الماس ( Diamond )
☰ جدول المحتويات
الماس أو الألماس أكثر المواد الطبيعية صلابة، وأغلاها قيمة، وبسبب صلابته، فإنه يُعَد أكثر الأحجار الكريمة بقاء. ويُستخدم بصورة واسعة في أمريكا وأوروبا واليابان وبعض الدول العربية، لتزيين خواتم الخطوبة والزواج. ويستخدم الماس أيضًا في الصناعة، في قطع وسحق وثقب المواد الصلبة الأخرى. ولا يصلح للأغراض الصناعية غير 50% فقط من كمية الماس المُنتج عالميًا. وتُستخدم نسبة صغيرة فقط من الإنتاج العام للماس في صناعة مجوهرات الزينة.
الماس علا شأنه بين الناس عبر العصور لجماله الأخاذ وصلابته العالية. ويستطيع قاطعو الماس وصاقلوه المهرة تحويل الماس الخشن إلى جواهر رائعة. |
طبيعة الماس وتكوينه:
هو بلُّورات تتكون كُلُّها تقريباً من الكربون. ولبعض هذه البلُّورات ستة أوجه، أي سداسية، ولكن أغلبها ثُمَانية الأوجه كما توجد أشكال أخرى للبلورات، وبعضها ذات أشكال معقدة.يتكون الماس الطبيعي في الوشاح العلوي للأرض ـ أي تحت القشرة ـ حيث يتبلور بسبب الحرارة والضغط العاليين، ثم ينتقل إلى سطح الأرض بفعل النشاط البركاني.
ولقَطْع الماسة أوكسرها لابد من استخدام ماسة أخرى، إلا أنه وبضربة حادة يمكن كسر الماس بسطح مستو، نظرًا لخاصية التفلج. والتفلج هو خاصية العديد من المعادن يمكن بوساطتها الانقسام في اتجاهات محددة، وينتج عن ذلك أسطح مستوية متناسقة. ولا يذوب الماس في الأحماض، ولكنه قد يتلف إذا تعرَض للحرارة العالية ؛ فإذا سُخِّن الماس في وجود الأكسجين، فإنه يحترق وينتج عنه ثاني أكسيد الكربون. أما إذا سخن دون وجود الأكسجين، فإنه يتحول إلى جرافيت، وهو شكل ناعم جدا من أشكال الكربون ويمكن استخدامه كمزلـّق مخفف للاحتكاك.
أماكن وجود الماس الطبيعي:
عُثر على الماس منذ آلاف السنين، في الرواسب الرملية والحصوية لمجاري الأنهار. وسُمِّي الماس الذي وجد بهذا الشكل بالماس الطميي.اكتُشِف الماس في جنوب إفريقيا لأول مرة في عام 1867م، عندما عَثَر ابن أحد المزارعين على بلُّورة جميلة بالقرب من ضفتي نهر الأورانج. وثبت أن هذه البلُّورة ماسة كبيرة. كذلك اكتُشِف الماس في الكمبرليت لأول مرة في عام 1870م. وهو صخر نادر يتكون من أجسام أنبوبية الشكل كان فيما مضى يملأ فوهات بعض البراكين. وفي عام 1979م اكتُشِف راسب ماسي ضخم في أستراليا الغربية، في نوع من الصخور يسمى لامبرويت.
وتجدر الإشارة إلى أنه حتى في الصخور والرواسب الغنية بالماس، لابد من تعدين وطحن أطنان من الصخر للحصول على ماسة واحدة صغيرة. ينتِج تقريبًا قيراط واحد من الماس حوالي 200 ملجرام في بعض المناجم، لكل 2,7 طن متري من الصخور.
وصل إنتاج مناجم الماس في العالم بحلول أواخر التسعينيات من القرن العشرين إلى حوالي 100 مليون قيراط في السنة. وتأتي أستراليا في مقدمة الدول من حيث الإنتاج السنوي للماس الطبيعي إذ تنتج ثلث الإنتاج العالمي، تليها جمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير سابقًا)، كما تشمل قائمة الدول المنتجة بوتسوانا، وجنوب إفريقيا وروسيا.
قطع الماس يبدأ عندما يقوم صنّاع مهرة بشطر الماس الخشن الخام إلى نصفين. ويستخدمون في ذلك منشارًا دائريا مطلىًا بغبار الماس. وتُسَوَّى الأركان بحك ماسة ثابتة بأخرى دوارة، وبعد ذلك يستخدم الصنّاع طريقة التشذيب ؛ لصقل أوجه الحجر الكريم. ويتطلب التشذيب (إلى اليسار) ضغط الماسة بعناية على عجلة دوارة مطلية بغبار الماس. وتحتوي أغلب الماسات المصقولة على 58 وجهًا. |
كيف يُقْطَع الماس لصياغة المجوهرات:
من أهم الصفات الجمالية للماس، بريقه ولمعانه. وهذا ناتج عن مقدرته الفائقة على عكس الضوء إلى ألوان قوس قُزح. وللحصول على أكثر بريق ممكن، لابد من قطع الماسة إلى أوجه صغيرة، وصقل وتلميع هذه الأوجه، ولابد لكل وجه من هذه الأوجه الصغيرة، أن يكون بالحجم والشكل الصحيحين، كما لابد أن يوضع بالضبط في الزاوية المناسبة بالنسبة للأوجه الأخرى.وخلال القرن الخامس عشرالميلادي، تعلم صُنَّاع الماس كيف يُشَكِّلون ويُلمّعون الماس، باستخدام عجلة حديدية مطلية بغبار الماس، وبذلك اكتشفوا له شكلاً أكثر بريقًا. ومن أنواع القطع السائدة الآن الشكل الدائري ذو 58 جانبًا، ويُسَمَّى القطع المتألق. وقد بدأ هذا النمط من القطع في القرن السابع عشر الميلادي. وتُستَخْدم المناشير الماسية لقطع الماس بدقة، وبهذا يمكن تقليل الفاقد. ★ تَصَفح: الجوهرة.
حجم الماس يُقَدَّر بوزنه بالقيراط ويساوي القيراط الواحد 200 مليجرام. الصوره أعلاه توضح ماسات مستديرة تزن قراريط مختلفة كما تبيِّن الاختلاف التقريبي بين أقطارها. وليس بالضرورة أن يكون للماسات التي لها نفس الوزن القطر نفسه. |
كيفية تقويم الماس:
تُصَنَّف الجواهر حسب وزنها، وصفائها ولونها، وأسلوب قطعها. ويُقَدَّر وزن الماس بالقيراط. ويقل صفاء الماسة لعدة أسباب منها وجود الشوائب داخل البلُّورات والفقاقيع والشقوق الصغيرة التي يسميها الصاغة أحيانًا الريش. إن أجود الماس وأغلاه هو الماس عديم اللون كليًا ؛ لهذا، فإن القليل من قطع الماس المعروفة تستوفي هذا الشرط. فالكثير من القطع صفراء، وأخرى ذات ألوان سوداء أو زرقاء أو بنية أو خضراء أو قرنفلية أو بنفسجية أو حمراء. ويُعتبر اللون الأحمر الأكثر ندرة بين الماس الطبيعي. وتعتمد قيمة الماس على طريقة تشكيله ؛ فالماسة المقطوعة جيدًا لها بريق تفتقده الماسة التي لم تُقْطع بمهارة.ويجب على من يريد شراء ماسة، أن يستشير المختصين، مثل عمداء (شيوخ) الصاغة، إذ تختلف الأسماء التي تُطلق على الحجارة الكريمة اختلافًا كبيرًا، وكذلك الشروط والمصطلحات التي تُصَنَّف بناءً عليها هذه الجواهر. فالجوهرة الخالية من العيوب هي الجوهرة التي ليس لها عيوب شكلية، مثل الشقوق والخدوش والفقاقيع والشوائب أو القتامة، وليس من الضروري أن تكون عديمة اللون تمامًا.
ويُعدّ قطع الماس الخشن، وتلميعه عمليةً بطيئةً ومُكلِّفة، ولابد أن يقوم بها صناع مهرة.
الماسات المشهورة |
الماسات المشهورة:
العديد من الماسات الكبيرة ذات النوعية النادرة، ملك للحكومات أو الأمراء والأغنياء. وتعتبر ماسة كولينان أكبر ماسة عُثِر عليها حتى الآن، وهي التي عُثر عليها عام 1905م، في منجم بريميير في جنوب إفريقيا، وبلغ وزنها 3,106 قيراط، أي حوالي 0,6كجم. واشترتها حكومة الترانسفال، وأهدتها للملك جورج السابع ملك بريطانيا، إذ كانت الترانسفال إحدى المستعمرات البريطانية في ذلك الوقت وهي الآن جزء من جنوب إفريقيا. وقطعها صناع أمستردام إلى تسع جواهر كبيرة و 96 حجرًا كريمًا صغيرًا، ومنها أكبر ماسة قطعت في العالم، وتُعْرَف باسم نجمة إفريقيا أو كولينان الأول، وتزن 530 قيراطًا.وفي عام 1934م، عُثر على ماسة جونكر. وكان وزنها 726 قيراطًا. وقيل إن نقاءها لا مثيل له وقُطعت إلى 12 حجرًا كريمًا لا عيب فيها، وكان ذلك بين عامي 1935م، و1937م، ويزن أكبرها 125 قيراطًا. أما ماسة أورلوف، فهي أجمل ماسات التاج الروسي، اشتراها الأمير أورلوف للإمبراطورة كاثرين الثانية. وقيل إن هذه الجوهرة الكبيرة سُرقت من عين أحد آلهة المعابد الهندية. أما ماسة كوهي ـ نور فهي الآن إحدى ماسات التاج البريطاني وكانت من ممتلكات الحكام الهنود والفرس لعدة قرون، ثم انتقلت ملكيتها لبريطانيا عند احتلالها للبنجاب عام 1849م.
ماسة ريجنت عُرفت فيما مضى باسم ماسة بت، وهي إحدى الجواهر الهندية. وإحدى أجمل الماسات العالمية الكبيرة من حيث طريقة قطعها، وهي الآن من ممتلكات الحكومة الفرنسية ومعروضة في متحف اللوفر بباريس. وأخيرًا نذكر ماسة الأمل الأزرق التي صارت من ممتلكات مؤسسة سمثسونيان في الولايات المتحدة في عام 1958م.
الاستخدامات الصناعية:
يُستخدم الماس الذي لا يمكن قطعه إلى أحجار كريمة، في الصناعة. ويشمل الماس المستخدم في الصناعة ؛ الماس الخام رديء التكوين، الذي يحتوي على شقوق عديدة أو لون غير ناصع أو شوائب، ويستخدم الصنَّاع هذا الماس لتشكيل الفلزات الصلبة التي تُستخدم في صناعة السيارات والطائرات والآلات المختلفة. ويستخدم الماس في هذه الصناعات بسبب صلابته الشديدة، إذ يمكنه قطع وطحن وحفر الفلزات الصلبة بسرعة ودقة. وفي بعض الأحيان توضع ماسات خشنة كاملة في الأدوات الصناعية وفي أحيان أخرى يكسر الماس الخام، ثم يستخدم صناعيًا. ويُستخدم الماس كذلك في أطراف أجهزة الحفر في المناجم، وكذلك يُستخدم لصنع إبر (أسنان) أجهزة التسجيل.الماس الصناعي ينتج في مكبس طوره العلماء في أوائل السبعينيات من القرن العشرين الميلادي. (إلى اليمين): يوضع مسحوق الماس الصناعي (في الوسط) في المكبس ويضاف إليه حفاز فلزي، ثم يعرّض الخليط لضغط وحرارة عاليين. ويكون الماس الصناعي الناتج (إلى اليسار) بنفس نوعية وحجم الحجر الكريم الطبيعي. |
الماس المُصَنَّع:
لا يسد الماس الطبيعي حاجة الصناعة، لذلك فإن الصناعة تعتمد الآن وبشكل كبير على الماس الصناعي. وقد أنـتجت أول ماسة صناعية عام 1954م في مختبرات أبحاث شركة جنرال إلكتريك، حيث صنع العلماء الماس بتعريض الكربون لضغط وحرارة عاليين جدا. أما الآن، فالعديد من الشركات تنتج الماس الصناعي.وفي عام 1970م استطاعت شركة جنرال إلكتريك صُنْع أول ماسة صناعية بحجم ونوعية الحجارة الكريمة. ويستخدم العلماء هذه الأحجار الكريمة الصناعية في البحوث لإيجاد استخدامات جديدة للماس. فمثلاً اكتشف العلماء أن إضافة القليل من عنصر البورون للماس الصناعي يجعل منه شبه مُوصِّل. وأشباه الموصلات مواد ذات خواص كهربائية خاصة، وتُستخدم لصنع الترانزستورات والمعدات الإلكترونية الأخرى. ولا يباع الماس الصناعي بوصفه مجوهرات ؛ لأنه يكلف أكثر من الماس الطبيعي.
الماس المقلَّد:
يشبه الأحجار الكريمة الأصلية، وبعضها أحجار طبيعية، مثل أنواع الإسبنيل والزركون، لا لون لها، وبعضها الآخر لا يوجد في الطبيعة، ولكنه يُصْنع من مواد تشبه الأحجار الكريمة في مظهرها. وتشمل تلك المواد الزجاج وتيتانات السترونتيوم وعقيق الألومنيوم واليتريوم وأكسيد الزركونيوم المكعب، والأخير يشبه الماس الأصيل لدرجة يصعب معها التمييز بينهما. ولابد أن يستعين صانعو الجواهر باختبارات عملية ليميّزوا بينهما. ويُعدُّ الماس المقلد أقل صلابة من الماس الحقيقي، ويعتريه البِلى وتظهر عليه الشقوق بعد فترة.★ تَصَفح أيضًا: البورازون ؛ الجوهرة ؛ الصلابة.