الرئيسيةبحث

العين ( Eye )



عين الإنسان تفرز الدموع بوساطة الغدد الدمعية التي توجد فوق مقلة العين . تغسل الدموع العين ثم تصب في قناة تؤدي إلى الكيس الدمعي. ويمر الدمع من هذا الكيس خلال ممر يؤدي إلى داخل الأنف.
العين عضو الإبصار، وتعد أهم عضو لكشف العالم حولنا. ونستخدم أعيننا غالبا في كل شيء نفعله ـ في القراءة والعمل ومشاهدة الأفلام والتلفاز، وممارسة الألعاب، وفي أنشطة أخرى لاحصر لها. ويعد الإبصار أغلى الحواسّ لدينا، ويخشى كثير من الناس العمى أكثر من أي عجز آخر.

ولمعظم الحيوانات أعضاء حساسة للضوء، ويوجد أبسطها عند اللافقاريات، مثل السمك الهلامي أو الديدان المسطحة، وتتكون من مجموعات صغيرة من الخلايا الحساسة للضوء الموجودة على سطح الجسم. وللحشرات والقشريات عيون مركبة، وبها تستطيع تتبع الحركة. وعيون الفقاريات أكثر تعقيدًا وهي قادرة على تكوين الصورة.

ويبلغ قطر مقلة العين البشرية حوالي 25 ملم فقط، ومع ذلك تستطيع العين رؤية الأجسام البعيدة جدًا، مثل النجم أو الأجسام المتناهية الصغر، مثل حبة الرمل. وفي إمكان العين تعديل بؤرتها بسرعة بين النقطة البعيدة والقريبة. وتتجه العين صوب أي جسم بدقة حتى لو كان الرأس في حالة حركة.

والعين لاترى الأجسام حقيقة، ولكنها ترى الضوء المنعكس أو الصادر منها. ويمكن أن ترى العين في الضوء الساطع وفي الضوء الخافت، لكنها لاترى في الظلام التام. وتنفذ الأشعة الضوئية إلى العين من خلال نسيج شفاف. وتحول العين الأشعة إلى إشارات كهربائية. وترسل هذه الإشارات إلى الدماغ الذي يفسرها على شكل صور مرئية.

وتختص هذه المقالة أساسًا بعين الإنسان وتناقش أجزاء العين، وكيف ترى، وعيوب العين وأمراضها، ثم العناية بها. ويصف الجزء الأخير من المقالة بالتفصيل عيون العديد من الحيوانات.

أجزاء العين

أجزاء العين تتألف أجزاء مقلة العين المرئية من الصلبة البيضاء والقزحية الملونة. ويوجد غشاء يغطي الصلبة يسمى الملتحمة. وتقع القرنية أمام القزحية. وترتبط العدسة بالجسم الهدبي. وتوجد داخل مقلة العين مادة تسمى الخلط الزجاجي. والشبكية التي تقع تحت المشيمية تقوم بتحويل الأشعة الضوئية إلى إشارات كهربائية تنتقل إلى الدماغ بوساطة العصب البصري. والنقرة المركزية ـ وهي نقطة في البقعة الصفراء ـ هي المنطقة التي تكون الرؤية فيها على أشدها.
تستقر مقلة العين داخل تجويف حماية مخروطي الشكل في الجمجمة يسمى محجر العين، وتكوِّن أجزاؤه العليا الحاجب والعظم الوجني. وتحيط الأنسجة الدهنية داخل محجر العين بمقلة العين وتحميها من الإصابات. كما يساعد النسيج اللين العين في الدوران بسهولة داخل محجر العين. وتحرك ست عضلات العين بالطريقة نفسها التي تحرك بها الخيوط أجزاء الدمية المتحركة.

وتشمل الأجزاء الخارجية للعين جفون العين والغدد الدمعيــة و الكيس الدمعي. ويكون جدار مقلة العين نسيجًا من ثلاث طبقات :1- الصّلْبة والقرنية 2- البُقعة العينية 3- الشبكية. ويوجد داخل هذا الجدار مادة شفافة هلامية القوام تسمى الخلط الزجاجي، وتشغل هذه المادة نحو 80% من مقلة العين. وهي تساعد على حفظ شكل العين وحفظ الضغط داخل المقلة.

الأجزاء الخارجية:

تحمي الجفون مقدمة مقلة العين. وتحجب أهداب الجفون الغبار والأجسام الأخرى حتى لاتدخل العين. وتسبب أي حركة مفاجئة أمام العين - أو أي شيء يلمس أهداب الجفن، طَرْفَ الجفون - رد فعل لا إرادي للحماية.

ويبطِّن الجفـون من الداخل غشاء هو الملتحمة، التي تمتد على مقدمة الجزء الأمامي الأبيض للعين. وتفرز المخاط، وهو سائل شفاف لزج يخفف احتكاك مقلة العين. كما تفرز الملتحمة أيضا بعض الدمـوع التي تساعد في جعل العين نظيفة، لكن غالبية الدموع تنتجها الغدد الدمعية. وتقع الغدة الدمعية عند الحافـة الخارجية العليا لمحجر كل عين. وفي كل مـرة يطـرف الشخص عينيه، فإن الجفون تنشر على العين طبقة رقيقة من المخاط والدموع. وتنساب هذه السـوائل في قنـوات دقيقة في الجفون. وتؤدي هذه القنوات إلى الكيس الدمعي، وهو محفظة عند الحافة الداخلية السفلى لمحجر كل عين. ويتم خروج المخاط والدموع من الكيس الدمعي عن طريق مسار داخل الأنف. ولذا فإن النفخ في أنف أي شخص انتهى من البكاء يساعد على تصريف كميات الدموع الزائدة.

الصُّلْبة والقرنية:

تتركبان من أنسجه متينة تكوِّن الطبقة الخارجية لمقلة العين فتعطيها صلابة. وتغطي الصلبة حوالي خمسة أسداس مقلة العين، بينما تغطي القرنية السدس تقريبًا. وتمثل الصلبة الجزء الأبيض من العين، ولها خاصية الجلد اللين في القوة والملمس. وعلى الرغم من ظهور العديد من الأوعية الدموية على جدار الصلبة، إلا أن معظم هذه الأوعية يعد جزءًا من الملتحمة. ولا تحتوي القرنية على أية أوعية دموية على الإطلاق. وهي جافة نسبيًا، ونتيجة لذلك فإنها شفافة. وتقع القرنية في مقدمة الجزء الملون للعين، وتمكن الأشعة الضوئية من دخول مقلة العين.

السبيل العِنَبي:

هو الطبقة المتوسطة في جدار مقلة العين. وتتكون من ثلاثة أجزاء هي من الأمام إلى الخلف:

1- القزحية 2- الجسم الهدبي 3- المشيمية.

للقزحية فتحة مدورة تسمى البؤبؤ ينظم مقدار الضوء الذي يدخل العين. تفتح العضلة الموسعة البؤبؤ في الضوء الخافت. وفي الضوء الشديد تقوم العضلة العاصرة بتضييق فتحة البؤبؤ.
القزحية قرص ملون يقع خلف القرنية. ويرجع لونها إلى مادة سوداء بنية تسمى الملانين (القتامين). ويزداد لون القزحية سوادًا إذا زاد الملانين أو اقترب أكثر من سطح الأنسجة. على سبيل المثال، يكون الملانين أكثر في العيون البنية ـ وأقرب إلى السطح ـ عما هو في العيون الزرقاء. وإلى جانب منح الملانين اللون للقزحية، فإنه يمتص الضوء الشديد الذي ربما يبهر العين أو يسبب رؤية غير واضحة. والملانين هو المادة نفسها التي تعطي الجلد والشعر ألوانهما. ويكون الملانين عند المهق قليلاً أو منعدمًا. وهؤلاء لهم جلد أبيض، وشعر أبيض، وقزحيات رمادية ـ قرنفلية نوعا ما. وتكون عيونهم شديدة الحساسية للضوء. ولذا فمعظم المهق لديهم رؤية ضعيفة جدًا. ★ تَصَفح: الأمهق.

وتتوسط القزحية فتحة دائرية تسمى بؤبؤ العين وهو يشبه الدائرة السوداء. وينظم البؤبؤ كمية الضوء التي تدخل العين. وتتحكم عضلتان في القزحية في تعديل حجم بؤبؤ العين لمستوى الضوء المناسب تلقائيًا حيث تقوم العضلة الموسعة بتوسيع البؤبؤ في الضوء الخافت. وفي هذه الحالة، يمكن أن يدخل العين أكبر قدر ممكن من الضوء. أما في الضوء الشديد، فإن العضلة العاصرة تضيِّق بؤبؤ العين لتمنع الضوء الشديد من دخول العين. كما يضيق البؤبؤ أيضا عندما تنظر العين إلى جسم قريب لكي تتكون صورة واضحة.

الجسم الهدبي يحيط بالقزحية ويتصل بالعدسة البلورية بوساطة ألياف قوية، وتقع هذه العدسة خلف القزحية مباشرة. وتشبه العدسة قرص الأسبرين في الشكل والحجم، كما تشبه القرنية في شفافيتها بسبب عدم وجود أوعية دموية بها، وهي جافة نسبيًا أيضًا. وتقوم عضلات الجسم الهدبي بالتعديلات الدائمة لشكل العدسة. وينتج عن هذه التعديلات صورة مرئية واضحة في أي وقت تغير فيه العين الرؤية ما بين الأجسام القريبة والبعيدة. ويفرز الجسم الهدبي سائلاً مائيًا شفافًا يُسمى الخلط المائي. ويوجد هذا السائل بين القرنية والعدسة ليغذيهما ويقلل من احتكاكهما. ويفرز الجسم الهدبي الخلط المائي باستمرار، فيتسرب السائل القديم إلى شبكة الصرف عند أخدود دائري إسفنجي يقع عند التقاء القرنية والصلبة ليسير بعد ذلك خلال أوردة مقلة العين إلى أوردة الرقبة.

المشيمية تكوِّن خلفية السبيل العنبي، وتشبه ورق الترشيح المشبع بالحبر الأسود في شكله وملمسه. وتحتوي المشيمية على العديد من الأوعية الدموية. ويغذي الدم القادم من المشيمية الجزء الخارجي للقرنية.

تركيب الشبكية للشبكية خلايا تسمى العصي والمخاريط تمتص أشعة الضوء وتحولها إلى إشارات كهربائية. وعدد المخاريط أكثر من العصي في الجزء المركزي من الشبكية، كما أن المخاريط تتركز أيضًا في النقرة المركزية. وتربط الألياف العصبية المتصلة بالعصي والمخاريط بعضها ببعض لتشكل العصب البصري.

الشبكية:

تشكل الطبقة الداخلية لجدار مقلة العين. وهي هشة مثل الورق الرقيق الشفاف المبلل. وتمتص الخلايا الحساسة للضوء في الشبكية الأشعة الضوئية لتحولها إلى إشارات كهربائية. وهناك نوعان من هذه الخلايا الحساسة للضوء هما العصي والمخاريط. وقد سميت هذه الخلايا على أشكالها. ويوجد بالشبكية حوالي 120 مليون عصا وحوالي 6 ملايين مخروط.

ويمتص جزء صغير من الصبغة (مادة ملونة) في العصي والمخاريط أقل الكميات من الضوء الساقط على الشبكية. وتسمى الصبغة في العصي بصبغة رودوبسن أو الأُرجوان البصري، وهذه تمكن العين من رؤية درجات اللون الرمادي، ومن الرؤية في الضوء الخافت. وتوجد ثلاثة أنواع من الصبغات في المخاريط تمكن العين من رؤية الألوان والصور واضحة في الإضاءة الساطعة. وتمتص الصبغة الزرقاء اللون الأزرق، وتمتص الصبغة الخضراء اللون الأخضر، أما الصبغة الحمراء، فتمتص اللون الأحمر. وتمكننا هذه الصبغات من تصنيف أكثر من مائتي لون.

وتوجد بالقرب من مركز الشبكية مساحة دائرية تسمى البقعة الصفراء. وتتكون البقعة الصفراء أساسا من مخاريط، وتعطي صورة واضحة للمناظر التي تتجه إليها العين مباشرة، خاصة في الضوء الجلي. ويعطي الباقي من الشبكية الرؤية الطرفية، وهذا يعني تمكين العينين من رؤية الأجسام الجانبية بينما تنظران إلى الأمام. ويقع في هذا الجزء من الشبكية معظم العصي. وبما أن العصي أكثر حساسية من المخاريط في الظلام، فإنه يمكن في أغلب الأحوال رؤية الأجسام الشاحبة بوضوح حتى لو كانت العينان لاتتجهان نحوها مباشرة. فالنظر إلى جانب نجم خافت مثلاً، يجعل صورته تقع على جزء الشبكية الذي يحتوي على معظم العصي، فيعطي أفضل رؤية في الضوء الضعيف.

وتترابط الألياف البصرية المتصلة والمخاريط عند مركز الشبكية مكونة العصب البصري الذي يتألف من حوالي مليون من الألياف، ويعمل كحبل غليظ ومرن يصل مقلة العين بالدماغ. وفي الواقع، يعد العصب البصري والشبكية امتدادين للدماغ. ويحمل العصب البصري الإشارات الكهربائية الناتجة عن الشبكية، فيفسرها الدماغ على هيئة صورة مرئية.

وتعرف النقطة التي يلتقي فيها العصب البصري بالعين بالبقعة العمياء، ولا توجد بها عصي أو مخاريط، ولذلك لاتتأثر بالضوء. وفي العادة، لايلحظ أي شخص البقعة العمياء إذ إنها تغطي مساحة صغيرة جدا، كما أن العينين في حركة سريعة دائمة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن أي شيء لاتراه البقعة العمياء لإحدى العينين تراه العين الأخرى. ★ تَصَفح:البقعة العمياء.

كيف نرى

التركيز البؤري:

من أجل أن تتكون صورة مرئية واضحة، يتعين على العين أن تجمع الأشعة الضوئية في نقطة على الشبكية. ولكن الأشعة الضوئية المنعكسة من الأجسام أو الصادرة عنها لاتتحرك بطبيعتها بعضها نحو بعض، ولكن بدلا من ذلك، تنتشر وتتحرك متوازية تقريبا. ولذا تقوم الأجزاء المعنية بتركيز البؤرة، أي القرنية والعدسة، بثني الأشعة بعضها في اتجاه بعض. وتقوم القرنية بتوفير معظم قدرة انكسار (انحناء) العين. وبعد أن تمر الأشعة الضوئية من القرنية، تتجه نحو العدسة مارة من خلال الخلط المائي وبؤبؤ العين. وتحني العدسة الأشعة تجاه بعضها أكثر قبل مرورها خلال الخلط الزجاجي وحتى وصولها إلى الشبكية. وتتجمع الأشعة الضوئية الصادرة من الأجسام، والتي تكون العينان متجهتين نحوها عند النُّقرة المركزية وهي نقرة صغيرة في مركز البقعة الصفراء، تعد المساحة المخصصة لحدة الإبصار. أما الأشعة الضوئية الصادرة عن الأجسام الجانبية، فتسقط على مساحات أخرى من الشبكية.

وتتغير قدرة انكسار العدسة بمقادير ثابتة، كلما عدلت العين بؤرتها بين الأجسام القريبة منها والبعيدة عنها. وذلك لأن الأشعة الضوئية الصادرة من الأجسام القريبة تكون منتشرة، في الوقت الذي تكون فيه الأشعة الصادرة من الأجسام البعيدة متوازية في مساراتها. وبالتالي يتحتم على العدسة توفير قدرة انحناء أكبر لكي تتجمع الأشعة الصادرة عن الأجسام القريبة. وتنشأ هذه القدرة الإضافية من خلال عملية تسمى التكيف. وفي هذه العملية، تتقلص إحدى عضلات الجسم الهدبي وبالتالي ترتخي الألياف الموصلة بين الجسم الهدبي والعدسة. ونتيجة لذلك تزداد قدرة العدسة إذ تصبح أكثر استدارة وسمكا. أما عندما تنظر العين للأجسام البعيدة، فإن عضلة الجسم الهدبي ترتخي، وبالتالي ينتج عن هذا شد للألياف المتصلة بالعدسة فتصير العدسة أكثر انبساطا. ولهذا السبب لاتستطيع العين أن تكوِّن صورة واحدة للأجسام القريبة والبعيدة في الوقت نفسه.

كيف تركز العين

الرؤية البعيدة. يعكس الجسم البعيد أو يصدر أشعة الضوء التي تكون متوازية تقريبًا عند دخولها العين. وتقوم القرنية والعدسة بثني الأشعة بعضها نحو بعض بحيث تصلان معًا إلى الشبكية وتشكلا صورة واضحة.
الرؤية القريبة. يعكس الجسم البعيد أو يصدر أشعة الضوء التي تنتشر عند دخولها العين. لذلك يحتاج الأمر إلى قوة أكبر لثني الأشعة وجمعها، فتقوم العدسة بهذه المهمة فيصبح شكلها أكثر دائرية وسمكًا في عملية تدعى تكيف العين.
إدراك العمق. هو قدرة الحكم على المسافة وسمك المواد. وبالنظر إلى كون العينين بعيدتين عن بعضهما بعضًا قليلاً فإن كلاً منهما ترى الجسم من زاوية مختلفة قليلاً. وهكذا ترسل كل عين رسالة مختلفة إلى الدماغ. وتتقاطع بعض الألياف العصبية في كل عين عند التصالب البصري وهكذا يتسلم كل جانب من الدماغ رسالة من كلتا العينين ويجمعهما للتوصل إلى الإدراك العميق للجسم.

إدراك العمق:

هو المقدرة على تقدير المسافة ومعرفة سمك الأجسام. ويتشابه نظام عدسة العين وعدسة آلة التصوير في تكوين صورة معكوسة، وبالتالي تشبه الصور المتكونة على الشبكية إلى حد كبير الصور المتكونة على فيلْم آلة التصوير. فالصورة مقلوبة من أعلى إلى أسفل ومن اليسار إلى اليمين. وتكون الصورة منبسطة كما في الصور الضوئية. وبالرغم من ذلك، يفسر الدماغ الصور كما هي في حقيقتها. وترجع مقدرة الدماغ على تفسير صورة الشبكية، معتدلة وغير معكوسة وبعمقها، إلى خبرة تصاحب الفرد منذ مولده.

ويلتقي العصبان البصريان للعينين عند نقطة تسمى التصالب البصري في قاعدة الدماغ. وفي التصالب البصري، تتعاكس أنصاف الألياف العصبية لكل عين، وتترابط مع ألياف العين الأخرى. ويستقبل كل جانب من الدماغ رسائل مرئية من كلتا العينين. وتدخل الألياف العصبية من النصف الأيمن لكل عين إلى الجانب الأيمن للدماغ. وتحمل هذه الألياف رسائل مرئية من الأجسام التي تقع على يسار الشخص. وتدخل الألياف العصبية من النصف الأيسر لكل عين إلى الجانب الأيسر للدماغ. وتحمل هذه الألياف رسائل مرئية من الأجسام التي تقع على يمين الشخص. ولهذا، فإن ضرر أي جانب من الدماغ ينتج عنه ضعف مجال الرؤية للشخص في الجانب المعاكس. وقد يحدث هذا الضرر نتيجة تعرضه لضربة أو ورم.

ويتباعد مركزا العينين عن بعضهما بحوالي 6,5سم. ولهذا السبب ترى كل عين الأشياء من زوايا مختلفة قليلاً، وترسل إلى الدماغ رسائل مختلفة نوعًا ما. ويمكن تمثيل ذلك الاختلاف بالتركيز على جسم قريب أولاً بعين واحدة مقفلة، ثم بعد ذلك بقفل العين الأخرى. وتُرى الصورة المرئية بكل عين بشكل مختلف قليلا. ويضع الدماغ الصورتين معًا، ويعطي الإدراك بالعمق، والذي يسمى أيضًا الرؤية المجسمة أو الرؤية ثلاثية الأبعاد. والصورة المتكونة لها سمك وشكل، ويستطيع الدماغ تقدير مسافة ذلك الجسم.

ويتطلب الإدراك الطبيعي للعمق أن تعمل العينان معا في عملية تسمَّى الرؤية بالعينين أو الاندماج. في هذه العملية تحرك العضلات العينين بحيث تقع الأشعة الضوئية القادمة من جسم ما عند النقطة المناظرة لكل شبكية. وعندما يقترب الجسم المرئي، فإن العينين تتجهان قليلاً نحو الداخل. وعند مشاهدة العينين لجسم بعيد، فإنهما غالبا ما تكونان متوازيتين. فإذا لم تقع الصورتان المرئيتان عند النقطتين المتناظرتين في كل شبكية، فالصورتان تكونان غير واضحتين أو تبدوان مزدوجتين أو يهمل الدماغ إحداهما.

وتكون الرسائل المرئية أقوى في إحدى العينين، وفي أحد جوانب الدماغ عند أغلب الأشخاص. ومعظم الناس يكونون يمينيّي الرؤية أو يساريّي الرؤية تماما مثل يمينيي اليد ويساريي اليد. فهم، مثلا، يفضــلون عينًا على الأخرى عند النظر في آلة التصوير أو البندقية.

التكيف للضوء والظلام:

يتحكم فيه جزئيًا بؤبؤ العين. وفي الضوء الشديد، قد يصغر بؤبؤ العين صغر رأس الدبوس، فيمنع العين من الضرر أو الانبهار بالضوء الشديد. وفي الظلام يتسع حتى يصل تقريبًا اتساع القزحية كاملا، فيمرر أكبر قدر ممكن من الضوء. ومع ذلك، يحدث في الشبكية معظم الجزء المهم من التلاؤم للضوء والظلام.

وتمتص صبغات عصي ومخاريط الشبكية الأشعة الضوئية. وتتكون الصبغات من بروتين وفيتامين أ. ويساعد فيتامين أ الصبغات في إعطائها ألوانها. ويُمكِّن اللون الصبغات من امتصاص الضوء. ويغير الضوء البناء الكيميائي لفيتامين أ، ويجعل الألوان بيضاء في الصبغات. وتولد هذه العملية إشارة كهربائية يوصلها العصب البصري. وبعد أن تصير الصبغات بيضاء، ينتقل فيتامين أ إلى جزء داخل الشبكية يعرف بالظهارة الشبكية المصبوغة. ويستعيد الفيتامين بناءه الكيميائي الأصلي في الظهارة الشبكية المصبوغة، ثم يعود للعصي والمخاريط، وهناك، يرتبط بجزيئات البروتين ويكوِّن صبغات جديدة.

ويحدث تجديد الرودوبسين ـ وهي الصبغة التي تمكن العين من الرؤية في الضوء الخافت ـ كثيرا في الظلام. وبعد تعرض العينين مباشرة للضوء الساطع حالاً، فإنهما لن يتمكنا من الرؤية جيدًا في الضوء الخافت بسبب تبيّض الرودوبسين. ويستغرق تجديد الرودوبسين ما بين 10 و30 دقيقة، معتمدًا على مقدار ما حدث من تبييض. وخلال هذه الفترة، تتأقلم العينان مع الظلام.

وتستغرق صبغات المخاريط التي تهيئ الرؤية الحادة في الضوء الساطع، وقتًا أقل من الرودوبسين في التجديد. وتتأقلم العينان للضوء الساطع بسرعة أكثر عما يحدث لها في الظلام. ويعتمد التكيف من الظلام إلى الضوء بصفة كبيرة على التغيرات داخل الخلايا العصبية للشبكية.

عيوب العين

تعتبر عيوب العين أكثر العلل الجسدية شيوعًا. ولاتعالج بعض العيوب، ولكن يمكن جعل البصر طبيعيًا باستخدام نظارات العين أو العدسات اللاصقة. ويستعمل ما يقرب من نصف سكان كثير من الدول المتقدمة نظارات أو عدسات لاصقة. ومع هذا، فإن أكثر من 10% منهم نظرهم دون المستوى العادي لأن عيوبهم شديدة جدًا. وتتضمن معظم العيوب الشائعة 1- الحسر 2- طول النظر 3- اللابؤرية 4- الحول 5- عمى الألوان.

الحسر (قصر النظر) يحدث عندما تلتقي أشعة الضوء الآتية عن بعد بالعين قبل أن تصل إلى الشبكية. وتكون الرؤية عن بعد معتمة، وحادة عن قرب. وتصحح الرؤية باستخدام نظارات ذات عدسات مقعرة أو عدسات لاصقة مقعرة توصل الأشعة إلى الشبكية.

الحَسَر:

ويسمى أيضا قصر النظر ويتصف برؤية غير واضحة للمسافات البعيدة، لكن تظل رؤية الأجسام القريبة واضحة باستثناء الحالات الحادة. وفي معظم حالات الحَسَر، تكون مقلة العين طويلة جدا من الأمام للخلف. ونتيجة لهذا، تتجمع الأشعة الضوئية الصادرة من الأجسام البعيدة قبل وصولها الشبكية. وعندما يصل امتداد الأشعة للشبكية يكوِّن صورة ضبابية. وتصحح نظارات العين ذات العدسات المقعرة والعدسات اللاصقة المقعرة معظم حالات الحَسَر بتجميع مسار الأشعة الضوئية بعضها مع بعض على الشبكية. وتكون العدسات المقعرة رقيقة في المنتصف وسميكة عند الأطراف. ★ تَصَفح: قصر النظر.

طول النظر يحدث إذا دخلت الأشعة الضوئية الآتية من الأجسام البعيدة العين خلف الشبكية قبل التقائها. وفي كثير من الحالات يمكن إصلاح الوضع بالعدسات للرؤية البعيدة الواضحة وليس للرؤية القريبة الواضحة. وتستعمل نظارات ذات عدسات لاصقة محدبة لهذا الغرض.

طول النظر:

يسمى أيضًا مد البصر ويحدث في معظم الحالات بسبب القصر الشديد في مقلة العين من الأمام للخلف. فإذا لم تتكيف عدسة العين، فإن الأشعة الضوئية الصادرة من الأجسام البعيدة تصل إلى الشبكية قبل تجمعها، مسببة صورة غير واضحة. وتظل عدسة العين العادية مستوية عند الرؤية البعيدة، وتصبح أكثر سمكًا عند رؤية الأجسام القريبة حيث تتجمع الأشعة على الشبكية. أما في العين المصابة بطول النظر فيجب أن تكون عدسة العين سميكة عند الرؤية الواضحة البعيدة. وحينئذ تستقبل العين الطويلة النظر صورة واضحة للأجسام البعيدة. لكن الاستخدام الدائم لعضلات الجسم الهدبي لتعديل شكل العدسة ربما يؤدي إلى إجهاد بصري أو صداع، بالإضافة إلى عدم استطاعة العدسة التحدب لكي ترى الرؤية الواضحة القريبة. وتعالج العدسات، المحدبة للنظارات، أو العدسات اللاصقة المحدبة، طول النظر. وتكون العدسات المحدبة أكثر سمكًا في المنتصف منها عند الأطراف. ★ تَصَفح: بعد النظر.

يبدأ تيبس عدسة عين الإنسان عندما تتراوح الأعمار ما بين 40 و50 سنة، وتفقد مقدرتها على التحدب، وتسمى هذه الحالة قصوّ النظر، ويتأثر بها تقريًبا كل الناس متوسطي الأعمار والشيوخ. وعند بلوغ الإنسان سن الستين تفقد العدسة كل مرونتها وتتكيف بصعوبة. وبسبب قصوّ النظر، يحتاج معظم الناس متوسطي الأعمار والشيوخ إلى نظارات للقراءة والأعمال القريبة للعين. فإذا استخدموا نظارات من قبل، فربما يحتاجون إلى نظارات جديدة عدساتها ثنائية البؤرة.

اللابؤرية تحدث إذا كانت الأشعة الضوئية جميعها لا تأتي معًا إلى نقطة واحدة في العين. ومعظم حالات اللابؤرية تتسبب في عتمة الرؤية القريبة والبعيدة. ويمكن تصحيح العيوب باستخدام نظارات ذات عدسات أسطوانية أو عدسات لاصقة أسطوانية.

اللابؤرية:

تنشأ عادة عن تشوه القرنية. ونتيجة للشكل الطبيعي، لا تتجمع الأشعة الضوئية الصادرة من الجسم بعضها مع بعض في نقطة واحدة في العين. وتتجمع بعض الأشعة على الشبكية. لكن ربما تتجمع الأشعة الأخرى قبل وصولها إلى الشبكية أو ربما تصل إلى الشبكية قبل تجمعها. وينتج عن اللابؤرية في معظم الحالات رؤية غير واضحة للمسافات القريبة والبعيدة. وفي الحالات المعتدلة، تكون الرؤية واضحة، لكن ربما يصحبها إجهاد عيني أو صداع. وربما تتلازم اللابؤرية مع الحسر وطول النظر وقصو النظر. ويصف الأطباء نظارات أو عدسات لاصقة لها مكونات أسطوانية لتصحيح اللابؤرية. وللعدسات الأسطوانية قدرة انحناء كبيرة في أحد المحاور دون المحاور الأخرى. ★ تَصَفح: اللابؤرية.

الحول:

ينشأ عن عدم استعمال العينين معًا. تنحرف إحدى العينين (تنعطف بعيدًا في أحد الاتجاهات) في كل الوقت أو جزئيًا. وفي معظم الأحوال تنعطف العين المنحرفة، إما تجاه الأنف وتعرف بحالة الحول، أو تجاه الجانب وتعرف بحالة الحول الوحشي. ويحدث الحول غالبًا للأطفال الصغار. وترى كل عين جزءًا مختلفًا من المنظر وتبعث إلى الدماغ برسالة مختلفة تمامًا. وفي معظم الحالات، يحاول الدماغ إهمال الرسالة الضعيفة المرسلة من العين المنحرفة. وقد تحدث أيضًا رؤية غير واضحة أو مزدوجة. ويمكن تصحيح كثير من حالات الحول إذا ما اكتشفت مبكرًا. ويعالج الحول بالنظارات وقطرات العين وجراحة عضلات إحدى العينين أو كلتيهما أو توضع ضمادة فوق إحدى العينين لفترة من الزمن، وفي معظم الحالات تكون للعين غير المنحرفة. وربما تضعف رؤية العين المنحرفة بصفة دائمة، إذا لم يعالج الحول مبكرًا، وتسمى هذه الحالة الغمش الحولي أو العين الكسولة. ★ تَصَفح: الحول.

عمى الألوان:

لايستطيع قليل من الناس تمييز الألوان على الإطلاق. ويحدث في معظم حالات عمى الألوان خلط في رؤية بعض الألوان مع الألوان الأخرى. فمثلاً، يظهر الجسم الأخضر بُنيًا. ويتسبب التوزيع غير الطبيعي لصبغات مخاريط الشبكية في عمى الألوان. وتبدأ تقريبًا كل حالات عمى الألوان عند الولادة، ويصاب بها الذكور أكثر من الإناث. ولاتصحح هذه الحالة، لكنها تتطور إلى الأسوأ. ★ تَصَفح: عمى الألوان.

أمراض العين

ربما تصيب الأمراض أي جزء من العين. وتعد أمراض العين الأسباب الأساسية لجميع أنواع العمى، وتسبب الإصابات الباقي. وتشمل أمراض العين :

1- الكتاراكت (إعتام عدسة العين) 2- المياه الزرقاء 3- أمراض الأجزاء الخارجية 4- أمراض الصُّلْبة 5- أمراض القرنية 6- أمراض السبيل العنبي 7- أمراض الشبكية 8- أمراض العصب البصري.

غرْس جراحي لعدسة بلاستيكية داخل المقلة يُجْرى للحفاظ على الرؤية العادية لمريض الكتاراكت. يغيِّم الكتاراكت (السد) عدسة العين مسببًا فقدان النظر. وهذه العدسة، داخل المقلة، مثبتة في ثقب داخل القرنية تم حفرها جراحيًا.

الكتاراكت:

(السد أو الساد أو الماء الأبيض). حالة يكون فيها جزء من العدسات أو كلها معتمًا. ويسمى الجزء المعتم من العدسة أيضا بالكتاراكت. فإذا غطت العتامة جزءًا كبيرًا من العدسة أو مركزها، فإن ذلك يؤدي إلى الفقد الشديد للرؤية، أو حتى العمى. ومع ذلك، تسبب بعض حالات السّد قليلاً من عدم الرؤية أو لاتسببه. وينتج معظم السّد من التقدم في العمر. وتستأصل العدسة جراحيًا إذا تسبب السد في فقد البصر بحيث يعوق النشاط اليومي للشخص. ويضع الشخص المصاب نظارة قوية أو عدسات لاصقة كي يرى جيدًا. وفي بعض الحالات، يستبدل الجراح بالعدسة المصابة عدسة بصرية داخلية بلاستيكية. ★ تَصَفح: الكتاراكت.

الماء الأزرق:

أو الجلوكوما مرض ينتج عن عدم التصريف السليم للخلط المائي ـ وهي السائل المغذي للقرنية والعدسة ـ ويزيد الضغط داخل العين، وإذا لم يعالج، يقضي على العصب البصري. وفي النوع الأكثر شيوعًا المسمى الماء الأزرق الأولي ذو الزاوية الواسعة، تضيق الرؤية الجانبية تدريجيًا، وربما ينتج في آخر الأمر العمى التام. ويحدث الماء الأزرق ذو الزاوية الواسعة أساسًا للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على الأربعين عامًا، ويسمى أيضًا الماء الأزرق البسيط المزمن. ويبدأ غير ملحوظ لدى معظم الناس حتى تفقد بعض الرؤية، وحينئذ يمكن لاختصاصي النظارات أو اختصاصي العين معرفة المرض بسرعة بعد تطوره. ويعالج اختصاصيو العين معظم حالات الماء الأزرق ذي الزاوية الواسعة بقطرات العين أو الدواء، لخفض الضغط في العين، وبذلك يتوقف ضرر العصب البصري. ويجب على المريض استعمال الدواء طوال حياته. فإذا لم يفلح الدواء في العلاج، فإن الجرّاح يشق قناة تصريف جديدة للخلط المائي، أو يعيد فتح القنوات القديمة باستخدام أشعة ضوئية مركزة ذات طاقة عالية من جهاز الليزر.

ويحدث فجأة، وفي أي عمر، نوع من الماء الأزرق يسمى الماء الأزرق ذو الزاوية الضيقة أو الماء الأزرق الحاد. وتتضمن أعراضه ألمًا في العين أو في الجبين، ويرى المريض هالات أو أقواس قزح. ومن الضروري إجراء جراحة عاجلة أو معالجة بالليزر لتجنب العمى.


اضطرابات الأجزاء الخارجية للعين.
تشاهد في الرسم التوضيحي أربع حالات خاصة بالاضطرابات الخارجية للعين. فبثرة العين تصيب الجفن، و البردة قد تشكل ورما تحت الجفن و التهاب الملتحمة يمثل حالة أخرى، كما أن النزف تحت الملتحمة قد يحدث نتيجة قطع أوعية دموية داخل الملتحمة. وهذة الحالة لا ضرر منها و تشفى خلال أسبوع أو أسبوعين.

البردة
نزف تحت الملتحمة
بثور العين
التهاب الملتحمة

أمراض الأجزاء الخارجية:

يمكن أن تصيب الأجزاء الخارجية للعين أمراض مختلفة. وبثور العين عدوى تصيب جيوب رموش العين. وتشبه بثور العين الدمل على حافة الجفن. وتعالج بثور العيون بوضع قطعة قماش مبللة ودافئة أو باستعمال المضادات الحيوية الموصوفة طبيًا. وفي بعض الأحيان، تجرى جراحة صغيرة لاستخراج الصديد من بثور العين ★ تَصَفح: بثور العين.

والبردة غدة مغلقة على الجفن. فإذا حدث التهاب للغدة، فربما يتكون ورم تحت الجفن. وتعالج الغدة المصابة بطريقة بثرة العين نفسها. وعند التخلص من الالتهاب تجرى جراحة صغيرة لاستئصال البردة.

والتهاب الملتحمة، وهي الغشاء المبطن للجفون والمغطي لجزء من مقلة العين، مرض يصيب الملتحمة. وبعض أنواع التهابات الملتحمة تسمى التهابات الملتحمة السارية أو العين الوردية. وربما ينتج هذا المرض بسبب التهاب، أو حساسية، أو بعض المواد، مثل الدخان أو مزيج من الدخان والضباب وتصبح العين حمراء ودامعة، وربما يتكون صديد. وتكون أنواع عديدة من التهابات الملتحمة معدية، وتنتشر العدوى غالبًا إذا ما استعمل أي شخص منشفة مريض أو استحم في مسبح استخدمه ذلك المريض. ويعالج الأطباء التهاب الملتحمة بقطرات العين غالبًا، كما ينصحون المرضى أيضا باتخاذ الاحتياطات لتجنب نقل عدوى المرض للآخرين. ★ تَصَفح: التهاب الملتحمة.

ويسمى أشد أنواع التهاب الملتحمة التراكوما ويسببه كائن حي مجهري. ويعالج المرض بالعقاقير أو الجراحة أو كليهما. ويعد مرضًا نادرا في البلدان المتقدمة، ولكنه السبب الرئيسي المؤدي إلى العمى في كثير من البلدان النامية. ★ تَصَفح:التراكوما.

أمراض الصلبة:

وهي أمراض غير شائعة. والصلبة هي الجزء الأبيض من العين، ويسمى احمرار الصلبة التهاب الصلبة. وينتج معظم حالات التهاب الصلبة من العدوى أو الحساسية. ويعالج الأطباء التهاب الصلبة بقطرات العين أو الأقراص.

أمراض القرنية:

وهي من ضمن معظم الاضطرابات الشائعة للعين. والقرنية لها حماية أقل من أي جزء آخر من مقلة العين. وربما تخدش القرنية مصادفة من ظفر أو من أي جسم يدخل العين، وينتج عن ذلك إصابة مؤلمة. وربما يسبب فيروس الحلأ البسيط التهاب القرنية، وهو الفيروس نفسه المسبب لالتهاب البرد. ويعالج الأطباء التهاب القرنية بالمضادات الحيوية، وتكون في شكل قطرات أو مراهم غالبًا.

ويؤدي مرض يسمى تمخرط القرنية إلى تشوه القرنية. ومع تزايد المرض، تصبح القرنية مخروطية الشكل. وفي المراحل الأولى، يعالج تمخرط القرنية بالنظارات أو العدسات اللاصقة. وفي الحالات الشديدة، ربما تستأصل القرنية بالجراحة وتوضع مكانها قرنية شخص توفي حديثًا. ويؤتى بها من هيئة تسمى بنك العيون. ★ تَصَفح: بنك العيون. وتعرف هذه العملية بزراعة القرنية أو تطعيم القرنية وتستعمل لمعالجة كثير من اضطرابات القرنيات.

أمراض السبيل العنبي:

يسمى التهاب السبيل العنبي الالتهاب العنبي. وتشمل هذه الأمراض التهاب القزحية والالتهاب الهدبي وهو التهاب الجسم الهدبي، والالتهاب المشيمي وهو التهاب المشيمية. وفي حالات كثيرة، لايمكن معرفة مسببات هذه الأمراض. ويعالج الأطباء هذه الحالات بوصف علاج طبي لتخفيف الالتهاب. ويمكن أن يهاجم السبيل العنبي بورم سرطاني يسمى الملانوم. ويلجأ الأطباء إلى استئصال الورم أو العين كلها، وربما يلجأون لطرق أخرى، مثل العلاج الإشعاعي لمنع انتشار السرطان.

جراحة العين تجــرى غـالبا بمساعدة مجهر (ميكروسكوب) لتكبير تركيبات العين الدقيقة والناعمة.

أمراض الشبكية:

يمكن أن يصيب الشبكية عدد من الأمراض. ومن بين معظم المسببات الشائعة للحالات الحديثة من العمى الاعتلال الشبكي السكري. ويفقد عدد قليل من مرضى السكري رؤيتهم على نحو خطر بسبب هذا المرض. وبعد سنوات من الإصابة بداء السكري، ربما ترشح الأوعية الدموية للشبكية أو تنسد أو تكبر. وربما تسبب هذه الحالات دخول الدم إلى الخلط الزجاجي وهو سائل هلامي شفاف داخل مقلة العين. ويسبب الدم عتامة غير شفافة للخلط الزجاجي ويحدث العمى. وفي بعض الحالات تجرى عملية جراحية كبيرة تسمى استئصال الخلط الزجاجي لإزالة الدم والاحتفاظ بالرؤية. وفي عمليات أخرى، وقبل دخول الدم للخلط الزجاجي، يمكن تحطيم الأوعية المرضية في الشبكية بشعاع الليزر.

ويسبب الاعتلال الشبكي ـ واضطرابات أخرى كثيرة ـ للعين حالات الانفصال الشبكي. وفي هذه الحالة، تنفصل الشبكية بعيدًا عن المشيمية. ويمكن تصحيح الانفصال الشبكي جراحيًا بتمزيق أطراف جدار المقلة، وبهذا تلتقي المشيمية مع الشبكية. وعند نجاح هذه العملية، فإن الشبكية ستظل متصلة بالمشيمية. ولايستطيع نسيج الشبكية الهش تحمل الأدوات الجراحية، ولهذا لايمكن دفعه للخلف لمقابلة المشيمية.

تتأثر البقعة الصفراء، وهي جزء الشبكية المسؤول عن الرؤية المركزية الحادة، بواحد من مجموعة الأمراض المسماة التنكس البقعي. ويفقد المريض قدرته على رؤية الأجسام المتجهة إليها العينان مباشرة لكن يظل محتفظًا برؤيته الجانبية. وبعض حالات فساد البقعة الصفراء وراثي. وهناك حالات أخرى تكتسب مع تقدم العمر وتسمى فساد التنكس البقعي الشيخوخي. وتعطي وسائل تكبير خاصة بعض المرضى رؤية كافية للقراءة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المعالجة بالليزر، حالما اكتشفت مشاكل الرؤية، تمنع أو تؤجل الفقد الخطير في الرؤية لبعض المرضى.

ويؤثر أساسًا على عصي ومخاريط الشبكية مجموعة أمراض تسمى الالتهاب الشبكي الصبغي. وأحد الأعراض هو العشا (العمى الليلي) حيث يرى الشخص، في الإضاءة الضعيفة أو بالليل، بصعوبة بالغة أو لايرى على الإطلاق. ويفقد كثير من المرضى الرؤية الجانبية، ويرون فقط رؤية أنبوبية. وبعضهم يتدرج حتى يصبح كفيفًا. وفي حالات عديدة يكون الالتهاب الشبكي الصبغي وراثيًا. ولايوجد بعد علاج مؤثر للالتهاب الشبكي الصبغي.

ويسمى سرطان الشبكية ورم أرومة الشبكية. ويكون المرض وراثيًا في حالات كثيرة، ويتكون ورم في شبكيـة الأطفـال الذين تقـل أعمارهم عن خمس سنوات. وفي أغلب الأحوال، تتأثر العينان ويعالجه الأطباء بالأشعة السينية أو بالعقاقير. وقد يتحتم إزالة العين لبعض المرضى.

ويضر مرض الدم المسمّى فقر دم الخلية المنجلية أجزاء كثيرة من الجسم، وربما يؤدي في آخر الأمر إلى الوفاة. ومع تطور المرض، يمكن أن يسبب حالة تعرف باسم الاعتلال الشبكي للخلية المنجلية. وفي هذه الحالة ربما تتخثر الأوعية الدموية للشبكية أو تبدأ في الانتفاخ وتنزف دمًا. وفي حالات كثيرة، يحدث العمى. وتعالج بعض حالات الاعتلال الشبكي للخلية المنجلية بالليزر أو بجراحة العين بنجاح تام.

وربما يحدث لبعض الرضع الخوادج حالة تسمى التليف خلف العدسة. وكانت هذه الحالة ـ التي قد تؤدي إلى العمى ـ تلاحظ عادة في الرضع الخوادج في حضانات تمدهم بالدفء والأكسجين لمساعدتهم على التنفس. ويؤدي التركيز العالي من الأكسجين إلى تطور غير عادي للأوعية الدموية للشبكية، مما يسبب رؤية ضعيفة أو العمى. واليوم يستقبل الرضع الخوادج في حضاناتهم 40% فقط من الأكسجين. ونتيجة لهذا، لاترى هذه الحالة إلا نادرًا.

وقد حدثت هذه الحالة أيضًا لبعض الرضع الخوادج الذين لم يستقبلوا مستوى عاليًا من الأكسجين. ولم يتأكد العلماء بعد من أسباب هذه الحالات.

أمراض العصب البصري:

ربما يؤدي التهاب العصب البصري و تهيج العصب البصري، والأورام، والعدوى، وأمراض أخرى إلى ضرر العصب البصري. ولايمكن علاج جميع أمراض العصب البصري.

العناية بالعين

منع إصابة العين:

تتسبب اللطمات على العين، أو الجسيمات التي تدخل العين والحروق الكيميائية، والانفجارات، والأسلحة النارية في معظم الإصابات الشائعة للعين. ويمكن تفادي معظم هذه الإصابات. فمثلاً، تحمي نظارات الوقاية ومناظير الوقاية العينين من الجسيمات المتطايرة من المنشار الكهربائي ودواليب الطحن وبعض الآلات الكهربائية. ويضع بعض اللاعبين الرياضيين نظارات وقاية لتفادي إصابة العين من الكرات، والمضارب، وأقراص الهوكي المطاطية، وأدوات رياضية أخرى. وفي معظم الحالات، يمكن إزالة ذرات الغبار أو الجسيمات الأخرى التي تدخل العين بطرف العين بلطف أو غسل العين بماء كثير. فإذا لم يخرج الجسم وجب إزالته بمعرفة الطبيب. وإذا التصقت بالقرنية شظية من الزجاج أو المعدن، أو الخشب ـ أو أي جسيم آخر، وجب أيضا اللجوء للطبيب لإزالتها. فإذا دخلت العين كيميائيات، وجب غسلها فورًا بكميات كبيرة من الماء واستشارة طبيب في الحال.

ويمكن أن تصاب العينان أيضا من خلال الاستخدام الخاطئ للعدسات اللاصقة، وماكياج العين، وحمامات الشمس. فإذا وضعت العدسات اللاصقة غير النظيفة في العينين، فإن الالتهاب يزيد. ويجب أيضا أن تكون اليدان نظيفتين. ويحذر ترطيب العدسات اللاصقة باللعاب قبل وضعها في العينين. وربما يحدث التهاب العين أيضا من المشاركة في استخدام مستحضرات تجميل العين أو من ترطيب مستحضرات التجميل باللعاب قبل استخدامها. كما يمكن أن يسبب ضوء المصباح الشمسي حروقا مؤلمة للقرنية. ويجب وضع نظارات حماية خاصة عند استعمال المصباح الشمسي وعلى الشخص ألا ينظر مباشرة إلى الشمس، حتى عند كسوفها. ويسبب النظر إلى الشمس من خلال التلسكوب أو المنظار ثنائي العينين ضررًا حادًا للشبكية.

متى تستشير طبيبًا للعيون :

ينصح الأطباء بفحص العين لكل شخص، بعد الولادة مباشرة، وكل عدة سنوات حتى سن الأربعين. وبعد ذلك، يجب فحص العينين مرة تقريبًا كل عام، وتفحص العينان في أي وقت إذا استمرت إحدى الحالات الآتية :

1 - رؤية غير واضحة.
2 - دعك العين بصفة دائمة.
3 - الحول.
4 - صعوبة رؤية الأجسام القريبة والبعيدة.
5 - رؤية مزدوجة.
6 - تدلي الجفون.
7 - إفراز زائد للدموع من العينين.
8 - الإحساس بوجود جسيمات في العينين.
9 - ألم في العينين أو الحواجب.
10- ضعف الرؤية لإحدى العينين عن الأخرى.
11- احمرار العينين.
12- رؤية ومضات الضوء أو بقع أمام العينين.
13- رؤية الضوء محاطًا بهالات أو أقواس قزح.
14- حساسية العينين للضوء.
15- الحول الوحشي.
16- ظهور اللون الأبيض أو الأصفر للبؤبؤ.

إجراء الفحوص الدورية للعين:

ينصح الأطباء بفحص العينـين بعد الولادة مباشرة، وكل عـدة سنوات حتى سن الأربعين. وبعد ذلك يجب فحص العينين مرة تقريبًا كل عام. ويجري فحوصات العـين مصحح البصر (خبير البصريات) أو طبيب العيــون. ويرخص لمصححي البصر، وهم مهنيون غير أطباء، اختبار النظر وصف النظارات والعدسات اللاصقة اللازمة لتصحيح العيوب. ويُسمَّى أطباء العيون أحيانا الكحالون وهم أطباء متخصصون في العين يجرون اختبار النظر ووصف النظارات والعدسات اللاصقة ومعالجة أمراض العين بالعقاقير أو الجراحة. وبائعو النظارات يصنعون ويبيعون النظارات والعدسات اللاصقة الموصوفة من مصححي البصر أو الكحالين.

ويفحص أحد أهم الإجراءات المألوفة في فحص العين حدة الإبصار (حدة الرؤية) على مسافة. ويتضمن هذا الاختبار قراءة حروف من لوحة خاصة موضوعة على مسافة ـ عادة 6م. وتصغر حروف كل سطر عن حروف السطر الأعلى. وعندما يقرأ الشخص جميع السطور التي يمكن أن تراها العين الطبيعية من بعد 6م، فهذا يعني أن له حدة إبصار عادية. ويعبر عن هذه الرؤية بالكسر 20/20 (6/6 في النظام المتري). وعندما يكبر مقام الكسر، فهذا يعني عيبًا في الرؤية. مثلاً الشخص ذو الرؤية 20/40 ¸6/12· يمكن أن يقرأ من مسافة 6 أمتار كل السطور التي تقرأها العين الطبيعية من بعد 12م. وتفحص كل عين على حدة. وربما تكون رؤية إحدى العينين أفضل من الأخرى. ويفحص مصححو البصر وأطباء العيون أيضًا الرؤية القريبة والرؤية الجانبية.

ويفحص أطباء العيون ومصححو البصر داخل العين إذا ما ظهرت أي علامة للمرض. ويفحص هؤلاء المتخصصون الأوعية الدموية للشبكية وألياف العصب البصري بالنظر خلال البؤبؤ بأجهزة مختلفة. وحالة هذه التراكيب تعطي مؤشرًا ليس فقط لمرض العين ولكن أيضا لمراحل تطور حالات مثل داء السكري وضغط الدم المرتفع. ولهذه الأسباب ينظر الأطباء داخل العين جزءًا من الفحص الروتيني الطبيعي.

عيون الحيوانات

أيقونة تكبير عيون بعض الحيوانات
لمعظم الحيوانات أعضاء من الأنواع الحساسة للضوء ـ وأكثر هذه الأعضاء بساطة ما يسمى البقع العينية. توجد بقع عينية على أجسام الديدان الشريطية ونجمة البحر وبعض اللافقاريات الأخرى، وهي مساحات حساسة للضوء. ويمكن لهذه الأعضاء التمييز بين الضوء والظلام لكنها لاتستطيع تكوين صور.

وللافقاريات الأخرى أعين حقيقية. ولمعظم الحشرات عينان كبيرتان مركبتان وتتكون هذه الأعين من عدسات عديدة صغيرة جدا. وتستقبل كل عدسة الأشعة الضوئية القادمة من اتجاه واحد، أي جزء واحد صغير من المنظر الذي تراه الحشرة. تتجمع هذه الأجزاء الصغيرة وتكون صورة. وعند العديد من الحشرات البالغة أيضا ثلاث أعين بسيطة تقع على شكل مثلث بين الأعين المركبة. ولكل عين بسيطة عدسة واحدة. ولاتكون العدسات البسيطة صورًا، ولكنها تستجيب للضوء بسرعة. ويوجد لمعظم القشريات، مثل السرطانات البحرية عينان مركبتان، وأنواع أخرى عديدة لها أيضاً عين بسيطة. وللعنكبوت أعين بسيطة فقط. وعند معظم العناكب ثماني أعين مرتبة بحيث يمكن للعناكب الإحساس بالحركة بانتقال ضوء الجسم المتحرك من عين لأخرى.

ولمعظم الفقاريات أعين تشابه في تركيبها عين الإنسان. ومع ذلك تختلف هذه الأعين كثيرًا في بعض التفاصيل. فمثلاً لمعظم الفقاريات التي تعيش في الظلام التام، كما في الكهوف العميقة، أعين دقيقة يمكنها الرؤية قليلاً أو لاترى شيئا على الجانب الآخر، وللبوم وبعض الحيوانات الأخرى التي تصطاد ليلاً، بؤبؤ وأعين كبيرة جدًا تمكنها من الرؤية الحادة في الضوء الضعيف. وللقطط أيضًا رؤية ليلية جيدة، ويعكس تركيب في العين يشبه المرآة يسمّى بساط المشيمية الضوء على الشبكية. وعندما ينعكس الضوء من أعين القطة ليلاً، يعطيها هذا التركيب بريقا.

ولمعظم الطـيور ثلاثـة جفون، جفن علوي وجفن سفلي وغشاء رامش يتحرك جانبيًا. وتستخدم الحيوانات الغشاء الرامش لطَرْف العين، وتغلق الجفنين العلوي والسفلي عند النوم. وللطيور من بين جميع الحيوانات ـ بما في ذلك الإنسان ـ رؤية حادة. فمثلاً، يمكن للنسر أن يرى حيوانًا ميتًا على الأرض من ارتفاع يصل إلى 4كم.

إختبر معلوماتك :

  1. ما أجزاء العين التي تعدل بؤرة الأشعة الضوئية على الشبكية ؟
  2. كيف تختلف استجابة صبغات المخاريط والعصي للضوء ؟
  3. ما الأعين المركبة ؟ وما الأعين البسيطة ؟
  4. ما عمل العصب البصري ؟
  5. ما الذي يجعل القرنية شفافة ؟
  6. ما الحول ؟ وما السد ؟ وما المياه الزرقاء ؟
  7. ما الجزء الموجود في مقلة العين والذي ينظم كمية الضوء التي تدخل العين ؟
  8. لماذا يحتاج الناس متوسطو الأعمار والمسنُّون لنظارات القراءة والأعمال القريبة من العين ؟
  9. ما الاعتلال الشبكي السكري ؟
  10. لماذا تعجز عين الإنسان عن تكوين صورة واضحة للجسم الموجود على مسافة قريبة والموجود على مسافة بعيدة في نفس الوقت؟

المصدر: الموسوعة العربية العالمية