هو الشاعر مرتضى علي شرارة العاملي ينحدر نسبه من عائلة شرارة اللبنانية الجنوبية التي تقطن منطقة جبل عامل من زمن بعيد ويتركز وجودها في مدينة بنت جبيل ، ولد الشاعر مرتضى شرارة عام 1970 م في مدينة دير أبي سعيد في شمال الأردن وهي المدينة التي انتهى مطاف جده المهاجر (محمد علي أمين شرارة) فيها بعد أن تنقل في مناطق عدة من بلاد الشام ، منها سوريا وفلسطين ، وكان ذلك في ثلاثينيات القرن العشرين الميلادي ، وقد بقيت أسرة الشاعر في تلك المدينة إلى يومنا الحاضر ، والد الشاعر ( علي شرارة) هو كذلك شاعر معروف في منطقته ، ويلقب بـ (شاعر لواء الكورة ) و هو اللواء الذي تشكل مدينة دير أبي سعيد مركزه الإداري .
تلقى الشاعر مرتضى شرارة تعليمه من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية في مدارس مدينة ديرأبي سعيد ، وكان من الطلاب المتفوقين في المراحل التعليمية كلها ، ثم انتقل إلى الدراسة الجامعية حيث درس مادة اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك الواقعة في مدينة إربد أكبر مدن الشمال الأردني ، وكان ذلك في الفترة الواقعة ما بين عامي 1988 - 1992 ، ثم بعد إكماله التعليم الجامعي مارس مهنة الخط العربي والإعلانات لمدة عامين تقريبا في مدينته ، ذلك أنه خطاط محترف ، والخط العربي إلى جانب الشعر يشكلان أبرز مواهبه المتعددة والتي منها كذلك : تجويد القرآن الكريم ، والرسم ، و تلحين الأناشيد . بعد ذلك عمل كمعلم للغة العربية في محافظة معان في جنوب الأردن وبالتحديد في بلدة (قرين) لمدة سنتين ثم انتقل إلى مركز المحافظة مدينة (معان) ذاتها ، وعمل هناك لمدة سنة ، قبل أن يتعاقد مع دولة الإمارات العربية المتحدة كمعلم في مدارسها في إمارة أبو ظبي ، وكان ذلك في عام 1997 م ، ومازال على رأس عمله في الإمارات حتى تاريخ كتابة هذه السيرة، وهو الآن في طور التحضير لرسالة الماجستير في الأدب والنقد من جامعة اليرموك ذاتها .
بدأت كتابة الشعر لدى الشاعر مرتضى شرارة في فترة مبكرة من عمره متأثرا في ذلك بوالده الشاعر وقبل ذلك بجده الذي كان متذوقا معروفا للشعر في منطقته وراوية له ، ومتأثرا كذلك بسيرة عريقة وطبيعة متجذرة بأسرته وعائلته العريقة في كتابة الشعر والاشتغال بالعلم والأدب والدين ، حيث برز من هذه العائلة العريقة شعراءوأدباء معروفون أمثال الشاعر موسى الزين شرارة والأديب عبداللطيف شرارة والناقد الأديب محمد شرارة وكذلك الدكتورة الأديبة حياة شرارة ، وغيرهم الكثير ممكن لم يحظوا بالشهرة الكافية التي يستحقونها من أمثال جد والد الشاعر ( الشيخ أمين شرارة ) الذي كان شاعرا مجيدا وقد وافته المنية وهو في الأربعينات من عمره في أوائل القرن العشرين وترك قصائد متناثرة غاية في الروعة تشهد على علو شانه في كتابة الشعر . وعودا على بدء ، فقد بدأ الشاعر مرتضى شرارة كتابة الشعر في أواخر المرحلة الإعدادية من دراسته ، أي في الرابعة عشرة من عمره تقريبا ، حيث ظهرت لديه بعض المحاولات التي كانت تنبئ في حينها عن ظهور نجم شاعر ملهم له مستقبل زاهر ومشرق في كتابة الشعر ، وما أن بلغ المرحلة الجامعية حتى نضجت محاولاته ، و تمكن من أدواته الشعرية والأدبية ، و صار يتحسس قضايا أمته العربية والإسلامية ويتناولها في شعره إلى جانب النزعات الفردية من عاطفية ووجدانية واجتماعية ، وعندما التحق بمهنة التعليم في معان ، اتصل هناك بمديرية الثقافة وعلى رأسها الأستاذ أحمد أبو صالح مدير الثقافة الذي شجعه و أعجب بقدراته وموهبته وأتاح له فرصة المشاركة بمجموعة من الفعاليات الثقافية والأمسيات الشعرية في المحافظة،وقد أسهم ذلك في زيادة انتاجه الشعري وتنوع موضوعاته ، و زيادة شعوره بمسؤوليته كشاعر ملتزم بقضايا مهمة تملأ أفق عصره. وكان الشاعر على وشك الانتقال للعمل إلى جانب الاستاذ أبو صالح في ميرية الثقافة لولا أن القدر تدخل و لاحت في الأفق فرصة السفر إلى الإمارات والتي لم يتردد الشاعر في قبولها حيث كان يعاني من صعوبات مادية أعقبت زواجه وتحمله لمسؤولية الإنفاق على زوجته وابنه الأول (إمام) ، وكانت ترهق كاهله الديون ، التي تأتي على معظم معاشه القليل ، والخلاصة أن الشاعر ترك بلده مسافرا إلى دولة الإمارات ، وهناك بدأت مرحلة جديدة في حياة الشاعر المغترب ، أضافت إلى تجربته الشعرية الشيء الكثير ، حيث اتصل هناك باتحاد كتاب الإمارات فرع أبوظبي ، و كان يتابع فعالياته بما يتاح له الوقت ، إلى جانب فعاليات المجمع الثقافي في أبوظبي ، وغيره من أنشطة ثقافية ، فضلا عن تأثره بالنسيج المتنوع والغني الذي تتكون منه دولة مثل الإمارات تضم كثيرا من الأجناس البشرية من مختلف بلاد العالم وكل له ثقافته المتفردة ، حيث تتلاقح هذه الثقافات و تتغذى من بعضها وتسهم كثيرا في إثراء تجارب الشعراء والأدباء القاطنين في فضائها . و من أهم المحطات التي ميزت شعر الشاعر مرتضى شرارة هي اتجاهه للشعر الذي يجعل من آل بيت الرسول صلى الله عليه وعليهم أجمعين محورا له ، حيث أن الشاعر ينتمي إلى الطائفة الشيعية الجعفرية التي تعتقد بالمرجعية الدينية لآل بيت النبي عليهم السلام و تتولاهم وتحيي كل مناسباتهم السعيدة منها والحزينة ، حيث تقيم الاحتفالات في ذكريات ولاداتهم وأفراحهم ، وتقيم المآتم في ذكريات أحزانهم ووفياتهم ، و للشعر في كل هذه المناسبات حضور فاعل وتألق واضح ، و من هنا فقد لمع نجم الشاعر مرتضى شرارة كشاعر من شعراء آل البيت عليهم السلام يتغنى بمديحهم و ذكر فضائلهم والتفاعل مع قضاياهم ، والرثاء لهم وتحريك المشاعر تجاه التمسك والاقتداء بهم ، و يندر أن تمر مناسبة من مناسباتهم إلا ويكون مشاركا بها كشاعر يتشوق جمهور المؤمنين من أتباع لمذهب الجعفري للاستماع إليه في مدينة ابوظبي . للشاعر مرتضى شرارة ديوان شعر ألكتروني على شبكة الانترنت تحت عنوان ديوان مرتضى شرارةالعاملي واسمه الداخلي ( أجنحة و سقوف ) وهذا رابطه : http://www.hdrmut.net/poetry/?21106 ، ويتضمن الديوان قصائد كثيرة في مختلف الموضوعات حيث توزعت على على سبعة أقسام مختلفة .