظروف مستخدمي زوارق الكنو على حمل زوارقهم برًا في بعض الرحلات البعيدة، ففي الرحلات النهرية مثلاً، قد يرغب المجدفون في تخطي بعض العوائق كالانحدارات والشلالات، أو قد يرغبون في الوصول إلى بحيرة تبعد بضع كيلو مترات عن النهر. ولنقل زورق الكنو يمكن أن يستخدم مجدفو الكنو حاملاً مبطَّنًا، يمكنهم من حمل الزوارق مقلوبة على أكتافهم.

رحلات التخييم بالكنو

تمكّن رحلات التخييم بالكنو الناس من الإبحار بزوارق الكنو، للوصول إلى أماكن ذات منتجعات هادئة ومناظر طبيعية خلابة بعيدًا عن أماكن التخييم المزدحمة. وتشتمل هذه الرحلات على الخروج في رحلات طويلة عبر مسطحات مائية نائية، وقضاء عطلات نهاية الأسبوع بهدوء، على سطح بحيرة أو نهر محلي. وتختلف النظم المتعلقة برحلات التخييم بالكنو من بلد إلى آخر. وينبغي دائمًا التماس المشورة من السلطات المحلية قبل الشروع في الخروج إلى الرحلة.

يتوقف نوع المعدات التي ينبغي حملها في رحلات الكنو على عوامل كثيرة مثل: الموسم الذي ستتم فيه الرحلة، والمناخ السائد في المنطقة المنشودة، والحيز المتاح للحمولة، وكمية المنقولات الأخرى التى تتطلبها الرحلة، ولمعرفة المزيد عن معدات التخييم. ★ تَصَفح: التخييم.

سباق زوارق الكنو

يتيح سباق زوارق الكنو فرص التحدي والإثارة. ومن بين المنافسات المتعددة الأنواع: 1ـ سباق المسافات الطويلة (الماراثون)، 2ـ سباق المنحدرات النهرية، 3ـ السباق السريع، 4ـ سباق الدفع بالعصا وسباق الشراع.

سباق المسافات الطويلة (الماراثون):

يقام في الأنهار، وينطلق فيه المتبارون بسرعة عبر مجرى مائي يتراوح طوله مابين عشرة و 200كم. ويتحدد الفائز بالوقت الأسرع في الوصول إلى خط النهاية. ويتنافس الرجال والنساء والأطفال في مسابقات منفصلة.

السباق في مياه المنحدرات النهرية توفر المنحدرات النهرية الهائجة رياضة تثير التحدي لدى ذوي الخبرة من مجدفي الزوارق. ويتطلب هذا النوع من التجديف قدرًا كبيرًا من الجَلَد والقوة والخبرة.

سباق المنحدرات النهرية:

وسمي بهذا الاسم نظرًا لطبيعة المياه السريعة التي يُجرى عليها هذا السباق. وتشارك في هذا السباق زوارق الكنو ذات الظهر، وزوارق الكياك. ويتحدد الفائز بالوصول في وقت قصير إلى خط النهاية. وهناك نوعان من سباق المنحدرات النهرية، سباق المياه المضطربة والسباق المتعرج. يعتمد سباق المياه المضطربة على جَلَد المتسابق ومهارته وقوته. أما مميزات السباق المتعرج فتتمثل في المناورات الدقيقة التي يقوم بها المجدِّف للمرور بزورق الكنو في مسار متعرِّج فيما بين مجموعة من القوائم تسمى البوابات، معلقة على سطح الماء.

السباق السريع:

وهو أحد فعاليات الألعاب الأوليمبية الصيفية. ويقام في مياه البحيرات أو الأهوار الساكنة. ويشارك فيه متسابق واحد أو متسابقان أو أربعة متسابقين بالتجديف على مجرى مائي يتراوح طوله مابين 500 و10,000م.

سباق الدفع بالعمود وسباق الشراع:

. نوعان من أنواع سباقات زوارق الكنو. ففي سباق الدفع بالعمود، يقوم المتسابق بدفع المركب بقائم يتراوح طوله مابين ثلاثة وأربعة أمتار. ويقوم المتبارون بمناورات يتحركون خلالها إلى أعلى وأسفل المجرى المائي وحول علامات طافية تسمى عوامات. أما سباق زوارق الكنو بالشراع فيُجرى وفق بضع فئات تنافسية.

تطورت زوارق الكنو من الزوارق التي كان يسافر بها الهنود الكاريبيون، عبر البحار. فقد صنعوا هذه الزوارق من جذوع الأشجار الضخمة التي كانت تشذب وتشكل ثم تجوّف. وكان هنود أمريكا الشمالية الأوائل يصنعون زوارق الكنو بتثبيت لحاء الأشجار ـ غالبًا لحاء شجر البتولاـ إلى إطار خشبي، أو بتجويف جذوع الأشجار. وكانت هذه الزوارق الخفيفة السريعة ملائمة ومثالية للتحرك بها داخل البحيرات الفسيحة، والأنهار، والجداول.

في عام 1673م قام كل من المكتشف الكندي الفرنسي الأصل لوي جولييه وجاك ماركيه، الفرنسي، برحلة عبر نهر المسيسيبي في زورق من زوارق الكنو مصنوعة من لحاء شجر البتولا.

★ تَصَفح أيضًا: الهنود الأمريكيون ؛ الألعاب الأوليمبية ؛ البيروغ، زورق.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية