الرئيسيةبحث

بوابة:ألمانيا/مقالة مختارة

< بوابة:ألمانيا

جمهورية ألمانيا الاتحادية (Bundesrepublik Deutschland-BRD) أو ألمانيا (بالألمانية: Deutschland) بمعنى أرض الدويتش، (بالإنجليزية: Germany) جمهورية اتحادية ديموقراطية، عضو في الإتحاد الأوروبي . العاصمة و مقر السلطة في برلين. النظام السياسي اتحادي، و يتخذ شكلاً برلمانياً ديموقراطياً. تنقسم ألمانيا إلى ستة عشر 16 إقليماً اتحادياً يتمتع كل منها بسيادته الخاصة.

إعلان الوحدة الألمانية في فيرساي (1871 م)، ويبدو أوتو فون بسمارك بالبدلة البيضاء في الرسمة
إعلان الوحدة الألمانية في فيرساي (1871 م)، ويبدو أوتو فون بسمارك بالبدلة البيضاء في الرسمة

بدأ الإتحاد الألماني الجديد في التشكل و بوتيرة متسارعة، كانت بروسيا تقود العملية بزعامة بسمارك، فشملت كل الدويلات و المدن الألمانية شمال الإمبراطورية الألمانية القديمة. قامت بعدها الحرب الألمانية-الفرنسية عام 1870/71 م، وكان أن انتصرت بروسيا من جديد فأصبحت القوة الرئيسية في أوروبا. أعلن ملك بروسيا فيلهيلم الأول (Wilhelm I) نفسه قيصرا على ألمانيا. عرفت هذه الفترة باسم الإمبراطورية الثانية. رغم أن هذه حاولت إظهار نفسها كخليفة للإمبراطورية الأولى (التي أسسها أوتو الأول) إلا أن حدود الدولتين كانتا مختلفتين. ضمت الإمبراطورية الجدية أراض جديدة من بينها بروسيا نفسها، لم تكن هذه ضمن الدولة الأولى، ثم و ابتداءا من عام 1880 م استحوذت ألمانيا على العديد من المستعمرات في أفريقيا و آسيا.

مع قيام ثورة نوفمبر 1918 انتهى عهد الحكم الملكي في كل من ألمانيا و النمسا معا. عزل القيصر و أصبحت ألمانيا جمهورية برلمانية ديمقراطية. بعد مؤتمر فرساي تم اقتطاع العديد من المناطق الألمانية لصالح قوات الحلفاء المنتصرة، الألزاس-لورين (Elsaß-Lothringen) ضمت إلى فرنسا، بلجيكا حصلت على مقاطعة أويبن-مالميدي (Eupen-Malmedy)، جزء من الشلسفيغ (Schleswig) ذهب إلى الدنمارك، مقاطعات بوزن (Posen) وبروسيا الشرقية (Westpreußen) و المناطق المحيطة بها ذهت كلها إلى بولندا، كما تحصلت دول أخرى ناشئة على مناطق أخرى على غرار ليتوانيا و تشكسلوفاكيا. وأخيرا تقاسمت كل من فرنسا و بريطانيا المستعمرات الألمانية في إفريقيا و العالم.

عرفت جمهورية فايمار (Weimarer Republik)، و هو الإسم الذي أطلق على الحكومة الألمانية لفترة مابين الحربين، عرفت تحولا من الحكم الديموقراطي إلى الحكم الاستبدادي، كان على هذه الجمهورية التخلص من القيود و الشروط التي وضعتها معاهدة فرساي، و التي أدت إلى ظروف اقتصادية صعبة. كل هذه الظروف أوجدت المناخ اللازم لوصول أدولف هتلر للسلطة مع حلول سنة 1933 م. كان الأخير قد أوجد الأداة التي مكنته من الوصول إلى الهدف، حزب العمل الألماني الوطني الإشتراكي (Nationalsozialistischen Deutschen Arbeiterpartei) و الذي اختصر لاحقا إلى "نازي".

حول الحزب النازي ألمانيا إلى دولة شمولية ذات حزب واحد. أوجد الحزب في اليهود السبب الرئيس لمشاكل البلاد، ثم أخذ في التخلص من هذه الفئة بنشر كراهيتاها بين الشعب الألماني. نتج عن حملة المطاردة التي شنها الحزب النازي لليهود فرار العديد من الفنانين، المثفقفين و العلماء من أصل يهودي.

قام هتلر بضم العديد من بلدان الجوار إلى دولته الجديدة. أراد في البداية أن يضم الدول و المناطق الجرمانية كالنمسا و سويسرا. إلأ أن القوى الأوروبية الكبرى منعته من ذلك، فأجل الموضوع إلى حين. واصل هتلر جهوده لتحويل ألمانيا إلى قوة عسكرية، أدت هذه في النهاية إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية سنة 1939 م. انتهت الحرب بهزيمة مدوية لألمانيا

هتلر
هتلر

فقدت ألمانيا ومن جديد العديد من المناطق بين سنوات 1945 و 1949 م. السوديت (Sudetenland) ضم إلى تشكوسلوفاكيا، أما بومرن و شليزيين (Pommern und Schlesien) فضمت إلى بولندا، بروسيا الشرقية (Ostpreußen) قسمت بين بولندا و الاتحاد السوفياتي. عادت النمسا من جديد دولة مستقلة تحت اسم جمهورية النمسا (Republik Österreich). في بقية البلاد أنشئت مناطق و أقاليم (Länder) فصلت بينها حدود جديدة. و أعطيت لكل منطقة أو إقليم صلاحيات سياسية واسعة.

اتفق الحلفاء وتم يوم 23 مايو 1949 م تقسيم ألمانيا إلى ثلاثة مناطق نفوذ، شكلت إحداهما جمهورية ألمانيا الديمقراطية (Deutsche Demokratische Republik) أو (DDR)، و التي أصبحت منذ 7 أكتوبر 1949 م واقعة ضمن منطقة النفوذ السوفياتي. كان هدف الخطة القضاء على أية محاولة لتوحيد القوى الألمانية من جديد. إلا أن الحرب الباردة زادت الهوة بين الشطرين. على مدى سنوات فصلت جمهورية ألمانيا الإتحادية (BRD) عن جارتها الشرقية بجدار حديدي. مع سقوط الأنظمة الشيوعية في أوروبا فتحت الأبواب بين البلدين. تم أخيرا و في الـ3 أكتوبر 1990 م تم ضم جمهورية ألمانيا الديمقراطية إلى جمهورية ألمانيا الإتحادية. عرفت العملية باسم الوحدة الألمانية. و عادت إلى ألمانيا سيادتها الترابية بعدما فقدتها لأكثر من 45 سنة.

يبلغ تعداد السكان في الجمهورية حوالي 83 مليوناً. يشكل الألمان الأغلبية الساحقة من السكان (حوالي 75 مليونا) إلا انهم لا ينحدرون كلهم من أصول ألمانية. يشكل المهاجرون نسبة تفارب 9 % من السكان، و يقارب عددهم 7.3 مليون نسمة.وقد باغ عدد سكان ألمانيا في عام 1989 بلغ 30 مليون نسمة.

اللغة الألمانية الفصحى أو الألمانية العليا (Hochdeutsch) هي اللغة الرسمية في البلاد. بالإضافة إلى الألمانية هناك العديد من اللغات المحلية و بعضها معترف به رسمياً. و من بين هذه اللغات الدنماركية، السوربية و الفريزية، و قد تم الإعتراف بهذه اللغات من طرف الإتحاد الأوروبي عام 1994م. و بشكل محدود تتواجد أيضا لغة(لهجة) سكسونيا السفلى (Niedersächsisch) أو ما يعرف باسم الألمانية السفلى (Plattdeutsch).

المناخ في ألمانيا معتدل، ويصل معدل الحرارة السنوي إلى 9 درجات. توجد في جبال الألب أعلى قمة جبلية في البلاد : تَسوغ شَبيتْسه (2962) مترا (Zugspitze). تجتاز ألمانيا العديد من الأنهار : بعضها يعد الأطول في أوروبا: الراين 865 كلم (Rhein) هو أطول الأنهار، إلبه 700 كلم (Elbe)، الدانوب 647 كلم (Donau)، ماين 542 كلم، فيزر 440 كلم، إيمس 347 كلم، نيكر 367 كلم، هافل 343 كلم، موسل 242 كلم، إيلده 208 كلم، أودر 162 كلم. أكبر البحيرات: بودنسي 572.

قائمة بأكبر خمسة مدن (بتاريخ 31 ديسمبر 2003):

  1. برلين 3.388.477 نسمة;
  2. هامبورغ 1.734.083 نسمة;
  3. ميونخ 1.247.873 نسمة;
  4. كولونيا 965.954 نسمة;
  5. فرانكفورت 643.432 نسمة.

تتنوع نشاطات ووضائف المدن الألمانية لذا فهي تعتبر قوة عالمية، مثال:

تشتهر ألمانيا بالعديد من العلماء و الذين مازالت آثارهم بين أيدينا اليوم. أشهرهم أوتو هان (Otto Hahn)، ويلهلم كونراد رونتغن (Wilhelm Conrad Röntgen) و ماكس بلانك ، ألبرت أينشتاين ، فيرنر هايزنبرغ . في مجال الآداب تبرز أسماء مثل يوهان فولفغانغ فون غوته (Johann Wolfgang von Goethe)، فريدريك شيلر (Friedrich Schiller) وآخرون. في الموسيقى الكلاسيكية: بيتهوفن (Beethoven)، ريشارد فاغنر (Richard Wagner)، يوهان سبستيان باخ (Johann Sebastian Bach). في الفلسفة: عمانوئيل كانت (Immanuel Kant)، هيجل (Hegel) وآخرون كثيرون في مجالات عديدة لاسبيل لحصرهم هنا.