الرئيسيةبحث

النظارات ( Glasses )



النظارات قد تكون لها عدسات ذات بؤرة واحدة أو ذات بؤرتين أو ذات ثلاث بؤرات. فالعدسة ذات البؤرة الواحدة لها نقطة بؤرية واحدة، والعدسة ذات البؤرتين لها نقطتان بؤريتان، واحدة للرؤية البعيدة والأخرى للرؤية القريبة. والعدسة ذات البؤرات الثلاث لها بؤرة ثالثة للرؤية المتوسطة.
النظارات زوج من العدسات مثبت في إطار أمام العينين. ويستخدم الناس النظارات أساسا لتصحيح أخطاء الرؤية. وتوصف معظم النظارات الطبية بوساطة اختصاصي العيون. ويستخدم كثير من الناس أحيانًا نظارات لاتستلزم وصفة طبية وتتضمن النظارات الشمسية ونظارات السلامة. وهذه النظارات تشترى بدون استشارة طبيب العيون.

لا أحد يعلم بدقة متى وأين استخدم الناس النظارات لأول مرة. ولكن تشير الأبحاث إلى أن للعلماء العرب والمسلمين الإسهام الأكبر في ذلك، حيث وظف ابن الهيثم (ت 429هـ، 1038م) علم البصريات في حساب الانعكاس الذي يحدث في قطاع المرآة الكروية أو المخروطية، وكبَّر المرئيات بوساطة الزجاج الحارق والعدسة، وبذلك مهد الطريق لصنع أول نظارة طبية فيما بعد.

ويرجح أن يكون الأوروبيون قد استخدموها في القرن الثالث عشر الميلادي. سجل الرحالة والتاجر ماركو بولو رؤيته لأناس في الصين يضعون نظارات إبان عام 1375م. وتزايد الطلب على النظارات للقراءة بعد تداول الكتب المطبوعة في نهاية القرن الخامس عشر الميلادي.

خلال القرن السادس عشر بدأ الناس استخدام النظارات للرؤية البعيدة بوضوح. واخترع العالم والسياسي الأمريكي بنجامين فرانكلين النظارة ثنائية البؤرة في عام 1784م، وتنقسم النظارة ثنائية البؤرة إلى عدستين إحداهما للقراءة والأخرى للرؤية البعيدة.

النظارات الطبية:

تساعد العين على تجميع الأشعة في بؤرتها الصحيحة، ولتكوين صورة واضحة يجب على العين مُبَاءرة (تجميع) الأشعة الضوئية على الشبكية، وهي التي تحتل الجزء الخلفي من العين. وتنتج عن عدم تجمع الأشعة في بؤرتها على الشبكية صورة غير واضحة. وتتضمن المشاكل الشائعة بسبب عدم تكون الصورة في بؤرتها الصحيحة على الشبكية، والتي يمكن علاجها بالنظارات: قصر النظر، وبعد النظر، وبصر الشيخوخة، والحول، واللابؤرية.

يحدث قصر النظر، ويسمى أيضا الحسر، إذا ماتجمعت الأشعة المنعكسة من الأجسام البعيدة في بؤرة قبل الوصول إلى الشبكية. ويرى الأشخاص الذين يعانون من قصر النظر الأجسام القريبة بوضوح، أما البعيدة فتكون مطموسة المعالم. ويصحح قصر النظر عدسات مقعَّرة وهي رفيعة في منتصفها وسميكة في طرفها. ★ تَصَفح: قصر النظر.

في حالة بُعد النظر والمعروف أيضا بطول البصر، تصل الأشعة المنعكسة من الأجسام القريبة إلى الشبكية قبل تجمعها في البؤرة. ويمكن للأشخاص الذين يعانون من بُعد النظر عامة رؤية الأجسام البعيدة بوضوح، في حين تكون الأجسام القريبة غير واضحة. ويصحح بُعد النظر عدسات محدبة وهي سميكة في منتصفها ورفيعة في حوافها. ★ تَصَفح: بعد النظر.

ويتعرض كل الناس تقريبًا لقصور البصر في الأربعينيات من العمر. وهذه الحالة تؤدي إلى فقد القدرة على رؤية الأجسام القريبة بوضوح. ويحتاج هؤلاء الأشخاص إلى عدسات محدبة للقراءة أولممارسة أعمال قريبة.

يعاني بعض الأطفال من الحول، وفيه تنظر العينان في اتجاهين مختلفين. هناك حالات كثيرة من الحول تنشأ عن بُعد النظر الحاد. والنظارات التي تصحح بُعد النظر تكون مناسبة لتمكين العينين من الرؤية في نفس الاتجاه. وبدون التصحيح بالنظارة يمكن أن تضعف إحدى العينين تدريجيًا. ★ تَصَفح: الحول.

تنتج اللابؤرية عندما تلتقي الأشعة الضوئية في موضعين داخل العين، مكونة صورًا غير واضحة ومتغيرة المعالم. وفي معظم الأحيان تنشأ اللابؤرية من اختلال استدارة القرنية، وهي الغشاء الشفاف الذي يغطي الجزء الملون للعين. وتصحح اللابؤرية بعدسات أسطوانية. ★ تَصَفح: اللابؤرية.

النظارات إما أن تكون عدساتها ذات بؤرة واحدة، أو ثنائية البورة (ذات بؤرتين)، أو ذات ثلاث بؤرات. والعدسة ذات البؤرة الواحدة لها نقطة بؤرية واحدة أي أن جميع الأشعة الضوئية التي تمر خلالها تتجمع في نقطة واحدة. في العدسة ذات البؤرتين فإن الجزء العلوي للعدسة له بؤرة مختلفة عن الجزء السفلي. فالجزء العلوي يستخدم للرؤية البعيدة والجزء السفلي للرؤية القريبة. والعدسة ذات البؤرات الثلاث لها بؤرة ثالثة في منتصف العدسة. وهذا الجزء من العدسة يمكِّن الشخص من رؤية الأجسام متوسطة البعد.

اختصاصي العيون يقوم بفحص عيني أحد المرضى لتقرير حاجته إلى نظارة.

كيفية وصف النظارات وصناعتها:

توصف النظارات على أساس فحص العين عند طبيب العيون (اختصاصي البصر) أو عند أخصائي قياس البصر (خبير البصريات). ويعالج طبيب العيون، وهو المتخصص طبيا، مشاكل العين. ويفحص أخصائي قياس العين ويشخِّص مشاكلها ويصف النظارة. والمتخصصون في قياس البصر ليسوا مؤهلين طبيًا.

عندما تدخل أشعة الضوء العين فإنها تنكسر (تنحني)، وخلال مرحلة فحص الانكسار، فإن الطبيب أو الأخصائي الفني يقيس مقدار الزيادة أو النقص في زاوية انكسار مسار الأشعة حتى تتجمع على الشبكية. وينظر المريض خلال عدسات مختلفة ثم يكتب له الطبيب الفاحص الوصفة التي تمكنه من الرؤية الأفضل.

تُصنع عدسات النظارات بوساطة عمال حرفيين مهرة، فهم يشكلونها حسب الوصفة الطبية. ويثبت صانع النظارات العدسات في الإطار الذي اختاره المريض، كما يقوم بضبط الإطار كي يلائم الشخص تماما ويضعه بارتياح. وتصنع العدسات من الزجاج أو البلاستيك، والعدسات يجب أن تقاوم الصدمات ولا تتحطم من اللطمات متوسطة القوة.

النظارات غير الطبية:

يمكن أن تُشترى النظارات غير الطبية بدون فحص العين، وهي تباع في متاجر كثيرة. فالنظارات الشمسية لها زجاج ملون على نحو خفيف، أو عدسات بلاستيكية تختزل وهج أشعة الشمس الضارب بالعين. العدسات ذات اللون الرمادي الداكن، هي الأفضل كفاءة، ولكن العدسات الخضراء والبنية مفيدة أيضا. والعديد من النظارات الشمسية تحتوي على عدسات بلاستيكية مستقطبة ترشح الوهج المنعكس من الأسطح المستوية. ★ تَصَفح: الضوء المستقطب. ونظارات السلامة تصنع من البلاستيك أو من زجاج قوي جدا، فهي تحمي العين من الأذى الناتج من المواد الكيميائية أو من شظايا الفلزات أو من مواد أخرى. وفي بعض الصناعات يطلب من العمال وضع هذه النظارات. وبعض الناس يشترون نظارات غير موصوفة طبيًا، ولكن عدساتها تكبر الأشياء. ومثل هذه النظارات تستخدم للقراءة.

★ تَصَفح أيضا: العدسة اللاصقة ؛ العدسة ؛ العلوم عند العرب والمسلمين (الفيزياء).

المصدر: الموسوعة العربية العالمية