التصنيف العلمي | ||
---|---|---|
المملكة | الحيوانات | |
الشعبة | الحبليات | |
الطائفة | الثدييات | |
الرتبة | اللواحم | |
الفصيلة | الكلبيّات | |
الجنس | الكلب: Canis | |
النوع | الذهبي: aureus | |
معلومات عامة | ||
وضع الفصيلة | غير مهددة، ليست مدعاة للقلق | |
الإسم العلمي | Canis aureus: كانيس أوريس | |
إسم المصنف و تاريخ التصنيف | لينايوس، 1758 |
ابن آوى الذهبي و الذي يعرف أيضا بابن آوى الآسيوي، ابن آوى الشرقي، ابن آوى المألوف، أو كما يسمونه في هنغاريا الذئب الهنغاري النمساوي أو ذئب القصب[1]، حيوان ثديي من رتبة اللواحم و عائلة الكلبيّات و الذي يقطن إفريقيا الشمالية و الشرقية بالإضافة لجنوب شرق أوروبا و آسيا الجنوبية حتى بورما. يعتبر ابن آوى الذهبي أكبر فصائل بنات آوى و الوحيد الذي ينتشر خارج إفريقيا، وقد تمّ تعريف 12 سلالة منه[2]. و يعرف ابن آوى الذهبي في بلاد الشام أيضا باسم الواوي.
فهرس |
لابن آوى الذهبي فراء قصير خشن يتراوح لونه من الأصفر إلى الذهبي الباهت الضارب إلى البني على أطرافه في العادة، إلا أن اللون يختلف باختلاف الفصول و المنطقة التي يقطنها الحيوان، ففي سهول السيرنغتي في شمال تنزانيا مثلا تكون بنات آوى الذهبية صفراء ضاربة إلى البني في موسم الأمطار (ديسمبر - يناير) ومن ثم تصبح ذهبية باهتة خلال موسم الجفاف (سبتمبر - أكتوبر)[3]، أما بنات آوى القاطنة لمناطق جبلية فيكون لونها ضارب إلى الرمادي بشكل أكبر من تلك القاطنة للسهول.
يبلغ طول ابن آوى الذهبي في العادة مابين 70 و 105 سنتيمترات (28 - 42 إنش) و يصل طول ذيله إلى حوالي 25 سنتيمترا (10 إنشات)، و يبلغ ارتفاعه عند الكتفين مابين 38 و 50 سنتيمترا (16 - 20 إنش) أما وزنه فيصل إلى مابين 7 - 15 كيلوغراما (15 - 33 رطلا) حيث تكون الذكور أثقل بنسبة 15% من الإناث[3][4]. يتشابه شكل جمجمة هذه الحيوانات مع شكل جمجمة القيوط و الذئب الرمادي أكثر مما يتشابه مع جماجم الفصائل الأخرى لابن آوى، و تمتلك بنات آوى الذهبية غدد تفرز الروائح لتعلّم بها منطقتها كما باقي الكلبيّات، و تقع هذه الغدد على الوجه و الشرج و قرب الأعضاء التناسلية[4].[2].
تختلف أشكال بنات آوى الذهبية و تتنوع عبر موطنها، فتلك التي تقطن شمال إفريقيا مثلا تكون أضخم حجما و تمتلك قواطع أكبر من تلك التي تقطن الشرق الأوسط[5]، و بنات آوى الذهبية في المغرب تكون أبهت لونا و ذات خطوم أضيق و أدقّ من بنات آوى في مصر[6].
بنات آوى حيوانات أحادية التزاوج، أي أنها تكتفي بزوج واحد طيلة حياتها، وفي معظم عائلات بنات آوى يكون هناك فرد أو فردين بالغين غير الأبوين يسميان "بالمساعدين"، و المساعدين هما أبناء من بطن سابق وصلو إلى مرحلة النضج الجنسي إلا أنهما بقيا بجانب أهلهم ليساعدا على تربية البطن التالي، و لم يتناسلا مطلقا.
يختلف موعد الإنجاب عند هذه الحيوانات باختلاف موطنها، ففي إفريقيا الشرقية تحصل أغلب الولادات في شهريّ يناير و فبراير، وفي جنوب غرب أوروبا خلال شهري إبريل و مايو، أما في آسيا الاستوائية فلا موعد محدد لها. وفي السرينغتي تتودد بنات آوى الذهبية إلى بعضها عند نهاية موسم الجفاف و تلد جرائها خلال موسم الأمطار، و تحصل الولادة في جحر في حوز الأبوين بعد فترة حمل تدوم 63 يوما، و يحوي البطن في العادة بين جروين و 4 جراء. تزن الجراء عند الولادة قرابة 200 أو 240 غراما و تفتح أعينها بعد مرور عشرة أيام، و ترضع الصغار حليب أمها خلال الأشهر الثلاثة الأولى من حياتها ومن ثم يطعمها الأبوان اللحم المتقيأ عندما تفطم أي بعد مرور مابين 50 و 90 يوما. تبلغ الجراء النضوج الجنسي عندما تصل لعمر 11 شهرا.
ابن آوى الذهبي حيوان انتهازي يأكل كل شيء تقريبا، وقد أظهرت الدراسات أن 54% من حميته مصدرها حيواني بينما 46% منها مصدره نباتي، و تعتبر هذه الحيوانات صيّادة قادرة على قتل الطرائد الصغيرة و المتوسطة الحجم من شاكلة الأرانب البرية، القوارض، الطيور، الحشرات، الأسماك، و السعادين. تستخدم بنات آوى سمعها الحاد لتكتشف موقع الفرائس الصغيرة المختبئة بين النباتات قبل أن تثب عليها و تمنعها من الهرب، وقد تمت مشاهدة هذه الحيوانات وهي تصطاد حافريات تفوقها وزنا بأربعة أو خمسة أضعاف، إلا أنها إجمالا ما تصطاد تلك التي تقاربها وزنا و حجما. تعتبر بنات آوى الذهبية مفترسة رئيسية لأخشاف الغزلان في السرينغتي كما في الدول العربية، أما في الهند فتقتات على أخشاف الظباء السوداء إجمالا، ومن عادة بنات آوى أن تصطاد بمفردها إلا انها قد تتجمع في مجموعات للصيد في بعض الأحيان حيث تتألف كل مجموعة من فردين إلى 5 أفراد، و هذا الأمر يساعد على ارتفاع نسبة نجاحها في قتل طريدة. و خلال موسم الحصاد في الهند و بلاد الشام، تقتات بنات آوى الذهبية غالبا على الفاكهة.
تقتات بنات آوى على الجيفة بحال توافرت، و غالبا ما تسرق طرائد غيرها من الضواري مثل الأسود و الببور حيث تنتظر إلى أن ينتهي الحيوان الأكبر من طعامه حتى تتقدم لتقتات، و تمت مشاهدة مجموعات من 5 إلى 18 ابن آوى وهي تتردد على جيف لحافريات ضخمة، و يعرف عن بنات آوى الذهبية بأنها تقتات حصريا على القمامة و الجيفة في بعض أقسام الهند و بنغلاديش.
يعتبر الثعلب الأحمر مفترسا مألوفا أخر إلى جانب ابن آوى الذهبي في فلسطين و لبنان و سوريا، و تدخل هاتين الفصيلتين في نزاع مع بعضهما البعض غالبا (على الرغم من أن ابن آوى يبلغ ثلاثة أضعاف حجم الثعلب) بسبب حميتهما المتطابقتين. و غالبا ما تتجاهل الثعالب روائح ابن آوى و علامات قوائمه في منطقتها إلا أنها تبقى تتفادى الاحتكاك الجسدي المباشر معه قدر الإمكان، وقد أظهرت الدراسات أن المناطق التي تكاثرت فيها أعداد بنات آوى الذهبية تناقصت فيها أعداد الثعالب الحمراء بشكل ملحوظ بسبب المنافسة الشديدة التي تؤدي ببنات آوى إلى قتل كل منافس تقدر عليه[7]. و يعرف عن بنات آوى الذهبية أنها تقوم باحتلال جحور الثعالب البنغالية في الهند.
و بالمقابل يظهر بأن بنات آوى الذهبية قد تراجعت أو حتى اختفت من المناطق التي تقطنها الذئاب الرمادية، و يعرف عن الذئاب بأنها لا تتحمل وجود بنات آوى في منطقتها و غالبا ما تقوم بالعدو إلى المناطق التي يصدر منها عواء تلك الأخيرة لتطردها على الأرجح كي لا يتبقى لها منافسين في حوزها[8]، إلا أنه في بعض الأحيان قد تقوم بنات آوى بتقميم ذبائح الذئاب دون أن يسفزّها وجودها.
وقد وجدت عظام بنات آوى ذهبية في براز الضباع المرقطة في بعض الأحيان[9]، على الرغم من أنه يعرف بأن الضباع تكره طعم لحم ابن آوى، إلا أنه يظهر بأنها تقتات عليه بحال كانت يائسة للحصول على الطعام أي تتضور جوعا[10].
قامت الحكومة الإسرائلية عام 1954 بتشريع قانون حماية الحيوانات البرية الذي منح الحماية لسبعة عشر فصيلة من اللواحم القاطنة لفلسطين بما فيها ابن آوى الذهبي الذي اعتبر قبل ذلك حيوانا طفيليا يجب القضاء عليه، حيث كان قد أطلق برنامج لإبادته قبل ذلك عن طريق التسميم إلا أن ذلك أدى إلى تسميم العديد من اللواحم الأخرى أيضا[11] مما فرض تشريع هذا القانون لحماية هذه الحيوانات. وفي عام 1979 هاجمت بنات آوى طفلين في إسرائيل و قتلتهما، ومن البلاد العربية التي تحمي ابن آوى الإمارات، حيث يربّى في مركز الشارقة لإكثار الحياة البرية.
تمّ تسجيل 1053 حالة هجوم على المواشي الصغيرة، الخرفان و الحملان إجمالا، في بلغاريا مابين أعوام 1982 - 1987، بالإضافة لبعض الأضرار التي لحقت بمزارع الطرائد بسبب افتراس صغار الأيائل المخصصة للصيد. وفي الجولان يموت من العجول ما نسبته قرابة 1.5% - 1.9% بسبب الافتراس، و الذي تسببه بمعظمه بنات آوى الذهبية، و يعتقد أن ارتفاع نسبة الافتراس في كلا الحالتين يعود إلى الانفجار في حجم جمهرة بنات آوى و العائد إلى توافر الطعام بصورة دائمة من مكبّات النفايات العشوائية[12]، كما أن الوسائل الوقائية لم تتخذ في كلا الحالتين للحؤول دون تعرّض الماشية للخطر. غير أنه وعلى الرغم من ذلك فإن الأضرار التي تحدثها بنات آوى في بلغاريا تعتبر ضئيلة مقارنة بتلك التي تحدثها الذئاب للحيوانات الأليفة.
و تقع معظم الاعتداءات على العجول في الجولان خلال يومين من الولادة، و غالبا ما تهاجم العجول الذكور أكثر من الإناث و ذلك عائد إلى أنها أثقل وزنا و ولادتها تكون أصعب بالنسبة للأم فتكون بالتالي بمثابة لقمة سائغة لبنات آوى التي قد تهاجم الأم أيضا عندما تكون بحالة ولادة مما قد ينجم عنه جروح بالغة للمنطقة المهبليّة.
تمّ تهجين بنات آوى الذهبية مع كلاب الهسكي السيبيرية في روسيا لتنتج هجينا يعرف باسم "كلاب سوليموف"، و يعتبر هذا الهجين من الكلاب المقتفية حيث يتميز بحاسة شم قوية. و كان الدافع وراء إنشاء هذه السلالة من الكلاب المستأنسة الحصول على نوع يتميز بحدة حاسة الشم الخاصة بابن آوى و الوفاء و الإخلاص الخاص بالهسكي، و لمّا كان ابن آوى قليل الثقة بالبشر و يكره المناخ الشديد البرودة مثل مناخ سيبيريا، كان من الصعب تدجينه و كان بالتالي من الضروري تهجينه مع كلاب الهسكي. تتميز كلاب سوليموف أيضا بالإضافة لحاسة شمها القوية جدا بحجمها الصغير الذي يمنحها القدرة على العمل في الأماكن الضيقة، و يقول الباحث الذي أنشأ هذه السلالة، كليم سوليموف، و الذي يعمل في مؤسسة البحوث العلمية لحماية الإرث الحضاري و البيئة في روسيا، بأن هذه الكلاب تجمع مميزات كلاب الرنة الراعية و التي تستطيع أن تعمل في حرارة تصل إلى - 70° على مقياس سيلزيوس (- 95° فهرنهايت)، و مميزات بنات آوى الذهبية التي تتحمل حرارة تصل إلى + 40° سيلزيوس (+ 105° فهرنهايت). بدأ العمل في برنامج هجين ابن آوى عام 1975، و يوجد حاليا 25 حيوانا تعمل في أقسام الشرطة، إلا أنه لم يتم تسجيل هذه السلالة كسلالة كلاب عاملة بصورة رسمية بعد[13].
كان المصريون القدماء يصورون إله الموت "أنوبيس" على أنه رجل برأس ابن آوى أو على أنه ابن آوى يرتدي أوشحة و يمسك مفتاح الحياة الذي كان يعتبر رمزا للحماية بيده، و كان أنوبيس يظهر دائما بشكل كلب أو ابن آوى أسود على الرغم من أن اللون الصحيح لهذه الحيوانات هو الأسمر أو البني الباهت، أما السبب العائد إلى تصويره بهذا اللون هو أن المصريين كانوا يعتبرون الأسود لون البعث و الموت و الليل، كما أنه اللون الذي يصبح عليه الجسد بعد التحنيط. يعتقد بأن السبب وراء تمثيل أنوبيس بشكل حيوان كلبيّ هو ما لاحظه المصريين من عادات تلك المخلوقات، أي بنات آوى و الكلاب الوحشية التي كانت تصطاد على أطراف الصحراء و بشكل خاص قرب المقابر، و لعل بنات آوى كانت تقوم بحفر القبور الحديثة لتقتات على الموتى كما يزعم أنها تفعل اليوم في مقابر بعض القرى، وهذا ما أدى إلى ربط ابن آوى بالموت و ولّد هذه الصورة لدى العامّة. يعتقد بأن المصريين القدماء أخذوا يبنون قبورا مرتفعة في بادئ الأمر لمنع بنات آوى من تدنيس جثث أمواتهم.
ومن مظاهر تمثيل ابن آوى الذهبي في الحضارة الإنسانية أيضا الإله الإغريقي "هرميس" و الوحش الأسطوري المسمّى بشيطان الحفرة (بالإنكليزية: Cerberus أو Kerberos = كربروس، و باليونانية: Κέρβερος = كربروس = شيطان الحفرة) الذان يعتقد بأنهما صورا بالنظر إلى شكل ابن آوى و عاداته.
و تؤمن بعض القبائل في الهند بنموّ طرف في الرأس شبيه بالقرن و تمتلكه جميع بنات آوى، و أن امتلاك هذا القرن يعد علامة للحظ الجيد.
وقد ورد ذكر لابن آوى عدة مرات في الكتاب المقدس حيث يوصف بأنه مخلوق شرير، بشكل خاص في المزمور 63 : 9 - 11 عندما قيل بأن الكافرين سيصبحون طعاما لبنات آوى. و يقول الكاتب دافيد و. ماكدونالد بأن كاتب سفر القضاة كان على الأرجح يوصف بنات آوى الذهبية المألوفة في فلسطين بدلا من الثعالب النادرة و الهيّابة، عندما ذكر كيف قام شمشون بربط بعض المشاعل على ذيول 300 ثعلب و دفعهم باتجاه حقول البليستوسيين ليحرقوها.
هناك 12 سلالة من فصيلة ابن آوى الذهبي:
السلالة | مصنفها و تاريخ تصنيفها | الوصف | الموطن |
---|---|---|---|
الجزائرية، Canis a. algirensis | واغنر، 1841 | تمتلك أذنين طويلتين شبيهة بأذان الثعلب و وجه ذئبي الشكل، كما تمتلك فراء ذهبيا ضارب إلى شيء من الحمرة، بالإضافة للطخة بيضاء على العنق | الجزائر، المغرب و تونس |
السنغالية، Canis a. anthus | ف. كوفيه، 1820 | تعرف هذه السلالة باسم ابن آوى الأسود الصغير، تتميز بلونها الداكن أكثر من باقي السلالات | السنغال |
الذهبية، Canis a. aureus | لينّيوس، 1758 | سلالة عامّة | تعيش في وسط الموطن الكلّي للفصيلة |
السرينغيتيّة، Canis a. bea | هيلّر، 1914 | تعيش هذه السلالة في منتزه السرينغتي القومي | كينيا و شمال تنزانيا |
الجنوب شرق آسيوية، Canis a. cruesemanni | متسكهي، 1900 | تايلاند، ماينمار إلى شرق الهند | |
الهندية، Canis a. indicus | هودغسون، 1833 | الهند، النيبال | |
الذئبية، Canis a. lupaster | هيمبريخ و إهرنبورغ، 1833 | تعرف هذه السلالة باسم الذئب المصري على الرغم من أنها ليست بسلالة للذئب الرمادي و تسمّى محليّا بالذيب أو الديب، و تمتلك قوائم و أذان طويلة و فراء أغبر ضارب إلى الصفار. | مصر |
الأوروبية الشرقية، Canis a. moreotica | أ. جيفري و القديس هيلير، 1835 | أحد أكبر سلالات ابن آوى الذهبي، وهي تعرف بذئب القصب الهنغاري في هنغاريا و النمسا | أوروبة الجنوبية و جنوب أوروبة الوسطى، اليونان بشكل خاص |
الهندية الجنوبية، Canis aureus naria | ورووغتون، 1916 | جنوب الهند | |
الحبشيّة، Canis a. riparius | هيمبريخ و إهرنبورغ، 1832 | ساحل الحبشة و إريتريا | |
السودانية، Canis a. soudanicus | طوماس، 1903 | السودان و المغرب | |
السورية، Canis a. syriacus | هيمبريخ و إهرنبورغ، 1833 | هذه السلالة وثيقة الصلة بالسلالة الذئبية من مصر لكنها أصغر حجما و أكثر غنى بالألوان. تعرف هذه السلالة بالواوي في لبنان و سوريا و فلسطين و الأردن، و يسميها البعض في الكويت و العراق "الثعلب" | بلاد الشام، شبه الجزيرة العربية، العراق. |