الرئيسيةبحث

الصوف ( Wool )



الصوف ألياف تُؤخذ من الأغنام وبعض الحيوانات الأخرى. وتُصنع من الصوف أنسجة قوية تُستخدم في صناعة البطاطين والملابس والسجاد وغير ذلك. والمنسوجات الصوفية سهلة التنظيف، كما أنها تقاوم الانكماش وتحافظ على رونقها وجمالها، كما يمتص الصوف الرطوبة. وهو عازل لكل من البرودة والحرارة. وتجعل هذه الخصائص الصوف مفضلاً في صناعة المعاطف والسترات والقُفَّازات والجوارب، وغيرها من الملابس.

والألياف الصوفية أسطوانية الشكل تقريباً وتساعد الطبقات السطحية على استواء الألياف وتلاحمها بتأثير الحرارة والرطوبة والضغط، وتسمى هذه الخاصية للأنسجة الصوفية بالتلبيد. ويزيد التلبيد من مقاومة الأنسجة الصوفية وقدرتها على التحمل، كما تُسهل تلك الخاصية عملية تصنيع اللباد من الصوف. ★ تَصَفح: الليف.

يُلزم القانون كل دولة تنتج الملابس الصوفية بوضع علامة تدل على درجة نقاء الصوف في المنسوجات الصوفية، كما وُضِعَت أيضاً علامات إرشادية من أجل تعريف المنتجات الصوفية وتصنيفها.

يدخل ضمن الأصواف أيضاً ألياف أخرى مثل الألبكة المأخوذة من حيوان الألبكة (نوع من أنواع حيوان اللاما)، ووبر الجمال والكشمير من ماعز الكشمير، والموهير، من ماعز أنجورا، وكذلك الفكونة من حيوان الفكونة (حيوانات تشبه اللاما).

يبلغ الإنتاج العالمي من الصوف الخام ما يقرب من 3,1 مليون طن متري سنوياً. ومن أهم الدول الرائدة في إنتاج الصوف أستراليا ونيوزيلندا والصين وروسيا والأروجواي والأرجنتين.

مصادر الصوف:

ينُتج معظم الصوف في كافة أرجاء العالم من الأغنام. وتصنف الأغنام ـ وأصوافها ـ في خمس مجموعات اعتماداً على نوع الصوف. وترتب الخمسة أصناف طبقاً للجودة على النحو التالي 1- الصوف الأملس، 2- الصوف المهجَّن، 3- الصوف المتوسط، 4- الصوف طويل التيلة، 5- الصوف الخشن، أو صوف السجاد.

أغنام الصوف الأملس:

تشتمل أغنام الصوف الأملس على المارينو وأنواع من نسب المارينو مثل الديبولي والرامبوي. وتنتج هذه الأغنام أجود أنواع الصوف الذي يستخدم في صناعة الملابس عالية الجودة.

أغنام الصوف الهجينة:

من أنواع أغنام الصوف الهجينة كولومبيا وكوبيدال، وهذه الأغنام مهجنة من سلالات أغنام الصوف الأملس وأغنام الصوف طويل التيلة. وتستخدم أصواف هذه الأغنام في صناعة الملابس الخشنة المتينة.

أغنام الصوف المتوسط:

تنتج أغنام هذه المجموعة الأصواف المستخدمة في صناعة أقمشة التنجيد. ومن تلك الأنواع أغنام شيفوا ودورست وهامبشاير وأكسفورد وشروبشاير وساوث داون وسفولك.

أغنام الصوف طويل التيلة:

تشمل أغنام هذه المجموعة أغنام كوتسوولد وليستر ولنكولن ورومني. وتنتج هذه الأغنام الأصواف المستخدمة في صناعة السجاد والمنسوجات الصناعية.

أغنام الصوف الخشن:

تشمل الكاراكول والأسكتلندي الأسود الوجه. وتستخدم أصواف هذه الأغنام في صناعة السجاد وخيوط الأعمال اليدوية.

أنواع الصوف:

تحدد نوعية الصوف وتستخدم تبعًا لنوعية الأغنام التي تؤخذ منها هذه الأصواف، وتعتمد نوعية الصوف على العمر والحالة الصحية للأغنام وظروف الطقس الذي تعيش فيه. ويُغطى صوف الغنم الصحي بمادة زيتية تعرف بزيت الصوف. ويتركب زيت الصوف من شحم الصوف وعرق الغنم الجاف، ويساعد زيت الصوف على حماية الأغنام من المطر، كما يمنع تبلل الصوف.

وتنتج الأغنام الصغيرة أحسن الأصواف. ويسمى أنعم وأجود أنواع الصوف بصوف الغنم، وهو ينتج من أغنام يتراوح عمرها ما بين 6 و 12 شهرًا. أما صوف القوس ويسمى أيضاً الصوف المقوس فإنه أول صوف يجز من أغنام تتراوح أعمارها ما بين 12 و 14 شهرًا. ويُسَمىَّ الصوف الذي يجز بعد أول جزة صوف كراز.

تنتج أنواع الصوف الرديئة من الأغنام المريضة أو النافقة ويطلق على الصوف المنتج من الأغنام المذبوحة للحصول على اللحوم أو الأغنام النافقة الصوف المملوخ وأحياناً يسمى صوف قشرة أو صوف زلق. ويستخرج الصوف الميت من الأغنام التي تموت من المرض، أو التي تقتلها حيوانات أخرى. وتعطي الأغنام المُسِنَّة جزات أصواف معقدة أو متشابكة ينتج عنها صوف الفُرشِ. ويطلق الأستراليون والإنجليز على جزات الصوف الملوثة بالزبل أو بالأتربة القطع المبقعة بينما تعرف في الولايات المتحدة الأمريكية بالقطع المغلقة.

يقسم الصوف إلى قسمين: الصوف العُذري أو الصوف الجديد، وهو صوف لم يسبق غزله إلى خيوط أو تحويله إلى أنسجة. وتصنع بعض المنسوجات من ألياف صوف سبق غزلها أو صوف منسوج، ويطلق على المنتجات المصنعة من ذلك الصوف اسم الصوف المتكرر. وتُسَمىَّ الأنسجة المصنعة من الصوف المتكرر باسم النفايات.

معالجة الصوف:

تتم معاملة الصوف في أربع مراحل رئيسية هي: 1- الجز 2- الفرز والتصنيف، 3- غزل الخيوط، 4- المنسوجات.

جزاز الغنم. يستخدم آلات جز كهربائية لإزالة الصوف. يمكن للجزاز المتخصص أن يجز مائتي رأس من الأغنام أو أكثر يومياً. وتجز الأغنام مرة واحدة سنوياً.

الجز:

يستخدم معظم جزازي الأغنام آلات جز كهربائية ويمكن لواحد من هؤلاء جز 200 رأس من الأغنام أو أكثر يومياً . ويجز الصوف في قطعة واحدة، ومن ثم يمكن التعرف على مختلف الأجزاء وتصنيفها طبقاً لنوعية أجزاء الجزة. فعلى سبيل المثال، أفضل أنواع الصوف هي التي تغطى أكتاف وجوانب الأغنام.

تجز الأغنام مرة واحدة سنوياً في معظم أنحاء العالم، ويكون ذلك إما في الربيع أو في أوائل الصيف. ولكن في بعض المناطق في العالم تجز الأغنام مرتين سنوياً.

الفرز والتصنيف:

يقوم العمال في هذه المرحلة بإزالة القطع المبقعة أو التالفة أو الأجسام الغريبة من كل جزة، ويقومون بفرز باقي الجزة ليس طبقاً لقوة تحملها فقط، ولكنها تُصنف كذلك طبقاً لعوامل أخرى مثل: 1- درجة النعومة (القطر)، 2- الطول، 3- التجعد (تنسيجها)، 4-اللون.

يقاس غالباً قطر ألياف الصوف في الأقطار الأوروبية بما في ذلك بريطانيا وأستراليا بوحدات الميكرون، ويساوي الميكرون واحدًا من مليون من المتر، بينما تعرف نعومة ألياف الصوف في الولايات المتحدة الأمريكية بمقارنته بنعومة صوف المارينو.

إن معرفة طول ألياف الصوف مهمة لتحديد عمليات غزل الألياف والنسيج اللازمة. فطول الألياف المُسَرَّحَة، ويسمى أيضاً طول ألياف الأقمشة، يقل عن 3,8سم. ويتراوح طول الألياف الفرنسية الممشطة من 3,8 إلى 6,4سم. ويزيد طول الألياف الممشطة على 6,4سم.

يعطي التجعيد الطبيعي لألياف الصوف نوعًا من المرونة. وهذه الخاصية تمكن المنسوجات الصوفية من المحافظة على أشكالها بعد شدها وعصرها. وأحسن الألياف الصوفية هي ذات التموُّجات المنتظمة.

تتفاوت ألوان معظم الأصواف من الأبيض إلى العاجي الداكن، وأفضل الأصواف هي ذات اللون الأبيض، لأن النساجين قد يضطرون إلى إجراء عملية تبييض الأصواف داكنة اللون قبل عملية الصباغة.

صناعة غزل الصوف. تشمل هذه الصناعة خطوات متعددة. تقوم آلات التسريح، (يمين) بفك تشابكات الألياف وترتيبها على شكل شريط يسمى النسيج. وتشكل الأنسجة على هيئة حبال رفيعة تسمى الفضة (يسار).

صناعة الغزل:

يتم تنظيف الصوف بالمذيبات والمنظفات لإزالة الزيوت والمواد العالقة مثل الأتربة والرمل.

تُستخرج مادة اللانولين من زيوت الصوف وهي تُستخدم في صناعة مطريات اليد وبعض مواد التجميل الأخرى.

وبعد تجفيف الصوف يتم تمشيطه، وتتم عملية تمشيط الصوف بإمراره خلال دلافين ذات أسنان سلكية رفيعة. تقوم هذه الأسنان بفك تجعد الألياف، وترتيبها على شكل شريط مسطح يسمى نسيج. ويحوَّل النسيج الناتج بعد ذلك إلى خيوط رفيعة تسمى بالشلة.

بعد التمشيط، تختلف عملية صناعة الخيوط قليلاً، طبقاً لاختلاف طول الألياف. تُستخدم الألياف الممشطة فى صناعة الغَزْل الصوفي وتستخدم الألياف الممشطة والفرنسية في صناعة الغزل الجوخي، وتتشابه العمليات المستخدمة في صناعة نوعي الغزل ، ولكن الجوخيات الفضية تمر بمراحل إضافية تسمى التسريح أو التمشيط، يتم خلالها إزالة المواد العالقة والألياف القصيرة.

بعد التمشيط تُشد الشلة وتُلوى قليلاً، لتكوِّن خيوطاً أرفع تسمى السحب الفتلي (السلك). وتقوم آلات الغزل بلي السلك على شكل غزل. ويكون غزل الصوف منفوشاً ومزغباً، حيث تتجه الألياف إلى اتجاهات مختلفة. ويكون غزل الجوخ ناعماً وجيد الالتواء وأليافه متوازية.

المنسوجات الصوفية يتم نسجها عن طريق أنوال آلية كبيرة (أعلاه). بعد صناعة النسيج، يمر الصوف بمختلف العمليات حتى يصل إلى مرحلة وضع اللمسات الأخيرة لإعطاء الشكل والقوة المطلوبين.

صناعة النسيج:

يقوم صُنَّاع الصوف بعقد أو غزل الصوف أنسجة مختلفة، ويستخدم الصناع غزل الصوف فى صناعة أقمشة القمصان والغزل اليدوي ومنسوجات الملتون، والسكسوني وشتلاند والتويد. ويستخدم غزل الجوخ في منسوجات مثل الأقمشة العريضة وصناعة الكريب، والجبردين والشال والشاركستين المخططة والعريضة. وغالباً ماتصنع جميع الأقمشة الصوفية فيما عدا الملبدة من الغزل. ★ تَصَفح: اللباد.

يمكن صباغة الصوف عند مراحل التصنيع المختلفة، وإذا صبغت الألياف قبل الغزل، تسمى العملية صباغة التجهيز أو صباغة القمة، أما إذا صبغ الصوف بعد غزله إلى خيوط فتسمى العملية صباغة الخيوط أو صباغة الحزمة أو صباغة الخصلة. وإذا لم تتم الصباغة إلا بعد صناعة النسيج، فإنها تسمى صباغة الجزء. ومعظم الأنسجة ذات التصميم المزخرف هي نوع من صباغة التجهيز أو صباغة الخيوط. وتستخدم صباغة الجزء للمنسوجات ذات الألوان الثابتة. ★ تَصَفح: الصبغة.

وتمر جميع المنسوجات الصوفية بعمليات إضفاء اللمسات الأخيرة لإعطائها الشكل والملمس المطلوبين. ويبدأ وضع اللمسات الأخيرة لبعض منسوجات الخيوط الصوفية بوساطة النَّقْع، وتتكون هذه العملية من غمر النسيج كله بالماء ثم إمراره خلال دلافين. ويؤدي النقع إلى تشابك وتلبُّد الألياف كما أنها تؤدي إلى تقلص القماش وتعطيه قوة إضافية. وتمر الأقمشة المجوَّخة بمرحلة التَّشبُّع وفيها يمر النسيج في ماء مغلي ثم في ماء بارد. وتؤدي هذه العملية إلى تقوية النسيج.

تتقلص بعض الأنسجة الصوفية عند التنظيف الجاف. ولمنع ذلك التقلص، يقوم بعض الصناع بإجراء التقلص المسبق للنسيج. وتسمى إحدى عمليات التقلص المسبق المشهورة تقلص لندن، وبعد مختلف عمليات وضع اللمسات الأخيرة يُحوَّل النسيج الصوفي إلى أقمشة ومنتجات أخرى.

الدول الرائدة في إنتاج الصوف

نبذة تاريخية:

منذ ما يقرب من10,000 سنة، بدأ الناس في أواسط آسيا بتربية الأغنام للغذاء وصناعة الملابس. ولقد بدأت طريقة غزل الصوف خيوطًا تقريباً عام 4000 ق.م، وقد شجع ذلك على التبادل التجاري بين دول منطقة البحر الأبيض المتوسط. وبدأت تربية أغنام المارينو في أسبانيا في القرن الثاني الميلادي، وظلت أسبانيا المصدر الوحيد لهذه الأغنام حتى القرن الثامن عشر الميلادي.

أنشأ الرومان أول مصنع للصوف في منطقة ونشستر بإنجلترا عام 50م وبعد ذلك أَدَّت صناعة الصوف دوراً رئيسياً في اقتصاديات هذه البلاد. وقد بلغت جملة صادرات الأنسجة الصوفية بإنجلترا عام 1660م ما يقارب ثلثي حجم تجارتها الخارجية تقريبًا.

فى أوائل القرن السادس عشر الميلادي، قام المكتشفون الأسبان بأخذ الأغنام إلى مايُسمَّى الآن بالولايات المتحدة الأمريكية. ولقد اعترضت إنجلترا على انتشار صناعة الصوف في المستعمرات الأمريكية وذلك حتى تظل المستعمرات معتمدة على الصوف الإنجليزي. ولكن سكان المستعمرات قاموا بتهريب الأغنام من إنجلترا، ومع بداية القرن الثامن عشر انتعشت صناعة غزل ونسج الصوف فى الولايات المتحدة الأمريكية.

نمو صناعة الصوف في أستراليا ونيوزيلندا. في عام 1797م قام ضابط البحرية الإنجليزى هنري ووترهاوس، بأخذ أغنام المارينو من رأس الرجاء الصالح بجنوب إفريقيا إلى أستراليا، وكانت تلك بداية صناعة أصواف أغنام المارينو في أستراليا. وانتشرت بعد ذلك صناعة الصوف سريعاً خلال الثلاثينيات من القرن التاسع عشر، وفي عام 1842م وصلت جملة صادرات أستراليا من الصوف إلى أكثر من 6,000 طن متري سنوياً. وكانت السفن الشراعية تقوم حينئذ بنقل الأصواف في رحلة تمتد إلى 90 يوماً للوصول إلى ميناء لندن.

قام جون رايت بأخذ قطيع من أغنام المارينو من مدينة سيدني إلى جزيرة مانا، بالقرب من ولنجتون في نيوزيلندا عام 1834م.

يعتبر إنتاج الصوف الآن واحداً من أهم الصناعات في أستراليا ونيوزيلندا، ويبلغ دخل أستراليا من صادرات الصوف من 11% - 15% من جملة صادراتها. وتمتلك أستراليا نحو 16% من أغنام العالم. بينما تعتبر نيوزيلندا ثالث أكبر منتج للصوف في العالم وثاني أكبر دولة في العالم لتصدير الصوف.

أما التجارة الداخلية للصوف فهي ضعيفة في كلٍّ من أستراليا ونيوزيلندا، ففي أوائل التسعينيات من القرن العشرين، قام البلدان بتصدير نحو 95% من إنتاجهما من الأصواف. وتقوم أستراليا كل عام بتصدير أكثر من 850,000 طن متري من الصوف، بينما تصدر نيوزيلندا 320,000 طن متري. وتعد اليابان المشتري الرئيسي للصوف الأسترالي، كما تقوم دول كثيرة بشراء كميات كبيرة من نيوزيلندا مثل دول أوروبا الشرقية وتشمل روسيا وبولندا، ودول المجموعة الأوروبية (الاتحاد الأوروبي) مثل فرنسا والمملكة المتحدة. وهناك مستهلكون آخرون للصوف النيوزيلندي مثل اليابان.

كانت أستراليا فى التسعينيات من القرن العشرين تمتلك أكثر من 150 مليون رأس غنم موزعة على ست ولايات، وأكبر الولايات تربية للأغنام هي ولاية نيو ساوث ويلز، ويوجد بها نحو 60 مليون رأس من الغنم، وفي نيوزيلندا تحدد نوعية التُربة أكثر من المناخ مواقع تربية الأغنام، وتقع معظم أماكن تربية الأغنام في السهول وتعيش أكثر من نصف أغنام نيوزيلندا التي تبلغ نحو 70 مليون رأس في الجزيرة الشمالية. ولا تزال تربية الأغنام للصوف في العالم العربي مقتصرة على بعض البلدان مثل المملكة العربية السعودية وسوريا والصومال والجزائر، والسودان، ولكنها لا تكفي لقيام صناعة صوف مزدهرة على الرغم من وجودها بالفعل في أقطار مثل مصر والعراق، وأهم أسباب ذلك عدم وجود مراع طبيعية تسمح بتوفير غذاء دائم للأغنام.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية