→ موقف من مواقف الشيخ في إبطال أهل الطر الدجالين | العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية محنة الشيخ وقيام المبتدعين عليه لتأليفه الحموية محمد بن أحمد بن عبد الهادي المقدسي |
محنة الشيخ بدمشق ← |
محنة الشيخ وقيام المبتدعين عليه لتأليفه الحموية
وقال الذهبي في أثناء كلامه في ترجمة الشيخ
ولما صنف المسألة الحموية في الصفات سنة ثمان وتسعين وستمائة تحزبوا له وآل بهم الأمر إلى أن طافوا به على قصبة من جهة القاضي الحنفي ونودي عليه بأن لا يستفتى
ثم قام بنصره طائفة آخرون وسلم الله
فلما كان سنة خمس وسبعمائة جاء الأمر من مصر بأن يسئل عن معتقده فجمع له القضاة والعلماء بمجلس نائب دمشق الأفرم
فقال أنا كنت سئلت عن معتقد أهل السنة فأجبت عنه في جزء من سنين وطلبه من داره فأحضر وقرأه
فنازعوه في موضعين أو ثلاثة منه وطال المجلس فقاموا واجتمعوا مرتين أيضا لتتمة الجزء وحاققوه
ثم وقع الاتفاق على أن هذا معتقد سلفي جيد وبعضهم قال ذلك كرها
وكان المصريون قد سعوا في أمر اشيخ وملأوا الأمير ركن الدين الجاشنكير الذي تسلطن عليه
فطلب إلى مصر على البريد فثاني يوم دخوله اجتمع القضاة والفقهاء بقلعة مصر وانتصب ابن عدلان له خصما وادعى عليه عند ابن مخلوف القاضي المالكي أن هذا يقول إن الله تكلم بالقرآن بحرف وصوت وأنه تعالى على العرش بذاته وأن الله يشار إليه الإشارة الحسية
وقال أطلب عقوبته على ذلك
فقال القاضي ما تقول يا فقيه فحمد الله وأثنى عليه
فقيل له أسرع ما أحضرناك لتخطب
فقال أومنع الثناء على الله؟
فقال القاضي أجب فقد حمدت الله
فسكت فألح عليه
فقال من الحكم فيّ؟
فأشار له إلى القاضي ابن مخلوف
فقال أنت خصمي كيف تحكم في وغضب وانزعج وأسكت القاضي
فأقيم الشيخ وأخواه وسجنوا بالجب بقلعة الجبل وجرت أمور طويلة
وكتب إلى الشأم كتاب سلطاني بالخط عليه فقرىء بالجامع وتألم الناس له ثم بقي سنة ونصفا وأخرج وكتب لهم ألفاظا اقترحوها عليه وهدد وتوعد بالقتل إن لم يكتبها
وأقام بمصر يقرىء العلم ويجتمع عنده خلق إلى أن تكلم في الاتحادية القائلين بوحدة الوجوه وهم ابن سبعين وابن عربي والقونوي وأشباههم
فتحزب عليه صوفية وفقراء وسَعوا فيه وأنه تكلم في صفوة الأولياء فعمل له محفل ثم أخرجوه على البريد
ثم ردوه على مرحلة من مصر ورأوا مصلحتهم في اعتقاله فسجنوه في حبس القضاة سنة ونصفا
فجعل أصحابه يدخلون إليه في السر ثم تظاهروا فأخرجته الدولة على البريد إلى الإسكندرية وحبس ببرج منها وشنع بأنه قتل وأنه غرق غير مرة
فلما عاد السلطان أيده الله تعالى من الكرك وأباد أضداده بادر باستحضار الشيخ إلى القاهرة مكرما واجتمع به وحادثه وساره بحضرة القضاة والكبار وزاد في إكرامه
ثم نزل وسكن في دار واجتمع بعد ذلك بالسلطان ولم يكن بعد السلطان يجتمع به فلما قدم السلطان لكشف العدو عن الرحبة جاء الشيخ إلى دمشق سنة اثنتي عشرة وسبعمائة ثم جرت أمور ومحن. انتهى كلامه