الرئيسيةبحث

ثورة العشرين


هي ثورة قامت ضد الاحتلال البريطاني للعراق وسياسة تهنيد العراق تمهيدا لضمه لبريطانيا كسلسلة من الإنتفاضات التي حدثت في الوطن العربي جراء عدم إيفاء الحلفاء بالوعود المقطوعة للعرب بنيل الإستقلال كدولة عربية واحدة من الهيمنة العثمانية. اتخذت الثورة باديء الأمر شكل العصيان المدني ثم المواجهات المسلحة التي أدت إلى عقد مؤتمر القاهرة الذي حضره وزير المستعمرات البريطاني ونستون تشرشل لمناقشة موضوع الإنتفاضات العربية كثورة 1919 في مصر وثورة العشرين في العراق وثورة سوريةوانتفاضة اليمنيين والفلسطينيين، وتقرر منح هذه الدول استقلال ذاتي محدود تنفيذا لمقررات معاهدة سايكس - بيكو بتجزئة الولايات العثمانية ومنحها استقلال شكلي وربطت تلك الدول بمعاهدات تسهل من خلالها هيمنة بريطانيا وفرنسا عليها.

فهرس

ثورة العشرين

قامت بعض العشائر العربية بثورة عام 1920م والتي سميت بثورة العشرين وشملت معظم المدن العراقية لمقاومة النفوذ البريطاني وسياسة تهنيد العراق تمهيدا لضمه للتاج البريطاني أو مايسمى دول الكومنولث، وكذلك بسبب سوء معاملة الإنجليز للعراقيين، وانتشار الروح الوطنية والوعي القومي بينهم. وكان السبب المباشر لاندلاع الثورة هو اعتقال الشيخ شعلان شيخ عشيرة بني حجيم في الرميثة، وامتازت عشائر بني حجيم بحسها الوطني الكبير ، إذ منهم انطلقت ثورة العشرين ضد الاستعمار البريطاني ، وانتشرت في أرجاء العراق كله ، ونظراً لكون مدينة السماوة مركز المحافظة كان قريباً من الناصرية من جهة والديوانية من جهة أخرى ، فقد كانت الصلات قوية بين عشائر هذه المدن الثلاث ، وتشكل عشائر حجيم العنصر الرئيس في التركيبة السكانية لمحافظة المثنى ، وهي من العشائر الكبيرة ،

والسبب الاخر هو قيام الحاكم الإنجليزي ليجمن في خان النقطة(بين بغداد والفلوجة) بإهانة شيخ قبيلة زوبع الشيخ ضاري بن محمود، حينها طلب الكولونيل ليجمن من الشيخ ضاري المثول اليه، فرفض الشيخ في بادئ الأمر المثول إليه لعلمه بأنه سوف يطلب منه التعاون مع الإنجليز ضد العراقيين. بعد إرسال الطلب إليه مرارا ذهب الشيخ ضاري وبرفقته أولاده خميس وسلمان و21 فارسا من فرسان عشيرة زوبع مسلحين. كان اللقاء بخان النقطه والتى تبعد عن بغداد ثمانية كيلومترات وحين وصولهم لم يكن الكولونيل موجودا بالمخفر وعند حضوره ومقابلته للشيخ ضاري، ولم يكن يعلم عن المرافقين له إذ ذهبوا وجلسوا بالخان، رفض الشيخ طلبه بالخيانة فقام الكولونيل بإهانة الشيخ ضارى بكلمات نابيه وشديدة واتهمه بأنه ليس سوى قاطع طريق هو وعشيرته، فهبت الحميه بالشيخ وخرج وأحضر ولداه الذين واجهوا بنادقهم إلى لجمن واطلقوا النار عليه وثم قام الشيخ ضاري بالجهاز عليه بالسيف وعند محاولة المرافق المقاومه قتلوه أيضا، مما أدّى إلى دخول رجال عشيرة زوبع عنوة إلى سراي الحكومة، وقتلهم للحرس.

بعدها بيوم أى بتاريخ 13 /8 / 1920 تحركت عشائر جنوب العراق وعشائر لواء الدليم وزوبع وقسم من بنى تميم برئاسة علي المعيدي من المصالحة وعزموا على قطع سكك الحديد مابين بغداد وسامراء وذلك لقطع إمدادات الجيش البريطاني بين الموصل وبغداد وسيطروا على بعض المدن وألحقوا الخسائر بالقوات البريطانية في تلك المناطق. ثم انتشرت الثورة في باقي محافظات العراق ودامت الثورة حوالي ستة شهور تكبدت خلالها القوات البريطانية خسائر بشرية كبيرة. وخسائر في الممتلكات تزيد عن أربعين مليونًا من الجنيهات الأسترلينية. وقد كشفت الثورة عن التضامن والنضج السياسي والإستعداد العسكري بين العراقيين آنذاك.

الحكومة الوطنية المؤقتة وتأسيس الملكية

أسرعت الحكومة البريطانية إلى تأسيس ماسمي بالحكم الأهلي في العراق وذلك بتشكيل أول حكومة وطنية مؤقتة برئاسة عبدالرحمن النقيب وروعي في توزيع الحقائب الوزارية التمثيل الديني والطائفي والعشائري للبلاد، ووُضِع مستشار إنجليزي بجانب كل وزير. وأعلنت بريطانيا عن رغبتها في إقامة دولة ملكية عراقية رشحت لها الأمير فيصل بن الشريف حسين بعد ان نصب ملكا على سوريا لمدة عام وخروجه من سوريا بعد ذلك ، وتم اختيار فيصل ملكًا على العراق، وتوّج في 18 ذي الحجة 1340هـ، 23 أغسطس 1921م بعد إجراء استفتاء شعبي كانت نتيجته 96% تأييدًا لفيصل.

ومهما يكن من أمر فقد بدأ التدخل الأجنبي في الحكومة، وقد واجه فيصل وحكومته مشكلات داخلية وخارجية معًا: المشكلات الداخلية فكانت تتعلق بالقبائل والأقليات كالأكراد والآشوريين والإنقسام الطائفي بين السُنة والشيعة.

المشكلات الخارجية فتتعلق بموقف العراق من بريطانيا والتي أجبرته على توقيع معاهدة معها في 10 أكتوبر 1922م تضمنت أسس الانتداب، واشترطت المعاهدة تأسيس مجلس تأسيسي منتخب لتشريع الدستور وإصداره.

الحكومة الانتقالية

بعد أن عقد مؤتمر القاهرة عام 1920 على إثر ثورة العشرين في العراق ضد الإحتلال البريطاني، وضد سياسة تهنيد العراق، حيث أصدر المندوب السامي البريطاني بيرسي كوكس أوامره بتشكيل حكومة عراقية انتقالية برئاسة نقيب أشراف بغداد عبد الرحمن النقيب وتشكيل المجلس التاسيسي الذي تولى من ضمن العديد من المهام وانتخاب ملكاً على عرش العراق، وتشكيل الوزارات والمؤسسات والدوائر العراقية، واختيار الساسة العراقيين لتولي المهام الحكومية.

أسرعت الحكومة البريطانية إلى تشكيل أول حكومة وطنية مؤقتة برئاسة عبد الرحمن النقيب نقيب أشراف بغداد، ووُضِع مستشار إنجليزي بجانب كل وزير، وأعلنت بريطانيا عن رغبتها في إقامة ملكية عراقية رشحت لها الأمير فيصل بن الشريف حسين ملكًا على العراق، 23 أغسطس/ اب 1921م بعد إجراء استفتاء شعبي كانت نتيجته 96% تأييدًا لفيصل. أجبرت بريطانيا فيصل على توقيع معاهدة معها في 10 أكتوبر/ تشرين1 1922م تضمنت بعض أسس الانتداب.

المجلس التأسيسي العراقي

صدرت الإرادة الملكية في 19 أكتوبر 1922م بتشكيل المجلس التأسيسي ليقر تأسيس الوزارات والمؤسسات الحكومية وصياغة دستور المملكة، وقانون انتخاب مجلس النواب، والمعاهدة العراقية البريطانية. واختير عبدالرحمن النقيب أول رئيس وزراء في المملكة العراقية، ثم خلفه الشخصية الوطنية عبد المحسن السعدون، كما سمح الملك فيصل بإنشاء الأحزاب السياسية على النمط الأوروبي في عام 1922 م. وفي عام 1924 تم التصديق على معاهدة 1922م، التي تؤمن استقلال العراق ودخوله عصبة الأمم وحسم مشكلة الموصل.

وقد تشكل المجلس من الشخصيات البارزة والفاعلة من مدنيين وعسكريين على الساحة الوطنية، والذين لعبوا دورا في استقلال العراق وتأسيس دولته، منهم نقيب أشراف بغداد عبدالرحمن النقيب وعبد المحسن السعدون الذي أصبح لاحقا رئيساً للوزراء وبكر صدقي الذي قاد أول انقلاب عسكري في المنطقةعام 1936 ورشيد عالي الكيلاني باشا الذي أصبح عام 1941 رئيسا لوزراء حكومة الإنقاذ الوطني بعد دخول العراق في الحرب العالمية الثانية والفريق نوري السعيد باشا والفريق جعفر العسكري الذي تولى وزارة الدفاع، وعبد الوهاب بيك النعيمي الذي كان ناشطا في الجمعيات السرية التي تدعو لاستقلال العراق، والذي جمع ودون المراسلات والمداولات والتي سميت "مراسلات تأسيس العراق"، والمتضمنة للحقائق والأحداث وراء الكواليس والتي لعبت دورا في تأسيس المجلس التاسيسي والدولة العراقية عام 1921.

ثم سمح فيصل بإنشاء الأحزاب السياسية على النمط الأوروبي في عام 1922م، وتشكلت ثلاثة أحزاب كان اثنان منها يمثلان المعارضة، هما الحزب الوطني العراقي وحزب النهضة العراقية، ويطالبان بالإستقلال وإقامة حكومة ملكية دستورية في العراق في حين يطالب الحزب الثالث وهو الحزب الحر العراقي بتأييد الوزارة ويؤيد عقد معاهدة تحالف مع بريطانيا.

أصبح لهذه الأحزاب أثر واضح في الحياة السياسية للعراق، فقد نظم الحزب الوطني وحزب النهضة مظاهرة شعبية في الذكرى الأولى لتتويج الملك نادت بإلغاء الإنتداب، وألقيت الخطب الوطنية الحماسية مماجعل المندوب السامي البريطاني يحتج على ذلك، ونجم عن ذلك حلّ حزبي المعارضة ونفي زعمائهما إلى خارج البلاد. وعم السخط كل أنحاء العراق، وقامت انتفاضات شعبية في بعض أنحاء العراق، فلجأ المندوب السامي إلى القصف الجوي لقمع هذه الإنتفاضات واستخدم العنف والقسوة ضد مناوئي الإنتداب.

جرت انتخابات المجلس التأسيسي في فبراير/ شباط 1924م، وتم افتتاح المجلس التأسيسي في مارس/ آيار عام 1924م، وانتخب عبد المحسن السعدون رئيسًا له، وحددت مهمة المجلس بالتصديق على معاهدة 1922م، التي تؤمن استقلال العراق ودخوله عصبة الأمم وحسم مشكلة الموصل.

وجوبهت المعاهدة بمعارضة شديدة، ولجأت الحكومة إلى الإرهاب، ورفض المندوب السامي البريطاني إجراء بعض التعديلات على المعاهدة قبل إبرامها. وتم التصديق على المعاهدة وإعلان الدستور وقانون الإنتخابات. وانحل المجلس التأسيسي وحل محله مجلس النواب في 21 مارس/ آيار 1925م.

أنهى المجلس مشكلة الموصل التي كانت تطالب بها تركيا، وعرضت قضية الموصل على عصبة الأمم التي أوصت بأن تكون ضمن المملكة العراقية على شرط أن تبقى تحت الإنتداب البريطاني مدة 25 سنة، وعلى أثر ذلك تم عقد معاهدتين الأولى بين العراق وبريطانيا في 13 يناير/ كانون أول 1926م والثانية بين العراق وتركيا وبريطانيا في 5 يونيو 1926م، تضمنت علاقات حسن الجوار، ونص فيها على اعتبار الحدود نهائية. وصادق البرلمان العراقي على المعاهدة في 18 يناير/ كانون أول 1926م التي كانت مادتها الثالثة تنص على إمكان النظر في دخول العراق عصبة الأمم بعد أربع سنوات.

موضوع ذو صلة الاحتلال البريطاني للعراق

راجع ايضا الانتداب البريطاني على العراق

المراجع