الرئيسيةبحث

كاربونيريا

كاربونيريـّا (Carboneria) و يسمى أعضاءها كاربوناري (Carbonari) ، جمعية سرية إيطالية تأسست في نابولي خلال بدايات القرن التاسع عشر لتحقيق أهداف قومية و تحررية ، و لعبت دورا بارزاً في الإحياء الإيطالي و في الأيام الأولى للوطنية الإيطالية .

التاريخ

ولدت أصلا كشكل لمناهضة سياسة جواكينو مورات النابليوني ، و تبعتها حركات مشابهة في فرنسا و إسبانيا ، بهدف الحرية السياسية و الحصول على دستور في البلدان الأوروبية .

بعد سقوط مورات ، تصارعت مع فرديناندو الأول ملك الصقليتين ، الذي نسي وعوده بعد جلوسه على العرش بالعدالة و الحرية أيام منفاه . و انتشرت الحركة في الشمال أيضا خصوصا في لومبارديا و إميليا رومانيا بفضل مجهودات فيليبو بووناروتي (الذي لم يكن كاربونارياً و لكنه كان يتفق مع الكاربونيريا) ، غداة مؤتمر فيينا عام 1815 أخذت الحركة طابع الوطنية و المناهضة للنفوذ النمساوي . و كانت لها دور فعال في تنظيم الثورة في إيطاليا عوام 1820-1821 و 1831 .

حركة 1821-1822

عام 1820 حوّل الكاربونايورن لأول مرة أقوالهم إلى أفعال ، منظمين إجتجاجات في نابولي ضد الاستبداد و للمطالبة بستور ليبرالي مستلهمة ما حدث في قادش في الأول من يناير من ذلك العام : سار ميكيلي موريلي و جوزريبي سيلفاتي (و انضم إليهم جنرالات آخرين مثل غولييلمو بيبي) في الأول من يوليو من نولا نحو عاصمة كامبانيا على رأسهم فيلق الفرسان .

قَبـِل الملك فرديناندو الأول المرعوب من الاحتجاجات بمنح دستور و إقامة برلمان . النصر و إن كان جزءياً و خداعياً و واضحاً ، إلا أنه أنعش آمال الكاربوناريين في شبه الجزيرة و تورينو ، فساروا نحو عاصمة مملكة ساردينيا بقيادة سانتوري سانتاروزا ، وفي 21 مارس 1821 تحصلوا على دستورٍ ديموقراطي .

بيد أن الرابطة المقدسة لم تكن لتتسامح مع هذا الوضع ، فأرسلت في فبراير من عام 1821 جيشاً إلى الجنوب ، فانهار الثوار الأقل عدداً و عتاداً . و في بييمونتي كان الملك فيتوريو إمانويلي الأول متردداً فيما يجب أن يفعل فتنازل لأخيه كارلو فيليتشي عن العرش ، و الذي استعان بالتدخل النمساوي : فهزم الجيش الهابسبورغي في الثامن من إبريل الثوار ، وانتهت حركة 1821-1822 التي قادتها بشكل كامل تقريبا الكاربونيريا إلى الفشل .

من بين القادة الرئيسيين للكاربونيريا : أُعدم موريلي و سيلفاتي ، ونفي بيبي ، وسُجن كونفالونييري و بيليكو و مارونشيلي .

حركة 1830 و نهاية الكاربونيريا

و لكن الكاربوناريون لم يخسروا الحرب ، حيث شاركوا عام 1830 في ثورة يوليو المؤيدة لسياسة الملك الليبرالي لويس فيليب : متحمسين بانتصار الانتفاضة الباريسية ، حمل الكاربوناريون الإيطاليون كذلك السلاح ضد بعض دول شمال الوسط ، خصوصاً الدولة البابوية و مودينا .

في العاصمة الإميلية تولى تشيرو مينوتي عنان المبادرة ، سعياً للحصول على دعم فرانشيسكو الرابع دوق موينا ، و الذي تتظاهر بالرد إيجاباً في مقابل حصوله على لقب ملك إيطاليا العليا : و في الواقع كان الدوق يلعب على لعبة مزدوجة و بقيت مينوتي أعزل تقريبا ، و اعتقل قبل يوم المحدد للانتفاضة . بناءاً على اقتراح رجل الدولة النمساوي كليمنس فون ميرترنيش لفرانشيسكو الرابع حكم على مينوتي بالإعدام مع العديد من حلفائه .

بينما بدأت الثورة في الدولة الكنيسة في فبراير 1831 ، بتحريض بعض المدن مثل بولونيا ، ريدجو إميليا و إيمولا و فاينسا و أنكونا و بارما فيرارا حيث ساعد الكاربوناريون المواطنين في رفع العلم ثلاثي الألوان و أنشئوا حكومة مؤقتة . ذُبحت ميليشيا متطوعين كانت ينوي الكاربوناريون السير بها نحو روما على يد قوات نمساوية دعاها لإنقاذه البابا غريغوريوس السادس عشر . و قُضي حتى على هذه الانتفاضة .

إقنعت هذه الهزيمة العديد من الكاربوناريين أنه من غير الممكن منافسة النمسا خصوصا لوحدهم عسكريا ، إحدى القوى الكبرى في القارة العجوز : أسس جوزيبي ماتسيني أحد أدهى الكاربوناريين و هو في المنفى بمرسيليا جمعيةً سرية جديدة تدعى إيطاليا الفتاة (Giovine Italia) ضمت العديد من الأعضاء السابقين في الكاربونيريا التي صارت دون أنصار تقريبا ، و عمليا لم يعد له وجود ، رغم أن التاريخ الرسمي لهذه الجمعية المهمة استمر مجهداً حتى عام 1848 .