المصدر: مكتب المساحة الجيولوجية الأمريكي.
كيفية فصل الذهب من الخام
تختلف طرق تعدين الذهب باختلاف نوع المواد المترسبة. ويتم الحصول على الذهب بخطوتين ضروريتين هما: 1- الحصول على الخام 2- فصل الذهب عن الخام.
وفي أغلب عمليات التنقيب في الترسبات الغرينية تتم العمليتان في مواقع الرواسب. وفي حالة التنقيب تحت الأرض يتم التنقيب عن الخام، ثم ينقل للطواحين فيفْصل ويركَّز هناك.
ويتم التنقيب عن المواد المترسبة أو العروق المعدنية تحت الأرض بالطريقة نفسها التي يتم بها التنقيب عن الفحم الحجري، ويصل المنقبون للذهب بحفر ممرات رأسية في الأرض متتبعين اتجاه العرق، وهناك بعض خامات الذهب يتم التنقيب عنها على سطح الأرض. تُكسر الصخور بوضع متفجرات داخلها وتحفر، ثم تؤخذ الصخور المحتوية على الذهب إلى الطواحين.
وكل عمليات التنقيب في الترسبات الغرينية في الأساس ما هي إلا عملية تنخُّل أو غربلة (فصل بالجاذبية). وفي الأيام الغابرة، كان المنقبون يستخدمون للترسبات الغرينية الأوعية المعدنية كالمقلاة لفصل الذهب يدويًا بعد غسله. فكانوا يفصلون الماء والحصى من الوعاء بحركة دائرية تاركين الذهب في الوعاء.
ولكن في العادة يستخدم المنقبون مغرفة لجمع الحصى في هزَّازة تسع ما يقرب من 0,2م§ من المادة ويغسلونه، ثم يهزونه ويزيحون المواد الخفيفة إلى أن يكون المتبقي هو الذهب وحده.
يمنع كثير من الأقطار كلاً من التنقيب بالرافعة أو التنقيب الهيدروليكي ؛ لأنهما يتلفان الأراضي والأنهار. وقد استُخدمت الرافعة في الماضي في نيوزيلندا وكاليفورنيا بالولايات المتحدة وتُستخدم على نطاق واسع في الاتحاد السوفييتي (سابقًا).
رافعات السحب الخطية، وفي الغالب تسمى الساحبات الخطية، وتتكون من دلاء مربوطة في شكل خطوط ثقيلة تُجر وتُسحب على طول قاع الأنهار لجمع الذهب الغريني.
هناك ثلاث طرق مستخدمة لفصل الذهب عن الخامات أو عن ماء البحر، وهي: الطفو، والسيانيد، واللباب الكربوني.
واستخدمت هذه الطريقة لأول مرة في جنوب إفريقيا في تسعينيات القرن التاسع عشر، وهي طريقة فعالة جدًا تستخلص 90% من الذهب الموجود بالخام، وباستخدام هذه الطريقة يمكن استخلاص الذهب من أكوام نفايات المواد المستخرجة من مناجم الذهب.
ولقد تخلت المملكة المتحدة عام 1914م عن قاعدة الذهب مما أدى لانخفاض قيمة الجنيه. ثم عادت إلى استخدامها مرة أخرى عام 1925م. إلا أن المشكلات الاقتصادية والمصرفية التي زادت تعقيدًا بتدهور التجارة العالمية جعلت المملكة المتحدة تتخلى عن الذهب مرة أخرى قبل الانتخابات العامة عام 1931م. أما الولايات المتحدة، فقد تخلت عن قاعدة الذهب عام 1933م. ومنذ ذلك التاريخ أصبح من الصعوبة بمكان تحول جنيه المملكة المتحدة أو دولار الولايات المتحدة إلى ذهب.
وبنهاية الثلاثينيات من القرن العشرين، لم توجد دولة واحدة تتعامل بهذه القاعدة، إلا أن الذهب قد استخدم بشكل واسع كطريقة لقياس قيمة العملة، وذلك حتى السبعينيات من القرن العشرين، أما اليوم فإن أكثر من نصف ذهب العالم تمتلكه الحكومات والمصارف. إن أغلب احتياطي الذهب للولايات المتحدة، وهو أكبر احتياطي في العالم، يُخزَّن تحت الأرض في فورت نوكس بكنتاكي.
أما الآن، فيرتفع وينخفض سعر الذهب بناء على العرض والطلب على المعدن. ويأتي الطلب على الذهب أساسًا من الشركات التي تستخدمه في صناعة المجوهرات. ولكن في الدول ذات العملة الضعيفة، قد يأتي الطلب على الذهب من المضاربين وهم الذين يحدثون هذا النوع من التغير في الأسعار.
وقد تضطر بعض الدول أحيانًا لاستخدام احتياطيها من الذهب للإيفاء بالتزاماتها نحو البائعين عندما تكون عملتها غير مقبولة لديهم.
جنيه ذهب سعوديضُرب في مكة المكرمة عام 1370هـ، 1952م وكانت قيمته 40 ريالاً. |
أما جنيه الذهب البريطاني، فقد أُدخل للتداول في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي. واليوم ازداد استخدام الذهب في العملات مع الازدياد الكبير في صك السبائك المعدنية التي تشترى للاستثمار.
تكوِّن السبيكة عند تبريدها قضبانًا ذهبية بنقاوة 99,99%. وللحصول على قضيب واحد من هذه، لابد من معالجة ألف طن متري من الخام. |
هذا الطَّرْق الأولي يحول الرقائق أو الألواح إلى مربعات بعرض 9 سم. وكل واحد منها يقطَّع إلى أربعة مربعات، وتوضع بين قطع مصنوعة من البلاستيك المطلي خصيصًا. تقليديًا، توضع الألواح بين أوراق لغشاء يسمى جلد مطرق الذهب مصنوع من أمعاء الثور، ثم تطرق الألواح بعد ذلك بمطرقة تزن 4,5 كجم لمدة عشرين دقيقة.
يُقطَّع كل لوح مرة أخرى إلى قطع، وتُطرق القطع بمطرقة تزن 3 كجم. هذه العملية تحولها بعد أربع ساعات إلى ألواح رقيقة لدرجة أن الضوء يلمع من خلالها، حيث يبلغ سمكها نحو 0,00013 ملم. ثم تُلتقط الرقائق بكمّاشات خشبية وتوضع على وسائد جلدية وتُشذب بسكين أو شفرة مصنوعة من نبات الراطان إلى رقائق مربعة بعرض 9سم². و25 قطعة من الرقائق، موضوعة بين صفحات ورقية، تكون كتابًا.
سبائك الذهب المنصهرة تصب في قوالب عند موقع الصهر. |
للمواد الذهبية الصلبة قيمة قصوى، والطلاء بالذهب طريقة لجعل الأشياء تظهر وكأنها مصنوعة منه وبتكلفة أقل كثيرًا من استخدام الذهب الصلب. وبالإمكان تغطية الأثاث وحتى سقوف المباني برقائق الذهب.
وبالرغم من أن ارتفاع أسعار الذهب جعل العلاج به يزداد تكلفة، إلا أن الطلب على الذهب في أشغال طب الأسنان مازال مستمرًا.
عندما تكون جسيمات الذهب معلقة في سائل، نَصِفُ الذهب بأنه راسب. ويصنع الزجاج الياقوتي من نوع من الذهب المترسب يسمى أرجوانة كاسيوس، ويُصنع الرباط الذهبي بلف خيوط الذهب حول الحرير.
ومنذ تلك الأزمان القديمة لبس الملوك تيجانًا ذهبية. وكان الذهب موجودًا بوفرة في الأراضي التي حول البحر الأبيض المتوسط. وقد صنع أهالي مسيني باليونان كاسات ذهبية بمقابض مزخرفة. وقد عثر علماء الآثار على مثل هذه الكاسات في مقابر الملوك المدفونين في 1500 ق.م. تقريبًا. وقد استخدم سكان الصين، وكريت، والهند، وبلاد فارس، (إيران اليوم) الذهب لصنع أشياء جميلة مثل الصحون والسلطانيات والكاسات. وفي بعض الأحيان تُغطى مقابض السيوف بالذهب.
وقليل من أعمال الرومان الذهبية قد بقي. وقد دفن الأغنياء في بعض الأوقات كنوزًا من الذهب والفضة في أزمان الحرب. وفي الزمن الحاضر استخرج الناس بعضًا من هذه الكنوز. وقد ضرب الرومان العملات ولبس الأغنياء منهم المجوهرات الذهبية.
قلادة برويتر الذهبية، وعمرها أكثر من 2000 سنة، تقف مثالا للفنون السلتية القديمة. |
وقد كان الصاغة الإيطاليون أمهر الصاغة الأوروبيين في القرن السادس عشر الميلادي. ومن بين أكثرهم مهارة الصائغ بنفنوتو سيليني الذي عمل أساسًا بروما وفلورنسا. ★ تَصَفح : سيليني، بنفنوتو.
المنقبون الرواد هرعوا إلى كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية عند اكتشاف الذهب بسترزميل سنة 1848م. آلاف من المغامرين زحفوا من أجزاء عديدة من العالم ونراهم في الصورة وهم ينقبون عن الذهب بطريقة المقلاة في مدينة أوبورن سنة 1852م. |
في تلك الأيام، نمت أسطورة عن الأرض الغنية بالذهب اسمها إلدورادو، وتعني المطلي بالذهب. وفي هذه الأرض الأسطورية المليئة بالأسرار، يُفترض أن يكون الذهب موجودًا بكثرة وبوفرة كالرمال. وعبر القرون، خرج كثير من المكتشفين بحثًا عن إلدورادو. وقد ظُن في البداية أن اكتشافات مناطق الذهب الغنية في ألاسكا وكاليفورنيا بالولايات المتحدة ما هي إلا إلدورادو. وقد صحب كل اكتشاف تهافت على الذهب، وأشهر ذلك التهافت يتمثل في الهجرة إلى كاليفورنيا في عام 1849م. وقد جاء الناس من كل أطراف العالم للاشتراك في هذا التهافت على الذهب.
منقبو الذهب استخدموا عجلات اليد لحمل التراب إلى الجدول لفصل الرواسب عن الذهب. |
فصل الذهب عن التراب بغسل الخليط في مقلاة. |
أول شحنة من الذهب الأسترالي عام 1852م أحدثت فرحة عظيمة في شارع وليم بمدينة ملبورن. |
المفوضون عن الذهب (القومسيونات) كانوا موظفين رسميين تتمثل مهمتهم في تفتيش رخص المنقبين في مناجم الذهب. |
وغالبًا ما ابتدأ التنقيب عن الذهب بتهافت. ★ تَصَفح: التهافت على الذهب. وقد بدأ التهافت الأسترالي على الذهب عام 1851م عندما وجد إدوارد هاموند هارجريفز وآخرون الذهب في نيوساوث ويلز. وكانت كل الاكتشافات المبكرة للذهب من الطمي. وقد وُجد المعدن في شكل قشور أو رقائق أو حبيبات أو كتل في حصى الأنهار حيث كان بالإمكان جمعها يدويًًا.
ولقد تدهورت صناعة الذهب النيوزيلندية في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي عندما استُهلكت ترسبات الطمي.
وعندما يُكتشف الذهب في منطقة ما، يتهافت المنقبون لاستقطاع حصة من الأرض يعملون عليها. وحيث يوجد الذهب في قاع الجداول أو الأنهار، كان المنقبون يستخدمون طريقة المقلاة لإزاحة الحصى إلى أن يبقى الذهب الثقيل مترسبًا. وكانت هناك طريقة شبيهة بهذه إلا أنها أفضل، وهي طريقة الصندوق الهزاز لفصل الذهب عن الحجارة عديمة القيمة، فكانوا يهزون الحصى والماء في الهزاز، ثم ينخلون المواد الخفيفة تاركين الذهب. والمص صيغة أخرى لعملية المقلاة. وكانت تُستخدم أوعية معدنية أو خشبية واسعة أو ما يسمى بالراقود، وهو وعاء ضخم يُستخدم لإزاحة تربة الذهب، وفي الغالب تُستخدم الخيل لذلك.
وفي المناطق التي تندر فيها المياه، كان ينقب عن الطمي الذهبي بطريقة النفخ الجاف. بمعنى أن المنقبين استطاعوا فصل الذهب بإسقاط المادة من علو تاركين الرياح تعصف بالمواد الخفيفة بعيدًا.
وبمجرد أن تستهلك الترسبات السطحية، فإن المنقبين يغرسون أعمدة داخل الأرض، وكانوا يحاولون تتبع خط العرق المعدني أي الذهب في عروق الكوارتز (المرو).
لقد جاء المنقبون إلى مناجم الذهب من جميع أنحاء العالم. فمثلاً، كثير من المنقبين الصينيين هاجروا إلى كاليفورنيا أثناء التهافت على الذهب عام 1849م. ثم انتقل مؤخرًا كثير من هؤلاء المنقبين الصينيين إلى أستراليا ونيوزيلندا.
ومازال الذهب يجذب المنقبين بتلك الآمال نفسها التي راودت المنقبين الأوائل أثناء التهافت على الذهب في القرن التاسع عشر الميلادي. وتُعد البرازيل من الدول الكبرى المنتجة للذهب، وبخاصة في منطقة ميناس جيريس. وقد ذهب المنقبون إلى البراري والأصقاع البرازيلية بحثًا عن حقول جديدة للذهب.