هل تريد فرانكفورت (أودر)؟
فرانكفورت أو فرانكفورت أم ماين (بالألمانية:Frankfurt am Main) هي مدينة تقع في وسط غرب ألمانيا في ولاية هيسن. تعد العاصمة الاقتصادية لألمانيا بسبب وجود مقار العديد من الشركات و البنوك و بورصة الأوراق المالية الألمانية (داكس) و مقر البنك المركزي الأوروبي بالإضافة إلى المعارض الكثيرة التي تقام فيها سنويا. يبلغ عدد سكانها 655,000 نسمة (إحصاءات عام 2004). تكثر بها الأبنية العالية و بسبب موقعها على نهر الماين، يرمز لها أحيانا "بماينهاتن" تشبها بحي مانهاتن في نيويورك. بها أيضا جامعة يوهان فولفغانغ فون غوته و عدة معاهد عليا. يعد مبنى كوميرز بانك (البنك التجاري) في المدينة أعلى بناية مكاتب في أوروبا بإرتفاع قدره 258 متر. تاريخيا عايشت فرانكفورت أحداث تنصيب العديد من الأباطرة (القياصرة) في ألمانيا، كما كانت مقرا لاجتماعات المجلس الوطني التشريعي الألماني عام 1848، والذي اعتبر لاحقا عماد الدولة الألمانية الحديثة. الفيلسوف الألماني غوته هو من مواليد المدينة.
فهرس
|
دلت الآثار أن المنطقة تم استيطانها منذ العصر الحجري. يرجع للرومان في اكتشاف المكان التي تقوم فوقه المدينة اليوم، وهذا منذ القرن الـ1 قبل الميلاد. وردت أول إشارة إلى المكان في المخطوط الذي ألفه إيغنهارد" (كاتب سيرة الإمبراطور شارلمان أو شارل العظيم) والذي يعود إلى القرن الـ8 للميلاد، أطلق عليها اسم "فرانكونوفورد" (Frankonovurd). أثناء عهد حكم الإمبراطور شارلمان 800-814 ، كان يجتمع فيها وكبار مستشاريه لعقد مجلسهم، تم اختيارها عاصمة لمنطقة فرونسونيا (فرانكن بالألمانية). اشتهرت بأسواقها ومعارضها، و أصبحت من أهم المراكز المالية والتجارية. بعد إصدار وثيقة الختم الذهبي (نسبة إلى الأختام المعدنية التي كان يستعملها الأباطرة الجرمانيون) لعام 1356 م، تم اختيار فرانكفورت لإقامة مراسيم التتويج الإمبراطوري. أصبحت ومنذ 1372 ، مدينة إمبراطورية حرة، ثم قلعة من قلاع المذهب البروتستانتي في القرن الـ16 م.
التحت بحلف الراين عام 1806 م، قبل أن يجعل منها نابليون عاصمة لدوقية جديدة شملت العديد من المدن المجاورة. استرجعت مرة أخرى مكانتها كمدينة حرة (1815 و مؤتمر فيينا)، استقر فيها المجلس التشريعي (دييت) للتحالف الجرماني المتشكل. قامت بروسيا بضمها عام 1866 م، بعد حربها مع النمسا. تعرضت لدمار كبير بعد الغارات الجوية لقوات الحلفاء، أثناء الحرب العالمية الثانية، إلا أن عملية إعادة ترميمها أعادت إليها شيئا من طابعها القديم.
تقع فرانكفورت في نقطة تقاطع طرق الاتصالات الحيوية في ألمانيا: السكك الحديدية، الطرق البرية والنهرية و الجوية، يوجد بها مطارين، ويعتبر مطار راين-ماين الأكبر في ألمانيا ، والثاني في أوروبا من حيث نسبة الإشغال. نظرا للأفضلية التي يوفرها موقعها الجغرافيا والنشاطات التقليدية العريقة للمدينة والتي تعود إلى القرون الوسطى، أصبحت فرانكفورت اليوم العاصمة الاقتصادية لألمانيا. تحتضن فرانكفورت أكبر سوق للمال (بورصة) في البلاد، كما يوجد فيها مقر البنك الإتحادي الألماني (BUBA)، وتعبر من أكبر مراكز المال في أوروبا، من المؤسسات الكبيرة المتواجدة فيها أيضا: البنك المركزي الأوروبي (CEB). نظرا للعدد الكبير من ناطحات السحاب المتواجدة فيها أطلق البعض عليها لقب ماين-هاتن (تلميح إلى نهر الماين من جهة وجزيرة مانهاتن في نيويورك، والشهيرة بمبانيها الشاهقة). إلى جانب المال، تعتبر فرانكفورت قطبا تجاريا مهما، ويقام قيها سنويا عدة معارض دولية، كمعرض الكتاب الذي تشتهر به.
انطلقت مع مطلع القرن الـ19 م الحركة الصناعية في فرانكفورت، ومن أهمها الكيماويات، (على غرار مجموعة هوخست/Höchst)، صناعة السيارات (شركة أوبل/Opel)، صناعة الجلود (مدبغة أوفنباخ/Offenbach، في الضاحية الجنوب غربية للمدينة)، قطاع الصناعات الصيدلية، المنسوجات، صناعية الحلويات، والكتب.
تمتد المدينة على ضفتي نهر الماين، تقع المدينة القديمة (Altstadt أو القصبة) على الضفة الشرقية، وفي الناحية الأخرى على الضفة الغربية تتواجد المدينة الجديدة (Neustadt)، يقطن المدينة القديمة العديد من التجار والحرفيين، ولا زالت تحتفظ إلى اليوم ببعض من معالم الشاهدة على عمارة القرون الوسطى. تتخذ المؤسسات الكبيرة مقرا لها في حي الأعمال الشهير في المدينة الجديدة، وتشتهر هذه بمبانيها الكبيرة والحديثة.
يعود تاريخ بناءه إلى القرن الـ14 م، وقد تم ترميمه مؤخرا (1980 م). بوابة وبرج إيشنهايم (Eschenheimer Turm) (تعود إلى عام 1426 م)، قصر أمراء تورن وتاكسس (والذي كانت تقام اجتماعات المجلس التشريعي للتحالف الجرماني) بالإضافة إلى المنزل الذي عاش فيه الفيلسوف غوته أثناء طفولته.
تعتبر كاتدرائية القديس بارثولوميوس من أهم الأبنية الدينية الموجدة بالمدينة. شيدت في القرن الـ13 م، على أنقاض كنيسة قديمة (القرن الـ9 م)، كان يجتمع فيها الأمراء من أنحاء البلاد الألمانية ويقومون بانتخاب إمبراطور جديد من بينهم ، ثم ومنذ 1562 م أصبحت المكان التي تتم مراسيم تتويج الاباطرة الجرمانيون. توجد بفرانكفورت العديد من الكنائس الأخرى: كنسية القديس بولص (القرنين الـ18-19 للميلاد)، وكان مبناها قد احتضن أول برلمان ألماني بين الفترة من 1848-1849 م، كنسية القديس ليونارد (القرنين الـ15 و16 م) وكنسية القديس ميكائيل (1953 م).
لمدينة فرانكفورت دور ثقافي ريادي. أنشئت جامعتها سنة 1914 م، وعرفت بروز أهم التيارات الفلسفية في القرن الـ20 م، والذي أطلق عليه "مدرسة فرانكفورت". تحتضن المدينة العديد من المتاحف، وتتجمع أغلبها في المنطقة التي يطلق عليها "رصيف المتاحف" (Museumsufer)، وهي مشروع معماري كبير أنشئ على امتداد نهر الماين.
بالإضافة إلى متحف شتيدل () والمشهور بمجموعة أعمال لفنانين من ألمانيا وهولندا، والتي تعود إلى فترة ما قبل عصر النهضة. يضم هذا المجمع متحفا للبريد، ومتاحف للفنون التزيينية، وأخرى لعلم الأجناس والسينما. تم بمناسبة الذكرى الخمسين لليلة البلور (الكريستال) تشييد المتحف اليهودي، يقع ضمن المجمع السابق دائما، في قصر روتشيلد -على الضفة الأخرى من النهر- ، وهي عائلة يهودية من أصحاب اشتهرت عالم المال، تعود أصولها إلى فرانكفورت. يقوم المتحف بسرد تاريخ اليهود في ألمانيا، من العصور الوسطى وحتى الفترة المعاصرة، ويركز بالأخص على تاريخ الحي اليهودي في فرانكفورت.
تشتهر فرانكفورت بمجموعة المقتنيات اتي يضمها متحف سينكنبرغ للتاريخ الطبيعي وعلم الأحافير(Senckenberg)، ومتحف الفن الحديث (1991)، والذي صممه المعماري النمساوي هانز هولاين (Hans Holbein). كما تتواجد فيها فرقة ويليام فورسيتيه ( William Forsythe) للرقص.
وسط المدينة القديم الذي يدعى رومر (Römer) هو أشهر معالم المدينة، به العديد من الأبنية القديمة التي لم مازالت قائمة. من المعالم الأخرى المشهورة: