برقة بالإنجليزية ( Cyrenaica ) باليونانية ( Κυρηναϊκή )إسم يطلق على شرق ليبيا وعاصمتها بنغازي. وكانت إحدى ولايات ليبيا الثلاث المكونة ل المملكة الليبية المتحدة بعد إستقلال ليبيا في 25 ديسمبر 1951م. و تاريخيا كانت تسكنه قبائل (بربر) عند الفتح الإسلامي.
ما كانت تعرف ببرقة قديما هي مقسمة الأن الي شعبيات " ( محافظات ) أو ( مقاطعات ) ، ( إنظر : شعبيات ليبيا ) .
إسمها بالإنجليزية ( Cyrenaica ) إشتق من قورينا ( Cyrene ) شحات حاليا و هي منطقة إستوطنها الإغريق في الجبل الأخضر شرق ليبيا فيما أن التسمية العربية برقة هي مشتقة من برنيق ( Berenice ) و هي الإسم القديم لمدينة بنغازي الحالية ، وكانت عاصمة برقة للأوقات من التاريخ هي واحة الكفرة .
فهرس
|
برقة كانت منطقة إستوطنها الإغريق قديما و كانت المنطقة الغربية من سيراينايكا تشكل المدن الخمس و كانت تعرف وقتها بإسم " بينتابوليس " قرب قورينا مع مينائها أبولونيا ( سوسة حاليا ) ، و توخييرا ( توكرة حاليا ) و يوسيبريديس أو برنيس أو برنيق ( بنغازي حاليا ) و باركا ( المرج حاليا ) و بطليموس ( طلميثة حاليا ) [1] .، تم فتحها من قبل الإسكندر الأكبر و إنضمت لاحقا تحت حكم البطالمة و أصبحت تابعة لمصر في العهد البطلمي تخللها فترة من الإستقلال عن البطالمة من قبل ماجس القوريني ( Magas of Cyrene ) ، وفي العام 96 ق.م. ضمت تحت الجمهورية الرومانية
تم دمجها من قبل الرومان في العام 78 ق.م. مع جزيرة كريت في مقاطعة واحدة ثم في العام 20 ق.م. أصبحت مقاطعة " سيناتورية " لديها مجلس خاص مثل مقاطعة أفريكا المجاورة لها من ناحية الغرب علي العكس من مصر نفسها و التي تبعت التاج الإمبراطوري الروماني مباشرة و ذلك لأهميتها الإقتصادية ، و في العام 296 م. تم تقسيم سيرينايكا إلي قسمين ( ليبيا الرئيسية ) و ( ليبيا السفلي ) و كلتاهما ضمتا إلي أبرشية مصر ، أما إقليم تريبوليتانيا ( إقليم طرابلس ) فضم إلي أبرشية أفريقيا في قرطاج و تبع إيطاليا ،و بعد زلزال العام 365 م. تم نثل العاصمة الإقليمية إلي تولومايس ( Ptolemais ) و هي طلميثة حاليا ،و بقرار إمبراطوري إنضمت سيرينايكا أو برقة الي الإمبراطورية البيزنطية ،و جاورت من الغرب تريبوليتانيا ( طرابلس ) التي صارت جزءا من مملكة الوندال ،حتي تم الإستيلاء عليها من قبل البيزنطيين بعد حرب مع الوندال العام 533 م.
شكلت برقة بعد الفتح الإسلامي محطة للجيوش الإسلامية وللمسافرين في الطريق إلى المغرب العربي والأندلس، وقد ذكر اليعقوبي في القرن العاشر استقرار بعض أبناء القبائل العربية حول مدينة برقة (المرج) في الجبلين المطلين عليها من الشرق والغرب ، ولكن هذا التواجد لم يكن ذا أهمية على الصعيد الإجتماعي والسياسي، وبقي النفوذ في برقة لقبيلة لواتة من الأمازيغ، حتى دخول قبائل بني سليم و بني هلال بداية من عام 443 هـ/1051 م وقد استقر منهم ببرقة بنو هيب وأحلافهم ناصرة وعميره ورواحة و فزارة، بينما واصلت بقية بطون بني سليم وبني هلال وأحلافهم تقدمهم نحو المغرب العربي.
وقد ذكر الإدريسي في سنة 1154 مواطن القبائل المستقرة ببرقة بعد مائة سنة من بداية هجرتها إلى برقة، وقال أن موطن ناصرة وعميرة هو من قصر العطش ( غرب العقيلة حوالي 27 كم) إلى قافز (بين بنغازي وقمينس)، أما رواحة فموطنهم من طلميثة إلى أرض برنيق (المنطقة حول بنغازي اليوم) وموطن قبائل هيب من طلميثة إلى (شرق طبرق حوالي 100 كم) ومن العقبة الصغرى إلى سرت مجالات رواحة وهيب.
ويذكر ابن خلدون هجرة قبائل البربر من برقة حين يقول "وأما برقة فدرست معالمها وخربت أمصارها وانقرض أمرها. وعادت مجالات للعرب بعد أن كانت دارا للواتة وهوارة وغيرهم من البربر. وكانت بها الأمصار المستبحرة مثل لبدة و زويلة وبرقة وقصر حسان وأمثالها فعادت يباباً ومفاوز كأن لم تكن"[2]
إحتل الإيطاليون برقة خلال الحرب الايطالية التركية 1911 م. وأعلنت محمية برقة ، و تنازلت الخلافة العثمانية رسميا عن الإقليم لإيطاليا .
في 17 مايو 1919 م. أعلنت برقة مستعمرة إيطالية ، و في 25 أكتوبر 1925 م. إعترفت إيطاليا بالشيخ " سيدي إدريس " كزعيم للسنوسيين و عرف بلقب أمير حتي سحبت إيطاليا إعترافها به و بالسنوسيين في 1929 م.
و في 1 يناير 1934 م. أصبحت برقة و طرابلس ( تريبوليتانيا ) و فزان تحت الإستعمار الإيطالي ، حتي الحرب العالمية الثانية و التي تلاها إستقلال ليبيا في 1951 م. و إعلان المملكة الليبية المتحدة التي ضمت ولايات برقة و طرابلس و فزان و الملك إدريس السنوسي ملكا علي البلاد حتي أطيح به في ثورة الفاتح من سبتمبر 1969 م. بقيادة العقيد معمر القذافي .
انظر تاريخ ليبيا الحديث