(في ذكر بعض خرافاتهم)
فمن ذلك إنكارهم كرامات الأولياء، وإقامتهم حفلات العزاء والنياحة والجزع، وتصوير الصور، وضرب الصدور وما أشبه ذلك مما يصدر في العشرة الأولى من المحرم. ويعتقدون أن ذلك مما يقرب به إلى الله تعالى وتكفر به سيئاتهم وما يصدر عنهم من الذنوب في السنة كلها، وما دروا أن ذلك موجب لطردهم من رحمة الله تعالى، كيف لا وفيه هتك لبيت النبوة واستهزاء بهم، ولله تعالى در من قال: [1]
هتكوا الحسين بكل عام مرة ** وتمثلوا بعداوة وتصوروا
ويلاه من تلك الفضيحة إنها ** تطوى وفي أيدي الروافض تنشر
ومن ذلك أنهم يجعلون من الدقيق شبح إنسان، ويملآون جوفه دبسا أو عسلا، ويسمونه باسم عمر، ثم يمثلون حادث قتله ويشربون ما فيه من عسل بزعم أنه دم عمر. ويتشاءمون من يوم الاثنين، [2] وكذا من عدد الأربعة لئلا يذهب الوهم إلى أن الخلفاء أربعة. ويتفاءلون بعدد الاثني عشر. ولكن خواصهم يظهرون عدم الاستحسان لمثل هذه الأمور فلا حاجة بنا إلى صرف المداد في ردها.
ومن ذلك مزيد أوهامهم وكثرة خطإهم باعتقاد أن كل مخالف عدو مع أن المخالف أعم من العدو مطلقا. فإنه إذا قصد شخصان مقصدا واحدا واختلفا في الطريق إليه كيف يحكم بكون أحدهما عدوا للآخر. وأيضا قد ثبت في كتب الشيعة أن أبا مخنف يروي عن الإمام الحسين في باب صلح الإمام الحسن مع معاوية أنه كان ينكر على هذا الصلح، وكان يقول لو جدع أنفي كان أحب إلي مما فعله أخي. فلو كانت المخالفة موجبة للعداوة يلزم أن يكون الإمام الحسين عدوا للإمام الحسن، معاذ الله من ذلك الاعتقاد الفاسد والكفر الصريح.
وكاعتقادهم عدم وجود المتنافيين في شيء في وقتين، ولذا قالوا إن الخلفاء الثلاثة ليسوا بمؤمنين، بناء على أنهم كانوا كافرين فلا يليقون للإمامة. [3] وهذا غلط ظاهر، إذ عدم اجتماع المتنافيين مشروط باتحاد الزمان وغير ذلك من الوحدات الثماني المذكورة في المنطق. وكاعتقادهم أن الفرع مشارك للأصل في الأحكام، ولذا اعتقدوا العصمة في الأئمة بناء على أنهم خلفاء المعصوم، واعتقدوا أن الأئمة أفضل من الأنبياء بناء على أنهم نواب أفضل الأنبياء، مع أن النبي مبلغ بالذات، والعصمة من خواص المبلغ، ولا يلزم أن يكون نائب شخص مثله في جميع صفاته، وإلا لزم مساواة التابع للمتبوع.
وكاعتقادهم أن من سمي بغيره فله مثله في الحكم، ولذا تراهم يسمون شخصا بيزيد أو شمر فيهينونه ويظهرون له العداوة، قال تعالى { إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان } والنار حارة وليس لفظها كذلك، وهو يتحاشون من التسمية بعبد الله وعبد الرحمن، ويستحسنون التسمية بكلب علي وكلب حسين وما أشبه ذلك. وقد قال النبي ﷺ إن أحسن الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن. [4]
وكتوهم بطلان ما لا دليل عليه، كما أنكروا فضائل الصحابة بناء على عدم ثبوتها في كتبهم. [5] مع أن نفس الأمر غير تابع للعلم والجهل، ولو تليت عليهم آيات الله لولوا { وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون }
ومن ذلك مزيد تعصبهم كترجيحهم الرواية لضعيفة على القوية التي توافق مخالفهم. [6]
وكزعمهم أن من في قلبه حب علي يدخل الجنة ولو كان يهوديا أو نصرانيا أو مشركا، وأن من يحب الصحابة يدخل النار ولو كان صالحا وفي قلبه محبة أهل البيت. ولذا حكم رضي الدين اللغوي [7] أحد كبار الشيعة بكون زنينا بن إسحاق النصراني من أهل الجنة بسبب مدحه الأمير وأهل البيت بقوله:
عدي وتيم لا أحاول ذكرهم ** بسوء ولكني محب لهاشم
وما تعتريني في علي وأهله ** إذا ذكروا في الله لومة لائم
يقولون ما بال النصارى تحبهم ** وأهل النهي من عربهم الأعاجم
فقلت لهم إنى لأحسب حبهم ** سرى في قلوب الخلق حتى البهائم [8]
وجميع فرق الشيعة يترضون على ابن فضلون اليهودي [9] لقوله:
رب هب لي من المعيشة سؤلي ** واعف عني بحق آل الرسول
واسقني شربة بكف علي ** سيد ( الأوصياء ) بعل البتول
مع أن حب آل البيت غاية الأمر أنه عبادة، وقد اشترط لقبولها الإيمان لقوله تعالى { ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له لكاتبون } وأيضا إن نجاة الكفار ودخولهم الجنة عند الشيعة محال كما سبق في العقائد، وقوله تعالى { ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره }.
وكتعصبهم في تسمية أمة محمد ﷺ « الأمة الملعونة » [10] ولم يلتفتوا إلى قوله تعالى { كنتم خير أمة أخرجت للناس } ويلزمهم من ذلك أنهم ليسوا من أمة محمد، وإلا يلزمهم لعن أنفسهم وإخراج أهل البيت من الأمة.
وكترجيحهم لعن عمر وسائر الصحابة والعياذ بالله على ذكر الله وسائر العبادات، [11] وقد ثبت في كتبهم أن لعن الشيخين – في كل صباح ومساء – موجب لسبعين حسنة. [12] وقد قال تعالى { ولذكر الله أكبر }.
وكإنكارهم كون رقية وأم كلثوم زوجتي عثمان بنتي النبي ﷺ وأن خديجة أمهما. [13] مع أنه مخالف لقوله تعالى { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك } ولما ذكر في ( نهج البلاغة ) من معاتبة الأمير لعثمان على تغييره سيرة الشيخين بقوله « قد بلغت من صهره ما لم ينالا » [14] أي الشيخين. وروى أبو جعفر الطوسي في ( التهذيب ) عن الإمام جعفر الصادق أنه كان يقول في دعائه « اللهم صل على رقية بنت نبيك، اللهم صل على أم كلثوم بنت نبيك ». [15] وروى الكليني أيضا أن رسول الله ﷺ تزوج خديجة وهو ابن بضع وعشرين سنة فولد منها قبل مبعثه ﷺ « القاسم ورقية وزينب وأم كلثوم، وبعد المبعث الطيب والطاهر وفاطمة ». [16] وأورد في رواية أخرى أنه لم يولد له بعد المبعث إلا فاطمة وأن الطيب والطاهر ولدا قبل المبعث.
وكقولهم إن أبا بكر وعمر وعثمان منافقون، مع أن الأمير اقتدى بهم في الأوقات الخمسة زمن خلافتهم، وقال تعالى { ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب }.
وكقولهم إن الآيات المشعرة بمدح الصحابة من المهاجرين والأنصار وأم المؤمنين كلها متشابهات لا يعلم تأويلها إلا الله. [17]
وكقولهم إن أهل السنة شر من اليهود والنصارى، ذكر ذلك ابن المعلم وغيره. [18] { إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين } فيا ليت شعري أين ذهب إيمان أهل السنة بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر، ومحبتهم لأهل البيت الطاهرين والأئمة الزاكين وصلاتهم وزكاتهم حجهم وجهادهم، وكيف يكون من أشرك بالله تعالى وكفر برسوله ﷺ أرجح من هؤلاء؟ وما أشبه قولهم بقول اليهود في عهد النبي ﷺ إن الكافرين أهدى من المؤمنين؛ قال تعالى { ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا }.
ومن تعصباتهم أن أهل السنة عندهم أنجس من اليهود والنصارى، حتى لو أصاب البدن شيء منهم غسلوه، مع أن المتلطخ بالغائط والعذرة عندهم ليس بنجس.
ومن تعصباتهم أنهم يرون أن الإبتداء بلعن أبي بكر وعمر بدل التسمية في كل أمر ذي بال أحب وأولى. ويقولون: كل طعام لعن عليه الشيخان سبعين مرة كان فيه زيادة البركة. [19] ولا يخفى على من له بصيرة أن هؤلاء لا إيمان لهم ولا دين، بل هم من زمرة الشياطين، { وكذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار }
(القول بالتقية)
ومن خصائصهم القول بالتقية بالمعنى الذي لا يريده أهل السنة من قوله تعالى { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة } [20]
وتحقيق ذلك على وجه البسط أن التقية محافظة النفس أو العرض أو المال من شر الأعداء. [21] والعدو قسمان: الأول من كانت عداوته مبنية على أغراض دنيوية كالمال والمتاع والملك والإمارة، ومن هنا صارت ( التقية ) قسمين: أما القسم الأول في العداوة المبنية على اختلاف الدين فالحكم الشرعي فيه أن كل مؤمن وقع في محل لا يمكن له أن يظهر دينه لتعرض المخالفين وجب عليه الهجرة إلى محل يقدر فيه على إظهار دينه، ولا يجوز له أصلا أن يبقى هناك ويخفي دينه ويتشبث بعذر الاستضعاف، فإن أرض الله واسعة. نعم إن كان ممن له عذر شرعي في ترك الهجرة كالصبيان والنساء والعميان والمحبوسين والذين يخوفهم المخالفون بالقتل أو قتل الأولاد أو الآباء أو الأمهات تخويفا يظن معه إيقاع ما خوفوا غالبا، سواء كان هذا القتل بضرب العنق أو بحبس القوت أو بنحو ذلك، فإنه يجوز له المكث مع المخالف والموافقة بقدر الضرورة، ويجب عليه أن يسعى في الحيلة للخروج والفرار بدينه. وإن كان التخويف بفوات المنفعة أو بلحوق المشقة التي يمكنه تحملها كالحبس مع القوت والضرب غير المهلك فإنه لا يجوز له موافقتهم، وفي صورة الجواز أيضا فإن موافقتهم رخصة، وإظهار مذهبه عزيمة، فلو تلفت نفسه بذلك فإنه شهيد قطعا. ومما يدل على أنها رخصة ما روي عن الحسن أن مسيلمة الكذاب أخذ رجلين من أصحاب رسول الله ﷺ فقال لأحدهما: أتشهد أن محمدا رسول الله؟ قال: نعم، فقال: أتشهد أني رسول الله؟ قال: نعم. ثم دعا الآخر فقال له أتشهد أن محمدا رسول الله؟ قال: نعم. قال: أتشهد أني رسول الله؟ قال: إنى أصم، قالها ثلاثا وفي كل يجيبه بأني أصم، فضرب عنقه. فبلغ ذلك رسول الله ﷺ فقال: أما هذا المقتول فقد مضى على صدقه ويقينه وأخذ بفضله، فهنيئا له، وأما الآخر فقد رحمه الله تعالى فلا تبعة عليه. [22]
وأما القسم الثاني في العداوة المبينة على الأغراض الدنيوية فقد اختلف العلماء في وجوب الهجرة وعدمه، فقال بعضهم: تجب لقوله تعالى { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } وبدليل النهي عن إضاعة المال. وقال قوم: لا تجب إذ الهجرة عن ذلك المقام مصلحة من المصالح الدنيوية. ولا يعود من تركها نقصان في الدين لاتحاد الملة، وعدوه القوي المؤمن لا يتعرض له بالسوء من حيث هو مؤمن. وقال بعضهم: الحق أن الهجرة هنا قد تجب أيضا إذا خاف هلاك نفسه أو أقاربه أو هتك حرمته بالإفراط، ولكن ليست عبادة وقربة حتى يترتب عليها الثواب، فإن وجوبها محض مصلحة دنيوية لذلك المهاجر لا لإصلاح الدين فيترتب عليها الثواب، وليس كل واجب يثاب عليه لأن التحقيق أن كل واجب لا يكون عبادة، بل كثير من الواجبات لا يترتب عليه ثواب كالأكل عند شدة الجوع والاحتراز عن المضرات المعلومة أو المظنونة في المرض، فهذه الهجرة في مصالح الدنيا ليست كالهجرة إلى الله تعالى ورسوله ﷺ فتكون مستوجبة لفضل الله تعالى وثواب الآخرة. وعدّ قوم من باب التقية مداره الكفار والفسقة والظلمة وإلانة الكلام والتبسم في وجوههم والانبساط معهم وإعطائهم لكف أذاهم وقطع لسانهم وصيانة العرض منهم، ولا يعد ذل من باب الموالاة المنهي عنها، بل هي سنة وأمر مشروع، فقد روى الديلمي عن النبي ﷺ أنه قال « إن الله أمرني بمداراة الناس، كما أمرني بإقامة الفرائض » [23] وفي رواية « بعثت بالمداراة » [24] وفي الجامع « سيأتيكم ركب مبغضون، فإذا جاءوكم فرحبوا بهم » [25] وروى ابن أبي الدنيا [26] « رأس العقل بعد الإيمان بالله تعالى مداراة الناس » [27] وفي رواية البيهقي « رأس العقل المداراة » [28] وأخرج الطبراني « مداراة الناس صدقة » [29] وفي رواية له « ما وقى به المؤمن عرضه فهو صدقة » [30] وأخرج ابن عدي وابن عساكر « من عاش مداريا مات شهيدا، قوا بأموالكم أعراضكم، وليصانع أحدكم بلسانه عن دينه » [31] وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: استأذن رجل على رسول الله ﷺ وأنا عنده، فقال رسول الله ﷺ « بئس ابن العشيرة أو أخو العشيرة » ثم أذن له فألان له القول، فلما خرج قلت: يا رسول الله قلت ما قلت ثم ألنت له القول، فقال: « يا عائشة إن من شر الناس من يتركه الناس – أو يدعه الناس – اتقاء فحشه » [32] وفي البخاري عن أبي الدرداء « إنا لنكشر في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم » وفي رواية الكشميهني « وإن قلوبنا لتقليهم » وفي رواية ابن أبي الدنيا وإبراهيم الحرمي بزيادة « ونضحك إليهم » إلى غير ذلك من الأحاديث.
ولكن لا ينبغي المداراة إلى حيث يخدش الدين ويرتكب المنكر ويسيء الظنون. هذا كله على مذهب أهل السنة، وبقي قولان لفئتين متباينتين من الناس وهم الخوارج والشيعة:
أما الخوارج فذهبوا إلى أنه لا تجوز التقية بحال، ولا يراعى المال وحفظ النفس والعرض في مقابلة الدين أصلا. ولهم تشديدات في هذا الباب عجيبة، منها أن احدا لو كان يصلي وجاء سارق أو غاصب ليسرق أو يغصب ماله الخطير لا يقطع الصلاة بل يحرم عليه قطعها، وطعنوا على بريدة الأسلمي صاحب رسول الله ﷺ أنه كان يحافظ على فرسه في صلاته كيلا يهرب. [33] ولا يخفى أن هذا المذهب من التفريط بمكان.
وأما الشيعة فكلامهم مضطرب في هذا المقام، فقال بعضهم إنها جائزة في الأقوال كلها عند الضرورة، وربما وجبت فيها لضرب من اللطف والاستصلاح، ولا تجوز في الأفعال كقتل المؤمن ولا يكون فيما يعلم أو يغلب على الظن أنه فساد في الدين. وقال المفيد: إنها قد تجب أحيانا، وقد يكون فعلها في وقت افضل من تركها، وقد يكون تركها افضل من فعلها. وقال أبو جعفر الطوسي: إن ظاهر الروايات يدل على أنها واجبة عند الخوف على النفس. [34] وقال غيره: إنها واجبة عند الخوف على المال أيضا، [35] ومستحبة لصيانة العرض حتى يسن لمن اجتمع مع أهل السنة أن يوافقهم في صلاتهم وصيامهم وسائر ما يدينون به. ورووا عن بعض ائمة أهل البيت « من صلى وراء سني تقية فكأنما صلى وراء نبي ». [36] وفي وجوب قضاء تلك الصلاة عندهم خلاف. وكذا في وجوب قضاء الصوم على من أفطر تقية حيث لا يحل الإفطار قولان أيضا. [37] وفي أفضلية التقية من سني واحد صيانة لمذهب الشيعة عن الطعن خلاف أيضا. وأفتى كثير منهم بالأفضلية، ومنهم من ذهب إلى جواز – بل وجوب – إظهار الكفر لأدنى مخافة أو طمع، ولا يخفى أنه من الإفراط بمكان. وحملوا أكثر أفعال الأئمة – مما يوافق مذهب أهل السنة ويقوم به الدليل على رد مذهب الشيعة – على التقية، وجعلوا هذا أصلا أصيلا واستوى عليه دينهم وهو الشائع الآن فيما بينهم. [38] حتى نسبوا ذلك للأنبياء عليهم السلام، [39] وجل غرضهم من ذلك إبطال خلافة الخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم، ويأبى الله تعالى ذلك، ففى كتبهم ما يبطل كون أمير المؤمنين علي كرم الله تعالى وجهه ونبيه «رضي الله ع» ذوى تقية، بل ويبطل أيضا فضلها الذي زعموه.
ففي كتاب ( نهج البلاغة ) الذي هو في زعمهم أصح الكتب بعد كتاب الله أن الأمير كرم الله تعالى وجهه قال: « علامة الإيمان إيثارك الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك » [40] وأين هذا من تفسيرهم قوله تعالى { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } بأكثركم تقية؟ [41] وفيه أيضا أنه كرم الله تعالى وجهه قال « إني والله لو لقيتهم واحدا وهم طلاع الأرض [42] كلها ما بليت ولا استوحشت، وإني من ضلالتهم التي هم فيها والهدى الذي أنا عليه لعلى بصيرة من نفسي ويقين من ربي، وإلى لقاء الله وحسن ثوابه لمنتظر راج » [43] وفي هذا دلالة على أن الأمير لم يخف وهو منفرد من حرب الأعداء وهم جموع، ومثله لا يتصور أن يتأتى منه ما فيه هدم الدين. وروى العياشي عن زرارة بن أعين عن أبي بكر بن حزم أنه قال توضأ رجل ومسح على خفيه فدخل المسجد [ فصلى ] [44] فجاء علي كرم الله تعالى وجهه فوجأه على رقبته فقال: ويلك تصلى وأنت على غير وضوء؟ فقال: أمرني عمر، فأخذ بيده فانتهى إليه ثم قال: انظر ما يقول هذا عنك – ورفع صوته على عمر – فقال عمر: أنا أمرته بذلك. [45] فانظر كيف رفع الصوت ولم يتاقه.
وروى الراوندي شارح نهج البلاغة ومعتقد الشيعة في كتاب الخرائج والجرائح [46] عن سلمان الفارسي أن عليا بلغه عن عمر أنه ذكر شيعته فاستقبله في بعض طرق بساتين المدينة وفي يد علي قوس فقال يا عمر بلغني عنك ذكرك لشيعتي، فقال: أربع على صلعتك. فقال علي: إنك ههنا؟ ثم رمى بالقوس على الأرض فإذا هي ثعبان كالبعير فاغرا فاه وقد أقبل نحو عمر ليبتلعه، فقال عمر: الله الله يا أبا الحسن، لا عدت بعدها في شيء، فجعل يتضرع، فضرب بيده على الثعبان فعادت القوس كما كانت، فمضى عمر إلى بيته. قال سلمان: فلما كان الليل دعاني علي فقال: سر إلى عمر، فإنه حمل إليه مال من ناحية المشرق، وقد عزم أن يخبئه فقل له: يقول لك علي: أخرج ما حمل إليك من المشرق ففرقه على من هو لهم ولا تخبئه فأفضحك. قال سلمان: فمضيت إليه وأديت الرسالة، فقال: أخبرني عن أمر صاحبك من أين علم به؟ فقلت: وهل يخفى عليه مثل هذا؟ فقال: يا سليمان اقبل عني ما أقول لك، ما علي إلا ساحر، والصواب أن تفارقه وتصير من جملتنا. قلت: ليس كما قلت، لكنه ورث من أسرار النبوة ما قد رأيت منه، وعنده أكثر من هذا. قال: ارجع إليه فقل: السمع والطاعة لأمرك. فرجعت إلى علي، فقال: أحدثك عما جرى بينكما؟ فقلت: أنت أعلم مني. فتكلم بما جرى بيننا ثم قال: إن رعب الثعبان في قلبه إلى أن يموت. [47]
وفي هذه الرواية ضرب عنق التقية أيضا، إذ صاحب هذه القوس تغنيه قوسه عنها ولا تحوجه أن يزوج ابنته أم كلثوم [48] من عمر خوفا منه وتقية. [49]
وروى الكليني عن معاذ بن كثير [50] عن أبي عبد الله أنه قال: إن الله عز وجل أنزل على نبيه ﷺ كتابا، فقال جبريل: يا محمد هذه وصيتك إلى النجباء فقال: ومن النجباء يا جبريل؟ فقال: علي بن أبي طالب وولده. وكان على الكتاب خواتم من ذهب، فدفعه رسول الله ﷺ إلى علي وأمره أن يفك خاتما منه فيعمل بما فيه، ثم دفعه إلى الحسن ففك منه خاتما فعمل بما فيه، ثم دفعه إلى الحسين ففك خاتما فوجد فيه أن أخرج قومك إلى الشهادة فلا شهادة لهم إلا معك واشتر نفسك من الله تعالى، ففعل. ثم دفعه إلى علي بن الحسين ففك خاتما فوجد فيه أن اطرق واصمت والزم منزلك واعبد ربك حتى يأتيك اليقين، ففعل. ثم دفعه إلى ابنه محمد بن علي ففك خاتما فوجد فيه: حدث الناس وأفتهم وانشر علوم أهل بيتك وصدق آباءك الصالحين ولا تخافن أحدا إلا الله تعالى فإنه لا سبيل لأحد عليك. ثم دفعه إلى جعفر الصادق ففك خاتما فوجد فيه: حدث الناس وأفتهم ولا تخافن إلا الله تعالى وانشر علوم أهل بيتك وصدق آباءك الصالحين فإنك في حرز وأمان، ففعل. ثم دفعه إلى موسى وهكذا إلى المهدي. [51] رواه من طريق آخر عن معاذ أيضا عن أبي عبدالله وفي الخاتم الخامس: وقل الحق في الأمن والخوف، ولا تخش إلا الله تعالى. [52] وهذه الرواية أيضا صريحة بأن أولئك ليس دينهم كما تزعمه الشيعة.
وروى سليم بن قيس الهلالي الشيعي من خبر طويل أن أمير المؤمنين قال: « لما قبض رسول الله ﷺ ومال الناس إلى أبي بكر فبايعوه حملت فاطمة وأخذت بيد الحسن والحسين ولم تدع أحدا من أهل بدر وأهل السابقة من المهاجرين والأنصار إلا ناشدتهم الله تعالى حقي ودعوتهم إلى نصرتي، فلم يستجب لي من جميع الناس إلا أربعة: الزبير وسلمان وأبو ذر والمقداد. » [53] وهذه تدل على أن التقية لم تكن واجبة على الإمام، لأن هذا الفعل عند من بايع أبا بكر «رضي الله ع» فيه ما فيه.
وفي كتاب أبان بن عياش أن أبا بكر بعث قنفدا [54] إلى علي حين بايعه الناس ولم يبايعه علي وقال: انطلق إلى علي وقل له أجب خليفة رسول الله ﷺ. فانطلق فبلغه، فقال له: ما أسرع ما كذبتم على رسول الله ﷺ وارتددتم والله ما استخلف رسول الله ﷺ غيري. [55]
وفيه أيضا: « أنه لما لم يجب علي غضب عمر وأضرب النار بباب علي وأحرقه ودخل فاستقبلته فاطمة وصاحت: يا أبتاه، يا رسول الله. فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها المبارك ورفع السوط فضرب به درعها فصاحت: يا أبتاه. فأخذ علي بتلابيب عمر وهزه ووجأ أنفه ورقبته ». [56]
وفيه أيضا أن عمر قال لعلي: بايع أبا بكر، قال: إن لم أفعل ذلك؟ قال: إذا لأضربن عنقك. قال: كذبت والله يا ابن صهاك [57] لا تقدر على ذلك، أنت ألأم وأضعف من ذلك. [58]
فهذه الروايات تدل صريحا أن التقية بمراحل من ذلك الإمام، إذ لا معنى لهذه المناقشة والمسابة مع وجوب التقية.
وروى محمد بن سنان [59] أن أمير المؤمنين قال لعمر: يا مغرور، إنى أراك في الدنيا قتيلا بجراحة عبد أم معمر، [60] تحكم عليه جورا فيقتلك، ويدخل بذلك الجنان على رغم منك » [61]
ورورى أيضا أنه قال مرة لعمر: « إن لك ولصاحبك الذي قمت مقامه هتكا وصلبا، وتخرجان من جوار رسول الله ﷺ فتصلبان على شجرة يابسة فتورق فيفتتن بذلك من ولاكما، ثم يؤتى بالنار التي أضرمت لإبراهيم ويأتي جرجيس [62] ودانيال [63] وكل نبي وصديق فتصلبان فيها فتحرقان وتصيران رمادا، ثم تأتى ريح فتنسفكما في اليم نسفا ». [64]
فانظر بالله عليك من يروي هذه الأكاذيب [65] عن الإمام كرم الله تعالى وجهه، هل ينبغي له أن يقول بنسبة التقية إليه؟ سبحان الله! إن هذا لهو العجب العجاب والداء العضال.
ومما يرد قولهم أن زكريا ويحيى والحسين ليس لهم عند الله كرامة وفضل لأنهم لم يفعلوا التقية، ويلزم أن يكون جميع المنافقين في عهده ﷺ في أعلى المراتب من الكرامة. سبحانك هذا بهتان عظيم. { ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون }
وأيضا أن التقية لا تكون إلا لخوف، والخوف قسمان:
الأول الخوف على النفس وهو منتف في حضرات الأئمة بوجهين: أحدهما أن موتهم الطبيعي باختيارهم كما أثبت هذه المسألة الكليني في ( الكافي ) وعقد لها بابا وأجمع عليها سائر الإمامية. [66] وثانيهما أن الأئمة يكون لهم علم بما كان ويكون، [67] فهم يعلمون آجالهم وكيفيات موتهم وأوقاته بالتفصيل والتخصيص، فقبل وقته لا يخافون على أنفسهم، ولا حاجة بهو إلى أن ينافقوا في دينهم ويغروا عوام المؤمنين.
القسم الثاني خوف المشقة والإيذاء البدني والسب والشتم وهتك الحرمة، ولا شك أن تحمل هذه الأمور والصبر عليها وظيفة الصلحاء، فقد كانوا يتحملون البلاء دائما في امتثال أوامر الله تعالى، وربما قابلوا السلاطين الجبابرة. وأهل البيت النبوي أولى بتحمل الشدائد في نصرة دين جدهم ﷺ. [68] وأيضا لو كانت التقية واجبة فلم توقف إمام الأئمة كرم الله تعالى وجهه عن بيعة خليفة رسول الله ﷺ ستة اشهر؟ وماذا منعه من أداء الواجب أول وهلة؟ [69]
ومما يرد قولهم في نسبة التقية إلى الأنبياء عليهم السلام بالمعنى الذي أرادوه قوله تعالى في حقهم { الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا } وقوله سبحانه لنبيه ﷺ { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس } وقوله تعالى { وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يجب الصابرين } إلى غير ذلك من الآيات.
نعم لو أرادوا بالتقية المداراة التي أشرنا إليها لكان لنسبتها إلى الأنبياء والأئمة وجه، وهذا أحد محملين لما أخرجه عند بن حميد عن الحسن أنه قال: التقية جائزة إلى يوم القيامة. [70] والثاني حمل التقية على ظاهرها وكونها جائزة إنما هو على التفصيل الذي ذكرناه. وإنما ذكرت لك ما ذكرت، وحررت في هذا المقام ما حررت، من الدلائل القطعية والبراهين الجلية، لينقطع عرق التقية التي هي أساس مذهب الشيعة وعماد كل قبيحة وشنيعة.
(الأنبياء وولاية علي)
ومن تعصباتهم انهم يقولون إن الله تعالى أرسل جميع الأنبياء والرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام لولاية علي. [71] وكان علي من جميع الأنبياء سرا، ومع نبينا ﷺ جهرا، كما رواه ابن طاوس وغيره. [72] وانه لولا علي لم تخلق الأنبياء كما رواه ابن المعلم عن محمد بن الحنفية. [73] وأن درجة علي فوق درجة الأنبياء والرسل يوم القيامة، [74] وأنهم يحشرون مع شيعته، [75] وأنهم متدينون بمحبته كما رواه ابن طاوس أيضا. [76] ومن اعتقد خلاف ذلك فهو كافر بزعمهم. وأنت تعلم أن هذا مخالف لجميع الشرائع، وبداهة العقل، وآيات الكتاب. [77] نسأل الله تعالى السلامة من مثل هذه العقائد الباطلة لدى أولي الألباب.
ومن تعصباتهم أنهم يقولون: إن الله تعالى قد أمر الكرام الكاتبين يوم قتل عمر أن يرفعوا الأقلام ثلاثة أيام عن جميع الخلائق فلا يكتبون ذنبا على أحد، كما رواه علي ابن مظاهر الواسطي عن أحمد بن إسحاق القمي عن العسكري عن النبي ﷺ فيما حكاه عن ربه جل جلاله. [78] ولا يخفى كذب هذه الرواية وبطلانها، إذ يلزم أن من زنى بأمه أو سب الأمير أو عبد الأوثان في تلك الأيام ومات فيها دخل الجنة بلا حساب وفاز بالنعيم من غير عقاب وقد قال تعالى { ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } وكثير من روايات الأئمة توافق هذه الآية، ولكن من أضله الله تعالى لا تنفعه الهداية.
ومن تعصباتهم أنهم يقولون: إنما أخذ النبي ﷺ أبا بكر معه حين هاجر من مكة لئلا يعلم كفار قريش بخروجه وطريق ذهابه. [79] ويرده قوله تعالى { إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا } فقد حكى الله تعالى حزنه على الرسول وتسلية الرسول ﷺ له. وقال عبد الله المشهدي أحد روساء الشيعة: الحق أن هذا الاحتمال، أي إخراج الرسول له لئلا يعلم كفار قريش بخروج النبي ﷺ بعيد جدا ولعل النبي ألف صحبته لسبقه في الإسلام وملازمته للرسول ﷺ. وقال المفسر النيسابوري: [80] ثم إننا لا ننسى أن اضطجاع علي على فراشه ﷺ طاعة وفضيلة، إلا أن صحبة أبي بكر أعظم، لأن الحاضر أعلى من الغائب، ولأن عليا ما تحمل المحنة إلا ليلة واحدة وأبو بكر مكث في الغار أياما، وإنما اختار عليا للنوم في فراشه لأنه كان صغيرا لم تظهر منه دعوة بالدليل والحجة وجهاد بالسيف والسنان، بخلاف أبي بكر فإنه دعا في جماعة إلى الدين، وقد ذب عن الرسول ﷺ بالنفس والمال، وكان غضب الكفار على أبي بكر أشد من غضبهم على علي، ولهذا لم يقصدوا عليا بضرب وألم لما عرفوا أنه مضطجع. انتهى.
ومن هذيانتهم أنهم يقولون: المراد من دابة الأرض في القرآن أمير المؤمنين، وقد فسر الكليني بذلك قوله تعالى { وإذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون }. ويزعم أنه روى ذلك عن أبي جعفر عن أمير المؤمنين أنه قال « أنا الدابة التي تكلم الناس » [81] مع أن الدابة حسبما تدل عليه الآية ستخرج قبل قيام الساعة، [82] ورجعة الأمير التي يزعمونها في عهد الإمام المهدي، وبينه وبين قيام الساعة أمد بعيد وزمان مديد، [83] وبالله تعالى العجب، وما أجرأ هؤلاء الكفرة على سوء الأدب! [84]
(في مشابهتهم لليهود والنصارى)
ولنذكر لك ههنا فائدة تتعلق بحالهم وتزيد بصيرة في ضلالهم.
إن مذهب الشيعة له مشابهة تامة ومناسبة عامة مع فرق الكفرة والفسقة الفجرة؛ أعني اليهود والنصارى والصابئين والمجوس والمشركين.
(مشابهتهم لليهود)
أما مشابهتهم لليهود فلأن اليهود قالت: لا تصلح الإمامة إلا لرجل من آل داود عليه السلام، وقالت الرافضة: لا تصلح الإمامة إلا لردل من ولد علي بن أبي طالب «رضي الله ع». [85] وقالت اليهود: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح الدجال وينزل بسبب من السماء، وقالت الرافضة: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي وينادي مناد من السماء. [86] واليهود تؤخر صلاة المغرب حتى تشتبك النجوم، وكذلك الرافضة يؤخرونها. [87] واليهود تنود في الصلاة، وكذلك الرافضة. [88] واليهود لا ترى على النساء عدة، وكذلك الرافضة. [89] واليهود حرفوا التوراة، وكذلك الرافضة حرفوا القرآن. [90] واليهود يبغضون جبريل "عليه السلام" ويقولون هو عدونا من الملائكة، وكذلك صنف من الروافضة يقولون: غلط جبريل "عليه السلام" بالوحي إلى محمد ﷺ، وإنما بعث علي كرم الله تعالى وجهه. [91] واليهود كانوا يبغضون الصحابة، وكذلك الرافضة. [92] إلى غير ذلك.
(مشابهتهم للنصارى)
وأما مشابهتهم للنصارى فلأن النصارى أحدثوا كثيرا من الأعياد، وكذلك الرافضة. كيوم مقتل عمر وعثمان وما أشبه ذلك. [93] والنصارى يصورون صورة عيسى ومريم ويضعون ذلك في كنائسهم ويعظمونها ويسجدون لها، فكذلك الرافضة فإنهم يصورون صور الأئمة ويعظمونها بل يسجدون لها ولقبورهم وما جرى مجرى ذلك. [94]
(مشابهتهم للصابئين)
وأما مشابهتهم للصابئين فلن الصابئين كانوا يحترزون عن أيام يكون القمر بها في العقرب أو الطرف أو المحاق، وكذلك الرافضة. [95] وكانت الصابئة يعتقدون أن جميع الكواكب فاعلة مختارة، وأنها هي المدبرة للعالم السفلي، وكذلك الرافضة. [96]
(مشابهتهم للمشركين)
وأما مشابهتهم للمشركين فلأنهم يعظمون قبور الأئمة ويطوفون حولها، بل ويصلون إليها مستدبرين القبلة، إلى غير ذلك من الأمور التي يستقل لديها فعل المشركين مع أصنامهم. [97] وإن حصل لك ريب من ذلك فاذهب يوم السبت [98] إلى مرقدي موسى الكاظم ومحمد الجواد «رضي الله ع» فانظر ماذا ترى، ومع ذلك فهذا معشار ما يصنعون عند قبر الأمير كرم الله تعالى وجهه ومرقد الإمام الحسين «رضي الله ع»، ومما لا يشك ذو عقل في إشراكهم والعياذ بالله تعالى.
(مشابهتهم للمجوس)
وأما متشابهتهم للمجوس فلأن المجوس يزعمون أن خالق الخير يزدان وخالق الشر أهرمن وكذلك الروافض يزعمون [ أن ] الله تعالى خالق الخير فقط، والإنسان والشيطان خالقان الشر. ولهذا قال الأئمة في حقهم « إنهم مجوس هذه الأمة » كما مر في الإلهيات. وكذلك تعظيمهم للنيروز [99] وغير ذلك، أعاذنا الله تعالى من سلوك هاتيك المسالك.
(خاتمة)
ومن استكشف عن عقائدهم الخبيثة وما انطووا عليه، علم أن ليس لهم في الإسلام نصيب، وتحقق كفرهم لديه ورأى منهم كل أمر عجيب، واطلع على كل أمر غريب، وتيقن أنهم قد أنكروا الحسي، وخالفوا البديهي الأوّلي. ولا يخطر بالهم عتاب ولا يمر على أذهانهم عذاب أو عقاب. فإن جاءهم الباطل أحبوه ورضوه، وإذا جاءهم الحق كذبوه وردوه: { مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون } ولقد غشى على قلوبهم الران فلا يعون ولا يسمعون، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ولقد تعنتوا بالفسق والعصيان في فروع الدين وأصوله، فصدق ظن إبليس فاتبعوه من دون الله ورسوله. فيا ويلهم من تضييعهم الإسلام ويا خسارتهم مما وقعوا فيه من حيرة الشبه والأوهام. فلو التفت إلى ما هم عليه في هذا الزمان، لوجدتهم في صريح من الضلال والخسران، لأنهم إلى الحق لا يلتفتون، ولا بمثل ذلك يعبأون، بل هم بالدين يستهزئون.
ولو أنك ذكرت لهم شيئا من مثالبهم، وصرحت بشيء من عيوبهم، أخذتهم العزة بالإثم، وصار ذلك عندهم من أنكر المناكر، حيث إنهم قد فرحوا بما عندهم من الجهل، وما انطووا عليه من خبث السرائر، حتى كأنهم للدنيا خلقوا، فهم لها في جميع أحوالهم يعملون، وعلى دقائق شيء ونها بأفكارهم يغوصون، وبالمتاعب وتحمل المشاق فيها إلى الموت يترددون، لبئس ما كانوا يصنعون.
فالاشتغال بعلومهم، ورد ما ادعوه في كتبهم من أصولهم وفروعهم، أولى ممن خالف أهل الحق بإعداد العدد، وأحق من هؤلاء بما نستمده من كل برهان وسند. كيف لا وهم قد وافقونا في لباسنا، وزاحمونا في أملاكنا، ونفثوا بسحرهم في أسلاكنا، بحيث ما ألقوه من الدسائس في عباراتهم، ويذهب على كثير من الناس ما يصدر عنهم من لحن القول في محاوراتهم، حتى أن كثيرا منهم يبرأ من بدعته، ويلتزم ما التزمه أهل السنة في طريقته، بحيث تخفى حاله على كل أحد، ولا يتبين أمره إلا لمن عرف ونفذ، فيتوصل بذلك إلى شبه ودسائس يلقيها في كلامه لجل إضلال مخاطبه من حيث لا يشعر بمقصوده ولا يدرى بمرامه.
فمنهم من ألف كتابا في مناقب الإمام الشافعي وأودع فيه من الدسائس الرافضية ما يخفى إلا على المتبحر. ومنهم من ألف في مذاهب المجتهدين وذكر فيا ما يخالف مذهبهم قصدا إلى ترويج مذهبه وإبطال مذهب أئمة الدين. فهم أعداء أنبياء الله تعالى ورسله، والمحرفون لكلام الشريعة عن موضعه ومحله. ولعمر الله إن هؤلاء الطغام الحيارى أضر على عوام المسلمين من اليهود والنصارى. فالحذر الحذر منهم، والفرار الفرار منهم.
والزم أيها الأخ الطالب للنجاة من الارتباك في ورطة الشبه والتمويه، وعليك بالسلوك في طريق الهدى ولا يضرك قلة السالكين، وإياك وطرق الضلال وشبه المبتدعين ولا تغتر بتوافر الملحدين، وكثرة الهالكين. وكن حريصا على التفتيش عما كان عليه الصحابة من الأحوال متبعا ما كانوا يتحرونه من الأعمال، فهم السواد الأعظم، الواقفون من الهداية المحمدية على ما لم نعلم. ومنهم يعرف الحسن من القبيح، والمرجوح من الرجيح. فمن اتبع غير سبيل المؤمنين [100]، فهو الحقيق بوعيد رب العالمين. قال تعالى تعليما لعباده وتذكيرا { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا }.
ومن نظر بعين بصيرته، وأمعن الفكر في طريق الاتباع وحقيقته، فحاد وابتدع، وللهوى والأطماع اتبع، كان كحاطب ليل أو متحير يدعو على نفسه بالثبور والويل، وقال تعالى في بيان طريق الهدى وتفضيله { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله } فحث سبحانه على اتباع سبيله الذي هو الكتاب والسنة، ونهى جل شانه عن اتباع السبل مبينا بأن ذلك سبب للتفرق والمحنة.
ولذلك ترى أهل السنة قد لزموا سبيلا واحدا، ولم تر منهم زائغا عما به وحائدا. وأما أهل البدع والأهواء وذوو الضلال والافتراء فقد افترقوا في سبلهم على حسب معتقداتهم الفاسدة، وتشتتوا على مقتضى آرائهم الكاسدة، فهم على ما زعموه مصرون، وكل حزب بما لديهم فرحون.
فإذا الواجب علينا معاشر أهل السنة اتباعه ﷺ في جميع اقواله، والتأسي به في سائر أفعاله وأحواله، والاقتداء بما كان عليه أصحابه، فإنهم المبلغون عنه ﷺ وأحبابه، لأن من اقتدى بأولئك الأعلام، فقد اقتدى به ﷺ. وما أخبث رجلا ترك سبيل السنة الشارحة للكتاب، واستبدل بالنعيم المقيم العذاب { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة في الدنيا أو يصيبهم عذاب أليم }.
روى البخاري في صحيحه عن حذيفة بن اليمان «رضي الله ع» أنه قال: « كان الناس يسألون رسول الله ﷺ عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال ﷺ: نعم. قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال نعم، وفيه دخن. قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هديي، وتعرف منهم وتنكر، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها. قلت: يا رسول الله صفهم لنا. قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا. قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ».
فيا له من حديث اشتمل على علوم أخبر بها الصادق الأمين، وأبان عن فوائد جليلة تفيد العلم اليقين: منها حرص الصحابة «رضي الله ع» على علم ما يستقيم به دينهم المتين، ومنها أن أول خير يقع في أمته فيه كدورة تذهب بصفائه، وفيه تغيير يغاير ما أمروا باقتفائه. ومنها أن يكون بعد ذلك دعاة من الأشرار، من أجابهم قذفوه والعياذ بالله تعالى في النار، فهم كذابون دجالون، ضالون مضلون.
روى أبو هريرة «رضي الله ع» عن النبي ﷺ أنه قال « يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتوكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم لا يضلونكم » أخرجه الإمام مسلم وغيره. ولقد صدق عليهم قوله تعالى { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون }
ومنها أن النبي ﷺ أمر من أدرك الزمان أن يلزم جماعة المسلمين وإمامهم، وهم الذين اتبعوا سنته ولازموا طريقته، فإن لم يكن لهم جماعة وكانوا غرباء فالواجب عليهم العزلة عن تلك الفرق كلها. ثم حرض ﷺ على هذا الاعتزال الذي فيه سلامة الدين بقوله على سبيل المبالغة « ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يأتيك الموت » وأنت على هذا العمل، معرض عن كل ما يفسد عليك دينك الذي هو رأس مالك، صابر على تلك المعاطب والمهالك.
وروى أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه عن العرباض بن سارية «رضي الله ع» قال: وعظنا رسول الله ﷺ موعظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون. فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع، فأوصنا. قال « أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد، ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة »
فقد أوصانا ﷺ بلزوم سنته وسنة الخلفاء الراشدين الذين هم على طريقته. إلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة والأخبار الرجيحة التي تحث على اتباع الكتاب وسنة الرسول ﷺ، فإنهما إلى سبيل العليم العلام.
{ ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطانا، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين }
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد النبي الأمي وآله وصحبه أجمعين
تم بحمد الله هذا المختصر
وقد سماه علامة العراق السيد محمود شكري الألوسي رحمه الله
المنحة الإلهية
تلخيص ترجمة التحفة الاثني عشرية
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
هامش
- ↑ من ديوان عبد الغفار الأخرس
- ↑ لأنه يذكرهم بقول الله عز وجل ( ثاني اثنين ).
- ↑ روى ابن بابويه عن المفضل ابن عمر عن أبي عبد الله قال: « إن الله تبارك وتعالى جعل عليا علما بينه وبين خلقه ليس بينهم وبينه علم غيره، فمن تبعه كان مؤمنا، ومن جحده كان كافرا ومن شك فيه كان مشركا ». ثواب الأعمال: ص 209؛ علل الشرائع: 1/89. وزاد الطوسي في روايته: « ومن جاء بولايته دخل الجنة ومن أنكرها دخل النار ». الأمالي: ص 410؛ المجلسي، بحار الأنوار: 69/133.
- ↑ أخرجه مسلم من حديث ابن عمر بلفظ: « إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن» الصحيح، كتاب الآداب.
- ↑ المعيار الوحيد للإمامية في الصحابة هو متابعتهم لعلي «رضي الله ع» في حروبه، فمن حارب معه عظموه ومن لم يتابعه أو اعتزل الفتنة فهو من أعدائه، وصار عندهم كافرا مرتدا كما قال حسين كاشف الغطاء في أصل الشيعة: ص 142.
- ↑ فمعيارهم ما وافق هواهم وليس الأسانيد وعلم الرجال. وفي كتبهم الكثير من الروايات التي تؤيد أهل السنة، فمن ذلك رد الطوسي الأخبار الواردة عن أهل البيت الموافقة لأهل السنة وفسرها بالتقية! وبذلك رد أكثر من خمس رواياتهم الفقهية. كما في كتابيه تهذيب الأحكام والاستبصار.
- ↑ فقيه متكلم على مذهب الإمامية من شيوخ ابن العلقمي، مات سنة 610ه. أعيان الشيعة: 10/262
- ↑ نسبه الفتال إلى نصراني لم يصرح باسمه في روضة الواعظين: 1/167؛ وتبعه ابن شهرآشوب في المناقب: 4/132
- ↑ وابن فضلون اليهودي يعلم أن شيخه الأول ابن سبأ الذي اخترع عقيدة « لكل نبي وصي، وإن عليا وصي محمد ﷺ »، ليبتدع في الإسلام ما ليس منه توطئة لإدخال الفساد على هذا الدين ومحاولة تغييره. ولو صدق ابن فضلون في دعواه حب علي كرم الله وجهه لدخل في الإسلام ولما بقى يهوديا، أما أن يمدح عليا ويبقى يهوديا فذلك لأنه تلميذ ابن سبأ وحامل رسالته.
- ↑ أخرج الكليني وغيره عن سدير الصيرفي قال سمعت أبا عبد الله يقول: « ما تنكر هذه الأمة الملعونة أن يفعل الله عز وجل بحجته في وقت من الأوقات كما فعل بيوسف... ». الكافي: 7/1؛ ابن بابويه، علل الشرائع: 1/244.
- ↑ ألف علي بن عبد العال الكركي – من مشاهير علمائهم مات سنة 940ه - كتابا في لعن الشيخين خاصة والصحابة عامة سماه ( نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت )
- ↑ أخرج العياشي عن زرارة عن أبي عبد الله أنه قال: « في تفسير قوله تعالى { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } قال من ذكرهما فلعنهما كل غداة كتب له سبعين حسنة ومحا عنه عشر سيئات ورفع عشر درجات ». تفسير العياشي: 1/387. وقد صرح المجلسي بأنها الشيخين كما في بحار الأنوار: 30/223.
- ↑ لكن ذكر الإمامية أن رقية وزينب لم تكونا بنات النبي ﷺ وإنما هما بنات لأخت خديجة، وأنه ﷺ تزوج خديجة وهي عذراء، ذكره ابن شهر آشوب المازندراني، وعزاه إلى الطوسي والمرتضى، فقال: « إن النبي ﷺ تزوج بها [ خديجة ] وكانت عذراء وإن رقية وزينب كانتا ابنتي هالة بنت أخت خديجة ». مناقب آل أبي طالب: 1/159.
- ↑ نهج البلاغة ( بشرح ابن أبي الحديد ): 9/261.
- ↑ تهذيب الأحكام: 3/120؛ المفيد، المقنعة: ص 239؛ الفتال، روضة الواعظين: 2/324.
- ↑ الكافي: 1/439.
- ↑ بل خصوا آيات مدح الصحابة بعلي «رضي الله ع»، وعموا عن سياقها. فمثلا أورد قيس بن سليم في كتابه عن علي «رضي الله ع» أنه قال في تفسير قوله تعالى { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان «رضي الله ع» ورضوا عنه } سئل عنها رسول الله ﷺ فقال: « أنزلها الله - تعالى ذكره - في الأنبياء وأوصيائهم، فأنا أفضل أنبياء الله ورسله وعلي بن أبي طالب أفضل الأوصياء ». كتاب قيس بن سليم: ص 643؛ ابن طاوس، التحصين: ص 632؛ المجلسي، بحار الأنوار: 31/410. والآية بلفظ الجمع تمدح المهاجرين والأنصار، ولم يدع أحد أن عليا كان من الأنصار.
- ↑ روى حسين الأهوازي عن حمران بن أعين قال: « قلت: لأبي عبد الله "عليه السلام" إنهم يقولون: لا تعجبون من قوم يزعمون أن الله يخرج قوما من النار فيجعلهم من أصحاب الجنة مع أوليائه، فقال: أما يقرؤن قول الله تبارك { وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } إنها جنة دون جنة ونار دون نار إنهم لا يساكنون أولياء الله، وقال: بينهما والله منزلة ولكن لا أستطيع أن أتكلم، إن أمرهم لأضيق من الحلقة، إن القائم لو قام لبدأ بهؤلاء ». الزهد: ص 95. وعلق المجلسي على الرواية موضحا: « بيان قوله "عليه السلام": ( إن أمرهم ) أي: المخالفين، ( لأضيق من الحلقة ) أي: الأمر في الآخرة مضيق عليهم لا يعفى عنهم كما يعفى عن مذنبي الشيعة، ولو قام القائم لبدأ بقتل هؤلاء قبل الكفار، فقوله لا أستطيع أن أتكلم في تكفيرهم تقية، والحاصل أن المخالفين ليسوا من أهل الجنان ولا من أهل المنزلة بين الجنة والنار وهي الأعراف، بل هم مخلدون في النار ». بحار الأنوار: 8/360.
- ↑ قال الكركي: « في نبذة يسيرة مما ورد من طرق أصحابنا الإمامية «رضي الله ع» مما هو صريح في لعن هؤلاء وإثبات كفرهم في شدة الظهور والوضوح كما يصرح وهو كثير جدا والغرض ههنا التعرض إليه لنستدل باليسير على الكثير ».. نفحات اللاهوت.
- ↑ قال المفيد « والتقية واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم "عليه السلام"، فمن تركها قبل خروجه فقد خرج عن دين الله تعالى وعن دين الإمامية، وخالف الله ورسوله والأئمة عليهم السلام ». الاعتقادات: ص 81 ( الهامش ).
- ↑ قال ابن القيم: « التقية أن يقول العبد خلاف ما يعتقده لاتقاء مكروه يقع به لو لم يتكلم بالتقية ». أحكام أهل الذمة: ص 1038. وينظر تعريف ابن حجر في الفتح: 12/314؛ والسرخسي في المبسوط: 24/45.
- ↑ مصنف ابن أبي شيبة: 6/476.
- ↑ ضعيف الجامع: رقم 1567.
- ↑ وضعه في ضعيف الجامع: رقم 2337.
- ↑ ضعيف الجامع: رقم 3297.
- ↑ الحافظ صاحب التصانيف المشهورة، توفي سنة 281ه. تذكرة الحفاظ: 2/677؛ طبقات الحفاظ: 1/298.
- ↑ ضعيف الجامع: رقم 3075.
- ↑ ضعيف الجامع: رقم 3069.
- ↑ ضعيف الجامع: رقم 5255.
- ↑ ضعيف الجامع: رقم 4254.
- ↑ وضعه في ضعيف الجامع: رقم 4115.
- ↑ متفق عليه
- ↑ أخرج البخاري عن الأزرق بن قيس قال: « كنا على شاطئ نهر بالأهواز قد نضب عنه الماء، فجاء أبو برزة الأسلمي على فرس فصلى وخلى فرسه، فانطلقت الفرس فترك صلاته وتبعها حتى أدركها، فأخذها ثم جاء فقضى صلاته، وفينا رجل له رأي فأقبل يقول: انظروا إلى هذا الشيخ ترك صلاته من أجل فرس! فأقبل فقال: ما عنفني أحد منذ فارقت رسول الله ﷺ وقال: إن منزلي متراخ فلو صليت وتركت لم آتِ أهلي إلى الليل، وذكر أنه صحب النبي ﷺ فرأى من تيسيره ». صحيح البخاري، كتاب الأدب
- ↑ مجمع البيان: 1/430.
- ↑ ينظر الكاظمي، الأصول الأصلية: ص 329.
- ↑ روى الكليني وغيره عن الحلبي عن أبي عبد الله قال: « من صلى معهم في الصف الأول كان كمن صلى خلف رسول الله ﷺ في الصف الأول ». الكافي: 3/380؛ ابن بابويه، الأمالي: ص 336؛ العاملي، وسائل الشيعة: 8/299.
- ↑ قال مكرم الشيرازي: « وظاهر هذه الأحاديث رجحان الصلاة معهم مع نية الاقتداء بهم كما أن ظاهرها جواز الاكتفاء بها وعدم وجوب إعادتها ». القواعد الفقهية: 1/452. وينظر منتهى الدراية: 2/61.
- ↑ وعدوا التقية ركنا من أركان الدين من تركه كان كتارك الصلاة، روى ابن بابويه وغيره عن علي بن محمد الهادي ( الإمام العاشر عندهم ) أنه قال: « لو قلت إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقا ». من لا يحضره الفقيه: 2/127؛ الحراني، تحف العقول: ص 483؛ العاملي، وسائل الشيعة: 10/131.
- ↑ فمن مسلمات المذهب أن التقية جائزة على الأنبياء. روى الكليني وغيره عن أبي بصير قال: « قال أبو عبد الله "عليه السلام": التقية من دين الله، قلت: من دين الله؟! قال: أي والله من دين الله، قال يوسف { أيتها العير إنكم لسارقون } والله ما كانوا سارقين شيئا، وقال إبراهيم: { إني سقيم } والله ما كان سقيما وما كان يكذب ». الكافي: 2/217؛ رجال النجاشي: ص 237؛ البرقي، المحاسن: 1/258.
- ↑ نهج البلاغة ( بشرح ابن أبي الحديد ): 20/175.
- ↑ حيث روى الإمامية في تفسير الآية عن أبي عبد الله أنه قال: « أعلمكم بالتقية ». الطوسي، الأمالي: ص 661؛ الطبرسي، أعلام الورى: ص 434؛ النوري، مستدرك الوسائل: 12/253.
- ↑ طلاع الأرض: ملؤها. شرح نهج البلاغة
- ↑ نهج البلاغة ( بشرح ابن أبي الحديد ): 17/225.
- ↑ زيادة من السيوف المشرقة وكتب الإمامية
- ↑ أخرج الرواية العياشي في تفسيره: 1/297؛ الراوندي، فقه القرآن: 1/35؛ العاملي، وسائل الشيعة: 27/60.
- ↑ في الأصل خرائج الجرائح
- ↑ الخرائج والجرائح: 1/232؛ البحراني، مدينة المعاجز: 1/446؛ المجلسي، بحار الأنوار: 41/256
- ↑ هي أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، ولدت قبل وفاة النبي ﷺ، وتزوجها عمر بن الخطاب في خلافته فولدت له زيدا ورقية. الاستيعاب: 4/1954؛ الإصابة: 8/293. روى الحاكم عن علي بن الحسين: « إن عمر بن الخطاب «رضي الله ع» خطب إلى علي «رضي الله ع» أم كلثوم، فقال: أنكحنيها فقال علي: إني أرصدها لابن أخي عبد الله بن جعفر، فقال: عمر أنكحنيها فوالله ما من الناس أحد يرصد من أمرها ما أرصده، فأنكحه علي، فأتى عمر المهاجرين، فقال: ألا تهنوني؟ فقالوا: بمن يا أمير المؤمنين؟ فقال: بأم كلثوم بنت علي وابنة فاطمة بنت رسول الله ﷺ، إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: كل نسب وسبب ينقطع يوم القيامة إلا ما كان من سببي ونسبي، فأحببت أن يكون بيني وبين رسول الله ﷺ نسب وسبب ». المستدرك: 3/153، رقم 4684؛ وبلفظ قريب أخرجه البيهقي في الكبرى: 7/64، رقم 13172 وهو في صحيح الجامع، برقم 4527. وأخرج الإمامية الرواية بلفظ قريب، فقد أوردها ابن البطريق، العمدة: ص 286؛ المجلسي، بحار الأنوار: 25/247.
- ↑ ورغم اتفاق الطرفين على ثبوت هذا الزواج، إلا أن كتب الإمامية افترت لسبب لا يخفى على اللبيب القول بأن عمر تزوج من جنية تمثلت بصورة أم كلثوم أرسلها له علي «رضي الله ع»؛ أورد ذلك القطب الراوندي، والرواية عن عمر بن أذينة قال: « قيل لأبي عبد الله "عليه السلام": إن الناس يحتجون علينا ويقولون إن أمير المؤمنين "عليه السلام" زوج فلانا [ أي عمر بن الخطاب «رضي الله ع» ] ابنته أم كلثوم، وكان متكئا فجلس وقال: أيقولون ذلك، إن قوما يزعمون ذلك لا يهتدون إلى سواء السبيل، سبحان الله ما كان يقدر أمير المؤمنين "عليه السلام" أن يحول بينه وبينها فينقذها، كذبوا لم يكن ما قالوا: إن فلانا [ عمر «رضي الله ع» ] خطب إلى علي ابنته أم كلثوم، فأبى علي "عليه السلام"، فقال للعباس: والله لئن لم تزوجني لأنتزعن منك السقاية وزمزم، فأتى العباس عليا فكلمه، فأبى، فألح العباس، فلما رأى أمير المؤمنين "عليه السلام" مشقة كلام الرجل على العباس، وأنه سيفعل بالسقاية ما قال، أرسل أمير المؤمنين "عليه السلام" إلى جنيّة من أهل نجران يهودية يقال لها ( سحيفة بنت جريرية )، فأمرها فتمثلت في مثال أم كلثوم وحجبت الأبصار عن أم كلثوم، وبعث بها إلى الرجل فلم تزل عنده حتى أنه استراب بها يوما فقال: ما في الأرض أهل بيت أسحر من بني هاشم، ثم أراد أن يظهر ذلك للناس فلما قتل حوت الميراث وانصرفت إلى نجران، وأظهر أمير المؤمنين أم كلثوم ». الخرائج والجرائح: 2/825؛ المجلسي، بحار الأنوار: 42/88. ففي هذه الرواية طعن بعلي «رضي الله ع» واتهامه بالسحر والخداع وتسخير الجن ومخالفة قوله تعالى: { وأنه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجن فزادوهم رهقا }.
- ↑ معاذ بن كثير الكسائي، روايته عندهم عن الصادق، وثقه المفيد. رجال البرقي: ص 46؛ رجال الطوسي: ص 306؛ معجم رجال الحديث: 18/186.
- ↑ الكافي: 1/279؛ ابن بابويه، الإمامة والتبصرة: 38 – 39؛ ابن بابويه ( الصدوق )، كمال الدين: ص 232.
- ↑ الكافي: 1/280؛ ابن بابويه، الإمامة والتبصرة: ص 39.
- ↑ تقدم التخريج
- ↑ هو قنفذ بن سعيد بن جدعان التميمي، قال ابن عبد البر: ولاه عمر «رضي الله ع» مكة ثم صرفه. الاستيعاب: 3/1307؛ الإصابة: 5/445.
- ↑ كتاب قيس بن سليم: ص 862؛ المجلسي، بحار الأنوار: 28/297؛ وأوردها الطبرسي، الاحتجاج: ص 82.
- ↑ كتاب قيس بن سليم: ص 585؛ المجلسي، بحار الأنوار: 28/268.
- ↑ صهك الجواري السود. لسان العرب
- ↑ كتاب قيس بن سليم: ص 593؛ الطبرسي، الاحتجاج: 1/93؛ المجلسي، بحار الأنوار: 28/300.
- ↑ ذكره الخوئي، معجم رجال الحديث: 16/138.
- ↑ يقصدون أبا لؤلؤة المجوسي غلام المغيرة بن شعبة.
- ↑ أبو الحسن الديلمي، إرشاد القلوب: 2/285؛ المجلسي بحار الأنوار: 30/276.
- ↑ قال الطبري: « كان جرجيس فيما ذكر عبدا صالحا من أهل فلسطين ممن أدرك بقايا من حواريي عيسى "عليه السلام"، وكان يأكل من تجارته ). ينظر تاريخ الطبري: 1/382.
- ↑ من الأنبياء عند أهل الكتاب. تاريخ الطبري: 1/316؛ تفسير ابن كثير: 4/496.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار: 30/276.
- ↑ ولوضوح كذبها لم يناقشها المؤلف
- ↑ بوب الكليني: ( باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون متى يموتون إلا باختيار منهم. الكافي: 1/258؛ وللصفار: ( باب في الأئمة أنهم يعرفون متى يموتون ويعلمون ذلك قبل أن يأتيهم الموت عليهم السلام ). بصائر الدراجات: ص 480؛ والباب نفسه عند المجلسي في بحار الأنوار: 27/285.
- ↑ بوب الكليني لذلك: ( باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان ويكون وأنه لا يخفى عليهم الشيء ). الكافي: 1/260؛ وقلده المجلسي فكتب: ( باب أنهم لا يحجب عنهم علم السماء والأرض والجنة والنار وأنه عرض عليهم ملكوت السماوات والأرض ويعلمون علم ما كان ويكون إلى يوم القيامة ). بحار الأنوار: 26/109.
- ↑ والروايات كثيرة في ذلك منها ما رواه الكليني عن أبي حمزة الثمالي قال: « قال لي أبو عبد الله "عليه السلام" من ابتلي من المؤمنين ببلاء فصبر عليه كان له مثل أجر ألف شهيد ». الكافي: 2/92؛ العاملي، مسكن الفؤاد: ص 47. ويمكن الاطلاع على روايات أكثر في ( باب الصبر على البلاء ) من كتاب العاملي، وسائل الشيعة: 3/225 وما بعدها.
- ↑ هذا من باب مجاراة الخصم، فالثابت أن عليا بايع الصديق كما بايعه الصحابة الآخرون ولم يتأخر.
- ↑ ابن أبي شيبة، المصنف: 6/474، قال ابن حجر ورواه عبد بن حميد في تفسيره. تغليق التعليق: 5/261.
- ↑ أخرج الصفار في باب ( ما خص به الأئمة من آل محمد ﷺ من ولاية الأنبياء لهم في الميثاق وغيره وما علموا من ذلك ) عن محمد بن الفضل عن أبي الحسن قال: « ولاية علي مكتوب في جميع صحف الأنبياء ولن يبعث نبيا إلا بنبوة محمد وولاية وصيه علي "عليه السلام" ». بصائر الدرجات: ص 72.
- ↑ روى البرسي قال: « إن فرعون لعنه الله لما لحق هارون بأخيه موسى دخلا عليه يوما وأوجسا خيفة منه، فإذا فارس يقدمهما ولباسه من ذهب وبيده سيف من ذهب، وكان فرعون يحب الذهب، فقال لفرعون: أجب هذين الرجلين وإلا قتلتك، فأنزعج فرعون لذلك وقال: هذا إلى غد، فلما خرجا دعا البوابين وعاقبهم، وقال: كيف دخل عليّ هذا الفارس بغير إذن؟ فحلفوا بعزة فرعون أنه ما دخل إلا هذان الرجلان، وكان الفارس مثال علي "عليه السلام" هذا الذي أيد الله به النبيين سرا وأيد به محمد ﷺ جهرا، ألا أنه كلمة الله الكبرى التي أظهرها لأوليائه فيما يشاء من الصور، فينصرهم بها وبتلك الكلمة يدعون الله فيجيبهم وينجيهم، وإليه الإشارة بقوله: { ويجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا }، قال ابن عباس: كانت الآية الكبرى لهما هذا الفارس ». تفسير البرهان: 4/227؛ المشهدي، كنز الدقائق: 10/69.
- ↑ الروايات كثيرة منها ما رووا عن محمد بن الحنفية قال: « قال أمير المؤمنين "عليه السلام" سمعت رسول الله ﷺ:... أنا سيد الأنبياء وأنت سيد الأوصياء وأنا أنت من شجرة واحدة، لولانا لم يخلق الجنة ولا النار ولا الأنبياء ولا الملائكة... ». القمي، كفاية الأثر: ص 156؛ المجلسي، بحار الأنوار: 36/337.
- ↑ الروايات كثيرة منها ما روى ابن شاذان عن أبي ذر قال: « نظر النبي ﷺ إلى علي بن أبي طالب "عليه السلام" فقال: هذا خير الأولين وخير الآخرين من أهل السماوات وأهل الأرضين، هذا سيد الصديقين وزين الوصيين وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين إذا كان يوم القيامة جاء على ناقة من نوق الجنة قد أضاءت القيامة من ضوئها على رأسه تاج مرصع بالزبرجد والياقوت، فتقول الملائكة هذا ملك مقرب ويقول النبيون هذا نبي مرسل، فينادي منادٍ من بطنان العرش هذا الصديق الأكبر وصي حبيب الله، هذا علي بن أبي طالب "عليه السلام" فيقف على ظهر جهنم فينجي منها من يحب ويدخل فيها من لا يحب ويأتي أبواب الجنة فيدخل فيها أولياءه وشيعته من أي باب أرادوا بغير حساب ». مائة منقبة: ص 88 – 89.
- ↑ ويزورون قبره ويوالونه؛ روى ابن قولويه القمي عن إسحاق بن عمار قال: « سمعت أبا عبد الله يقول: ليس نبي في السماوات والأرض إلا يسألون الله تعالى في زيارة الحسين "عليه السلام" ففوج ينزل وفوج يصعد ». كامل الزيارات: ص 111.
- ↑ روى الطوسي وغيره أن رسول الله ﷺ قال: « جاءني جبريل من عند الله بورقة آس خضراء مكتوب فيها ببياض: إني افترضت محبة علي على خلقي، فبلغهم ذلك عني ». الأمالي: ص 619؛ البياضي، الصراط المستقيم: 2/50؛ الأربلي، كشف الغمة: 1/99.
- ↑ ولهذا قالوا بتحريف القرآن الذي نسي الإمامة والولاية كأهم ما في الدين وذكر بدلهما التوحيد { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }
- ↑ تقدم قسم منها في المسائل الفقهية، وفيها أيضا: «... وأمرت الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن الخلق كلهم ثلاثة أيام من ذلك اليوم ولا أكتب عليهم شيئا من خطاياهم كرامة لك ولوصيك... ». بحار الأنوار: 31/125.
- ↑ روى القمي ونقله عنه معظم مفسريهم عن أبي عبد الله: « قال لما كان رسول الله ﷺ في الغار قال لفلان [ لأبي بكر ]: كأني أنظر إلى سفينة جعفر في أصحابه يقوم في البحر وأنظر إلى الأنصار محتسبين في أفنيتهم، فقال فلان [ أبو بكر ]: وتراهم يا رسول الله؟ قال نعم، قال: فأرينهم فمسح على عينيه فرآهم فقال في نفسه: الآن صدقت أنك ساحر، فقال له رسول الله: أنت الصديق ». تفسير القمي: 1/290
- ↑ محمود بن أبي الحسن النيسابوري، عالم له تفسير ( إيجاز البيان في معاني القرآن ) ثم شرحه، توفي سنة 550ه. معجم الأدباء: 7/145؛ طبقات المفسرين: ص 424.
- ↑ الكافي: 1/197؛ تفسير القمي: 2/130؛ الصفار، بصائر الدرجات: ص 199.
- ↑ أخرج مسلم عن عبد الله بن عمرو قال: « حفظت من رسول الله ﷺ حديثا لم أنسه بعد سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبا »
- ↑ أي وفق قول الإمامية فيلزم التناقض
- ↑ سوء الأدب مع أئمتهم ومع غيرهم.
- ↑ الأخبار عندهم كثيرة منها ما رواه ابن بابويه في باب ( أن الله عز وجل خص آل محمد بالإمامة دون غيرهم ) عن الصادق عن أبيه قال: « قال رسول الله ﷺ: من أراد أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي ويدخل جنة عدن غرسها بيد ربي، فليتول عليا "عليه السلام" وليعاد عدوه، وليأتم بالأوصياء من بعده، أعطاهم الله علمي وفهمي، وهم عترتي من لحمي ودمي... ». الإمامة والتبصرة: ص 43؛ ورواه أيضا الكليني، الكافي: 1/209؛ المجلسي، بحار الأنوار: 23/138.
- ↑ تقدم
- ↑ وردت روايات عندهم بالنهي عن الصلاة عند تشابك النجوم، وورد عكسها، وحسب قاعدة مخالفة أهل السنة ردوا روايات صحيحة، وأخذوا بروايات تشابك النجوم. روى الطوسي عن جارود قال: « قال لي أبو عبدالله ( "عليه السلام" ): يا جارود، يُنصحون فلا يقبلون، وإذا سمعوا بشيء نادوا به، أو حُدّثوا بشيء أذاعوه، قلت لهم: مسّوا بالمغرب قليلا فتركوها حتى اشتبكت النجوم، فأنا الآن أصلّيها إذا سقط القرص ». تهذيب الأحكام: 2/32؛ وسائل الشيعة: 4/177. وفي رواية أخرى يشير الصادق إلى أن الإمامية قلدوا الخطابية في تأخير المغرب؛ روى الطوسي عن أبي أسامة الشحام قال: « قال رجل لأبي عبد الله "عليه السلام" أؤخر المغرب حتى تستبين النجوم؟ قال: فقال: أخطابيةٌ؟ إن جبرائيل "عليه السلام" نزل بها على محمد حين سقط القرص ». تهذيب الأحكام: 2/28؛ رجال الكشي: ص 290؛ ابن بابويه، علل الشرائع: 2/350؛ وسائل الشيعة: 4/191. وروايات تشابك النجوم في: تهذيب الأحكام: 2/30؛ العاملي، وسائل الشيعة: 4/196.
- ↑ خاصة عند التسليم، حيث يرفعون اليدين ثلاث مرات وينزلونها قبل التسليم.
- ↑ فالمرأة التي لم تبلغ التسع سنوات لا عدة لها إن طلقها زوجها ولو دخل بها على مذهب الإمامية. إصباح الشيعة: ص 452.
- ↑ تقدم
- ↑ هذا قول الغرابية من الرافضة
- ↑ فهم يحكمون عليهم بالردة إلا ستة منهم
- ↑ حيث أحدثوا وابتدعوا عيد الغدير وعيد النيروز ويوم التسلية وهو يوم مقتل عمر بن الخطاب «رضي الله ع».
- ↑ وصور يظنون أنها لأئمتهم – حيث لم يصورها أحد في حياتهم بل اخترعوها في عصور بعد موتهم – وصور علمائهم عامة في بيوتهم
- ↑ فهم يتشاءمون من الزواج إذا كان القمر في العقرب أو غيره كما تقدم. وهذا مثل قول الصابئة الذين اعتقدوا بوجود الخالق ولكنهم اعتقدوا بتأثير الكواكب والنجوم، وهذا ضد عقيدة التوحيد.
- ↑ حيث قالوا بأن الحيوانات خالقة لأفعالها وأن الله تعالى لا يخلق فعل الحيوان لأنه يتنزه عن ذلك، كما تقدم.
- ↑ هذا مشهور
- ↑ هذا مشهور عندهم اليوم. خاصة زيارة الإمام يوم السبت، اليوم الذي تعظمه اليهود!
- ↑ والنيروز هو عيد المجوس
- ↑ والصحابة وصفهم الله تعالى بأنهم مؤمنون حيث قال عز من قائل: { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا }