Ferrara فيرارا ، مدينة إيطالية بإقليم إميليا رومانيا و عاصمة مقاطعة فيرارا ، عدد سكانها 133.214 نسمة .
تبعد 50 كم شمال شرق بولونيا ، واقعةً على بو دي فولانو و هو رافد لنهر بوالواقع على بعد 5 كيلومترات إلى الشمال .
يعود هيكل المدينة الحضري إلى القرن الرابع عشر ، إبان حكم عائلة إستي : جعلها تصميم بيادجو روسيتي أول مدينة الحديثة في أوروبا ، مزدانة بالشوارع الواسعة و العديد من القصور ، و هو السبب الرئيسي للإعتراف بها ضمن قائمة مواقع التراث العالمي حسب اليونسكو . و بالإضافة إلى ذلك ، فيرارا هي إحدى 4 عواصم مقاطعات (مع بيرغامو و غروسيتو و لوكا) ، التي لا يزال مركزها التاريخي محاطاً بالكامل بالأسوار ، التي ظلت على حالها أقرب إلى مظهرها الأصلي على مر القرون .
حصل تجديد للنشاط الصناعي في العصر الحديث . فيرارا على خط السكك الحديدية الرئيسي من بولونيا إلى بادوفا و البندقية ، و له فروع لأماكن أخرى مثل رافينا .
أصل فيرارا غير مؤكد ؛ و من غير المحتمل أنها تحتل موقع ساحة ألييني الرومانية القديمة كما يفترض بعض . و يرجح أن سكاناً لاغونيون من مصب نهر بو استوطنوها ؛ أنشأت أول بؤرتين استطانيتين ، الأولى قريبة من الكاتدرائية و الأخرى castrum bizantino التي أصبحت منطقة سان بيترو ، على الضفة المقابلة حيث تصب قناة كافو بينيدتينو في فولانو أحد أفرع نهر بو . ظهر اسم فيرارا لأول مرة في وثيقة لملك اللومباديين أستولفو عام 754 بوصفها مدينة تشكل جزءا من إكسرخسية رافينا البيزنطية . رهن ديسيديريوس (آخر ملوك اللومباديين) دوقية فيرارا (ducatus ferrariae) عام 757 إلى البابا ستيفانوس الثاني . بعد عام 984 كانت إقطاعية لتيدالدو كونت مودينا و كانوسا و ابن شقيق الإمبراطور أوتو الأول . أعلنت نفسها بعد ذلك مستقلة ، و في سنة 1101 استولت عليها الكونتيسة ماتيلدي بعد حصارها . و سيطر عليها أساسا في هذه الفترة عدة عائلات كبيرة من بينها عائلة أديلاردي .
في عام 1146 توفي غولييلمو الثاني أديلاردي آخر حكام آل أديلاردي ، و ذهبت فيرارا مهراً لابنة أخيه الماركيزيلا لأتسولينو إستي . بعد بعض المنازعات مع عائلة سالينغويرا سمي أتسو السابع إستي بودستا مدى الحياة عام 1242 ؛ و قد أسَر إتسيلينو الثالث دا رومانو حاكم فيرونا في معركة في عام 1259 . و استخلفه حفيده أوبيتسو الثاني (1264-1293) و قد جعله أهل المدينة سيداً دائم . و من الآن فصاعدا استقر آل إستي في فيرارا ، و في سنة 1289 أختير أيضا سيدا لمودينا و بعد عام واحد كان سيدا لريدجو .
استقبل نيكولو الثالث (1393-1441) العديد من البابوات بفخامة عظيمة ، و خاصة البابا يوجينيوس الرابع الذي عقد مجلسا هنا عام 1438 . استلم ابنه بورسو لقب دوق على إقطاعتي مودينا و لريدجو الإمبراطوريتين من قِبل الإمبراطور فريدريك الثالث في عام 1452 (السنة التي ولد فيها هنا جيرولامو سافونارولا) ، و في عام 1471 جعله البابا بولس الثاني دوقا لفيرارا . أقام إركولي الأول (1471-1505) حرباً على البندقية و زاد عظمة المدينة .
و في عهد إركولي الأول أحد أهم رعاة الفنون في إيطاليا أواخر القرن الخامس عشر و أوائل القرن السادس عشر بعد آل ميديشي ، و نمت فيرارا مركزاً ثقافياً اشتهر خصوصاً بالموسيقى . جاء الموسيقيون إلى فيرارا من كافة أنحاء أوروبا و خاصةً فرنسا و فلاندر ، و قد عمل جوسكوين ديس بريز للدوق إركولي الأول فترة من الزمن (منتجا Missa Hercules dux Ferrariæ التي كتبها له) ؛ و جاء ياكوب أوبريشت إلى فيرارا مرتين (و مات أثناء تفشي الطاعون فيها سنة 1505) ؛ و أنطوان بروميل الذي اعتبر الموسيقي الرئيسي من عام 1505 . ألفونسو الأول ابن إركولي هو ايضا راعي مهم ؛ تفضيله الآلات الموسيقية جعل فيرارا مركزاً مهما للتركيب آلة العود.
و تزوج ألفونسو من النبيلة لوكريسيا بورجا الشهيرة ، و واصل الحرب ضد البندقية بنجاح . في عام 1509 حرمه البابا يوليوس الثاني كنسيا ، و هزم الجيش البابوي مدافعاً عن رافينا في عام 1512 .
و سقط غاستون فوا في المعركة التي دعم فيها ألفونسو . تمكن من إقامة صلح مع البابوات اللاحقين . و كان راعيا للشاعر لودوفيكو أريوستو من عام 1518 فصاعدا . ابنه إركولي الثاني تزوج الأميرة ريناتا فالوا أورليان ابنة لويس الثاني عشر ملك فرنسا ؛ و قام أيضا بتزيين فيرارا خلال حكمه (1534-1559).
ابنه ألفونسو الثاني تزوج من لوكريسيا ابنة كوزيمو الأول غراندوق توسكانا و ثم بربارا شقيقة الإمبراطور ماكسيميليان الثاني و أخيرا مارغريتا غونزاغا ابنة دوق مانتوفا . و قد أوصل مجد فيرارا إلى ذروته ، وكان راعياً لتوركواتو تاسو و جوفاني باتيستا غواريني و تشيزاري كريمونيني مكملاً مسيرة أمراء عائلته من قبله في رعاية الفنون و العلوم. لم يكن لديه وريث شرعي ذكر ، و في عام 1597 أعلن البابا كليمنت الثامن فيرارا إقطاعية شاغرة ، كما هو الحال في كوماكيو .
في عهد ألفونسو الثاني تطورت فيرارا أكثر كمدرسة موسيقية مرموقة ، لا ينافسها في إيطاليا إلا مدينة البندقية القريبة و مراكز الموسيقى التقليدية مثل روما و فلورنسا و ميلانو . مثـّل لودزاسكو لودزاسكي و لودوفيكو أغوستيني و لاحقا كارلو جزوالدو طليعة الموسيقيين هناك و الذين لحنوا لأوهب المغنين ، بما في ذلك فرقة concerto di donne المكونة من ثلاثة مغنيات موهوبات : لاورا بيفيرارا و أنا غواريني و ليفيا داركو . أشاد فينشينسو غاليلي بأعمل لودزاسكي و الذي تعلم على يديه جيرولامو فريسكوبالدي . و أتى الزوار ليسمعوا الأعمال المدهشة لموسيقيي إستي ، توقفت معظم أنشطتهم في 1598 مع زوال حكم آل إستي .
شيد البابا بولس الخامس حصناً في موقع قلعة تسمى "قلعة تيدالدو" في الزاوية الجنوبية الغربية للمدينة . ظلت المدينة جزءاً من دول الكنيسة ، و احتلت حامية نمساوية الحصن من عام 1832 حتى عام 1859 ، عندما أصبحت جزءاً من مملكة ايطاليا الموحدة .
شهدت المدينة قتالا عنيفا في أواخر الحرب العالمية الثانية انتهى باستيلاء قوات الحلفاء عليها .