الشرطة ( Police )
☰ جدول المحتويات
طائرات الدفاع المدني العاملة في جهاز الشرطة بالمملكة العربية السعودية. |
وتخدم الشرطة المجتمع بعدة طُرق، فتقوم بدوريات في الشوارع لمنع وقوع الجرائم، ومساعدة الأفراد للتغلُّب على الصعوبات التي يواجهونها.كما يُوَجِّه ضباط الشرطة حركة المرور لضمان سيرها بشكل منتظم. وتُستدعَى الشرطة لفض النزاعات والبحث عن الأفراد المفقودين ومساعدة ضحايا الحوادث،كما تقوم بتقديم المساعدات خلال الفيضانات والحرائق والكوارث الأخرى مثل تأمين المأوى والمواصلات وحماية الضحايا.
تشكّل الشرطة جزءًا من النظام الوطنيّ الخاصّ بالعدالة الجنائية التي تحتوي أيضًا على المحاكم والسجون. ويطبّق مسؤولو الشرطة القانون الجنائي على جرائم القتل والسرقة والنهب والجرائم الأخرى التي تهدِّد المجتمع. وهم يحققون في هذه الجرائم ويقبضون على المجرمين المشتبه فيهم، وفي بعض الأحيان قد يُدْلُون بشهاداتهم أمام المحاكم.
وكلُّ دولِ العالم لديها أنظمة للشرطة، كما أن معظمَ الدول لديها عدد من منظّماتِ الشرطة المنفصلةِ،كلُُّ منها مختصُُّ بحمايةِ منطقةٍ معينةٍ، أو معالجة قضايا إجراميّةٍ معيّنةٍ ؛ ففي أستراليا يُوجد ثمانية أقسام مستقلة للشرطة لحفظ النظام. والمملكة المتحدة لديها 50 قسمًا، والولايات المتحدة لديها 40,000 قسم. أمّا بعض الدول الأخرى فلديها قسمٌ واحدٌ للشرطة تُديره وتموله الحكومة المركزية. فمثلاً الصين وفرنسا وأيرلندا ونيوزلندا كل منها لديه نظامٌ وطنيٌ واحدٌ للشُرطة.
أنشطة الشرطة
الشرطة النَّهرية الرسمية تقوم بتنفيذ أنظمة الحركة في نهر التايمز في لندن كما تقوم بأعمال الدورية لكشف الجريمة. |
يقوم رجال شرطة الدورية بمسح الطَّريقِ المخصَّصة لهم بانتظام، ويحمل رجالُ شرطة الدوريّة المترجلة الراديو ذا الاتجاهين ؛ أي القادر على الاستقبال والإرسال. أمّا سياراتُ الدوريّة فتكون مجهَّزة براديو أكبر ذي اتجاهين أيضًا. ويتسلَّم رجلُ الشرطة التعليمات عبر الراديو لمعالجة حادث سيارة أو التحري عن جريمة أو فضِّ مشاكلَ وخلافات أسرية. وإذا كانت هناك حاجة فقد يقوم بالاتصال بدائرةِ الشُرطة طلبا للمساعدةِ في التعامُلِ مع وَضْع ما. كما يكلَّف عادًة رجالُ الشرْطة الدورية بالمحافظة على النظام في الجموع المحتشدة للتجمُّعاتِ الرياضيَّة والسياسيّة والمواكبِ والمناسبات العامة الأخرى.
يُمْكِن لضباط الشرْطة أن يُلْقُوا القبض على شخص يرتكب جريمة أو عندما يشكُّون بشخصٍ يهمّ بها أو لديه دافع معقول لارتكابِها، لكنهم مُطالبون في بعض الحالات بالحصول على إذن من المحكمة يُسمَّى تفويضًا قبل عملية إلقاءِ القبض.
دوريات المرور:
يعزّزُ ضباطُ المرور إجراءات السَّلامة في الطرق والشوارع الرئيسَّية، وعادةً ما يرتدون بزَّاتهم الرسمية ويقومون بدوريات في السيارات أو الدراجات النارية. تستخدم بعض قوات الشرطة الطائرات العمودية لتنظيم الحركة، فتحمي المشاة وتساعد قائدي السيارات ؛ وتنفذ الأنظمة الخاصة بالمواقف والسرعة وأنظمة المرور الأخرى ؛ وبالإضافة إلى ذلك يحقق ضباط المرور في الحوادث الأساسيّة ويعملون على توفير السَّلامة للمركبات الأخرى. وفي معظمِ الدول تتأكد دوريات المرور من وجود التأمين والرُّخص وأنظمة الضريبة للمركبات وسائقيها.شرطي من دولة قطر |
التحقيق في الجريمة:
هو العملُ الرئيسيّ للبوليس السري، ويُطْلَقُ عليهم في بعض الأحيَانِ الضبّاط المدنيُّون لأنهم لا يرتدون بَزَّآتهم الرسميَّةَ.وتطلق عادة على الأقسام الخاصة بهؤلاء الضباط أسماءٌ خاصة مثل فرع التحقيقات الجنائية سي. آي. بي.في قوات الشرطة الأسترالية أو قسم تحقيق الجريمه سي. آي. دي. في بريطانيا ويحاول رجال البوليس السري (المخبرون السريُّون) أن يكتشفُوا مرتكبَ الجريمةِ والبحثَ عن الأدلَّةِ الضروريَّة التي تُديِنُ الجاني في المحكمة.
وفي أقسام الشرطة الكبيرة يعمل بعض المخبرين السريين في عدة فرق متخصصة تتعامل مع بعض الجرائم مثل: القتل والسرقة والتزوير وبيع المخدرات. يبدأ المخبرون التحقيق في جرائم القتل بالبحث عن بُقَع الدَّم وبصمات الأصابعِ والأسلحة كما يقوم المخبرون أيضًا باستجواب الشهوِد أو المشتبه فيهم أو مَنْ قد يكون لديهم معلومات عن الجريمة.
يقوم عدة فنيين متخصصين بمساعدة المخبرين في التحري ؛ بعضهم من ضباط الشرطة والبعض الآخر من المدنيين المدربين، ويمكن لوحدة التصوير الفوتوغرافي أن تأخذ صورة أوتسجيلاً على الفيديو لمسرحِ الجريمة والأدلة. يقوم الاختصاصيون في مختبر الشرطة بتجميع وتحليل بقع الدم والرَّصاص وعينات الشَّعر وبصمات الأصابعِ والأسلحة وأي دليل آخر ؛ ويمكنهم في مختبر الشرطة أن يؤدوا اختبارات كيميائية للتعرف على أية محتويات غير معروفة مرتبطة بالجريمة. يشرف مخبرو التحري (المسؤولوُن عن تحري قضية معينة) على الفنيين المختصين بالقضية، وتُسْتخدم بعد ذلك تقارير المخبرين السريين والفنيين المختصين في المحكمة.
يُكلَّف بعضُ الضباط الذين يرتدون الزّي المدني بجمع المعلومات الاستخباريّة عن أنشطة بعض المجرمين المشتبه فيهم، ويُطْلق في بعْض الأحيان على الذينَ يعملوُن في دائرة استخبارات الجريمة في قسم الشرطة الوكيل المـُـتخفـي. ويقوم هؤلاء بجمع المعلومات عن بعض العمليات الإجرامية مثل بيع المخدرات. وتُستخدم تقارير ضُباط الاستخبارات لتطوير خُطط لمحاربة الأنشطة الإجرامية.
الأحداث والخدمة الاجتماعية:
يقوم الضُباط، أحيانًا، سواء ضباط التحرِّي أو ضباط أقسام الشرطة الرسمية، بأعمال يغلب عليها الطابع الاجتماعي أكثر من تنفيذ القوانين. فعلى سبيل المثال يعمل بعضُ الضبَّاط مع الشباب في أنديتهم أوفي إطار نشاطاتهم الاجتماعية الأخرى، ويزور ضبّاط آخرون المدارس ليتحَّدثُوا عن عملِ الشُّرطة. وينخرط بعض ضباط الشرطة في أعمال الاستشارات ومساعدة الآخرين الذين لديهم مشاكل صعبة، حتى يصبحُوا أقلَّ عرضةً للانخراط في الجريمة. وتعملُ الشُّرطة مع المنظّمات التطوعيّة والعاملين في الأنشطة الاجتماعية لمساعدة ضحايا الجريمة.غرف المراقبة والتحكم تستقبل مكالمات الطوارئ للأفراد وتبلِّغ أقسام الشرطة القريبة للمساعدة. |
السجلاتُ والاتصالات:
تحفظُ دائرة السجلات في قسم الشرطة ملفّات بجميع الجرائم والتحريات والتوقيف والأنشطة المتعددة للشرطة التي يُبَلَّغ عنها. وتستَخدم مُعظم أقسام الشرطة الحاسوب لاستخدام وتخزين هذه السجلات. ولدى معظم الدُّول جهازٌ مركزيٌّ لتسجيل الجرائم والمركبَات يُمكن الرُّجوع إليها عن طريق الضبَّاطِ لدى كلِّ قوة شرطة.ويُعدُّ مركزُ الاتصالات أيضًا وحدة مهمة في قسم الشرطة حيث تستقبل غرفة المراقبة والتحكم مكالمات متعلقة بطلب المساعدة والتَّبْليغ عن جرائم، وإرسال ضباط إلى مسرح العمليات.و تستخدم معظمُ أقسام الشرطة الكبيرة الحاسوب في عملية الاتصالات وعندما يتم الإبلاغُ عن جريمة تطبع هذه المعلومات على الحاسوب وتراجع غرفة التحكّم المشكلة، ثم تُرسل المعلومات إلى دورية تكونُ معدة للخدمة، ويستقبل ضابط الدورية المعلومات عن طريق جهاز الراديو أو الجهاز المثبت في سيارته.
الأنشطة التخصّصّية:
يوجد لدى أقسام الشرطة الكببيرة عددٌ من الوحداتِ المتخصصة التي تشمل فرق البحث والإنقاذ، وسائسي الكلاب، وسَرِيَّة القنابل، ووحدة الأسلحة المتخصصة. ويعمل أعضاءُ هذه الوحداتِ في مأموريات أخرى إلى أن يتم الاحتياج لمهاراتهم التخصّصيّة في حالات معينة. ويوجد لدى بعض أقسام الشرطة المتوسطة والكبيرة الحجم إدارات منفصلة لمعالجة المعلومات ومكاتب الأبحاث.تعمل فرق البحْث والإنقاذ في البحث عن الأفراد المفقودين في الصحاري والغابات والجبال والكهوف والأماكنِ البعيدة والمجهولة. وقد دُرّب أعضاءُ هذه الفرق على تسلَّقِ الصخورِ والحياة في الجبال، وعادة ما يستخدمون الطائرات المروحية في عمليات الإنقاذ.
ويعمل سائسو الكلاب مع كلاب دُرِّبت لمهام خاصة، مثل القبض على الهاربين، أو البحث عن المخدرات أو القنابل باستخدام حاسة الشمّ القوية. ويقوم سائسو الكلاب بعمل دوريات رسمية مستخدمين الكلاب كمانع للجريمة لأن سرعة عَدْو الكلاب تفيدُ في إلقاء القبض على المتهمين.
تتولى فرق القنابل بلاغات عن التهديد بالمتفجرات حيث يقومون بتفتيش المبنى أو المكان الذي يفترض وجود القنبلة به. وعندما يعثرون عليها يحاولون منع انفجارها أو نقلها إلى مكان حتى لاتُحْدِثُ أضرارًا بالممتلكات أو إصابات للأفراد.
وحدة الأسلحة المتخصصة:
يحملُ أفرادُها السلاحَ وقد دُرِّبوا على التعامل مع المواقف الخطرة التي يكون فيها المجرمون مسلحين أو إرهابيين. أعضاء هذه الوحدات ذوو مهارات جيدةٍ في استخدام الأسلحة الحديثة، وهم يعرفون كيف يحاصرون المجرمين ويقبضون عليهم مع تقليل الخطر على الآخرين. تُؤَدِّي أقسامُ معالجة المعلومات ومكاتبُ الأبحاث عدّةَ خدمات، والأفرادُ في هذه الأقسام والمكاتب إما أن يكونوا ضباط شرطة أو أفرادًا مدنيين. يقوم أعضاء الفريق بتصنيف إحصائيات الجريمة للتعرُّف على المناطق التي ترتفع بها معدلات الجرائم، كما يقومون بإعداد تقارير عن الاحتياجات الحالية والمستقبليَّة من الأفراد والتجهيزات والتمويل. إضافة إلى ذلك يقومون بالبحث عن تقنيات التحقيق الجديدة.الإنتربول
الإنتربول (البوليس الدولي) منظمة عالمية مكونة من قوات الشرطة لأكثر من 140 دولة. يتبادل أعضاء الإنتربول المعلومات عن المجرمين الدوليين، ويتعاونون فيما بينهم في مكافَحة الجرائم الدولية، مثل جرائم التزييف والتهريب وعمليات الشراء والبيع غير المشروعة للأسلحة. ويحتفظ أفرادُ المنظَّمة بسجلات الجرائم الدوليَّة، ويساعدون الأعضاء في النواحي العمليّة، ويقومون بتدريب وعمل استشارات لأفراد الشرطة.
تُدار الإنتربول بوساطة جمعية عمومية، بحيث يكون لكل عضو صوت واحد للتصويت. وتقومُ الجمعية بانتخاب رئيس ولجنة تنفيذية مكونة من اثني عشر عضوًا. يُعرف المركز الرئيسيُّ للمنظمة بالسكرتارية العموميّة، ويستخدم المركز 250 موظفًا ومقرُّه الدائمُ مدينةُ ليون بفرنسا.
تمَّ تأسيسُ منظّمة الإنتربول عام 1923م ومركزها الرئيسي فيينا. وكان هدفُها الرئيسيُّ مكافحة الجريمة الدَّوليَّة، وكان معظمُ أعضائها أوروبيين. وقد أُعِيدَ تنْظيِم المنظمة عام 1946م وانتقلت إلى باريس. وفي عام 1956م بلغ عدد الأعضاء إلى 50 عضوًا واتخذت الاسم الحالي الإنتربول.
نبذة تاريخية
في معظم الحضارات القديمة كان الجيشُ يقوم بخدمات الشرطة. ففي روما القديمة، على سبيل المثال، كانت الفيالق العسكريةُ الرومانية للحكام تقوم بتنفيذ القانون. كوّن الإمبراطور أوغسطس الذي وصل إلى الحكم عام 27ق.م قوة شرطة غير تابعة للجيش سمّاها الحرس. وكانت مهمّةُ هذه القوة الحفاظ على النظام ومكافحة الجرائم في روما.
كان عمر بن الخطاب أول من وضع نظام الشرطة في العالم العربي والإسلامي، وقد كان يعس (يطوف) ليلا يحرس الناس ويطارد شاربي الخمر ولاعبي القمار حتى إنه سمي بالخليفة الشرطي. واستمر بعده نظام الشرطة حتى نظم في عهد علي بن أبي طالب، وأطلق على رئيسها (صاحب الشرطة) واستمر الأمر كذلك في عهد بني أمية إلا أنها تطورت كنظام متكامل في عهد الدولة العباسية. وتطور عن ذلك نظامان للشرطة: شرطة كبرى ويرأسها صاحب الشرطة الكبرى من مقر السلطان. وقد وجدت مثل هذه الشرطة في كل من الأندلس ومصر، وشرطة صغرى ؛ وهي الشرطة العامة، وكان من مهامها إقامة الحدود الشرعية والسياسية. وفي عهد عبدالرحمن الناصر ظهر نوع آخر من الشرطة سمي الشرطة الوسطى لتنظر في قضايا الطبقة الوسطى من التجار وأصحاب المهن الراقية، وقد تولى منصب صاحب الشرطة الوسطى في إحدى الفترات سعيد بن جبير، واختصت الشرطة الكبرى بأصحاب الشأن العالي من الوزراء والأمراء ...وغيرهم.
وفي القرن التاسع الميلادي طوَّرت إنجلترا نوعًا من نظام تنفيذ القوانين المبني على مسؤولية المواطن.
وفي عام 1750م قام القاضي والكاتب هنري فيلدينج بمساعدة أخيه غير الشقيق، السير جون فيلدينج بتشكيل رماة سهام شارع بو للقيامِ بمهام الشرطة في لندن.
أسس السير روبرت بيل، وهو رجل دولة بريطاني قوةَ الشرطة الملكية الإيرلندية عام 1814م، وشرطة منطقة لندن الحضرية. وكان يتم اختيار أفرادها وتدريبهم بدقة وعناية. ويُعد روبرت بيل الأب الروحي لمنظمات الشرطة الحديثة والمحترفة.
أسس المستعمرون في أمريكا الشمالية أنظمة الأمن في مدن وقرى نيوإنجلاند، أما في المستعمرات الجنوبية، فالشريف كان المسؤول عن حفظ الأمن. وتأسست الفرقة المعروفة بتكساس رينجرز وهي فرقة فرسان مسلّحة في بدايات القرن التاسع عشر، وكانت أوّلَ نموذج لنظام شرطة الولاية. وكانت تقوم بمحاربة الهنود الحُمْر، والقيام بدوريّات على الحدود المكسيّكية وتتبِّع آثار لصوص الأبقار وغيرهم من الخارجين على القانون.
في أوائل القرن العشرين، قام أوغسطس فولمر، شريف الشرطة في باركلي في كاليفورنيا، بإحداث تغييرات كثيرة في نظام الشرطة، واشترط حصول ضباط الشرطة على شهادات جامعية واستخدام الطرق العلمية في أعمال الشرطة.
وشهدت الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين الميلادي تطوراتٍ غيَّرت طبيعة أعمال الشرطة. فالشرطة في عدد من الدول أصبحت مسؤولةً عن التعامل مع أحداث الشغب والمظاهرات السياسية على نطاق واسع، وبدأت بعض مراكز الشرطة فى استخدام أعضاء من أفراد الأقليات للعمل على تحسين علاقات الأقليات مع بعضهم، وبدأت النساء المشاركة في جميع أعمال الشرطة. وقامت الشُّرطة بزيادة نشاطها مع الجمهور لمنع الجريمة، وبصفة خاصة تطوير نظام مراقبة الأحياء ومساعدة الجماعات.