الرئيسيةبحث

الأغنام ( Sheep )



نيوزيلندا تمتلك من الأغنام عدداً يفوق عدد السكان مضروبا في عشرين. وتُعَد ساوث آيلاند من مناطق تربية الأغنام المهمة.
الأغنام من أكثر الحيوانات ـ التي استأنسها الإنسان ـ أهمية ؛ وذلك لأنها تمده بالغذاء والكساء. وكان الرعاة قديمًا ـ قبل أن يبدأ الإنسان في كتابة التاريخ ـ يحرسون قطعان الأغنام في الحقول من هجمات الحيوانات المفترسة. وتُرَبَّى الأغنام حاليًَّا في كافة أنحاء العالم.

وتُعد أستراليا والصين ونيوزيلندا من الدول الرئيسية في إنتاج الأغنام في العالم. ويصل نصيب الفرد من الأغنام في أستراليا إلى عشرة رؤوس. وفي نيوزيلندا يصل نصيب الفرد من الأغنام إلى عشرين رأساً.

تنتج الأغنام الصوف واللحم والجلود. كما أنها توفر الخامات الأوليّة للعديد من المنتجات الثانوية مثل الغِرَاء والدهن و الشحم والصابون والمخصِّبات ومواد التجميل، والخيوط المستخدمة في صناعة مضارب كرة المضرب.

أجسام الأغنام

يتفاوت حجم الأغنام تفاوتاً كبيرًا. فالنعاج (الإناث) من بعض السلالات قد لا يتعدى وزنها 45كجم ، إلاّ أنه في بعض السلالات الأخرى يصل وزنها إلى 100 كجم. أما الكباش (الذكور) فكبيرة الحجم ويتراوح وزن الواحد منها ـ بما في ذلك الفرو، بين 70 و160 كجم.

تختلف الأغنام عن الماعز، في نواح كثيرة، فليس للأغنام الذقن المعتاد في ذكور الماعز (التيوس)، ولا رائحتها المُمَيَّزة. وللأغنام غدة توجد بين شطري ظلفها ليست موجودة في الماعز. وتلتف قرون الخراف عادة إلى الخارج.

ففي بعض سلالات الأغنام، تنبت القرون للخراف والنعاج، وفي بعضها تنبت القرون للخراف فقط، وفي بعضها الآخر لا تنبت القرون للخراف ولا للنعاج.

وتسير الأغنام على حوافرها المقسومة إلى جزءين. وللأغنام سيقان رشيقة. والجزء العلوي من الأرجل عضلي، ويساعدها على الحركة بسرعة وسهولة.

وليس للأغنام قواطع على فكها العلوي، على الرغم من أنها تحمل ثمانية على فكها السفلي. وتوجد في نهاية كل فك ست طواحن. وتستطيع الأغنام قضم العشب عند أقرب نقطة من سطح الأرض، وتفوق في هذه الناحية جميع أنواع الماشية. وفي الحقيقة، فأينما وجدت الأغنام بأعداد كبيرة، وسمح لها بالرعي فإن الحياة النباتية في تلك المنطقة تُدَمر تدميرًا كبيرًا.

ولمعظم أنواع الأغنام ذيول، لكنها قد تُقْطع، لأسباب تتعلق بالنظافة. ويبلغ متوسط عمر الأغنام حوالي 7 سنوات إلا أن بعضها يعيش إلى 13 سنة. وتلد النعجة حَمَلاً أو حَمَلين في المرة الواحدة. وتصل مدة الحمل عند الأغنام إلى ما يقرب من خمسة أشهر. ويمكن أن تتزاوج الإناث مبكرًا، عندما يبلغ عمرها ستة أشهر، ولكن معظم مربي الأغنام لا يسمحون لها بذلك حتى تبلغ عامًا ونصف العام من عمرها.

الأغنام البرية

هجين التشفيوت والليستر: الأغنام تمد الناس بالملابس والطعام، ويصنع من الشعر الصوفي الدافئ الذي يغطي أجسام الأغنام المستأنسة قماش صوفي مريح. ويستمتع أناس كثيرون بالطعم الطيب للحم الأغنام أو الطعم اللذيذ للحم الحملان الصغيرة.
يُعْتَقَد أن الموطن الأصلي للأغنام هو منطقة الهضاب العالية والجبال في أواسط آسيا. وتعيش أضخم الأغنام البرية، الأرْجَالِي، في جبال ألطاي في سيبريا ومنغوليا، ويبلغ ارتفاع الخروف الأرجالي مترًا عند الكتفين، ويبلغ الطول الكُلِّي لقرنه الحلزوني 50سم.

وتعيش أغنام مَارْكُوبُولو الآسيوية العظيمة، في هضاب بَامير، أو سقف العالم، على ارتفاع 5,000م فوق سطح البحر. وكان أول من وصفها الرحالة ماركوبولو.

وأغنام ماركو بولو أصغر قليلاً من نوع الأرجالي، ولكنها تتميِّز بالاتساع الكبير بين قرنيها. وتعيش الأغنام الزرقاء، أو البَارَال ـ وهي قريبة الصلة بالماعز ـ في هضبة التيبت. ويعيش نحو ستة أنواع أخرى من الأغنام البرية في آسيا.

وتُشبه الأغنام البرية الماعز البري كثيرًا. ويُظَنُ أن بعض أنواع الأغنام البرية ما هي إلا حالة وسطية بين الأغنام والماعز.

وتتميَّز الأغنام البرية بروحها العالية وجسارتها، واعتمادها على نفسها. وهي تواجه أشرس عواصف الشتاء بشجاعة وتتسلق المرتفعات لمستويات لا يستطيع أي حيوان آخر أن يصل إليها. وتعيش الأغنام البرية في مجموعات وسط الجبال والهضاب، في النصف الشمالي للكرة الأرضية. وتنحدر كل السلالات الأليفة من الأغنام من نوعين من الأغنام البرية هما نوع الأوريال الموجود في جنوبي آسيا، ونوع المُوفْلُون، وهو النوع البري الوحيد الذي مازال يعيش في جنوب أوروبا حتى الآن. ويشبه كلا النوعين من الأغنام البرية أجداده الأصليين. وتعيش في أمريكا الشمالية أنواع عدة من كباش الجبال.

سلالات الأغنام المستأنسة

تطورت سلالات الأغنام المستأنسة ـ تطورًا بطيئًا ومنظمًا ـ من أجدادها البرية. وقد استُؤْنِست الأغنام البرية ـ أساسًا ـ بغرض الحصول على جلودها ولبنها، كما استُخدِمَت في حمل الأثقال. وقد أصبحت الأغنام منذ القدم مهمة من أجل الحصول على صوفها.

وقد أدت عمليات تربية الأغنام إلى تحسين خواص الصوف الخشن الذي كان يغطي أجسامها، وحل مكانه الصوف الناعم. ولم يبدأ المربون في تربية الأغنام لإنتاج اللحم بصفة أساسيّة إلاّ منذ مائتي سنة فقط.

ويوجد حاليًا أكثر من 800 نوع وسلالة من الأغنام المستأنسة على مستوى العالم.

وهناك خمس مجموعات رئيسية من الأغنام حسب نوع الفرو، هي أغنام الصوف الناعم، وأغنام الصوف الطويل، وأغنام الصوف الهجين، وأغنام الصوف الوسط، وأغنام الصوف الخشن.

الكولبرِد

أغنام الصوف الناعم:

نشأت معظم أغنام الصوف الناعم من سلالة المرينو الأسبانية. وهناك أنواع من الأغنام يجري في عروقها دم المرينو بكثرة تفوق غيرها من السلالات الأخرى. وقد تم تحسين أغنام المرينو في أسبانيا. ومن المحتمل أن يكون قدماء الرومان قد أحضروا أجداد هذه السلالة إلى أسبانيا.

وقد أصبحت لأنواع أغنام المرينو قيمة كبيرة بعد القرن الثامن الميلادي. وقد منعت الحكومة الأسبانية ـ حتى أواخر القرن الثامن عشر خروجها من البلاد، ولكن الكثير منها تم تهريبه إلى ألمانيا وفرنسا. وقد طورت هذه السلالة في هذين القطرين حتى أصبحت على ماهي عليه الآن.

ومن السلالات المهمة الأخرى التي استُنبطت من المرينو الأسباني الرَّامْبُولِية، والتي سُمًِّيت كذلك نسبة إلى مدينة فرنسية، ولكنها في الواقع قد تطورت كثيرًا في ألمانيا، ثم في الولايات المتحدة الأمريكية فيما بعد.وقد ظهرت هذه السلالة منذ أكثر من 150 عامًا وهي سلالة شديدة الاحتمال.

الرومْني

أغنام الصوف الطويل:

تُعَدُّ السلالات الإنجليزية الأربع، لنكولن، وليستر، وكُوتزووالد، ورومني من أهم سلالات الأغنام ذات الصوف الطويل في العالم. وتُعَدُّ سلالة لنكولن من أضخم سلالات الأغنام المستأنسة، وتنتج أطول صوف. ولسلالة ليستَر قيمة خاصة عند كبار المربين، حيث يستخدمونها في التهجين مع سلالات أخرى. وتُعدُّ هذه السلالة أصلاً للعديد من سلالات الأغنام ذات الصوف الطويل. وتنتشر سلالة رُومْني ـ التي نشأت في جنوب شرقي إنجلترا ـ في نِيُوزيلندا، وفي مناطق من الولايات المتحدة الأمريكية.

هجين السَّفُولك والكوريديل

أغنام الصوف الهجينة:

أضحى تهجين سلالتين أو أكثر من السلالات المعروفة، لإنتاج سلالة جديدة أمرًا شائعًا جدًا في مجال تنمية وإنتاج أنماط حديثة من الأغنام. وفيما عدا أنواع المَرِينو والرَّامبُولِية، فإنه من المحتمل أن تكون كل السلالات الحديثة قد نشأت بطريقة التهجين. فعند التفكير في إنتاج سلالة الكُوريديل ـ المنتشرة ـ في أستراليا، والولايات المتحدة الأمريكية، حاول المربون الجمع بين أقصى إنتاج من الصوف ومن اللحم في سلالة جديدة تعرف بأنواع الأغنام المزدوجة الإنتاج. وقد أنْتِجَت الكُوريديل ـ في أستراليا ونيوزيلندا ـ من تهجين أنواع من الأغنام ناعمة الصوف بأخرى طويلة الصوف.

التشفيوت

أغنام الصوف الوسط:

يُربىّ هذا النوع من الأغنام أساسًا من أجل اللحم الذي يُنتجه، ولكنه يُعَدُّ كذلك من مصادر الصوف. ومن أهم أنواع هذه الأغنام الهَامبِشَايِرْ والشُرُوبْشَايَر والساوثداوِن والسَّفولْك.

ويُرَبِّي معظم المزارعين هذه الأنواع من الأغنام في سلالات نقية، إلا أن خرافها تُستخدم في بعض الدول في التزاوج مع نعاج المرينو.

ويتراوح لون الوجه والأذنين والأرجل في الهَامْبشَاير بين البني الداكن والأسود. أما في سلالة السفولك فإن اللون الأسود يغطي الوجه والأذنين والأرجل. أما باقي الجسم فيكون مغطى بصوف أبيض اللون.

أما سلالة الساوثداون فهي صغيرة الحجم ورشيقة الجسم. وتلد نعاج الدُّورْسِيت مبكرًا كل عام، وقبل السلالات الأخرى. ولهذا السبب، فإنها قيِّمة من حيث إنتاجها لحم الحملان للسوق في فصل الشتاء. ومن أغنام الصوف الوسط الأخرى التشِفْيُوت، والنُوتيل، وأوكْسُفُورد، وتُونِس، ورَايْلاَند.

القَركول

أغنام الصوف الخشن:

لحملان القركول فراء لامعة تستخدم في بعض الأقطار في صناعة معاطف الفراء النسائية. وتُذبح الحملان، وتُسلخ عندما يتراوح عمرها بين ثلاثة وعشرة أيام، عندما تكون فراؤها ذات قيمة. وتنتج سلالة البلاكفيس الأسكتلندي صوفًا يُستخدم في صناعة أصواف التُّويد والسجاد والوسائد. كما تنتج السلالة الأمريكية نافَاجو صوفًا خشنًا يُصنع منه السجاد، والبطاطين.

الأنواع الأخرى:

لا تدخل بعض الأغنام الأخرى ضمن المجموعات الخمس الرئيسية. فمثلاً أغنام الشعر تُنتِج شعرًا خشنًا وليس صوفًا. ومنها سلالة جَالُونْكَا في إفريقيا.

وقد أمكن تربية بعض سلالات من الأغنام لإنتاج اللبن. ويربى منها في ألمانيا نوع يسمى إيسْت فِرِيزيَان. وتُنتج أغنام الروكفورت الفرنسية لبنًا يستخدم في صناعة الجبن المعروفة باسم الروكفورت.

ويحتوي لبن الأغنام على قدر من البروتين والدهن أكبر من لبن الأبقار.

رعاية الأغنام

أهم الدول المنتجة للأغنام
هناك طريقتان مختلفتان لرعاية الأغنام: الأولى هي تربيتها على المراعي، وهنا تنظم الأغنام في قطعان كبيرة، يحتوي كل منها على عدد يتراوح بين 1,000 و2,000 رأس أو أكثر، وتأكل الأغنام أعشاب المرعى.

أما الطريقة الثانية لتربية الأغنام فهي تربيتها في المزارع. ويربي المزارع ما بين ثلاثين وبضع مئات من الأغنام في ساحات مسوّرة من المرعى. ويطعمها ـ في فصل الشتاء ـ الحبوب والدريس اللذيْن يزرعان في المزرعة.

وكانت الأغنام تُرَبَّى ـ على مر التاريخ ـ بصفة عامة في أماكن بعيدة عن المدن وعن غيرها من الأماكن المأهولة بالسكان. وذلك لسببين رئيسيين: السبب الأول هو أن الصوف ـ مقارنة مع المنتجات الأخرى ـ له قيمة كبيرة بالنسبة لوزنه، كما أنه لا يفسد، ولذلك يُمكن تخزينه وشحنه لمسافات بعيدة. والسبب الثاني هو أن الأغنام تحب التجمع في قطعان، ومن ثم يمكن ملاحظتها في قطعان كبيرة في الأرض الخلاء بقليل من العمالة. وتستطيع قطعان الأغنام العيش بدون ماء لفترات طويلة من الزمن، ولذلك يستطيع المزارعون تربية الأغنام في السهول الجافة.

وتُعد أستراليا الدولة الرائدة على مستوى العالم في مجال إنتاج وتربية الأغنام، كما أن أهم مقاطعة ـ في هذا المجال ـ هي نِيُوسَاوث ويلز، التي تمتلك ثلث أغنام أستراليا تقريبًا، ثم يليها منطقتا غربي أستراليا وفكتوريا. وتنقسم أستراليا إلى ثلاث مناطق مناخية محددة إلى حد بعيد. ففي منطقة المراعي الداخلية الأكثر جفافًا، ترعى الماشية والأغنام، لكن بدون زراعة محاصيل. وتجتمع في منطقة الأمطار الغزيرة فيجمع المزارعون بين تربية الأغنام والأنشطة الزراعية المختلفة الأخرى.

أعداء الأغنام

تتعرض قطعان الأغنام للإصابة بالعديد من الطفيليات والأمراض. ومن الأمراض الشائعة بينها تحلُّل الأقدام، والتهاب الفم. كما تُعاني الأغنام الطفيليات الداخلية، من مرض يُعرف باسم جَرَب الأغنام والذي يُسببه القُرَاد والحَلَم.

ويُسبِّب مرض الحكة، وهو مرض فيروسي، جسيمات مجهرية تُسمى البريونات. ويشبه هذا المرض كثيرًا مرض الماشية المعروف باسم التهاب الدماغ الإسفنجي البقري. وكثيرًا ما تُهاجم بعض الحيوانات المفترسة والذئاب قطعان الأغنام وتقتلها.

وقد يهجم ببغاء كِيَا النيوزيلندي بمنقاره الحاد المقوس على الأغنام، ويسبب لها جروحًا عميقة قد تتحول إلى قُرَوح مفتوحة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية