الدول البابوية ( Papal States )
الدول البابوية قبل عام 1870م. |
نشأت الدول البابوية عام 756م، عندما وهب ملك الفرنجة، ببين القصير، أرضاً إلى البابا ستيفن الثاني. غير أن الدول البابوية بدأت في النمو إبان عهد القديس ليو التاسع في منتصف القرن الحادي عشر الميلادي، لا سيما تحت قيادة البابا إِنوسنت الثالث. وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر تدهورت الدول البابوية سياسياً واقتصادياً.
في عام 1809م، ضم الإمبراطور الفرنسي نابليون الأول، الدول البابوية، وزج بالبابا بيوس السابع في السجن. وبعد هزيمة نابليون، أعاد مؤتمر فيينّا معظم الدول إلى البابا عام 1815م، إلا أن تلك العودة كانت مؤقتة. فقد ثار مواطنو الدول البابوية ضد الحكم البابوي عام 1831م، وعام 1848م وعام 1849م، ومرة أخرى عام 1860م. وفي ثورة عام 1860م، غزا فكتور إيمانويل الثاني وسط إيطاليا. وفي عام 1861م أعلن فكتور إيمانويل عن تكوين مملكة إيطاليا. وأصبح هو ملكها الأول. ولم تبق تحت سيطرة الكنيسة إلا الأرض التي تحيط بروما مباشرة. وقد بدأ تأسيس مملكة إيطاليا ببداية فترة من الصراع السياسي والديني بين البابوات والحكومة الإيطالية، عرف بالمسألة الرومانية.
في عام 1870م انسحبت القوات الفرنسية الموجودة في روما، ليستولي فكتور إيمانويل عليها. وقد استفتى فكتور إيمانويل مواطني روما في تحويل المدينة إلى الوحدة، منهين بذلك الدول البابوية كمنطقة متميزة تخضع لسيطرة الكنيسة. وقد اعتصم البابا بيوس التاسع بالفاتيكان احتجاجاً على ذلك، مشيراً إلى نفسه بالسجين.
وقد حلت المسألة الرومانية أخيراً عام 1929م حيث انشئت في تلك السنة دولة الفاتيكان المستقلة بناء على ما يسمى بمعاهدة لاتيران. وقد تم التوصل إلى تلك المعاهدة، من قبل البابا بيوس الحادي عشر، والحكومة الإيطالية. ووفقا لهذه المعاهدة تمت تسوية مختلف المطالبات المالية بين الطرفين، على أن تقوم إيطاليا بتوفير النقد، والتعهدات المالية للكنيسة. وفي الواقع، تخلت البابوية عن مطالباتها بأراضي الدول البابوية. وقد نصت هذه المعاهدة على أن تكون مدينة الفاتيكان مستقلة استقلالاً كاملاً، وأن تملك الكنيسة حق السيادة المطلقة داخل حدودها، وأن تعتبر الأرض دائمة الحياد والمناعة في وجه الانتهاكات. وقد قبلت الحكومة الإيطالية كلا من مكانة الكنيسة كجهاز ديني رسمي للدولة، وممارسة الكنيسة لصلاحياتها في شؤون الزواج والطلاق وما أشبهها داخل إيطاليا.
وفي عام 1985م، صادقت الحكومة الإيطالية والفاتيكان على نسخة معدلة من معاهدة لاتيران. وقد احتفظت المعاهدة المعدلة باستقلال مدينة الفاتيكان، ولكنها ألغت الامتيازات الكنسية الأخرى، بما فيها الكنيسة كجهاز ديني مدعوم من الدولة في إيطاليا.
★ تَصَفح أيضًا: إيطاليا ؛ الفاتيكان، مدينة ؛ روما.