مهران كريمي ناصري، ولد عام 1942 في مدينة مسجد سليمان (ايران) وقد اشتهر بإسم سير الفريد مهران، وهو لاجئ ايراني عاش في محطة رقم واحد في مطار شارل دي غول الدولي (فرنسا) من تاريخ 8 اغسطس 1988 وحتى شهر اغسطس 2006.
فهرس
|
ولد مهران في مستوطنة شركة النفط الانجليزية الفارسية والتي تقع في مدينة مسجد سليمان (ايران) لاب ايراني يعمل كطبيب في نفس الشركة وام اسكتلندية (على حد قول مهران) تعمل كممرضة في نفس المجال.
انتقل مهران في عام 1973 إلى المملكة المتحدة لينضم إلى جامعة برادفورد في فصل دراسي مدته ثلاث سنوات في الدراسات اليوغوسلافية، واثناء اقامته هناك شارك في مظاهرة ضد شاه ايران محمد رضا بهلوي وذلك في شهر مارس 1974.
اضطر مهران وذلك بسبب ضائقة مالية إلى العودة إلى ايران في 7 اغسطس 1975، وعند وصوله إلى مطار طهران على حد قوله، اقتيد مباشرة إلى سجن ايفين من قبل الشرطة السرية الايرانية (سفاك) وسجن وعذب لمدة اربعة شهور، نفي بعدها إلى خارج الوطن، وهذه القصة لم يؤكدها الصحفيين بعد، ولكن ما تأكدوا منه هو مشاركته في تظاهرة طلابية في عام 1970 ضد قانون كان قد صدر من جامعة طهران، وعليها تم استجوابه مع 20 من الطلبة عن تلك المظاهرة، ولم يكن هناك اي شكل من اشكال التعذيب اثناء التحقيق.
عند عودة مهران إلى اوروبا، تقدم بطلب لجوء إلى كل من المانيا الغربية (آنذاك) وهولندا في عام 1977 ولكن جائه الرفض من البلدين، وتقدم بطلب لجوء اخر في عام 1978 إلى فرنسا فتم رفضه ايضا, والى ايطاليا في عام 1979 وجائه الرفض, وتقدم بطلب جديد إلى فرنسا عام 1980 فرفض مما دعاه إلى تقديم التماس فرفض ايضا، وتقدم بطلب هجرة إلى المملكة المتحدة فرفض ومنع من دخول البلاد عن طريق مطار هيثرو وطرد فعاود المحاولة لدخول ألمانيا الغربية ولكنه طرد ايضا إلى الحدود البلجيكية حينها سمحت له السلطات البلجيكية بالدخول إلى اراضيها.
في تاريخ 7 اكتوبر 1980، وافقت مفوضية اللاجئين العليا للأمم المتحدة في بلجيكا على منح مهران حق اللجوء في بلجيكا نفسها، وقد عاش فيها حتى عام 1986 عندما قرر ان يعيش في المملكة المتحدة.
ذكر مهران على حد قوله انه تمت سرقة حقيبته اليدوية والتي كانت تحتوي على جميع اوراقه الثبوتية عندما كان في محطة القطارات في باريس متوجها إلى مطار شارل دي غول الدولي، وتمكن فعلا من الصعود إلى الطائرة متوجها إلى المملكة المتحدة ولكن عند وصوله مطار هيثرو بدون الاوراق الثبوتية، قرر مسؤلوا المطار ارجاعه إلى مطار شارل دي غور مرة اخرى، وعند وصوله لم يتمكن من اثبات هويته فنقل إلى منطقة الانتظار حيث يتم البت في امور الركاب الذين لا يمتلكون الاوراق الرسمية المطلوبة. وكان ذلك بمثابة الانتظار اللامنتهي، حيث مكث في المطار لمدة 16 سنة (فقط).
على مدى السنين، تأقلم مهران على حياة المطار، فكان يستيقظ في الخامسة صباحا ليغتسل في دورات المياه حيث انه كان في غاية النظافة، اعتاد العاملون في المطار على غسل ثيابه، وتبرعوا له بأريكة ليرتاح عليها، اعتاد على سماع المذياع وقراءة الكتب وكتابة مذكراته اليومية والتي بمساعدة الكاتب البريطاني اندرو دونكين حولت إلى كتاب تم نشره في كل من بريطانيا، المانيا، بولندا، اليابان والصين، وقد وصفته جريدة التايمز اللندنية بأنه "كتاب رائع ومزعج جدا"
كما كان مهران محاطا بالصناديق حيث كان يقيم، وذلك في قاعة المغادرة عند التقاء المحال التجارية والمطاعم في الدور السفلي ولم يكن يزعج المسافرين او يتحدث معهم وذلك لانه لم يلفت الانظار، وكان قريبا من محلات ريلاي الشهيرة التي كانت تبيع كتابه الذي اصدره
ومع مرور الوقت، نسى او "تناسى" مهران هويته واصبح يدعى سير الفريد (Sir, Alfred) وكان غالبا ما لا يرد على من يناديه بإسم مهران، ومن احدى الرسائل الكثيرة التي كانت ترسل له من السلطات المختلفة، استلم في يوم ما رسالة من السلطات البريطانية موجهة بإسم سير الفريد وليس مهران.
سلمت حقوق الانسان في فرنسا قضية مهران إلى محامي يدعى كريستيان بورغت والذي استطاع ان يفوز بحكم محكمة في عام 1992 يفيد بأن الحكومة الفرنسية لا يمكنها طرد مهران حيث انه دخل البلاد بطريقة لجوء شرعية، ومع ذلك لم تتمكن المحكمة من الزام السلطات الفرنسية بمنح مهران حق اللجوء او السماح له بدخول اراضيها، وبذلك بقي مهران في طي النسيان وضمن حدود محطة المطار.
توجه المحامي كريستيان إلى السلطات البلجيكية في محاولة منه لاعادة اصدار اوراق اللجوء الذي تم منحه لمهران في عام 1980، الا ان السلطات البلجيكية رفضت الطلب حيث ان القانون هناك يمنع إرسال اوراق اللجوء لأي كان في البريد العادي وانما باليد لنفس الشخص، هذا وينص القانون البلجيكي ايضا على ان اي لاجئ يترك البلاد برغبته، يسقط عنه حق اللجوء والعودة. وفي عام 1995، وافقت السلطات البلجكية على اصدار اوراق اللجوء مرة اخرى لكن بشرط عودة مهران إلى اراضيها والدخول تحت بند قانون العمل الاجتماعي ولكن مهران رفض ذلك معللا انه لم يكن يريد ان يعيش في بلجيكا حتى عندما كان لاجئ فيها.
في عام 1999، منحت الحكومة الفرنسية تاشيرة اقامة مؤقتة لمهران وجواز سفر لاجئ لاعطائه الفرصة ليدخل فرنسا ويعيش فيها ولكن مهران رفض الامر معللا ذلك بأن الحكومة الفرنسية اخطأت في تحديد هويته. وكان ذلك الرفض وعدم تقبله لفكرة انه ايراني الاصل بالاضافة إلى ادعائه الذي ظهر فجأة بأنه لايتحدث الفارسية عبارة عن مؤشرات لبداية اضطرابات نفسية تعرض لها.
تم نقل مهران في تاريخ 1 اغسطس 2006 إلى المستشفى بعد تدهور حالته الصحية، كما ان اغراضه الشخصية لم تعد موجودة ولا حتى الاريكة التي كان يستلقي عليها، وفي بدايات عام 2007 تم استلام قضية مهران من قبل مكتب الصليب الاحمر الفرنسي في مطار شارل دي غول، ووضع في فندق قريب من المطار، وفي تاريخ 6 مارس 2007 تم ادخال مهران إلى مركز ايموس للتشرد في باريس.