الرئيسيةبحث

لواتة

لواتة هي أحد القبائل الأمازيغية التي كانت تقطن ليبيا خلال الفتح الإسلامي في سنة 643 م (24هـ)، وهنالك قول بأن اصل اسم ليبيا و لبدة الكبرى يرجع إلى تسمية هذه القبيلة. كانت تقيم في برقة وسرت وأطراف طرابلس، أول قبيلة أسلمت ثم أصبحت من أكثر المناصرين للإسلام إيجابية، وكان لها دور مشرف في الإسلام. وبرز منهم أول قائد إسلامي من أصول امازيغية وهو هلال بن ثروان اللواتي ضمن حملة حسان بن نعمان سنة 693م (74هـ) في المنطقة. و أبو إسحاق العالم اللغوي و الأديب الأمازيغي ، صاحب كتاب "كفاية المتحفظ ونهاية المتلفظ " (كتاب بحث لغوي عن اللغة العربية) .

اصل التسمية

قد يكون تحريفا لاسم القبيلة التي دكرها هيرودتس باسم: أكلوا اللوتس والمذكورين في الميثولجيا الاغريقية في الأوديسة ب(Lotophagi (Λωτοφάγοι

تاريخ القبيلة

أول إشارة عن قبيلة لواتة عن طريق المؤرخ البيزنطي (بروكوبيبوس القيصري)، من خلال كتابيه العمائر والحروب الوندالية ونلاحظ أن (بروكوبيوس) كان يرى بأن المور و لواتة اسمين لمجموعة سكانية واحدة كانت منتشرة في كل المنطقة الممتدة من طرابلس وحتى تيبسا بالجزائر. وقد ذكرت المور على أنها لواتة في العديد من كتابات (بروكوبيوس) فنجده يشير إلى المور الذين دعــاهم في نفس الــوقت لــواتة عند حديثه عــن تغلب هؤلاء على الونـدال واحـتلالهم لمدينة لبدة الكبرى ونجده يشير إليهم عند حديثه عن المذبحة التي نفذها البيزنطيون في مدينة لبدة ضد ثمانون شيخا من أعيان لواتة، ونجده يشير إلى المور على أنهم لواتة عند حديثه عن الحروب التي شنها الليبيون ضد حاكم إفريقيا البيزنطي سليمان فنجده يتحدث عن المور و لواتة في طرابلس ، والمور ولواتة في بيزاكيوم (سوسة بتونس) وا لمور و لواتة في تيبستا (تيبسا) بالجزائر.

والجدير بالذكر أن قبائل لواتة لم تنتهي مع نهاية الحكم البيزنطي للمنطقة بل ظلت تتردد في الكثير من المصادر العربية الإسلامية حيث تم الإشارة إليها عــن طريق ابن عبد الحكم في كتابه فتوح مصر وإفريقيا، و اليعقوبي في تاريخه وابن خرداذابة في كتابه المسالك والممالك، و الهمذانى في كتابه الإكليل، ونشوان بن سعيد الحميري في قصيدته ملوك حمير و أقيال اليمن وأبى الحسن على بن سعيد في كتابه المغرب في حلى المغرب. و ابن خلدون في كتابه العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوى السلطان الأكبر.

ففي كتاب فتوح البلدان للبلاذري : قال الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي الحبيب ، أن عمرو بن العاص كتب شرطه على أهل لواتة من البربر من أهل برقة : أن لكم أن تبيعوا أبنائكم ونسائكم فيما عليكم من الجزية، وبقي النفوذ في برقة لقبيلة لواتة حتى دخول قبائل بني سليم وبني هلال بدايةًًًًًًًًًً من عام 443 هـ (1051م)

رأيٌ أورده "فرنسيس رود" F. Rodd في كتابه عن الطوارق الملثمين (People of the veil) حين أشار إلى أن قبائلَ لواتة التي عرفها العرب أول ما عرفوا ليبيا هي بعينها قبائل "الليبو" القديمة التي كانت تسكن ليبيا الشرقية .

ذكر المؤرخون المصريون مثل ابن ميسر، والمقريزى، وأبى المحاسن ابن تغرى بردى، إن الشدة العظمى كان سببها انخفاض ماء النيل وانتشار الوباء في مصر حتى إنعدمت الغلات من أرض مصر وأكل الناس البغال والحمير والميتة ثم أكل بعضهم بعضا.

ولكن مؤرخ تاريخ بطاركة كنيسة الإسكندرية القبطية يبين بوضوح أثر القلاقل والفتن في إيجاد هذه الشدة، فقد عمت الفوضى والحروب بين الجند وخاصة بين السودانية والأتراك، فكانت القاهرة في يد الجند الترك، وكان الصعيد في يد الجند السودانية، وكانت الإسكندرية وجزء كبير من الدلتا في يد فريق آخر من الجند التركية تساعدهم قبائل قيس ولواتة.

ويبين ساويرس تسلط اللواتين ، وهى قبائل بربرية الأصل، على الريف ويذكر أنهم ملكوا أسفل الأرض أى الوجه البحرى، وأصبحوا يزرعونه كما يريدون بلا خراج ولم يهتموا بحفر الترع أو عمل الجسور وإنفردوا بالزراعة دون غيرهم وامتنعوا عن بيع الغلات، وكانت النتيجة أن رزئت مصر بفترة مجاعة قاربت من سبع سنين عرفت بالشدة العظمى (1066-1082م).

وقد استطاع بدر الجمالى والى عكا الذى استدعاه الخليفة المستنصر لتولى الوزارة في مصر، أن يقبض على ناصية الحال فيها فأباد اللوتيين من الريف، وسار إلى الصعيد ففتحه ثم عاد إلى مصر وأقام بها ورتب الأمور فيها كما كانت عليه في السابق.

وحاليا وكما ورد في كتاب سكان ليبيا لأنريكو أوجستين :

قبائل لواتة : تقيم ناحية برقة " وهم عبارة عن مرابطون برقة اللذين إختلطوا بالدفعات العربية الأولى من الهجرة " ، ولا توجد أي قبائل عربية في برقة باستثناء مجموعتي الحرابة والمساعيد ، وهي أيضاً خليط بأمازيغ لواتة وهوارة .

مراجع