الرئيسيةبحث

اللد

المدينة القديمة
المدينة القديمة

اللد (بالعبرية: לוד) هي مدينة في إسرائيل يسكنها يهود وعرب. تأريخ المدينة قديم جدا إذ كانت مدينة كنعانية من مدن فلسطين التاريخية. كان اسمها رتن في عصر تحتمس الثالث الفرعوني، وفي عهد الرومان دعيت باسم ديوسبوليس (Diospolis)، في الماضي كانت المدينة عاصمة منطقة مهمة جدا هي وسط فلسطين. في بعض المصادر باللغات الأوروبية تذكر المدينة بأسماء Lydea أو Lydda.

تقع اللد على مسافة 16 كم جنوب شرق مدينة يافا وخمس كيلومترات شمال شرق الرملة. في الماضي سيطرت المدينة على الطريق الرئيسية وسكة الحديد بين يافا والقدس. منذ تدشين "شارع رقم 1" العابر في اللطرون بعد حرب 1967 وإغلاق سكة الحديد الواصلة إلى القدس انخفضت أهمية موقع المدينة. في السنوات الأخيرة تم افتتاح سكة الحديد من جديد، ولكن الحكومة الإسرائيلية بادرت بناء سكة حديد جديدة قرب مسار "طريق رقم 1".

مدينة اللد مذكورة في بعض المصادر اليهودية والمسيحية القديمة، حيث تذكر باسم لود في سفر أخبار الأيام الأول (أصحاح 8) وفي سفر أعمال الرسل (أصحاح 9) كإحدى المدن القريبة من يافا. كذلك تذكر اللد في التلمود كإحدى المراكز اليهودية في القرون الأولى للميلاد.

وحتى الفتح الإسلامي لفلسطين بقيادة عمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب كانت اللد عاصمة لفلسطين القديمة. وبعد الفتح الإسلامي اتخذها عمرو بن العاص عاصمة لجند فلسطين سنة 636م واستمرت كذلك حتى تم إنشاء مدينة الرملة سنة 715م حيث احتلت مركز الرئاسة في فلسطين.

في تلك الفترة وبين الفترتين كانت اللد مسرحاً للعديد من المعارك الحربية التي دارت بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان ثم أصبحت العاصمة المؤقتة لسليمان بن عبد الملك الخليفة الأموي الذي كان والياً على فلسطين. في عام 1099م احتلت القوات الصليبية مدينة اللد وفي عام 1267م ضمها السلطان بيبرس المملوكي المدينة إلى نفوذه بعد انتصاره على الصليبيين.

كانت اللد في العهد العثماني، عام 1516م قرية تابعة لقضاء الرملة واكتسبت أهميتها السياحية من وجود قبر القديس جيورجيوس (الخضر)وأنقاض الكنيسة التي بنيت فوقه والتي أعيد بناؤها عام 1870م. في عام 1900 انتشر فيها وباء الكوليرا وأودى بحياة الكثير من سكانهاوفي عام 1914 اندلعت الحرب العالمية الأولى وجند شبان المدينة للاشتراك في الحرب التي أنهت الحكم العثماني على البلاد. في عام 1917 انسحب الجيش العثماني من اللد عند اقتراب الجيش البريطاني منها وأصبحت اللد تحت الانتداب البريطاني الذي تحول بعد سنين ليصبح حكومة الانتداب البريطاني على فلسطين.

أيام الانتداب البريطاني على فلسطين كانت الأغلبية الساحقة من سكان اللد من العرب الفلسطينيين وبلغ عددهم 8103 نسمة حسب احصائية عام 1922 منهم نحو 920 مسيحيا. أما في عام 1948 فقد بلغ عددهم 22 ألف نسمة تقريبا.

وسط اللد
وسط اللد

إثر حرب 1948 اضطر الكثير من سكان المدينة للنزوح منها إذ أصبحت المدينة ساحة معركة بين القوات الإسرائيلية وقوات عربية مختلفة. في يوليو 1948 احتل الجيش الإسرائيلي المدينة وبعد توقيع "اتقاقيات رودس" في 1949 أصبحت مدينة إسرائيلية. منحت دولة إسرائيل الجنسية الإسرائيلية لجميع السكان الذين بقوا في المدينة بينما بدأ بعض اليهود بالسكن في المدينة، واليوم ربع سكانها تقريبا من العرب والباقي من اليهود أو آخرين.

فهرس

اللد في حرب 1948

في خطة تقسيم فلسطين من نوفمبر 1947 وقعت اللد على الحدود بين الدولتين العربية واليهودية من جانبه العربي، ولكن هذه الخطة لم تطبق أبدا. بعد إقرار الخطة في الأمم المحدة قام سكان اللد بالاستعداد للحرب المتوقعة بين القوات اليهودية للقوات الفلسطينية، حيث تطوع المئات من شبان القرية للقتال. نتيجة المعارك التي وقعت في يافا والقرى المجاورة لها وصل إلى اللد آلاف اللاجئين من سكان يافا وقراها واكتظت المدينة باللاجئين. في أواخر نيسان 1948 احتلت قوات الهجناه اليهودية القرى العربية التي وقعت على الطريق الواصلة بين يافا واللد وتقدمت نحو المدينة، بينما واصل تدفق اللاجئين إلى المدينة وأخذ السكان يعانون من نقص في المواد الغذائية والمياه. بعد الإعلان عن دولة إسرائيل في 14 مايو 1948 قرر القادة الإسرائيليون شن عملية عسكرية واسعة في منطقة اللد والرملة لإبعاد القوات العراقية [1] والأردنية التي كانت مرابطة في الرملة وللاستيلاء على مطار اللد. ضمن هذه العملية التي تم تسميتها ب"عملية داني" هاجم الجيش الإسرائيلي مدينة اللد في 10 يوليو 1948 واحتلها في نفس اليوم. نتيجة الهجوم المكثف الذي أسفر عن وقوع الكثير من الضحايا ترك معظم السكان واللاجئين المدينة، ويقدر عدد الباقين في المدينة بألف نسمة فقط. حسب شهادات بعض الباقين في المدينة وتقرير المؤرخ الإسرائيلي بيني مورس قتل جنود إسرائيليين بعد انتهاء المعارك 167 شخصا من سكان اللد بعد أن جمعوهم في مسجد دهمش. بقي المسجد مغلقا لسنوات طويلة حتى تم ترميمه وافتتاحه أمام الجمهور في 2002. قال الداخلون إلى المسجد قبل بداية أعمال الترميم أنهم لاحظوا بقعاً من الدم على حيطان المسجد.

مكانة اللد اليوم

بعد حرب 1967 واحتلال الضفة الغربية من قبل إسرائيل، أقامت إسرائيل طريقاً رئيسية جديدة من تل أبيب إلى القدس عبر اللطرون (موقع كان تحت سيطرة الأردن قبل الحرب)، فتقلصت أهمية مدينتي اللد والرملة كملتقى الطرق الرئيسية في المنطقة. كذلك تصل هذه الطريق إلى مطار بن غوريون (مطار اللد سابقا) دون أن يضطر المسافرون الدخول إلى المدينة.

في السنوات الأخيرة تعاني مدينة اللد من زيادة البطالة والفقر فيكثر هجر المدينة لأسباب اقتصادية.

معالم المدينة

تقع المدينة عند ملتقى طرق المواصلات وملتقى خطوط السكك الحديدية ولذلك فإن من أبرز معالم المدينة:

  1. محطة السكة الحديدية.
  2. مطار بن غوريون - أقيم من قبل حكومة الانتداب البريطاني ك"مطار اللد" وبعد قيام إسرائيل توسع وأصبح المطار الدولي الخاص بها.
  3. مسجد دهمش

وهناك الكثير من المعالم الأثرية مثل:

  1. بئر الزنبق: وهو بئر قديم منذ عهد الصليبيين .
  2. الساحة الشرقية ومنارة الأربعين: وهذه الأمكنة كانت مسرحاً لهروب محمد بن أبي حذيفة وجماعته في عهد معاوية بن أبي سفيان وذلك بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان.
  3. الجامع العمري: بني في عهد المماليك وأمر ببنائه الظاهر بيبرس .
  4. كنيسة القديس جورجيوس : وهي كنيسة أقيمت على قبر القديس جورجيوس في القرن الثالث الميلادي ويعرف القديس جورجيوس بالخضر ويقام احتفال سنوي يوم 16 تشرين الثاني من كل عام يسمى بموسم الخضر.
  5. جسر جنداس: ويقع شمال مدينة اللد وبني في عهد المملوك الظاهر بيبرس يبلغ طوله 30 متر وعرضه 13 متراً وارتفاعه 6.5 متر.
  6. جامع دهمش: بناه خليل دهمش ويقال انه من سكان مدينة يافا.
  7. خان الحلو: ويستخدم من قبل المسافرين وهو يشبه الفندق هذه الأيام.
  8. بئر أبو شنب: وهو بئر قديم جاءت شهرته من كونه مصدراً رئيسياً للماء.
  9. بئر أبى محمد عبد الرحمن بن عوف: وهو صحابي مشهور توفي سنة 32 هجرية 652 ميلادية.

اعلام المدينة:

ومن أبرز علماء المدينة تاريخياً:

المدينة اليوم

تشتمل مدينة اللد اليوم على المباني السكنية القديمة المحيطة بمنطقة النواة المركزية التي تضم الأسواق القديمة والمحلات التجارية واللد الجديدة التي ظهرت بالشكل الحديث بعد تدفق اليهود المهاجرين إليها. وتقع اللد اليوم ضمن المنطقة الوسطى طبقاً للتقسيم الإداري لدولة إسرائيل التي تضم الرملة ورحوبوت ونيس تسيونا. ولقد أصبحت اللد الآن مركزاً صناعياً ضخماً حيث يوجد بها مصانع للطائرات الحربية ومصانع للمواد الغذائية والسجاد والورق والآلات والإلكترونيات. على الرغم من إنشاء مدينة اللد الجديدة إلا أن المدينة القديمة ما زالت محتفظة بطابعها العربي.

القرى الواقعة في منطقة اللد

كانت القرى التالية تابعة لمنطقة اللد قبل عام 1948. صرفند العمار- البرية- عنابة- الكنيسة- القباب- عمداس- اللطرون- دير أيوب - يالو- بيت نوبا- سلبيت- بيت شته- بئر معين- البرج- بروفيليا- حزوبة- دانيال- جمزو- الحديثة- بيت جالا- دير طريف- طيرة - قوله- المزيرعه- مجدل بابا (صادق)- رنيتس- اللبن- نعلين- المدية- سبتين- شقبه- قبيه- بدرس- دير قديس- بعلين- بيت نبالا.

مصادر