العزاء أو "الشيلات" أو "اللطميات": هي مراسم حسب المذهب الشيعي ، يقيمها محبو آل البيت (عليهم السلام) في معظم دول العالم مثل العراق وإيران وآذربيجان وپاكستان وبعض دول الخليج في أماكن تجمعهم والهند بلغاتهم الخاصة، في أيام وليالي مناسبات استشهادهم. حيث يجتمع الناس ويضمهم موكب واحد، مع وجود منشد يردد عليهم قصيدة رثاء حزينة، يذُكر فيها المصائب التي جرت وحلت على آل بيت النبوة (عليهم السلام).
فهرس |
حينما يدرس المحققون والباحثون هذا الفن، يُرجعون أصله لفن الرثاء الذي عُرف في معظم الآداب العالمية، وبالأخص الأدب العربي. فمنذ عصور ما قبل الإسلام حتى العصور المتأخرة، عرف شعر الرثاء Wikipedia:elegiac كأحد أكثر وأهم الأدبيات المطروقة في الأدب العربي. ويكاد لا يخلو ديوان من دواوين الشعراء العرب المتقدمين من قصيدة رثاء.
ومنذ استشهاد الإمام الحسين () مع إخوته وأصحابه في كربلاء عام 61 هجري قمري، بدأ الشعراء بطرح واقعة الطف في أدبياتهم الشعرية والنثرية. وذاع صيت كثير من هؤلاء الشعراء فقط بمراثيهم للإمام الحسين (عليهم السلام)، مثل: دعبل الخزاعي، والسيد الحميري، والكميت الأسدي.
ويجمع جل المحققين، إن أول من نظم قصيدة مقاربة للطريقة الحديثة في القراءة والتجمهر في موكب لرثاء الإمام الحسين () هو الفقيه الشاعر الشريف الرضي، جامع كتاب نهج البلاغة. في قصيدته التي مطلعها:
كربلا لا زلتِ كرباً وبلا | ما لقى عندك آلُ المصطفى |
كم على تربك لما صرّعوا | من دمٍ سال ومن دمعٍ جرى |
ودأب الشعراء دأب الشريف الرضي في نظم قصائد ينسجم سياقها الحزين للبكاء والتباكي لكي يقرؤوها في مجالسهم التي تقام في مناسبة استشهاد الإمام الحسين () والنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام). ومن أشهر من نظم ملحمة ذاع صيتها، هو الشيخ حسن الدمستاني صاحب الملحمة الشعرية (أحرم الحجاج).
وفي نهاية القرن التاسع عشر والقرن العشرين الميلاديين، بدأ هذا الفن تكتمل فيه عناصره وملامحه لكي يعد فناً مستقلاً بذاته. فكان شعراء العراق والبحرين، مثل: السيد حيدر الحلي، السيد جعفر الحلي، عبدالحسين شكر، صالح الكواز، وغيرهم من العراق. والشاعر ملا عطية الجمري الذي تميز عن زملائه بأنه نظم جل قصائده باللهجة الدارجة العامية، ليعد أشهر شاعر في القرن العشرين رثى آل البيت (عليهم السلام) باللهجة الدارجة.
بدأت المراثي بصورة القصيدة الفصيحة الكاملة، ومن ثم استخدم بعض الشعراء أوزان الموشحات، واستخدموا اللهجات الدارجة العراقية والبحرانية. حتى وصلتْ ليومنا هذا في القرن الواحد والعشرين لطريقة خاصة ومعجم منفرد وأوزان متنوعة مشتقة من بحور الشعر العربي الستة عشر أو مبتكرة من ناظميها، يطلق عليها روادها اصطلاحاً بالقصائد العزائية أو الأدب العزائي، ويتداولها الناس بأسماء شعبية عرفية:
وبالطبع هذا من قبل الشيعة العرب، في حين إن معظم الشيعة في جل أقاليمهم يقيمون هذه المراسم ويرددون قصائدهم بلغاتهم الخاصة، وبطابع أدبياتهم الخاصة.
تتميز قصائد الرثاء بأنها مختص فقط عن آل البيت ومصائبهم فنجد رثاء عن واقعة الطف واخرى عن استشهاد الائمة واخرى عن النبي المصطفى او عن الامام علي ..الخ
يذكر المؤرخون أسماء كثيرة للشعراء الذين اختصوا بنظم أشعار العزاء، وللقارئين (الرواديد أو الشيالة) خاصة في القرن العشرين والواحد والعشرين الميلاديين. ولتوفر آلات التوثيق والتسجيل الصوتي والمرئي بقيت أسماء كثيرة حية لشعراء وقارئين، ومازال محبو آل البيت (عليهم السلام) يستمعون لقصائدهم طيلة أيام السنة، وخاصة في شهر محرم وصفر، وشهر رمضان الكريم لذكرى استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ().
ومن الشعراء والناظمين الماضين والأحياء:
ومن الرواديد الماضين والأحياء: