الرئيسيةبحث

الفاتيكان، مدينة ( Vatican City )



مدينة الفاتيكان، تغطي مساحة 44 هكتارًا شمال غربي مدينة روما. وتبين هذه الصورة جزءًا من الحدائق الواقعة إلى اليسار من كنيسة القديس بطرس بقبتها الشهيرة، ويمتد ميدان القديس بطرس إلى اليمين من مدخل الكنيسة.
الفاتيكان، مدينة. مدينة الفاتيكان أصغر دولة مستقلة، حيث يبلغ عدد سكانها ألف نسمة، وهي المركز الروحي الذي يقوم بتوجيه الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، كبرى الكنائس النصرانية في العالم. وتغطي مدينة الفاتيكان مساحة قدرها أربعة وأربعين هكتارًا، لكن نفوذها الروحي يشمل الملايين من النصارى الكاثوليك في جميع أنحاء العالم. ويرأس البابا الكنيسة الكاثوليكية الواقعة في وسط روما بإيطاليا، غير أن أرضها تعد أرضًا أجنبية بالنسبة للرعايا الإيطاليين، كما أنها دولة مستقلة ذات سيادة منذ توقيع معاهدة لاتيران في عام 1929م.

والاسم الرسمي لمدينة الفاتيكان في اللغة الإيطالية هو ستاتو ديلا تشيات ديل فاتيكانو (دولة مدينة الفاتيكان). ولفظة الفاتيكان هي الاسم الذي يطلق على المدينة والدولة على حد سواء. وكثيراً ما تستخدم للإشارة إلى البابا أو حكومة الفاتيكان، تماماً كما يفعل من يستخدم اسم مدينة واشنطن أو لندن للإشارة إلى حكومات الولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا.

الوصف

لا يزيد حجم مدينة الفاتيكان من حيث المساحة على حجم متنزه متوسط في أية مدينة، وهي تقع على تل الفاتيكان في شمال غربي روما، على مقربة من غربي نهر التيبر. وتحيط بمعظم جوانبها أسوار عالية، والشكل غير المنتظم لهذه المساحة داخل الأسوار يضم مباني ذات طرز معمارية مختلفة، كما أنها تشتمل على عدة أفنية وحدائق ممهدة وطرقات هادئة، وتبرز كنيسة القديس بطرس الضخمة بقبتها التي تطل على منظر المدينة بأكملها.

كنيسة القديس بطرس:

واحدة من أكبر الكنائس النصرانية في العالم. وهي على نقيض ما يظنه الكثيرون، بازيليقا وليست كاتدرائية. والبازيليقا كنيسة لها مزايا وسمات طقوسية معينة يمنحها لها البابا في حين أن الكاتدرائية هي الكنيسة الرئيسية لأسقف الأبرشية، وبها مكتبه الرسمي. والبابا هو أسقف روما. وكاتدرائيته هي كاتدرائية القديس جون لاتيران.

قصر الفاتيكان:

يتكون من عدة مبان تضم أكثر من ألف غرفة، وتحيط المحاريب المتعددة والمباني السكنية والمتاحف وغيرها من القاعات بالعديد من الأفنية المفتوحة، بينما يحتل السكن الخاص بالبابا ومكاتب أمناء الدولة وصالات الاستقبال جزءاً من القصر. وتحتل متاحف الفاتيكان ومحفوظاته ومكتبته الجزء الباقي.

متاحف الفاتيكان تضم مجموعة نادرة من التماثيل، وتشمل تمثالي أبولو بيلفيدير ولاكون المشهورين.كما تضم أيضاً أجزاء ضخمة مخصصة للكتابات والنقوش النصرانية وماقبلها وللآثار الفرعونية والأترسكانية، وللفنون النصرانية الحديثة أيضاً. وتزين قاعات المتاحف ومحاريبها المتعددة أعمال مشاهير الفنانين من أمثال فرا أنجيليكو وبينتو ريشو ورفائيل وتيتيان وليوناردو دافينشي. كما تزين لوحات مايكل أنجلو السقف وحائطاً ضخماً في المحراب السيستيني.

محفوظات الفاتيكان تحتوي على سجلات دينية وتاريخية مهمة، كان البابا بول الخامس قد أمر بإقامتها وتنظيمها في عام 1612م. ومن أمثلة السجلات المهمة التي تحتويها، التقرير الأصلي لمحاكمة جاليليو 1633م، كذلك الالتماس الذي قدمه البرلمان الإنجليزي لإبطال زواج هنري الثامن من كاترين الأراغونية عام 1530م، ونص اتفاق نابليون 1801م. وقد أمر البابا ليو الثالث عشر بفتح أبواب المحفوظات للباحثين والدارسين في 1881م، وبعد ذلك أقامت عدة دول أوروبية معاهد تاريخية يبحث أعضاؤها في المحفوظات عما يخص دولهم.

مكتبة الفاتيكان تضم واحدة من أكبر وأندر مجموعات المخطوطات والكتب القديمة.

مبان أخرى:

وهي تتبع مدينة الفاتيكان، ولكنها تقع خارج أسوارها منها: كاتدرائية القديس جون لاتيران، وكنيسة القديس بولس، والكنيسة الرئيسية للقديسة ماري، وكلها في مدينة روما. وهناك أيضًا السكن الصيفي للبابا، ومرصد الفاتيكان، وهما في ضاحية كاستيل غاندولفو.

الإدارة

يرأس البابا، وهو الحاكم المطلق لدولة الفاتيكان، جميع إداراتها الحكومية، إلا أنه يفوض معظم سلطته الدنيوية للآخرين، كما يكرس وقته أساساً وقبل كل شيء للمسائل الكنسية.

ويدير الأمور المحلية الداخلية لمدينة الفاتيكان محافظ لا تختلف مسؤولياته عما يضطلع به عمدة أية مدينة، بينما يقوم كاردينال بدرجة أمين دولة بالشؤون الخارجية إلى جانب تنسيق الشؤون الكنسية والسياسية. وللفاتيكان محاكم مدنية إلى جانب المحكمة الرومانية المقدسة التي تتناول القضايا الدينية، إلا أن غالبية القضايا الجنائية المدنية تترك للقضاء الإيطالي. ويقوم رئيس المحافل البابوية التي يشارك فيها البابا بالإشراف عليها وإدارتها، بينما ينظم رئيس البيت البابوي اجتماعات البابا وكل ما يختص بالتشريفات الدبلوماسية. أما الشؤون المالية للفاتيكان فيقوم بإدارتها عدد من الأقسام، يضطلع كل منها بمجموعة من الأمور والقواعد المحددة.

وتصدر مدينة الفاتيكان طوابع بريدية وعملات ولوحات تراخيص خاصة بها. والعلم الرسمي للدولة هو علم البابا ذو اللونين الأبيض والأصفر.

الأشغال العامة:

للفاتيكان هيئات خاصة به، تشرف على البريد والهاتف والبرق إلى جانب المياه والكهرباء ونظافة الطرق، كما أن له مصرفاً خاصاً ومطبعة وسجناً لا ينزل به أحد. وعلى الرغم من أن للدولة محطة سكك حديدية خاصة، إلا أنه لم يحدث قط أن اشترى أحد تذكرة سفر إلى الفاتيكان، ولم يحدث أن حمل ذلك الخط الحديدي البالغ طوله 270م والذي يصل محطة مدينة الفاتيكان بالخطوط الحديدية الإيطالية شيئاً غير البضائع.

القوات المسلحة:

لا يوجد لمدينة الفاتيكان جيش أو أسطول بحري، ذو قوة حربية. إلا أن الفاتيكان تحتفظ بوحدة عسكرية، تسمى الحرس السويسري، وهي التي تقوم على حراسة البابا وسكنه الخاص بصفة مستمرة، كما تقوم رابطة القديس بطرس بخدمات الشرطة اليومية.

الهيئة الدبلوماسية:

تضم نحو 90 سفيراً بالإضافة إلى وظائف أخرى. ويطلق على سفراء البابا الذين يرأسون سفارات الفاتيكان لدى الدول الأخرى اسم نونسيوز أو برونونسيوز. وهم يمثلون الفاتيكان أيضاً لدى الكنائس الرومانية الكاثوليكية بهذه البلاد. ويرسل الفاتيكان نونسيوز للبلدان ذات الغالبية الكاثوليكية أو التي لها علاقات تقليدية وطيدة بكنيستها، مثل أيرلندا والفلبين وأسبانيا، أما من يحمل لقب برونونسيوز فيمثلون الفاتيكان في بلدان أخرى عديدة مثل أستراليا وإندونيسيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. أما الدول التي ليس لها علاقات دبلوماسية رسمية مع الفاتيكان، فيطلق على مبعوثي البابا لديها لقب مفوضين أو مبعوثين بابويين. وهذا ما نجده في المكسيك وجنوب إفريقيا وبلدان أخرى كثيرة.

الاتصالات:

تصدر في الفاتيكان جريدة لاأوسيرفاتور رومانو، التي تعد من بين الجرائد اليومية الأكثر تأثيراً في العالم، كما تضم قائمة مطبوعات الفاتيكان الأخرى الجريدة الأسبوعية أوسسيرفاتوري ديللا دومينيكا وأكتا أبوستوليكاي سيديس، التي تطبع السجلات والمنشورات الكنسية الرسمية. وإذاعة الفاتيكان تذيع الأخبار والرسائل البابوبة بثلاثين لغة منها اللغة اللاتينية.

نبذة تاريخية

كانت هضبة الفاتيكان ذات يوم موقعًا لمتنزه ومدرج الإمبراطور الروماني نيرون. وقد لقي العديد من النصارى الأوائل حتفهم هناك. وهناك اعتقاد عام بأن القديس بطرس قد لقي مصرعه صلباً في ذلك المكان، وأنه دفن فيه.ولأن الباباوات قديماً كانوا يعتقدون أن محراباً صغيراً يقوم على مدفن القديس بطرس لذا فقد قاموا ببناء الفاتيكان فوقه.

في القرن الرابع الميلادي أنشأ الإمبراطور النصراني قسطنطين بازيليقا فوق البقعة نفسها التي كان يظن أن القديس بطرس مدفون بها، ثم شَيَّد قصر الفاتيكان ومباني أخرى تدريجياً حول البازيليقا. وكان المركز السكني الرئيسي للباباوات في العصور الوسطى قصر لاتيران بروما وليس مدينة الفاتيكان، بينما أقام الباباوات في أفينيون بفرنسا بين عامي 1309م و1377م، وعند عودتهم إلى روما وجدوا قصر لاتيران قد احترق فانتقلوا إلى الفاتيكان. ثم شيدت كنيسة القديس بطرس في العقد الأول من القرن السادس عشر الميلادي، فوق موقع البازيليقا القديمة التي بناها قسطنطين.

بمرور السنين سيطر الباباوات على مساحة في وسط إيطاليا سميت الدولة البابوية، إلا أن البابا بيوس التاسع فقد هذه السلطة في عام 1870م بعد سلسلة من الهزائم السياسية. وما كان من البابا بيوس وَمَن خَلَفهُ إلا أن اعتكفوا داخل الفاتيكان، ورفضوا التعامل مع الحكومة الإيطالية. وأخيراً تمت الموافقة على معاهدة لاتيران في عام 1929م. وقد تخلى البابا بموجب هذه المعاهدة عن المطالبة بالدولة البابوية في حين وافقت الحكومة الإيطالية على إقامة دولة مدينة الفاتيكان المستقلة. وفي عام 1939م، أشرف البابا بيوس الثاني عشر على حفريات أسفل بازيليقا القديس بطرس. وقد كشفت هذه الحفريات، إلى جانب أشياء أخرى، عن ضريح يعتقد أنه للقديس بطرس.

★ تَصَفح أيضًا: البابا ؛ الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية