مودينا مدينة شمال إيطاليا بإقليم إميليا رومانيا ، عاصمة مقاطعة مودينا ، عدد سكانها 179.937 نسمة . كانت عاصمة منذ عام 1598 و لعدة قرون لدوقية مودينا و ريدجو لآل إستي (حتى الانضمام إلى مملكة إيطاليا في عام 1859).
مدينة عريقة ، و هي مقر لأساقفية ، و لكنها الآن تشتهر أكثر بأنها «عاصمة المحركات» ، منذ أن استقرت مصانع أشهر الشركات الإيطالية المنتجة للسيارات الرياضية فيراري ، بوغاتي ، دي تومازو ، لامبورغيني ، باغاني و مازيراتي هنا ، و كلها عدا لامبورغيني ، لها مقرات في المدينة أو بالقرب منها . و مقر لامبورغيني لا يبعد كثيراً في قرية صغيرة (سانتأغاتا بولونيزي) بمقاطعة بولونيا المتاخمة.
تأسست جامعة مودينا و ريدجو إميليا في عام 1175 ، و قام فرانشيسكو الثاني إستي بتوسيعها في عام 1686 ، لديها تقاليد عريقة في تدريس الطب و القانون . كما تستضيف المدينة منذ عام 1947 مقر الأكاديمية العسكرية للجيش و الدرك ، و مقرها جزئياً يقع في قصر الدوقي الباروكي . تحوي مكتبة إستينسي مجلدات تاريخية و 3،000 مخطوطة .
أُعلنت منظمة اليونسكو الكاتدرائية و برج غيرلاندينا و الساحة الكبرى (Piazza Grande) للمدينة كمواقع للتراث العالمي .
تشتهر مودينا في أوساط الطبخ لإنتاجها من الخل البلسمي . كما أنها مهد لملصقات بانيني المعروفة .
من مشاهير أبناءها ماريا إستي ملكة انكلترا القرينة؛ و ولد بها مغني الأوبيرالوتشانو بافاروتي (1935-2007) و مغنية الأبيرا ميريلا فريني ؛ الكاهن الكاثوليكي و كبير تعويذي الفاتيكان الأب غابرييلي أمورت ؛ و مغني الروك فاسكو روسي الذي ولد في زوكا ، وهي واحدة من 47 بلدية في مقاطعة مودينا.
فهرس |
تقع مودينا على وادي بو يحدها نهرين و لكن لا يمران بها و هما نهر سيكيا و نهر بانارو و هما من روافد نهر بو و يرمز إلى يوجدها نافورة النهرين وسط المدينة و هي من أعمال النحات جوزيبي غراتسيوزي ، ترتبط المدينة بنهر بانارو عبر قناة نافيليو .
تبعد مودينا عن جبال الأبينيني 10 كم إلى الجنوب .
حسب تصنيف كوبن المناخي يصنف مناخ مودينا عادة بأنه شبه استوائي رطب . ذات صيف ساخن و رطب مع أمطار قليلة ، و شتاء بارد و ممطر .
فى تعداد السكان عام 2001 ، كان عدد السكان الإجمالي للبلدية هو 178013 نسمة ، و لكنه تجاوز 180000 في عام 2006 ، و انتظم في عام 2007 عند 180080.
عدد العائلات | معدل عدد أفراد الأسرة | المهاجرون المقيمون | المهاجرون من خارج الاتحاد الأوروبي |
---|---|---|---|
80.377 | 2,22 | 18.710 | 17.562 |
أول عشرة جنسيات في مودينا في 31 ديسمبر 2006 بعد الإيطالية: -المغرب:2696 -ألبانيا:1844 -غانا:1780 -الفيلبين:1664 -تونس:1274 -رومانيا:1117 -أوكرانيا:999 -تركيا:817 -نيجيريا:767 -مولدافا:583
سكن الفيلانوفيون الأراضي حول مودينا (لدى الرومان mutina و لدى الاتروسكان muoina) في العصر الحديدي ، و لاحقا قبائل ليغورية و أتروسكان و قبيلة بوي الغالية (تحولت لمستوطنة إترورية) . و رغم أن تاريخ إنشائها غير معروف بالتحديد ، بيد أنه من المعروف أنها كانت موجودة في القرن الثالث قبل الميلاد ، ففي عام 218 قبل الميلاد خلال قيام حنبعل بغزو إيطاليا ، ثارت قبيلة بوي و حاصرت المدينة . وصفها المؤرخ الروماني تيتوس ليفيوس بأنها القلعة المحصنة التي احتمى بها الإداريون الرومان . نتيجة الحصار غير معروفة ، لكن على الأرجح أنها هُجرت بعد قدوم حنبعل . أُعيد تأسيس موتينا كمستعمرة رومانية في 183 قبل الميلاد ، لاتخاذها قاعدة عسكرية من قبل ماركوس أميليوس ليبيدوس ، مما سبب إحتلال اللغوريين لها و نهبها في عام 177 قبل الميلاد . ومع ذلك ، أعيد بناؤها و سرعان ما أصبحت أهم مركز في منطقة الألب الغالي ، و ذلك بسبب أهميتها الاستراتيجية و أيضا لوقوعها على مفترق طرق مهم بين طريق إميليا و الطريق المؤدي إلى فيرونا .
حوصرت موتينا مرتين خلال القرن الأول قبل الميلاد . الحصار الأول من قبل بومبي عام 78 قبل الميلاد ، عندها دافع عنها ماركوس يونيوس بروتوس (زعيم شعبي ، لا ينبغي الخلط بينه و بين ابنه أشهر قتلة يوليوس قيصر) . استسلمت المدينة في النهاية من للجوع ، و فر بروتوس ليقتل في ريدجو إميليا . في الحرب الأهلية اللاحقة بعد اغتيال القيصر حوصرت المدينة مرة أخرى و هذه المرة من قبل ماركوس أنطونيوس في عام 44 قبل الميلاد ، و دافع عن المدينة ديسيموس يونيوس بروتوس ألبينوس . و أنقذ أوكتافيان المدينة بمساعدة من مجلس الشيوخ .
وصفها شيشرون Mutina splendidissima موتينا الأجمل . حافظت على موقعها حتى القرن الثالث كأهم مدينة في إميليا مشكلة حديثا ، و لكن سقوط الإمبراطورية سبب سقوط موتينا أيضا ، كما استخدمت كقاعدة عسكرية سواء ضد البرابرة و في الحروب الاهلية . و يقال أن موتينا لم تحتل من قبل أتيلا لأن ضبابا كثيفا أخفاها ، إلا إنها في دفنت جراء فيضان عارم في القرن السابع و هُجرت .
أسس أبنائها المبعدون مدينة جديدة على بعد بضعة أميال إلى الشمال الغربي ، لا تزال قائمة ببلدة تشيتانوفا ("المدينة الجديدة") . قام الأسقف لودوفيكوس بترميم و إعادة تحصين مودينا حوالي نهاية القرن التاسع . ثم أصبحت المدينة جزءا من ممتلكات الكونتيسة ماتيلدي ، و صارت بلدية حرة إبتدأً من القرن الثاني عشر . أثناء الحروب بين الإمبراطور فريدريك الثاني و البابا غريغوريوس التاسع صفت مودينا إلى جانب الإمبراطور .
بسبب الصراع الداخلى بين الأسر النبيلة المحلية تخلت مودينا عن حريتها البلدية بمنحها إلى أوبيتسو الثاني إستي ماركيز فيرارا في عام 1288 . و بعد عام عرضت ريدجو أيضا على أوبيتسو الثاني فأصبح حاكم هاتين المقاطعتين كإمبراطور إقطاعي ، بينما كانت فيرارا للبابا .
بعد وفاة خليفة أوبيتسو (أتسو الثامن عام 1308) عادت مودينا بلدية من جديد ، و لكن آل إستي إستعادوا سلطانهم عليها بشكل حاسم عام 1336 . و استلم بورسو إستي (1413-1471) رسميا لقب دوق مودينا و ريدجو من فريدريك الثالث عام 1452 .
قام إركولي الثاني بتوسيعها و تحصينها ، و أصبحت المقر الدوقي الأول لآل إستي بعد سقوط فيرارا في يد البابا عام 1598 . بنى فرانشيسكو الأول (1629-1658) القلعة و بدأ بناء القصر الذي زينه إلى حد كبير فرانشيسكو الثاني . أُخرج الدوق رينالدو إستي مرتين في القرن الثامن عشر من مدينته مدفوعا باجتياح الفرنسيين . بنى فرانشيسكو الثالث في مودينا العديد من المباني العامة ، و لكن العديد من لوحات آل إستي بيعت و انتهى بهم الأمر في درسدن . توفي إركولي الثالث في منفاه بتريفيزو رافضا عروض نابليون بالتعويض بعدما صارت مودينا جزءا من الجمهورية البادانية النابليونية ، و تزوجت ابنته الوحيدة ماريا بياتريشي من الأرشيدوق النمساوي فرديناند هابسبورغ ابن الأرشيدوقة ماريا تيريزا ، و استعاد إبنهما البكر فرانشيسكو الرابع إرث العائلة في عام 1814 ، و بسرعة قام بهدم التحصينات التي قد استخدمت ضده في عام 1816 ، و بدأ سنوات مودينا تحت الحكم النمساوي الرجعي و الاستبدادي ، مستخدما الجيش النمساوي لإخماد التمرد في عام 1830 . و قد طرد ابنه الرجعي كذلك فرانشيسكو الخامس مؤقتا من مودينا إبان ثورة 1848 الأوروبية ، و لكن الجيش النمساوي أعاده . و بعد عشر سنوات في العشرين من أغسطس عام 1859 أعلن ممثلو مودينا أن أراضيها جزء من مملكة إيطاليا ، و هو قرار أكده الإستفتاء في عام 1860 .