الرئيسيةبحث

محمد بن عبد الوهاب

عالم نجدي
الاسم : محمد بن عبد الوهاب
مكان الميلاد : العيينة بنجد ( في السعودية حاليا )
تاريخ الميلاد : 1115 هـ
تاريخ الوفاة : 1206 هـ
مدرسة الفقه (المذهب) : حنبلي
العقيدة : أهل السنة ، سلفية
تأثر بـ : ابن تيمية
أثر بـ : ابن عثيمين
ابن باز
عبد العزيز آل الشيخ
الألباني

محمد بن عبدالوهاب (1703 - 1791)

فهرس

نسبه

هو محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن محمد بن بريد بن مشرف بن عمر بن معضاد بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبة بن سنيع بن نهشل بن شداد بن زهير بن شهاب بن ربيعة بن أبي سود بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان،أما والدة الشيخ محمد رحمه الله ؛ فهي بنت محمد بن عزاز بن المشرفي الوهيبي التميمي ، فهي من عشيرته الأدنين,فيقال : ( المشرفي ) نسبة إلى جده مشرف وأسرته آل مشرف ، ويقال : ( الوهيبي ) نسبة إلى جده وهيب جد الوهبية ، والوهبية يجتمعون في محمد بن علوي بن وهيب ، و هم بطن كبير من حنظلة ، و حنظلة بيت من بيوت بني تميم الأربعة الكبار . ويقال : ( التميمي ) نسبة إلى تميم أبي القبيلة الشهيرة ، والتي ورد فيها ما رواه البخاري في صحيحه في كتاب العتق (3/122 ) وفي كتاب المغازي (5/115- 116 ) ومسلم في فضائل الصحابة برقم ( 198 ) عن أبي هريرة واللفظ هنا لمسلم : عن أبي زرعة قال : قال أبو هريرة : لا أزال أحب بني تميم من ثلاث سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( هم أشد أمتي على الدجال ) ، قال : وجاءت صدقاتهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( هذه صدقات قومنا ) ، قال وكانت سبية منهم عند عائشة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أعتقيها ؛ فإنها من ولد إسماعيل ) . و يتضح من سرد نسب الشيخ المتقدم أنه يلتقي مع نسب الرسول صلى الله عليه وسلم في إلياس بن مضر. عالم دين سني من نجد.

مولده

ولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب سنة ألف ومائة و خمس عشرة ( 1115 هـ و هو من مواليد قرية العيينة بنجد - في السعودية حالياً - عام 1115 هـ. أشتهر أمره بعد 1150 هـ بنجد وقراها.

نشأته

تعلم القرآن وحفظه عن ظهر قلب قبل بلوغه عشر سنين ، و كان حاد الفهم وقّاد الذهن ذكي القلب سريع الحفظ ، قرأ على أبيه في الفقه ، و كان رحمه الله في صغره كثير المطالعة في كتب التفسير و الحديث وكلام العلماء في أصل الإسلام ، فشرح الله صدره في معرفة التوحيد وتحقيقه ومعرفة نواقضه المضلة عن طريقه ، و جد في طلب العلم وأدرك و هو في سن مبكرة حظاً وافراً من العلم ، حتى إن أباه كان يتعجب من فهمه ويقول : لقد استفدت من ولدي محمد فوائد من الأحكام . انظر : روضة ابن غنام (1/25 ) وعنوان المجد لابن بشر (1/6 ) . وهكذا نشأ الشيخ محمد بن عبد الوهاب نشأة علمية ؛ فأبوه القاضي كان يحثه على طلب العلم و يرشده إلى طريق معرفته ، ومكتبة جده العلامة القاضي سليمان بن علي بأيديهم ، و كان يجالس بعض أقاربه من آل مشرف وغيرهم من طلاب العلم ، و بيتهم في الغالب ملتقى طلاب العلم وخواص الفقهاء سيما الوافدين باعتباره بيت القاضي ، ولا بد أن يتخلل اجتماعاتهم مناقشات ومباحث علمية يحضرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب .

أثر البيئة في توجيه الشيخ علمياً

لقد أبصر الشيخ البيئة من حوله بواقعها والناس في حياتهم ويدنهم على الغالب في تناقض وتصادم مع ما نشأ عليه من علم وما عرفه من الحق على بد أبيه ومن خلال مطالعته لكتب المحققين من علماء السلف الصالح ، فما تعلمه في واد ، والواقع الجاري من الناس على العموم والغالب في واد آخر . ذلك أن البيئة في نجد على الخصوص كما هو سائر البلاد الأخرى على العموم بيئة جاهلية بيئة خرافة وبدعة امتزجت بالنفوس فأصبحت جزءاً من عقيدتها إن لم تكن هي عقيدتها . ولاشك أن بيئة هذه عقيدتها مناقضة لما نشأ عليه الشيخ ولما تربى وتعلمه .. فكان لابد أن يخرج إلى هذه البيئة يعاملها بمقتضى سنة الله في خلقه ، والشيخ بين أمرين : إما أن يستسلم للبيئة ويصبح مثل الآخرين ، وإما أن يصمم على محاربة الخرافة المنتشرة .. لكن قد اختار الشيخ رحمه الله على أن يقوم لله قومة انصدعت لها جبال الجاهلية وتقطعت بها غيوم الباطل و شبهاته ، فعزم على تنحية البدع من الحياة التي حوله ، و إيقاظ النائمين وتنبيه الغافلين ، والعمل على نشر الإسلام والنور من الكتاب و السنة وسيرة الصالحين .

رحلة الشيخ وطلبه للعلم

هنا توجه الشيخ للرحلة في طلب العلم ؛ للتسلح بسلاح ماض قاطع ؛ فإن إنكار الشيخ لهذه الأمور الشائعة جعلته في مواجهة مع علماء السوء وتلبيساتهم وشبهاتهم ، وتأليب العامة عليه ، و تهتمهم إياه بالانحراف والجهل ، فكان كل ذلك يزيد من حرصه على تحصيل العلم وإدراك الحق ؛ فلابد أن يرحل في طلب العلم وتحقيق ما شرح الله له صدره من حقيقة هذا الدين القيم . رحل الشيخ إلى مكة والمدينة والبصرة غير مرة ، طلباً للعلم .. ولم يتمكن من الرحلة إلى الشام وعاد إلى نجد يدعوهم إلى التوحيد . راجع حول موضوع رحلات الشيخ المختلفة في طلب العلم و شيوخه الذين أخذ عنهم ، كتاب : عقيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب (1/133 174 ) . ولم يثبت أن الشيخ رحمه الله قد تجاوز الحجاز والعراق والأحساء في طلب العلم ، أما ما تجاوز الحد من أنه سافر إلى الشام كما ذكره خير الدين الزركلي في الأعلام ، وإلى فارس وإيران و قم وأصفهان كما يذكره بعض المستشرقين ونحوهم في مؤلفاتهم المعروفة بالأخطاء و مجانبة الحقيقة ، فهذه الأشياء غير مقبولة ؛ لأن حفيد الشيخ ابن حسن وابنه عبد اللطيف بن ابن بشر نصوا على أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يتمكن من السفر إلى الشام ، أما ما يذكر من أنه سافر إلى فارس و غيرها من البلاد ، فإن أغلبهم قد اعتمدوا على كتاب لمع الشهاب لمؤلف مجهول ، قال علامة الجزيرة حمد الجاسر : ولا تفوت الإشارة إلى أن كثيراً ممن كتبوا عن الشيخ محمد رحمه الله انخدعوا بما جاء في كتاب لمع الشهاب ، .. إلى أن قال : وهذا الكتاب الذي لا يصح التعويل عليه .. وبالإجمال ؛ فقد حرص مترجمو الشيخ محمد على تدوين كل ما يتصل برحلاته وبأسماء العلماء الذين تلقى العلم عنهم ، وبذكر البلاد التي زارها ، ويكادون يتفقون على عدم صحة ما ورد في كتاب لمع الشهاب من ذلك . انظر : مجلة العرب ( ج 10 ، السنة الرابعة ، ربيع الثاني عام 1390 هـ ، ( ص 943 944 ) . أم ما زعم أن الشيخ درس اللغتين الفارسية و التركية ، والحكمة الإشراقية والفلسفة والتصوف ولبس جبة خضراء في أصفهان ؛ فليس بثابت ، بل إنه أمر باطل و يستبعد .. وليس في مؤلفات الشيخ وآثاره ما يدل على شيء من هذا .. ثم إن من ذكر ذلك عن الشيخ كان ممن انخدع بمثل كتاب لمع الشهاب . وقد رد على هذه الفرية العلامة حمد الجاسر انظر : نفس المرجع السابق ( ص 944 ) . بعد مضي سنوات على رحلة الشيخ رحمه الله في طلب العلم ، عاد إلى بلدة حريملاء التي انتقل إليها والده بعد أن تعين عليها أمير جديد يلقب بخرفاش بن معمر والذي لم يرق له بقاء الشيخ عبد الوهاب في القضاء ، فعزله عنه ، فغادرها الشيخ عبد الوهاب إلى حريملاء وتولى قضاءها وأقام بها . فأقام الشيخ محمد بعد عودته من رحلته العلمية في حريملاء مع أبيه يدرس عليه ويدعو إلى التوحيد و يبين بطلان دعوة غير الله . انظر : الدرر السنية (12/5 ) . لقد ابتلي الشيخ رحمه الله .. فصبر على البلاء و ثبت حتى جاوز الامتحان والابتلاء ، و ما ذلك إلا تأييد الله له بروح منه وتقويته لإيمانه .. وأمثلة ذلك في حياته كثيرة .. و لنأخذ مثلاً من أحوال الشيخ التي وقعت له ؛ ففي حالة إخراجه من العيينة طريداً منها كان سبب إخراجه رحمه الله من العيينة هو أن ابن معمر خاف من حاكم الإحساء من أن يقطع عنه المعونة ، فأخرج الشيخ رحمه الله من العيينة وتوجه إلى الدرعية ، فكان ابن معمر ممن آثر الدنيا على الدين وباع العاجل بالآجل لما تعارض في صدره أمر صاحب الإحساء وأمر الله تعالى - ، قد افتقد كل حظ من حظوظه الدنيوية المباحة ؛ افتقد ثقة الأمير وثقة الناس من حوله به و بما يدعو إليه من عقيد السلف الصالح ، وافتقد المسكن و المكانة و جميع الحظوظ النفسية والغايات الدنيوية ومشى وحيداً أعزل من أي سلاح ليس بيده إلا مروحة من خوص النخيل ، لكن كان على ثقة من ربه ، والله قد قوي إيمانه حتى صغر في ميزانه أمر صاحب الأحساء وخذلان ابن معمر له وفراق الوطن والمال والأهل والزوجة والمسكن وما بقي لديه سوى الإيمان القوي بصحة عقيدة السلف الصالح ، و حسن الظن بالله .. لقد سار من العيينة إلى الدرعية يمشي راجلاً ليس معه أحد في غاية الحر في فصل الصيف لا يلتفت عن طريقه ويلهج بقوله تعالى { ومن يتق الله يجعل له مخرجاً و يرزقه من حيث يحتسب } و يلهج بالتسبيح .. فلما وصل الدرعية قصد بيت ابن سويلم العريني ، فلما دخل عليه ؛ ضاقت عليه داره وخاف على نفسه من محمد بن سعود ، فوعظه الشيخ وأسكن جأشه وقال : سيجعل الله لنا ولك فرجاً و مخرجاً . انظر : عنوان المجد لابن بشر (1/11 ) . ثم انتقل الشيخ إلى دار تلميذ الشيخ ابن سويلم الشيخ أحمد بن سويلم ، و هناك بدأ التزاور بين خصائص أهل العلم من الدرعية ولما علموا بثبات دعوة الشيخ و أنها على سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم أرادوا أن يشيروا على ابن سعود بنصرته ، فهابوه ، فأتوا إلى زوجته موضي بنت أبي وهطان من آل كثير و أخيه ثنيان .. وكانت المرأة ذات عقل ودين ومعرفة فأخبروها بمكان الشيخ وصفة ما يأمر به و ينهى عنه ، فوقر في قلوبهما معرفة التوحيد وقف الله في قلوبهما محبة الشيخ . روضة ابن غنام (1/3 ) . دخل محمد بن سعود على زوجته فأخبرته بمكان الشيخ وقالت له هذا الرجل ساقه الله إليك و هو غنيمة فاغتم ما خصك الله به ، فقبل قولها ثم دخل على أخوه ثنيان وأخوه مشاري وأشاروا عليه مساعدته و نصرته .. أراد أن يرسل إليه ، فقالوا : سر إليه برجلك في مكانه وأظهر تعظيمه والاحتفال به ، لعل الناس أن يكرموه ويعظموه ، فذهب محمد بن سعود إلى مكان الشيخ و رحب به وأبدى غاية الإكرام والتبجيل وأخبره أنه يمنعه بما يمنع به نساءه وأولاده .. قال : أبشر ببلاد خير من بلادك وأبشر بالعزة والمنعة ، فقال الشيخ : وأنا أبشرك بالعزة والتمكين وهذه كلمة لا إله إلا الله من تمسك بها وعمل بها ونصرها ؛ ملك بها البلاد والعباد ، وهي كلمة التوحيد وأول ما دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم وأنت ترى نجداً وأقطارها أطبقت على الشرك والجهل والفرقة وقتال بعضهم بعض ؛ فأرجو أن تكون إماماً يجتمع عليه المسلمون وذريتك من بعدك . عنوان المجد (1/11 12 ) . و هكذا تم اللقاء التاريخي وحصلت البيعة المباركة على ذلك .. و أخذ الشيخ رحمه الله بالدعوة والجهاد في سبيل إعلاء كلمة لا إله إلا الله .. ونتجاوز بعض الأمور من حياة الشيخ رحمه الله .. لأن الهدف من سرد هذه الأحداث ليس فقط طرح سيرة الشيخ أو ذكرها مفصلة .. وإنما الغاية والهدف هو الوصول إلى الحقيقة والتي نادى بها الشيخ رحمه الله .. ورد الشبه التي ألصقت بالدعوة وبصاحبها ..

عقيدته

أما عن عقيدة الشيخ رحمه الله فهي عقيدة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار .. عقيدة الرسول صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان .. عقيدة أئمة الهدى .. أبي حنيفة والشافعي و مالك وأحمد وابن عيينة والثوري وابن المبارك والبخاري وسلم وأبي داود وسائر أصحاب السنن وأهل الفقه وأثر رحمهم الله .. يقول رحمه الله : ولست ولله الحمد أدعو إلى مذهب صوفي أو فقيه أو متكلم أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم مثل ابن القيم والذهبي وابن كثير وغيرهم .. بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له وأدعو إلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم التي أوصى بها أول أمته وآخرهم وأرجو أني لا أرد الحق إذا أتاني بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه إن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلها على الرأس والعين .. ولأضربن الجدار بكل ما خالفها من أقوال أئمتي ، وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقول إلا الحق . انظر للمزيد عن عقيدة الشيخ الإمام رحمه الله كتاب : عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي للدكتور : صالح بن عبد الله بن عبد الرحمن العبود .

مؤلفاته

أما عن مؤلفات الشيخ فهي كثيرة جداً نذكر بعضاً منها قام الشيخ رحمه الله تعالى بتأليف عدد من الكتب والرسائل المهمة ، و قد امتازت مؤلفات الشيخ رحمه الله بالأسلوب القرآني المحض و أدلته كلها مأخوذة من القرآن والسنة ، و ذو أسلوب واضح لا يوجد فيه أي تعقيد ، إلا أن اللغة ليست عالية جداً كما نشاهدها عند ابن تيمية (ت 728 هـ ) وابن القيم (ت 756 هـ) . و قد عرفنا من مؤلفات الشيخ الكتب التالية :- 1- كتاب التوحيد : و هذه الرسالة هي من أشهر مؤلفاته ، و الاسم الكامل هذا الكتاب هو : كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد . و ذكر فيه الشيخ حقيقة التوحيد و حدوده ، و الشرك و مفاسده . 2- كتاب كشف الشبهات : ونستطيع أن نسميه تكملة لكتاب التوحيد ، والحقيقة أن جميع كتب الشيخ تتعلق بالتوحيد و يمكن أن يقال أنها كلها تكملة لكتاب التوحيد . 3- كتاب الأصول الثلاثة : و هي معرفة الرب ، و معرفة دين الإسلام ، و معرفة الرسول ، و هذه هي الأصول الثلاثة التي وضحت في هذه الرسالة في أسلوب جذاب . 4- كتاب شروط الصلاة و أركانها : و قد شرحت هذه الرسالة شروط الصلاة وهي : الإسلام ، والعقل ، التميز ، رفع الحدث و إزالة النجاسة ، و ستر العورة و دخول الوقت واستقبال القبلة ، والنية ، و ذكرت أركان الصلاة و واجباتها . 5- كتاب القواعد الأربع : حيث ذكر في هذه الرسالة بعض نواحي التوحيد على طريقة مؤثرة و سهلة . 6- كتاب أصول الإيمان : و بين أبواب مختلفة من الإيمان بالأحاديث ، و يظهر من عبارة في البداية ، أن بعض أولاد الشيخ قد أضاف إليها ، و نصها : و قد زاد فيه بعض أولاده زيادة حسنة . 7- كتاب فضل الإسلام : و قد وضح فيه مفاسد البدع و الشرك ، كما وضح شروط الإسلام . 8- كتاب الكبائر : ذكر فيه جميع أقسام الكبائر ، واحدة و احدة ، مفصلة في أبواب ، و قد دعمت الأبواب كلها بنصوص الكتاب والسنة . 9- كتاب نصيحة المسلمين : و هذا كتاب مستقل قد جمع فيه أحاديث تتعلق بجميع نواحي التعليمات الإسلامية . 10- كتاب ستة مواضع من السيرة : و هي رسالة مختصرة توضح ستة أحداث من السيرة النبوية ، والمواضع الستة هي : أ - ابتداء نزول الوحي . ب - تعليم التوحيد و الرد على الكفار . ج- قصة تلك الغرانيق العلى . د- ختام أبي طالب . هـ منافع الهجرة و عظاتها . و- قصة الارتداد بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم . 11- كتاب تفسير الفاتحة : و هو تفسير موجز جداً لسورة الفاتحة . 21- كتاب مسائل الجاهلية : و ذكر فيه الشيخ مائة و إحدى و ثلاثين مسألة خالف الرسول صلى الله عليه وسلم فيها معتقدات أهل الجاهلية . 31- كتاب تفسير الشهادة : و هو تفسير لكلمة لا إله إلا الله ، و قد ذكر فيها أهمية التوحيد في أسلوب آخاذ و واضح . 41- كتاب تفسير لبعض سور القرآن : و هي مجموعة لبعض تعليقات الشيخ على آيات و سور مختلفة من القرآن و قد استنبط عشرات من المسائل من آية واحدة ، و هذه هي أهم مزاياها . 51- كتاب السيرة : و هو ملخص من كتاب السيرة لابن هشام . 61- الهدي النبوي : و هو ملخص لكتاب زاد المعاد للإمام ابن القيم رحمه الله .

و للشيخ عدة رسائل صغيرة أخرى غير ما ذكرنا ، و لا أرى حاجة إلى ذكرها ، و توجد بعض هذه الرسائل في كتاب روضة الأفكار المجلد الأول الفصل الثالث والرابع . وانظر أيضاً حول مؤلفات الشيخ كتاب : محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم مفترى عليه (ص 135-144) . ونظر أيضاً كتاب : عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (1/ 191 235 ) ، وقد فصل في خلالها القول في هذه الكتب و تحدث أيضاً عن الكتب التي نسبت إلى الشيخ مثل كتاب : أحكام تمني الموت ، و كتاب :نصيحة المسلمين بأحاديث خاتم المرسلين ، كذلك رسالة : أوثق عرى الإيمان .

وفاته

في عام ست ومئتين وألف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم (1206 هـ ) توفي الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، قال ابن غنام في الروضة (2/154 ) : كان ابتداء المرض به في شوال ، ثم كان وفاته في يوم الاثنين من آخر الشهر . وكذا قال عبد الرحمن بن قاسم في الدرر السنية (12/20 ) ، أما ابن بشر فيقول : كانت وفاته آخر ذي القعدة من السنة المذكورة . عنوان المجد (1/95 ) . وقول ابن غنام أرجح ؛ لتقدمه في الزمن على ابن بشر ومعاصرته للشيخ وشهوده زمن وفاته وتدوينه لتاريخه . وكان للشيخ من العمر نحو اثنتين وتسعين سنة ، وتوفي ولم يخلف ديناراً ولا درهماً ، فلم يوزع بين ورثته مال ولم يقسم . انظر : روضة ابن غنام (2/155 ) .

بعض ما قيل فيه

ما قيل في الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله

موقف الشيخ محمد زهري النجار من الشيخ محمد بن عبدالوهاب

الشيخ محمد زهري النجار في التعليق على هذا الكلام السيئ بقوله : (يقول مصححه الراجي عفو ربه الستار، المحمدي السلفي، محمد زهري النجار: قد أظهر المولوي وصي أحمد –هنا- مذهب محمد بن عبد الوهاب، بصورة مشوهة، مع العلم بأنه حنبلي المذهب سلفي العقيدة، وذلك نتيجة لعدم دراسته مؤلفات ابن عبد الوهاب وأتباعه، وقد تبع في مسلكه هذا ابن عابدين، الذي لم تكن مؤلفات ابن عبد الوهاب قد انتشرت في زمانه، ولا درس شيئاً منها، ولم يذكر –حين قال ما قال- اسم الكتاب الذي نقل عنه ما قاله من كتب ابن عبد الوهاب، حتى يثق القارئ من كلامه، ويكون على بصيرة من أمره، ولكن الإشاعات السيئة التي قام بترويجها المبتدعة أعداء السنة، كونت لديه صورة مشوهة، فقال ما قال، ولو وقف على مؤلفات ابن عبد الوهاب وأتباعه علماء نجد الأعلام، وقرأها بنـزاهة، لكان له الموقف المحمود تجاههم، لأنه من العلماء العاملين. وآفة هذه الأمة علماء السوء الذين ينجرفون أمام المادة فيبذلون جهدهم في سبيل الحصول عليها، يرومون بذلك إطفاء نور الحق ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون. تزلف هؤلاء الدجالون الظالمين من الحكام، فألفوا الرسائل المشحونة بالأباطيل والأقاويل ضد السنة وأهلها، ولكن الحق أبلج والباطل لجلج. فلما كثرت المطابع وانتشرت كتب محمد بن عبد الوهاب وأتباعه، ووقف عليها العلماء الأعلام بادروا إلى الانتصار له، ولا سيما المحدثون من علماء الهند، فطبعوها في بلادهم، كما طبع الكثير منها في مصر، فبذلك تمزقت حجب تلك الأوهام، التي قام بنسجها هؤلاء الدجاجلة، كما تبددت تلك السحب المظلمة التي أنشأها أنصار الباطل، فاستبان نور الحق رغم هؤلاء. فانهزمت جيوش الباطل وولت الأدبار أمام فيالق الحق. التي تحمل في يمينها كتاب الله وفي شمالها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. تدمغ بهما الباطل فتـزهقه. ومن يقرأ كتاب (التوحيد الذي هو حق الله على العبيد) وشرحه (فتح المجيد) يعلم بطلان كلام المولوي وصى أحمد وأمثاله وأن صفة الخوارج التي وسم بها محمد بن عبد الوهاب وأتباعه، بعيدة عنهم كل البعد. فلا ينطبق عليهم هذا الاسم بوجه من الوجوه. ومن أراد الوقوف على حقيقة اعتقاد الوهابية، فليقرأ كتاب (الهدية السنية) يظهر له سلامة اعتقادهم وأنهم لم يخرجوا عن السنة قيد شعرة. ولولا خوف الإطالة لأتينا بتفصيل من الكلام المشبع المقنع في مذهب هؤلاء الذين ظلمهم المولوي وصي أحمد وأمثاله. حتى استباحوا دماءهم وحكموا عليهم هذا الحكم الجائر). انتهى كلام النجار جزاه الله خيرًا على ذبه عن عرض هذا الإمام الموحد . والله المستعان .

منقول الشيخ سليمان الخراشي - في موضوع [انحرافات المحققين] في ملتقى أهل الحديث وهو مقتبس من كلام الشيخ النجار في تحقيقه لكتاب: [شرح معاني الآثار : للطحاوي ] الطبعة الثانية

موقف الشيخ يوسف القرضاوي

قال الشيخ يوسف القرضاوي في كتابه (فقه الأولويات ) : "

الإمام ابن عبد الوهاب فالإمام محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية كانت الأولوية عنده للعقيدة، لحماية حمى التوحيد من الشركيات والخرافيات التي لوثت نبعه، وكدرت صفاءه، وألف في ذلك كتبه ورسائله، وقام بحملاته الدعوية والعملية في هدم مظاهر الشرك".


قال الشيخ يوسف في (ثقافة الداعية – مؤسسة الرسالة – الطبعة الأولى 1417 هـ - ص 107 ) : ( ينبغي الاهتمام بحركات الإصلاح والتجديد في تاريخ الإسلام ، وبرجال التجديد الذين يبعثهم الله بين حين وآخر في هذه الأمة ليجددوا لها دينهما ، أياً كان لون هؤلاء الرجال واتجاههم ، فقد يكون منهم الخلفاء كعمر بن عبدالعزيز ، أو السلاطين والأمراء كنور الدين وصلاح الدين أو الفقهاء والدعاة كالشافعي والغزالي وابن تيمية وابن عبدالوهاب ، وقد يكون المجدد فرداً وقد يكون جماعة أو مدرسة اصلاحية يبرز بها اتجاه في الإصلاح له سماته وخصائص )

و قال د. يوسف القرضاوي في كتابه (الصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي والإسلامي تحت عنوان حركات التجديد والدعوة وأثرها في الصحوة - دار الصحوة للنشر والتوزيع- القاهر - ص 32 ):

( أن الصحوة المعاصرة التي نشهد آثارها ومظاهرها اليوم ، لم توجد من فراغ ، ولا ولدت دفعة واحدة ، ولا كانت " نباتاً شيطانياً " ظهر وحده ، بغير زراع ولا راع كما تصور بعض الناس . إن هذه الصحوة امتداد وتجديد لحركات إسلامية ، ومدارس فكرية وعملية ، قامت من قبل ، انقرض بعضها ولا زال بعضها قائماً بصورة ، أو بأخرى حتى اليوم ، حركات قام عليها رجال صادقون ، حاول كل منهم أن يجدد الدين ، أو يحيى الأمة ، في بقعة معينة أو أكثر من بقعة من أرض الإسلام ، أو في جانب معين أو أكثر من جانب من جوانب الحياة ، في الاعتقاد أو الفكر أو السلوك . يذكر التاريخ منهم مجدد الجزيرة العربية باعث الدعوة السلفية ، خريج المدرسة الحنبلية الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ت 1206 هـ /1792 م) الذي قامت على أساس دعوته الدولة السعودية . )


موقف الشيخ محمد قطب

قال الشيخ محمد قطب في كتابه ( هلم نخرج من ظلمات التيه! - دار الشروق 1415 هـ ص 26 ) ( ولقد كان العدو المتربص يستشعر أن اليقظة يمكن أن تحدث . . فقد كانت حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في جزيرة العربية نذيرا شديد لهم أن الأمة يمكن أن تصحو وتنفض عنها ما وقعت فيه من البعد عن حقيقة الدين . . وعندئذ ماذا يكون من أمر الحملة الصليبية ؟ وكيف يواجه الصليبيون الجدد أمة مجدّدة الإيمان كأمة صلاح الدين ؟ !.

لذلك فقد حالوا كبت الحركة الوهابية في مهدها ، وأغروا بها محمد علي وأبناءه ليحاول القضاء عليها . . وأسرعوا في الوقت ذاته في دفع الأمة إلى التيه . . لكي تزداد بعدا عن طريق النجاة . . ) قال الشيخ محمد قطب في نفس المصدر السابق ص 59 بعد أن تحدث عن الحملة الفرنسية على مصر وإدعاء البعض أنها مفتاح الخير لمصر وللمنطقة كلها من حولها وأنها كانت باعث "النهظة ): أما اليقظة السليمة الصحيحة فقد كانت وشيكة دون تدخل الحملة الصليبية ، فقد كانت حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب هى البشير الحقيقى بيقظة الأمة من غفوتها ، ومعاودة السير في الطريق .. ) وقال أيضا الشيخ محمد في نفس المصدر السابق ص 77 -78 : ( يحسب بعض الناس أن الصحوة لم تكن إلا رد فعل لهذا الفشل في جميع الميادين . . فشل النظم المستوردة و" الزعماء " المزيفين الذين صُنعوا على عين الغرب ، ونُصّبوا ليقوموا بالإفساد. ولا ينكر أحد أن هذا الفشل كان من المحفزات للصحوة . . ولكن الناس ينسون أن الجذور الحقيقية للصحوة كانت سابقة على استيراد النظم وفشل الزعماء . . فقد كانت الحركة التي قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب لتصحيح العقيدة هي الباعث الحقيقي ليقظة العالم الإسلامي ، على الرغم من كل الجهود التي بذلت لمحاولة كبتها والقضاء عليها . ولقد بدا - لفترة من الوقت - أن الدعوة قد حُصرت وسُدت عليها المنافذ فلم تعد قادرة على الامتداد . . ولكنها لم تكن دعوة ذاتية للشيخ محمد بن عبد الوهاب في داخل الجزيرة العربية حتى يسدوا المنافذ عليها ويكتموها . . إنما هي هي الدعوة التي قال الله عنها : { ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها . . } . دعوة تمتد بما أودع الله فيها من الحق ، وما أودع فيها من القوة ، وما أودع فيها من البيان ، يحملها قلبٌ مؤمن فتشتعل في قلبه ، فتمد إشعاعها في الآفاق . . وحين يحاربونها فقد تسكن حركتها إلى حين . . ولكنها تعود فتؤتي أكلها بأمر الواحد القهار.. ) قال الشيخ محمد قطب في كتابه ( كيف نكتب التاريخ الإسلامي – دار الشروق – الطبعة الثانية – ص235 - 236 ) :

( إننا نهتم كثيراً بالصحوة الإسلامية ، وندعو إلى إفراد فصل مهم لها عند إعادة كتابة التاريخ . . لجملة أسباب .

أولاً : لدلالتها الكبرى على أن الإسلام لم ينته كما زعم الزاعمون ! فقد كان أناس قد زعموا أن الإسلام قد انتهى منذ الخلفاء الراشدين ! وقد فندنا زعمهم في الفصول الأولى من الكتاب ، وقد بينا أن حركة انسياح المسلمين في الأرض ، ودخول شعوب بأكملها في دين الله ، هي وحدها دليل كاف على أن الإسلام لم يكن قد انتهى بفتنة مقتل عثمان ، و لا بالنزاع بين على ومعاوية، ولا بانتهاء فترة الذروة ، فقد كان باقيا بحيويته وفاعليته وقدرته على الامتداد في الأرض لا في صورة نظريات ولا شعارات ، ولكن صورة واقع تحمله أمة وتتحرك به .

وكان أناس قد زعموا أن الإسلام قد انتهى بانتهاء الدولة العربية الأموية ، وأناس زعموا أنه انتهى بنهاية العصر العباسي ، وأخيراً فقد ظن أناس أن الإسلام انتهى بنهاية الخلافة العثمانية وأصبح من ذكريات التاريخ . وهؤلاء الأخيرون كانوا أشد الناس اقتناعاً بصدق ظنهم ، لأن كل الدلائل كانت أمامهم ، فلا الوجود السياسي للإسلام قد بقي في الأرض ، ولا الوجود الفكري ، ولا الوجود الأخلاقي ، ولا حتى الوجود التقليدي الذي كان محافظاً عليه في القرنين الأخيرين من الدولة من الدولة العثمانية بالرغم من الموت الذي كان قد سرى في كل جانب من حياة الأمة الإسلامية . . ولكن هذه الظنون كلها لم تكن صحيحة . . فلم ينته الإسلام في أية أزمة من أزماته الحادة بما فيها تلك الأزمة التي كادت تقضي عليه ، لأن قدر الله الغالب أن يبقي هذا الدين في الأرض إلى يوم القيامة . . وحين يقدر الله أمراً فإنه يهيئ له أسبابه : { إن الله بالغ أمره ، قد جعل الله لكل شئ قدراً } . والأسباب التي هيأها الله لبقاء الإسلام حياً بعد أزمته الحادة الأخيرة هي الصحوة الإسلامية . والحق أن الحركة الأم لهذه الصحوة كانت حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية ، ولو قدر الله للأمة أن تستيقظ على هدي هذه الحركة لتغير التاريخ . . ولكن الأمة – في حينها – لم تكن على استعداد لأن تصحو ! كانت غارقة في السبات العميق ، فخيل إليها حينئذ أن صيحة الشيخ المجلجلة كانت كابوساً مزعجاً ، سرعان ما أصمّت عنه أذنيها ، وأغمضت عينيها مرة أخرى وأسلمت نفسها للرقاد !

ووقع الصدام بين حركة الشيخ وبين الأمة الغافلة في قضيتين اثنتين على الأقل ، قضية الصوفية ، وما حولها من عبادة الأضرحة والأولياء والمشايخ والتشبث بالخرافة ، وقضية التوسل برسول الله – صلى الله عليه وسلم – فضلاً عمن هم دونه من موتى المسلمين . . وكانت كلتاهما من المسلمات عند الناس ، التي لا يجادل فيها إلا خارج من دينه ! فوقع الصدام حاداً بين ما يدعو إليه الشيخ من تصحيح العقيدة ، وبين ما كان يري الناس وقتها أنه هو العقيدة الصحيحة ! ثم جاءت الظروف السياسية فمدت فترة الانحراف في حياة الأمة إلى حين . فقد وُجد من يغري السلطان بالحركة على أساس أنها تمرد سياسي وليس حركة تصحيحية يراد بها إخراج الأمة من ضلالاتها وردها إلى الدين الصحيح . ويخطر في ظني – وإن كان هذا أمراً يحتاج إلى تحقيق تاريخي ليس بين يدىّ الآن أدواته – أن الصليبية الصهيونية كان لها دور في إيغار صدر السلطان على الحركة ، لأن محمد على – صنيعة فرنسا – عرض نفسه وخدماته للقضاء على الحركة الوهابية في الجزيرة ، فاستخدمه السلطان بالفعل . . ومحمد على لم يكن يحب السلطان . وهو الذي حاربه بجيوشه التي دربتها فرنسا وسلحتها ، وكاد يتغلب عليه في لإحدى المعارك ولم يكن يحب الإسلام ، وهو الذي بدأ تيار التغريب في مصر بتوجيه فرنسا ! لذلك يخطر في ظني أن فرنسا – وكان لها حظوة عند السلاطين منذ سليمان القانوني – هي التي أغرت السلطان باستخدام محمد على وأبنائه في القضاء على تلك الحركة الخطرة التي يمكن إن توقظ المسلمين ، بينما الصليبية الصهيونية تُعدّ لذبحهم وهو غافلون ! وأيّا كان الأمر ، فقد بدا – إلى حين – أن الحركة قد ماتت في مهدها ، وانحصرت في داخل الجزيرة العربية . وكان هذا وهما آخر من الأوهام المتعددة التي توحي بالموت وتُعرض عن بشائر الحياة ! إنما كانت الحركة تنبض بالحياة الكامنة في قلبها ، حتى أتاح لها قدر الله أن تنشر فروعها في حركات اليقظة الإسلامية التي تمثل الصحوة الإسلامية المعاصرة ، وتمتد إلى كل أرجاء العالم الإسلامي . . )


موقف الشيخ محمد الغزالي

قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في كتابه (الدعوة الإسلامية تستقبل قرنها الخامس عشر –مكتبة وهبة – الطبعة الثالثة – 1410 هـ ص 52 ) : ( ومع أننا نعيب على العرب تقاعسهم في خدمة الثقافة الإسلامية الصحيحة إبّان هذه القرون الهامدة من الحكم التركي ، إلا أننا نذكر أن الحركة الوحيدة التي نهض بها العرب لإصلاح العقائد والعبادات ومحو ما شابها من زيغ وانحراف قاومتها الدولة بالسيف حتى أجهزت عليها . . نعني حركة الإصلاح التي قام بها محمد بن عبد الوهاب في جزيرة العرب ... )

و قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في كتابه مائة سؤال عن الإسلام - الناشر دار ثابت للنشر والتوزيع - الطبعة الرابعة : محرم 1410 هـ - أغسطس 1989 م - ص 313 : ( رفع محمد بن عبد الوهاب شعار التوحيد ، وحق له أن يفعل ! فقد وجد نفسه في بيئة تعبد القبور ، وتطلب من موتاها ما لا يطلب إلا من الله سبحانه .. وقد رأيت بعيني من يقبلون الأعتاب ويتمسحون بالأبواب ويجأرون بدعاء فلان أو فلان ، كي يفعل كذا وكذا ! ما هذا الزيغ ؟ ما الذي أنسى هؤلاء ربهم ؟ وصرفهم عن النطق باسمه والتعلق به ؟ وماذا يرجو العبيد من عبد مثلهم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ؟ إنه لو كان حيا ما ملك لهم شيئاً ، فكيف وهو ميت ؟ .. )


موقف الشيخ سلمان بن فهد العودة

قال الشيخ سلمان بن فهد العودة المشرف العام على موقع الإسلام اليوم في كتابه (جزيرة الإسلام - مكتبة الرشد ناشرون - الطبعة الأولى - ص 59 ) : ( أن لهذه الجزيرة من العلم والعلماء والتجديد والمجددين أوفر نصيب عبر الزمان : ولقد كان كثير من أهل العلم يجاورون بمكة أو بالمدينة ، وقلّ أن تجد عالماً إلا دخل أرضها ، وزارها وأقام فيها . ولعل ختام المسك دعوة المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله التي أنعم الله بها على هذه الجزيرة ، وجدّد لها بها دينها.

وقال في نفس المصدر السابق ص 60 : أما هذه الجزيرة فإنها منذ دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله إلى اليوم لا تزال تعيش - إجمالاً - أوضاعاً جيدة ، وتنتقل من خير إلى خير ، ولا يزال العلم والعلماء، والدعاة ، وطلبة العلم ، والحلقات والدروس العلمية قائمة على قدم وساق ، لم يمر بها خلال ذلك فترة ركود أو خمول أو انهيار ، ولم تمن بتسلط الفساد والمفسدين علانية . وإنها لنعمة كبيرة : أن يسبق تيار الخير تيار الفساد . )


قال سفير ألمانيا في السابق بالرباط د.مراد ويلفريد هوفمان الذي اعتنق الإسلام عن رغبة واقتناع في كتابه ( الإسلام كبديل - مكتبة العبيكان- الطبعة الثانية ص - 70) :

( ومن الطبيعي أن ذلك التدهور الذي تلا ازدهار الحضارة الإسلامية ، لم يكن كله ظلمات بعضها فوق بعض ، فقد أطلت هنا وهناك بارقة من بوارق العبقرية الإسلامية ، وخاصة في مجال الفقه وعلوم الدين ، والأدب وفن المعمار ، ووعت ذاكرة التاريخ روائع معمارية مثل تاج محل (1634) ، والمسجد الأزرق الكبير في استانبول الذي شيد في ذلك الوقت نفسه ، وحفظت تلك الذاكرة أسماء شخصيات لها وزنُها مثل الهندي العلامة الشيخ ولي الله ( 1703 - 1763 ) ومحمد بن عبد الوهاب (1703 - 1787) في الجزيرة العربية ، وأمادو بامبا (1850 - 1927) في السنغال ، وغيرهم من الرواد الأوائل لحركة الإصلاح المستند إلى الأصول ومذهب السلف الصالح . )

وقال في نفس المصدر السابق ص 107 : ( ولقد قام بإحياء الإسلام إتّباعاً للإمام أحمد بن حنبل أئمة تالون له ، منهم الشيخ ولي الله (توفى عام 1763 م) ، ومحمد بن عبد الوهاب ( توفي عام 1787 م) ، وهو مجدد الدعوة ، والسنوسي والحركة السنوسية الليبية في الثلاثينات ، والإخوان المسلمون في مصر ، والجماعة الإسلامية الباكستانية . )


موقف الشيخ سفر الحوالي

قال الشيخ سفر الحوالي :

( والخلاف في مسألة الإيمان -مع كونه أول خلاف في الملة- ظل من أعظم قضايا الخلاف بين هذه الأمة في عصورها كلها، وفي مطلع العصر الحديث أصبحت أعظم القضايا التي تشغل بال هذه الأمة، وذلك منذ أن ظهرت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله التي أعادت الحنيفية جذعة نقية. )

الـمـصـدر من كتاب: ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي

انظر أيضاً

وصلات خارجية

اقرأ نصا ذا علاقة بمحمد بن عبد الوهاب، في ويكي مصدر.