Piacenza بياتشنسا . مدينة شمال إيطاليا بإقليم إميليا رومانيا ، عاصمة مقاطعة بياتشنسا سكانها حوالي 99.625 نسمة .
صلة الوصل بين منطقة إميليا التاريخية و إقليم لومبارديا ، و قد تأثرت المدينة و مقاطعتها كثيرا و بشكل واضح بميلانو ، حيث تنتمي لإقليمها الإقتصادي في نواح عديدة ، غالباً ما ترتبط مصائرها بها .
فهرس |
تقع بياتشنسا في وادي بادانا على ارتفاع 61 متراً فوق مستوى سطح البحر ، و على الضفة اليمنى لنهر بو ، حيث فيها يلتقى نهر تريبيا غربا و جدول نوري شرقاً . على بُعد خمسة عشر كيلومترا جنوب المدينة ، توجد منحدرات التلال البيانتشسية ، و هي بدايات الأبينيني الليغوري.
لطالما حدد الموقع الجغرافي المصير الاستراتيجي - العسكري ، و جعلها وصلة هامة سواء للطرق السريعة و للسكك الحديدية.
قبل استيطان الرومان ، سكنت المنطقة قبائل سلتية و ليغورية . اشتهرت الأتروسكان بتقديم القرابين باستخدام أحشاء الخراف . اكتشف بالقرب من بياتشنسا منحوتة أثرية برونزية لكبد في عام 1877 و سميت "كبد بياتشنسا" و قد اكتشفت كاملة منقوشا عليه أسماء المناطق التي خصصت لآلهة متعددة . و ارتبطت بممارسة العرافة . أسس الرومان بياتشنسا في عام 218 ق.م (وفقا للرواية المحلية 31 مايو) باسم بلاسنتيا (Placentia) إلى جانب كريمونا .
أُرسل ستة آلاف مستعمر لاتيني إلى مستعمرتي بلاسنتيا و كريمونا القريبة ، خصوصاً أعضاء من طبقة فرسان روما . و في نفس سنة تأسيسها انتصر حنبعل في معركة تريبيا الواقعة في منطقة بياتشنسا ، بيد أن المدينة قاومت قوات البونقية . و في السنوات التالية جُففت أراضي المدينة و شيد ميناء على نهر بو . ازدهرت بلاسنتيا كمركز لانتاج القمح و الشعير و الذرة و الصوف . رغم احتلالها و تدمريها عدة مرات ، كانت المدينة دائما تعود للنهوض ، و قد سماها لاحقا المؤرخ بروكوبيوس في القرن السادس Urbs Aemilia Princeps أي "أميرة المدن عبر طريق إميليا" بمعنى أنها المدينة الأولى على طريق إميليا .
حقبة أواخر العصور القديمة في بياتشنسا (300-800 ميلادية) تميزت بانتشار النصرانية . نَصّر المنطقة الجندي الروماني السابق القديس أنطونينوس و قُتل أثناء حكم ديوكلتيانوس .
احتلت بياتشنسا خلال الحروب القوطية (535-552) . بعد فترة قصيرة من التبعية للإمبراطورية البيزنطية ، ظفر بها اللومبارديون الذين جعلوا منها مقر دوقية . بدأت المدينة تستعيد عافيتها بعد استيلاء الفرنجة عليها (القرن التاسع) ، وساعدها في ذلك موقعها على طريق فرانسيجينا الواصل بين الإمبراطورية الرومانية المقدسة و روما . زاد عدد سكانها و أهميتها بعد عام 1000 . اتسمت تلك الفترة بالتحول التدريجي للسلطات الحكومية من أمراء الإقطاع إلى طبقة مغامرة جديدة ، على غرار تلك الطبقة الإقطاعية في الريف .
في عام 1095 عقد بالمدينة مجلس بياتشنسا ، و الذي أعلنت فيه الحملة صليبية أولى . أصبحت بلدية حرة منذ عام 1126 و عضو بازا في الرابطة اللومباردية ، و بهذا شاركت في الحرب ضد الإمبراطور فريدريك بربروسا و في معركة لنيانو عام 1176 . كما حاربت بنجاح البلدات المجاورة كريمونا و بافيا و بارما لتوسيع أملاكها . سيطرت بياتشنسا أيضا على طرق التجارة مع جنوى حيث استقر أوائل المصرفيين البياشنزيين ، مثل كونتات آل مالاسبينا و الأسقف بوبيو .
في القرن الثالث عشر ، و رغم الحروب الفاشلة ضد الإمبراطور فريدريك الثاني نجحت بياتشنسا في كسب معاقل على الضفة اللومباردية لنهر بو . في عام 1183 تم التوقيع في كنيسة سانت أنتونينوس على مبادئ صلح كونستانس . ازدهرت الزراعة و تجارة في هذه القرون فأصبحت بياتشنسا إحدى أغنى مدن أوروبا . و انعكس هذا في إنشاء العديد من المباني الهامة و تطوير مخططها الحضري . و كما يحدث في أغلب البلديات الإيطالية في العصور الوسطى شهدت المدينة في النصف الثاني من القرن الثالث عشر صراعات عديدة على السلطة : عائلات سكوتي ، بالافيتشينو و ألبيرتو سكوتو (1290-1313) تعاقبوا على الحكم خلال هذه الفترة . انتهى حكم سكوتو باستيلاء عائلة فيسكونتي الميلانية على المدينة و استمروا في ذلك حتى عام 1447 . الدوق جان غالياتسو أعاد كتابة قوانين المدينة و نقل إليها جامعة بافيا. ثم صارت بياتشنسا تحت ملكية عائلة سفورزا حتى 1499 .
نُقش على نقود معدنية من القرن السادس عشر : placentia floret ("بياتشنسا المزدهرة") . في الواقع إن استمرار تطور المدينة كان أساسا بفضل ما ينتجه ريفها . و شيدت خلال هذا القرن خط جدران جديد . كانت بياتشنسا تحت حكم فرنسا حتى عام 1521 ، و لاحقا أصبحت جزءا من الولايات البابوية مع البابا ليو العاشر . و أخيرا في عام 1545 توحدت ضمن دوقية بارما و بياتشنسا الحديثة تحت سيادة عائلة فارنيزي .
كانت بياتشنسا هي عاصمة الدوقية حتى نقلها أوتافيو فارنيزي (1547-1586) إلى بارما . عاشت المدينة أصعب سنواتها أيام الدوق أودواردو (1622-1646) : حيث مات 6،000 و 13،000 بياتشنسيا من أصل 30،000 بسبب المجاعة و الطاعون على التوالي . كما دمرت المدينة و ريفها أيضا من قبل العصابات و الجنود الفرنسيين .
حكمت عائلة بوربون بارما و بياتشنسا بين عامي 1732 و 1859 . في القرن الثامن عشر أقامت العائلة الدوقية في بارما ، و في بياتشنسا بُنِيت عدة صروح تعود إلى عائلات نبيلة مثل سكوتي و لاندي و فولياني .
ضم جيش نابليون بياتشنسا إلى الإمبراطورية الفرنسية في عام 1802 . أُرسل شباب بياتشنسا المجندين للقتال في روسيا و إسبانيا و ألمانيا ، بينما كانت المدينة تزخر بعدد كبير من الأعمال الفنية التي تعرض حاليا في العديد من المتاحف الفرنسية .
تذكر فترة حكم الدوقة ماريا لويزا 1816-1847 من آل هابسبورغ باعتبارها أحد أفضل الفترات التي شهدتها بياتشنسا ؛ جففت الدوقة العديد من الأراضي رطبة و بنت عدة جسور على نهر تريبيا و نهر نوري الصغير ، و أقامت نشاطات تعليمية و الفنية .
احتلت ميليشيات نمساوية و كرواتية بياتشنسا ، حتى انضمت بعد استفتاء شعبي في عام 1848 إلى مملكة سردينيا . لقد صوت 37،089 من أصل 37،585 ناخب لصالح الانضمام . و لذلك سمى الملك بياتشنسا "الابن البكر لوحدة إيطاليا" (Primogenita dell'Unità di Italia). التحق الكثير من البياشنسيين في جيش جوزيبي غاريبالدي الذي مضى إلى جنوب إيطاليا مكافحا من أجل الاستقلال .
في حزيران يونيو من عام 1865 افتتح أول جسر للسكة الحديدية . و في عام 1891 أسس أول هيئة عمالية في بياتشنسا .
قصف الحلفاء المدينة بشدة أثناء الحرب العالمية الثانية . و قد دُمّر جسر السكك الحديدية الهام العابر لنهر بو و محطة القطارات و كذلك الوسط التاريخي . نشطت العصابات الحزبية المسلحة على مرتفعات الأبينيني . في نهاية يوم 25 أبريل من عام 1945 قامت حركة المقاومة الإيطالية بتمرد حزبي عام ، و في يوم 29 أبريل وصلت إلى المدينة قوات برازيلية . كرّم الرئيس أوسكار لويجي سكالفارو مدينة بياتشنسا في عام 1996 بإعطاءها الميدالية الذهبية للشجاعة في المعركة .