التجديف ( Rowing )
التجديف عملية دفع القارب بالمجاديف. ويجد كثير من الناس في التجديف فوق مياه البحيرات، والأنهار، صورةً ممتعة، من صور الرياضة البدنية. وقد أصبحت مسابقاتُ التجديف من السباقات الرياضيّة المهمة، جيّدة التنظيم للهواة. |
القوارب:
يتعلّم كثير من الناس رياضة التجديف في قوارب عريضة وثقيلة تُسمّى دينجي. وهي تُصنع بشكل متراكب الألواح بصفة عامة، أي أن جسم القارب يُصنع من ألواح خشبية متراكبة. ويتم توجيه القارب بوساطة السُّكَّان (دفَّة المركب) عند مؤخَّرة القارب. أما المجاديف، ذوات المقابض المستديرة والأطراف العريضة، فتدور في مساند مجدافية على شكل حدوة الحصان (U) ومثبتة على جانبي القارب. ويجلس الشخص الذي يجدّف في مقعد ثابت.ويمكن للمجدّف الذي يريد المشاركة في السباقات أن يصبح عضوًا في طاقم قارب، ذي أربعة أو ثمانية مجاديف. ومع أن هذا القارب أيضًا مصنوع من ألواح خشبية متراكبة، إلا أنه يختلف عن الدينجي من عدة نواحٍ. فهو أخف وزنًا وأقل عرضًا، كما أن المساند المجدافية يدور كل منها على محور. والقارب مجهز بأذرع امتداد عرضية، لتسهيل التجديف، مكانها بعيد عن جانبي القارب. ويتم إحكام تثبيت المجاديف بوساطة بوابات ويمكن أن تكون المقاعد منزلقة. أما أقدام طاقم القارب، فتُشَد بسيورٍ إلى مساندَ للأقدام تُسمَّى مشدات. ومن شأن استعمال المقاعد المنزلقة والمساند المجدافية الدوَّارة، أن تتيح إمكانيةَ إطالة حركة المجداف في الماء.
ويتم توجيه القارب بوساطة محرِّك السُّكَّان (قائد الدفة)، الذي يوجه أيضًا أوامره إلى الطاقم. ويطلق على أقربهم إلى السُّكَّان أو المؤخِّرة اصطلاح أستروك أما أقربهم إلى مقدّمة القارب فقد اصطلح على تسميته بوو. والمجدِّف الأخير هو الذي يضبط سرعة بقية الطاقم. أما أعضاء الطاقم الآخرون فيشار إليهم برقم يمثل موضعهم في القارب. فمثلاً، في القارب ذي الأربعة مجاديف، يُسمَّى المجدِّفون هكذا (بوو -2 - 3 وأستروك).
وبعد اكتساب مزيد من الخبرة، يستطيع الرجل أن ينتقل من القارب متراكب الألواح الخشبية، إلى نوع آخر من القوارب الملساء يُسمى شل بمعني القشرة.وهو أخف وأسرع نوع في قوارب التجديف. فالقارب من نوع الشلّ الذي يعمل بثمانية مجاديف، قد يبلغ طوله 18مترًا، وعرضه 60سم، ووزنه نحو 130كجم.
وفي نوع آخر من التجديف، يُسمَّى سكولنج يكون التجديف بمجدافين صغيرين، وكل عضو في الطاقم يستعمل مجدافين. وقد اصطلح على تسمية كل من القارب والمجدافين باسم مجاديف صغيرة.
والأحجام المختلفة لهذا النوع من القوارب تشمل قوارب ذات مجداف واحد وقوارب ذات مجدافيْن، وأخرى لأربعة مجاديف.
التنافس:
التجديف رياضة أوليمبيّة للرجال والنساء. تُقَامُ فيها بطولاتٌ عالميةٌ في السنوات الفاصلة بين دورات الألعاب الأوليمبية.ويتم تنظيم التنافس من خلال الاتحاد الدولي للتجديف (الفيفا)، وهو الهيئة التي تحكم رياضة التجديف.
وتقام سباقات التجديف التي تُسمَّى رجاتاس أي المهرجانات البحرية لزوارق التجديف، سنويًا في أنحاء كثيرة من العالم. وبعضها مفتوح أمام المتسابقين من كافة الدول.
التجديف في المملكة المتحدة:
تقام سباقاتٌ فرديةٌ مباشرةٌ، حيث يتسابق طاقمٌ مع طاقم آخر. ومن هذا النوع سباق القوارب السنوي، بين جامعتي أُكسفورد، وكمبردج. ويجري السباق في لندن بطول نهر التايمز، ويستغرق نحو20 دقيقة. يبدأ عند نقطة بتني وينتهي عند نقطة مُرْتْليك. وهناك مهرجان دولي شهير للتجديف، يُسَمىَّ مهرجان هِنْلي الملكيّ، يُقام في نهر التايمز عند بلدة هِنْلي على نهر التايمز في إنجلترا.التجديف في أستراليا ونيوزيلندا:
التجديف رياضة محبوبة أيضًا، في أستراليا ونيوزيلندا. وهناك هيئات تشرف على هذه الرياضة وهي مجلس التجديف الأسترالي للهواة و اتحاد التجديف في نيوزيلندا للهواة واتحاد التجديف في الشرق الأقصى للهواة الذي يشمل جنوبي شرقي آسيا.وأقدم ناد فى أستراليا هو نادي القارب بجامعة ملبورن، الذي أُسِّس عام 1858م. أما نادي تجديف كانتربري في نيوزيلندا فبدأ عام 1861م. وأهم سباقات القوارب في التجديف بأستراليا، البطولة السنوية للقوارب الفردية ذات المجدافين، وقد نظمت نيوزيلندا أولى بطولاتها القومية، في التجديف، عام 1887م. وفي عام 1927م، نظمت نيوزيلندا أولى بطولاتها الإقليمية في التجديف بين القوارب ثنائية المجاديف.
نبذة تاريخية:
استُعملت قوارب التجديف ذات التوجيه بالسُّكَّان (الدفة) قبل عام 3000 ق.م. وكان قدماءُ الإغريق، والرومان، يسافرون في قوارب تجديف ضخمة تُسَمَّى القادس. ★ تَصَفح: قادس. وكان لهذه القوارب صفوف طويلة من المجاديف، كما كان لبعضها عدة صفوف بعضها فوق بعض. كما أن قراصنة الفايكنج كانوا مجدِّفين مهرة، حيث إنهم كانوا يسافرون بقواربهم من البلاد الأسكندنافية حتى أمريكا الشمالية.أما رياضة التجديف فقد نشأت في لندن، حيث كان المجدّّفون يجدفون قوارب عبّاراتهم عبر نهر التايمز. وكان الناس يتراهنون على أي المجدِّفين يمكنه أن يعبر النهر أسرع من الآخر. وفي عام 1716م، أقام توماس دوجيت، وهو ممثل فكاهيّ معروف، سباقاً سنويًا لمجدِّفي هذه العبّارات. وكانت الجائزة سُترة غنية بالألوان، وشارة قماشية كبيرة على الكٌُم. ولا يزال سباق دوجيت من أجل السترة والشارة يُقَام حتّى الآن.
أقيم أولُ سباق للقوارب بين جامعتي أُكسفورد وكمبردج عام 1829م. أما مهرجان هِنْلي الملكي، فقد أُقيم لأول مرة عام 1839م. وشيئًا فشيئًا أخذ البريطانيون يُدخِلون هذه الرياضة في أقطار أخرى. وبحلول الأربعينيات من القرن التاسع عشر الميلاديّ، كانت المهرجانات البحرية لسباق القوارب، تقَام في أنحاء عديدة من أستراليا. وكان البريطانيون المقيمون في سان بطرسبرج بروسيا، يجدّفون سنوياً في مياه نهر نيفا من أجل الحصول على جائزة رياضية، لهذا السباق. وبحلول الستينيات من القرن التاسع عشر الميلادي كان هناك العديد من نوادي التجديف الروسية في مدينة سان بطرسبرج. وكانت الرياضة قد امتدت إلى أنحاء أخرى من البلاد. وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، كانت الرياضة قد حققت شعبية عالمية، وأدرجت ضمن رياضات دورة الألعاب الأوليمبية التي أقيمت في باريس عام 1900م. ونُظم أولُ مِهْرجان لبطولة العالم في هذه الرياضة، بمدينة لوسِرن في سويسرا، عام 1962م.