الجوهرة ( Gem )
☰ جدول المحتويات
الجواهر أحجار ثمينة أو شبه ثمينة جرى تقطيعها وصقلها بغرض استعمالها مجوهرات. |
ومعظم أحجار الجواهر من المعادن، كما يكون بعضها ذا أصل عضوي حيوي. فمثلاً يتشكّل اللؤلؤ داخل أصداف المحارات، كما يعدُّ الكهرمان مادة صمغية متحجرة من أشجار الصنوبر القديمة، ويتكون المرجان من هياكل حيوانات بحرية دقيقة. أما الكهرمان الأسود فهو خشب أحفوري ذو علاقة بالفحم الحجري.
والعديد من أحجار الجواهر جميل ومتين لايبلى. كما يكون نادر الوجود ليّنًا إلى حد يحول دون استعماله في صياغة المجوهرات. وكثير من أحجار الجواهر الصناعية جميل ومتين، ولكنه ليس نادرًا أو ثمينًا.
نوعيات معادن الجواهر
معظم الجواهر معادن، وبعضها كالكهرمان، والمرجان واللؤلؤ نتج بفعل الكائنات الحية أو الكائنات الحية القديمة. |
شكل البلَّورة:
يختلف شكل البلُّورة باختلاف معدن الجوهرة. ويكون لكل بلورات النوع الواحد من معادن الجواهر نمط التماثل نفسه (تماثل ترتيب الأوجه). فمثلاً يتبلور الماس وفق نظام متساوي الأبعاد (أحد أنظمة نظام المكعب).ويكون في معظم الحالات على شكل ثماني الأوجه (هرم مزدوج). ★ تَصَفح: البلورة.اللون:
يساهم اللون في تحديد جمال وقيمة وفخامة أو روعة الجَوْهَرة، ولكن اللون لايعدُّ صفة مثالية للتعرف على الجواهر. وذلك لأن أنواعًا من أحجار الجواهر يمكن أن تكون ذات ألوان متشابهة. فمثلاً تكون الألوان الزرقاء لبعض الزمرد الأخضر والتوباز غالبًا متشابهة. وبالإضافة لهذا، فإن معدن جوهرة واحدة يمكن أن يقع في مدى واسع من الألوان. وتحتوي أنواع من معدن البريل أحيانًا على الجوشنيت العديم اللون والمورجنيت الوردي والزمرد الأخضر. وبشكل عام فإن ألوان الجواهر تنتج عن واحد أو أكثر من العوامل التالية: 1- وجود الشوائب الكيميائية في المعدن 2- خلل في ترتيب الذرات داخل البلورة 3- سلوك الضوء الذي يخترق المعدن.معامل الانكسار الضوئي:
يدل على انكسار شعاع الضوء عندما يخترق مادة إلى مادة أخرى. فعندما يخترق الضوء الهواء إلى مادة متكتلة كجوهرة شفافة مثلاً فإن الضوء يصير بطيئًا. وإذا اخترق الشعاع الضوئي الجَوْهَرة بزاوية غير قائمة، فإن إبطاء أو تأخير الشعاع يُؤدِّي إلى انحرافه عند نقطة الاختراق. ويسمى هذا الانحراف انكسارًا. ونسبة سرعة الضوء في الهواء إلى سرعته في الجَوْهَرة هي مُعامل الانكسار الضوئي للجوهرة. وكلما زاد معامل انكسار المعدن كان هذا المعدن أكثر تألقًا ولمعانًا.وعندما يخترق شعاع ضوء أبيض بعض الجواهر، فإن هذا الشعاع يتشتّت إلى أشعة ذات ألوان مختلفة. وهذا يسمّى تشتت الضوء. وتختلف درجة تشتت الضوء باختلاف أنواع الجواهر. ويكون التشتت كبيرًا وواضحًا في معظم الماسات، ولهذا فإنه عندما يخترق الضوء ماسة مقطَّعة بعناية فإن هذه الجوهرة تعكس ومضاتٍ لامعةً من ألوان الطيف. ★ تَصَفح: الضوء.
التفلج:
هو ميل بعض المعادن للانفلاق في اتجاهات معينة ومحددة معطية أسطحًا مستوية. ويكون للمعادن سطح واحد أو أكثر من اتجاهات التفلج. فمثلاً يكون للتوباز اتجاه تفلج واحد محدّدة بينما يكون للماس أربعة اتجاهات تفلج. ويختلف التفلج عن التشدّخ الذي ينتج سطوحًا غير مستوية. ويكون لبعض المعادن سطوح تشدخ مميزة. وتتشكل التفلجات والانكسارات بسبب طرق تراص الذرات داخل بلورات المعادن.القساوة:
تعدُّ القساوة من الصفات المهمة لمعادن الجواهر. والأحجار التي لاتَبْلى ولا تتآكل مع الزمن جواهر نادرة. ويستخدم علماء المعادن مايُسمَّى مقياس موهس لتحديد درجة القساوة النسبية للمعادن. ويتدرج هذا المقياس من درجة إلى عشر درجات، ويمكن اعتبار المعادن ذات سبع درجات قساوة، معادن جواهر. معدن المَرْوْ الذي تبلغ قساوته 7 درجات لا يمكن خدشه بنصل سكين فولاذية أو قطعة من زجاج. وتبلغ درجة قساوة الماس وهو المادة الأكثر قساوة في الطبيعة عشر درجات، ويستطيع الماس خدش كل المعادن الأخرى المعروفة.الثقل النوعي:
يقصد به نسبة وزن معيّن من المادة إلى وزن الحجم نفسه من الماء النقي. ولكل نوع من المعادن وزن نوعي معين. فمثلاً يبلغ الوزن النوعي للكهرمان 1,08 وهذا قريب من الوزن النوعي للماء المالح. وللماس وزن نوعي يبلغ 3,52 بمعنى أن حجمًا معينًا من الماس يزيد نحو 3,5 مرّة أكثر من وزن هذا الحجم نفسه من الماء النقي.مصادر الجواهر
توجد معادن الجواهر في بيئات جيولوجية متنوّعة. وتوجد بعض الجواهر كالزبَرْجَد وبعض الماسات في الصخور النارية، التي تكوّنت من تبريد مادة صهير حارة. ويعدُّ البجماتيت، وهو صخر ناري خشن الحبيبات، مصدرًا لمعظم جواهر البريل والسبوديومين (خزف عالي الجودة) والتوباز (الياقوت الأصفر) والتورمالين الموجودة في العالم.
توجد بعض اليواقيت والياقوت الأحمر في الصخور المتحوّلة التي تتكوّن تحت حرارة وضغط شديدين. كما يعدُّ اليشم نوعًا من الصخور المتحولة. وقد تحتوي بعض رواسب الرمال والحصى على جواهر كالبَلْخَش وحجر القمر وبعض الماسات والياقوت الأحمر. وتتكون الصخور الرسوبية بعمليات جيولوجية مختلفة وبشكل رئيسي من الرمال والحصى التي تترسب بفعل الماء أو الرياح أو الجليد. ويتكون الأوبال (عين الشمس) والفَيْروز في الصخور الرسوبية نتيجة انسياب الماء الغني بالمعادن خلال الصخر الرسوبي.
ويجري تعدين الماس بشكل رئيسي في أستراليا، وفي وسط وجنوبي إفريقيا وكذلك في روسيا. وتأتي أنواع الياقوت الأحمر العالية الجودة من بورما (ماينمار)، ويأتي ياقوت السفير العالي الجودة من بورما (ماينمار) وتايلاند وكشمير ( إقليم متنازع عليه بين الهند وباكستان). وتنتج البرازيل معظم الزمرد الأخضر (الزمرد الريحاني) الموجود في العالم، كما يوجد الزُمرد العالي الجودة في كولومبيا، ويعدَّن التوباز بشكل مكثف في البرازيل، ويأتي الأوبال بشكل رئيسي من أستراليا. ويوجد الفَيرْوزَجْ في جنوب غرب الولايات المتحدة وإيران. أما اللؤلؤ، فيحصل عليه بشكل رئيسي من الخليج العربي والخليج مابين الهند وسريلانكا.
القطع والصقل
أنواع قطع المجوهرات
تُحَدِّد كُلٌّ من درجة القساوة والشفافية ومعامل الانكسار الضوئي طريقة تقطيع الجَوْهَرة. وهناك نمطان لتقطيع الجواهر: 1- الجواهر ذات الوجيهات التي تحتوي على جوانب دقيقة عديدة مصقولة تسمّى الوجيهات. 2- الكابوكونات أحجار مستديرة مصقولة، لها نمط تقطيع ذو وجيهات مستديرة ويُعْرَف بالقَطعْ اللامع المتألق على 58 وجيهًا، ويستعمل عادةً في تقطيع الماس. وغالبًا ما يجري تقطيع الجواهر الأخرى مثل العقيق والكريزوبريس واليشب وحجر القمر وفق نمط الكابوكون. فيقوم قاطعو الجواهر بتقطيع معظم الجواهر بحك المعدن حتى الوصول إلى الشكل المرغوب.
ولتشكيل أحد أحجار الجواهر يجب على قاطعي الجواهر استخدام مادة أقسى أو مساوية في قساوتها لحجر الجوهرة نفسه ؛ فمثلاً يجري تقطيع الياقوت والياقوت الأحمر باستعمال مسحوق الماس أو باستخدام مسحوق الكاربورندم، وكلا المسحوقين أشد قساوة من الياقوت والياقوت الأحمر. والكاربورندم اسم تجاري لمادة كربيد السليكون. كما يمكن حك الماس نفسه وصقله باستخدام غبار الماس.
يُقَطِّع قاطعو الجواهر معظم الأحجار الشفافة إلى جواهر ذات وجيهات دقيقة. ويعتمدون على الرجوع لمعامل الانكسار الضوئي لهذه الأحجار وذلك لتحديد الزاوية الصحيحة بين سلسلة أو مجموعة الوجيهات العليا وسلسلة أو مجموعة الوجيهات السفلى.
وإذا تم تقطيع الحجر بكفاءة، فإن معظم الضوء الداخل والمخترق للحجر عبر الوجيهات ينعكس مرتدًا عن الوجيهات السفلى، معطيًا بذلك للحجر أعلى درجات اللمعان والتألق.
قيمة الجواهر
تتحدد قيمة جوهرة ما، بعدد من العوامل التي تشمل اللمعان والتألق، واللون والقساوة والندرة والوزن ونوعية التقطيع. وبشكل عام فإن الماس يرقى كأبرز الجواهر وذلك لكونه متفوقاً على الجواهر الأخرى من حيث درجتي القساوة واللمعان. ولكن قد يكون الزمرد ذو النوعية العالية أعلى قيمة من الماس.
ويتم تصنيف اللؤلؤ إلى درجات حسب الحجم واللون واكتمال الشكل. وبشكلٍ عام، فإن اللآلئ يجب أن تكون بيضاء أو ذات ألوان خفيفة وذات شكل كامل الاستدارة. وتأتي قيمة جواهر الأوبال من شدة ومضات ألوانها ومن خلفية لونها، ويعدُّ الأوبال الأسود الأعلى قيمة، فهو يطلق ومْضَات ذات لون ساطع مع خلفية سوداء أو رمادية أو زرقاء.
بعض الجواهر المشهورة
ربما تكون الماسة كوهي ـ نور التي وجدت في الهند قبل مئات السنين أكثر الماسات شهرة في العالم. وكانت الماسة قد قُدِّمت هَدِيَّةً للملكة فكتوريا ملكة بريطانيا عام 1850م من قبل شركة الهند الشرقية البريطانية. وتعدُّ ماسة كولينان التي وجدت في جنوب إفريقيا أكبر الماسات المكتشفة. وهي تزن أكثر من ثلاثة آلاف ومائة قيراط. والقيراط الواحد يساوي مائتي مليجرام. إن الماسة المقطَّعة الكبرى في العالم قد أخذت من الكولينان وهي تلك المسماة نجمة إفريقيا، والبالغة 530 قيراطاً، والمنظومة في الصولجان الملكي ذي الصليب من مجوهرات التاج البريطاني. كما تعدُّ لا بلليجرينا واحدة من أعظم اللآلئ الموجودة جمالاًً عبر الزمن. وقد اكتُشفَت في الهند وتزن نحو 36 قيراطًا.
الجواهر المقلَّدة والمصنعة
لقد أدَّى جمال الجواهر إلى الطلب الدائم عليها. ولكن غلاء أثمانها حال دون امتلاكها من قبل عامة الناس. وهكذا أصبح صنع وتقليد الجواهر موضوع صناعة رئيسية. وأساس معظم الجواهر المقَلَّدة غير الثمينة نوع من الزجاج الليِّن يدعى باست. وتتكوّن بعض الماسات المُقَلدة وذات النوعية الرفيعة من مركّبات صناعية تُسَمَّى الزركونيا المكعبة.
ويبيع الصائغون أيضًا مجموعةً من الأحجار تُسَمَّى الدوبليت (الثنائيات) أو الثلاثيات. وتتكوَّن هذه الأحجار غالبًا من مقطعين أو ثلاثة مقاطع ملحوم بعضها مع بعض بملاط عديم اللون. وتعدُّ ثلاثيات الأوبال الأكثر شيوعًا وتُصْنعُ من شريحة رقيقة من جوهر الأوبال محشورة بين قاعدة وغطاء من المرو المصقول أو الزجاج.
وفي السنوات الأخيرة جرى إنتاج جواهر مركبة ذات نوعية ممتازة في المختبرات، وتتمتّع هذه الجواهر بالصفات الكيميائية والفيزيائية نفسها التي تتمتع بها الجواهر الطبيعية. كما أنه قد جرى عمل ياقوتات حمراء صناعية وياقوت السفير وذلك بصهر أكسيد الألومنيوم بوساطة لهب ناتج عن حرق غازي الهيدروجين والأكسجين. وتشمل بعض الجواهر الصناعية زُمُرُّدات وبَلْخَشات.