الرئيسيةبحث

لعب الأطفال ( Toy )



ذاكرة الأطفال تنمو مع نمو الطفل وتنضج مع نضوج خبراته ومهاراته. وهذه الألعاب تساعد الطفل على تطوير قدراته ومهاراته الذهنية.
لـُعَـب الأطفال أشياء يلهو بها الأطفال. يلعب الأطفال في كل مكان في العالم بلعب متشابهة مثل: الكُرات والدُّمى والمباريات والألغاز. وقد كان للعب دور مهم في حياة الأطفال منذ القِدَم، إذ إن بعضها يقدم لهم التسلية مع المعرفة بأحوال العالم في آن واحد، ويمكن أن تساعد في تعليم الأطفال التعايش مع الآخرين. وقد تساعدهم اللُّعَب على تعلُّم بعض المهارات الخاصة وإتقانها.

تنتج مصانع لعب الأطفال الآلاف من الأنواع المختلفة. إذ يحتاج الطفل ـ أو الطفلة ـ إلى أنماط متطورة من اللُّعَب متفاوتة التعقيد، لتتناسب مع أطوار النمو المطردة. ويمكن تصنيف لعب الأطفال في مجموعات رئيسية ثلاث: 1- لعب خاصة بالأطفال الرضَّع. 2- لعب خاصة بمرحلة الطفولة المبكرة. 3- لعب لمرحلة الطفولة المتأخرة.

لُعَب الأطفال الرضَّع:

يغلب على لعب هذه المرحلة المبكرة النعومة والطراوة. وقد تكون لعبًا موسيقية تصدر أصواتًا، أو مما يعرف باسم ذاتيات الحركة، وهي زينات ملونة تلف وتدور معلقة فوق المهد. وهذه اللعب تبدأ في تنشيط حاستي البصر والسمع. وعندما يصبح الأطفال قادرين على لمس اللُّعب والإمساك بها من تلقاء أنفسهم، يصير بإمكانهم اللعب بالخشاخيش ومكعبات البلاستيك والدمى المحشوة على شكل حيوانات. كما تساعدهم المرايا غير القابلة للكسر في التعرف على ملامحهم. وعندما يبدأون المشي، يصبحون أكثر ميلاً للُّعب المتحركة التي تساعدهم على الاتزان. ويعقب ذلك مرحلة يتدافعون فيها بأرجلهم فوق لعب من السيارات أو الألواح المتحركة بعجلات. وينشِّط أذهانهم الألغاز البسيطة والكتب المصورة.

طفلة منهمكة مع لعبتها المفضلة، حيث يهوى الأطفال اللعب ذات الحركة.

لُعب الطفولة المبكرة:

بعدما يتعلم الأطفال المشي والجري، يصبحون أكثر ميلاً إلى اكتشاف العالم من حولهم. وفي الفترة بين سن الثانية والسادسة يحتاج الأطفال إلى المزيد من اللَّعِب البدني لتنمية عضلات الذراعين والرجلين. ويساعد اللعب بلُعب مثل مكعبات البناء في تقوية هذه العضلات.

وينشِّط اللعب بالنماذج البلاستيكية الصغيرة للأبنية الحقلية وملحقاتها من الدمى البشرية مَلَكات الأطفال التخيُّلية. كما تنمي أنواع أخرى من اللُّعب ملكاتهم الفكرية، إذ تحفّز قدراتهم على العد والحديث والمطالعة، وتعوِّدهم على إدراك الوقت، والانكباب على المناضد والمكاتب للعمل. ويشتمل هذا النوع من اللعب على نماذج من البلاستيك للأرقام وحروف الهجاء، وأجهزة الهاتف، والحكايات المصورة، والسبورات المعلقة. وتشجعهم ألعاب الألغاز على تفكيكها وإعادة تركيبها. وكثيرًا ماتنمو مشاعر العطف والاهتمام لدى الأطفال في هذه المرحلة من خلال اللّعب بدمى الأشخاص أو الحيوانات.

لعب مرحلة الطفولة المتأخرة:

تشكل اللُّعب في مرحلة الطفولة المتأخرة، الممتدة من ست سنوات إلى 12 سنة، عنصرًا مكمِّلاً لنزعتي الانهماك في اللعب والانقياد للخيال الجامح، إذ يجنح الأطفال إلى تقمص شخصيات آبائهم وأمهاتهم، فيضعون الدمى في كراسي الأطفال المتحركة، ويدفعون بها على سبيل المحاكاة. أو قد يضجعونها في الأسرَّة، أو يصطنعون إطعامها من قوارير الرضاعة الخاصة. ويستمتع الأطفال كذلك باللُّعب المتحركة كنماذج الإنسان الآلي (الروبوت) والجنود ومخلوقات الفضاء. وخلال هذه السنوات قد يبدأ الأطفال في تعلُّم استعمال الصلصال والألوان وطباشير الرسم الملون، عند نمو ملكاتهم الفنية. كما أن الألعاب الذهنية ـ كالشطرنج ومثيلاتها ـ وألعاب الحاسوب تنمي قدرات الطفل العقلية. ويتحتم على الأطفال أثناء كثير من هذه الألعاب أن يصمموا خططهم الخاصة للعب، وأن يتوقعوا ما سيقوم به منافسوهم من تحركات.

كتل التكديس ذات أشكال متعددة تساعد الطفل على وضعها بشكل متزن بحيث يجعل منها أشكالاً مختلفة. يحب الأطفال ترتيب الكتل بطريقة خلاقة حسب تخيلاتهم.
ويستمتع الأطفال ـ بنون وبنات ـ قرب نهاية مرحلة الطفولة ببناء نماذج السيارات والسفن، واللَّعب بأطقم الهوايات، كأطقم التطريز وغيرها، وهي هوايات تنمي في الأطفال فضيلتي النظام والمثابرة. وقد يقضي الأطفال ذوو الميول العلمية الساعات الطوال في اللعب بأطقم الكيمياء والمجاهر الطبية، وهي نشاطات قد تلازمهم حتى سنوات النضج.

نبذة تاريخية:

درج الأطفال على اللهو باللعب منذ آلاف السنين. فقد عرف أطفال إفريقيا اللعب بالكرات ودُمى الحيوانات وأنواع أخرى من اللُّعب يسحبونها خلفهم. أما أطفال اليونان وروما القديمة، فقد اتخذوا لُعبًا من الزوارق وعربات اليد، كما لعبوا بالأطواق والدوامات. ولعب الأطفال في جزيرة العرب بالدمى المصنوعة من القش وقصاصات القماش منذ أقدم العصور، وشهدت أوروبا، خلال عصورها الوسطى، إقبالاً على لعبة البِلي المصنوع من الصلصال، والخشاخيش، والدمى المتحركة (الأراجوز).

وكان الآباء والأمهات أو الحرفيّون يقومون بصنع اللُّعب قبل تطور المصانع الكبيرة. وبحلول القرن التاسع عشر الميلادي كان الأطفال يلعبون بلُعب مصَنَّعة بجانب لعبهم المنزلية في كثير من البلدان.

وسنّت الحكومات في بلاد عديدة تشريعات تمكنها من مصادرة أو تحريم الأنواع الضارة من اللعب، لاحتوائها على مواد سامة، أو التي تحتوي على أجزاء مفككة، يمكن أن يبتلعها الطفل، أو التي تتضمن حوافَّ أو بروزات مدببة غير محمية.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية