الرئيسيةبحث

الذهب ( Gold )



جمال الذهب يؤهله ليكون المادة المفضلة لصناعة هذه المجوهرات المصممة بدقة.
قيمة الذهب تؤهله لأن يكون الأسلوب النقدي الأساسي لتسديد الديون العالمية. الصورة لمخزن الذهب بالبنك الفيدرالي الاحتياطي بنيويورك الذي يحفظ احتياطي الذهب لكثير من الدول في خزائنه.
الذَّهب عنصر فلزي رمزه الكيميائي (Au) وهو واحد من العناصر التي عرفت منذ القِدَم. وقد كان امتلاك الذهب بلونه الأصفر البراق والجذاب علامة تدل على الثراء لآلاف من السنين. وقد عرف قدماء المصريين كيف يُطرق الذهب لصفائح رقيقة، لدرجة نحتاج معها لما يقرب من 367,000 صفيحة للحصول على مجموعة صفائح رقيقة يبلغ سُمكها 2,5 سم. وخلال القرون الوسطى، نشأ علم كامل قائم بذاته يسمى الخيمياء نتيجة المحاولات التي بذلت لصنع الذهب بطرق اصطناعية.

ولقد نجح العلماء المحدثون في تحقيق بعض أحلام الكيميائيين القدامى. ففي إمكانهم اليوم استخلاص الذهب من ماء البحر، كما بإمكان مسرِّعات الجسيمات تركيب الذهب من عنصري الرصاص والزئبق. كما يمكن لهذه المسرِّعات أن تصنع نوعًا غير مستقر من الذهب مصنوعًا من البلاتين والأيريديوم وكلاهما يفوق الذهب قيمة. إلا أن أغلب الذهب المنتج تجاريًا مازال مصدره الأرض. واستخراج الذهب اليوم صناعة مهمة تشرف عليها بعناية حكومات البلدان المنتجة.

خواص الذهب

ظل الذهب ذا قيمة عالية عبر السنين، ويرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى ندرته. ولكن الذهب يدين بالكثير لخواصه الفيزيائية والجمالية، ولليونته، ومقاومته للكيميائيات وكذلك لكثافته. فهو ذو لون أصفر جميل، وبريق معدني أخّاذ، ويسهل شغله بسبب ليونته هذه.

ويصفه العلماء بأنه ليّن قابل للسحب ؛ وذلك لإمكانية سحبه في شكل أسلاك رقيقة لسهولة طرقه، وتحوله لألواح رقيقة. كما يمكن تشكيله على أية هيئة مطلوبة. وبعد تشكيله، فإنه يحتفظ ببريقه، لمقدرته على مقاومة الصدأ والتغيرات الكيميائية الأخرى المتسببة بفعل الهواء.

ولابد من خلط الذهب بفلز آخر إذا أردنا صنع جسم صلب منه كقطعة مجوهرات مثلاً. ويسمى هذا الخليط سبيكة. وسبائك الذهب تقاس بالقيراط، والقيراط يساوي واحدًا من أربعة وعشرين جزءًا. وهكذا، فإن الذهب عيار 24 قيراطًا هو الذهب النقي. وذهب عيار 18 قيراطًا يتكون من 18 جزءًا من الذهب و6 أجزاء من فلز آخر.

وينصهر الذهب النقي عند درجة حرارة 1,064,43°م. ويغلي عند درجة 2,807°م، وينتمي للمجموعة (1) بالجدول الدوري للعناصر. أما وزنه الذري فهو 196,967، وعدده الذري هو 79 . وكثافته تعادل 19,32 جم/سم§ عند درجة حرارة 20°م. ويمكن إذابته في خليط من حمض الكلور، والنتريك والمسمى الماء الملكي. ★ تَصَفح: الماء الملكي. ويمكن إذابته أيضًا في محاليل السيانيد القلوية أو في المحلول الساخن لكلوريد الحديد الثلاثي، أو محلول الثيوسلفيت أو الزئبق أو الكلور الوليد.

كيفية تكوُّن الذهب

مناجم الذهب الغنية بجنوب إفريقيا وهي بباطن الأرض.
أحد الباحثين عن الذهب وهو ينقب عن الترسبات الغرينية بقاع النهر (الباكستان).
تنقيب الترسبات العروقية على سطح الأرض أو في باطنها. وتوضح الصورة (أعلاه) منجم الذهب بكالجورلي بغربي أستراليا وهو منجم على سطح الأرض.
يؤمن العلماء بأن الذهب قد ترسب من الغازات والسوائل المتصاعدة من أسفل سطح الأرض. هذه الغازات والسوائل تتصاعد في اتجاه السطح خلال تشققات في القشرة الأرضية. ويوجد الذهب بكثرة في الصخور المكونة لهذه القشرة. وغالبًا ما يوجد مع فلزي النحاس والرصاص. وكثيرًا ما خلط الباحثون الأوائل عن الذهب بين المعدن الخام الذي وجدوه وهو البيرايت، وهو مركب مكون من الحديد والكبريت. ★ تَصَفح: البيرايت، وبين الذهب ؛ لأنه يشبه الذهب ولكنه بلا قيمة، حيث عرف بذهب الغبي.

من النادر أن نجد قطعًا ذهبية بحجم كاف لرؤيتها، بالرغم من أن صخورًا كبيرة من الذهب قد عثر عليها في أستراليا في أواخر القرن التاسع عشر. ويوجد الذهب في عروق معدنية، وفي ترسبات غرينية أو كعنصر في النحاس السماقي وكذلك في ماء البحر.

ترسبات العروق المعدنية:

هي عروق في القشرة الأرضية.

الترسبات الغرينية أو الرملية:

وهي جسيمات كبيرة تسمى شذرات أو حبيبات الذهب، وتوجد في قيعان الأنهار. وهذه الجسيمات جرفتها مياه السطح أو مياه الفيضان وحملتها بعيدًا عن العرق المعدني. وبعض الشذرات كبيرة جدًا.

وأكبر الشذرات التي اكتشفت حتى الآن هي مرحبًا أيها الغريب، التي وجدت في موليجول بفكتوريا بأستراليا في عام 1869م، والتي استخلص منها 6992كجم من الذهب النقي. وقبل ذلك بإحدى عشرة سنة، اكتشفت كتلة ذهبية أخرى في بالارات بفكتوريا بأستراليا، واستخلص منها 68,72كجم من الذهب النقي. أما أكبر كتلة سجلت عالميًا تحتوي على الذهب، فقد وجدت في هل إند في نيوساوث ويلز بأستراليا عام 1872م، وهي قطعة من الإردواز والذهب بلغ ارتفاعها 145 سم وعرضها 38 سم ووزنت أكثر من 235 كجم من الذهب النقي. ولكن لم تسجل ككتلة ذهبية حقيقية، لأنها كانت خليطًا من الإردواز والذهب.

أما الترسبات الغرينية فهي من نوعين متفتتة وطميية، ويوجد النوع الأول قريبًا من عروق الذهب، أما الثاني فيوجد بعيدًا عنها، غالبًا في قيعان الأنهار.

بعض الذهب يوجد في الترسبات الضخمة للنحاس المسماة بترسبات النحاس السماقي.

الذهب في مياه البحر:

كل مياه البحر تحتوي على الذهب المحلول. وينتج من ماء البحر 72 ملجم من الذهب لكل طن متري. ويبحث العلماء عن طرق مربحة لتعدينه.

ومن النادر وجود الذهب في صورة نقية، ولكن غالبًا ما يكون مصحوبًا بالفضة في سبيكة طبيعية تسمى الإلكتروم، وعادة ما يكون مقرونًا بالكوارتز أو الكلسيت، أو الرصاص، أو التليريوم أو الزنك أو النحاس، وغالبًا ما يُستخرج كناتج ثانوي لهذه المعادن. فمثلاً 40% فقط من الذهب المستخرج بالولايات المتحدة، يُستخرج من مواقع قد يصح إطلاق اسم منجم ذهب عليها.

مناجم الذهب في العالم

الأقطار الرئيسية المنتجة للذهب في العالم هي جنوب إفريقيا والولايات المتحدة وأستراليا والصين وكندا وروسيا وإندونيسيا والبرازيل وأوزبكستان وبابوا غينيا الجديدة.

ولجنوب إفريقيا مناجم ذهب عميقة جدًا، ويصل عمق بعضها إلى 3 كم. وقد ارتفع سعر الذهب ارتفاعًا حادًا في السبعينيات من القرن العشرين، مما أنعش صناعة الذهب في جنوب إفريقيا، وشجع على فتح المناجم القديمة للإنتاج مرة أخرى بعد أن صارت مجدية اقتصاديًا. ومراكز صناعة الذهب بجنوب إفريقيا هي: ويتواترزراند، وفار وست راند، وأورانج الحرة. وتعد مناجم الذهب في ويتواترزراند في مقاطعة الترانسفال أغنى مناجم الذهب في العالم.

ومن مواقع الذهب المهمة في روسيا تلك التي توجد في شرقي سيبريا. وفي الولايات المتحدة ظلت مناجم الذهب المسماة مذر لود بكاليفورنيا مصدرًا لأغلب الذهب، أما اليوم فتعد نيفادا في طليعة الولايات في إنتاج الذهب. والولايات الأخرى التي تتصدر إنتاج الذهب هي: كاليفورنيا، ومونتانا، وداكوتا الجنوبية ويوتا. أما في كندا، فتعد أونتاريو أكبر مصدر للذهب. أما كولومبيا البريطانية والمقاطعات الشمالية الغربية، وكويبك، فتعد أيضًا مناطق مهمة لإنتاج الذهب.

يأتي ثلثا الذهب المنتج في أستراليا من أستراليا الغربية تقريبًا، وأغنى مناجم الذهب توجد في منطقة الميل الذهبي بالقرب من كالجورلي. وفي كدستون شمال غربي تاونسفيل بكوينزلاند، يوجد أكبر مناجم أستراليا للذهب.

وفي السنين الأولى من بداية القرن العشرين نمت الفلبين سريعًا كمنتج للذهب ؛ حيث توجد بها عدة مناجم كبيرة في شمالي لوزون.


الدول الرائدة في إنتاج الذهب
إنتاج الذهب السنوي

جنوب إفريقيا431,000كجم
الولايات المتحدة353,000 كجم
أستراليا296,000 كجم
كندا180,000 كجم
الصين154,000 كجم
الأرقام لعام 2000م.
المصدر: مكتب المساحة الجيولوجية الأمريكي.

كيفية التنقيب عن الذهب

كيفية فصل الذهب من الخام تختلف طرق تعدين الذهب باختلاف نوع المواد المترسبة. ويتم الحصول على الذهب بخطوتين ضروريتين هما: 1- الحصول على الخام 2- فصل الذهب عن الخام.

وفي أغلب عمليات التنقيب في الترسبات الغرينية تتم العمليتان في مواقع الرواسب. وفي حالة التنقيب تحت الأرض يتم التنقيب عن الخام، ثم ينقل للطواحين فيفْصل ويركَّز هناك.

ويتم التنقيب عن المواد المترسبة أو العروق المعدنية تحت الأرض بالطريقة نفسها التي يتم بها التنقيب عن الفحم الحجري، ويصل المنقبون للذهب بحفر ممرات رأسية في الأرض متتبعين اتجاه العرق، وهناك بعض خامات الذهب يتم التنقيب عنها على سطح الأرض. تُكسر الصخور بوضع متفجرات داخلها وتحفر، ثم تؤخذ الصخور المحتوية على الذهب إلى الطواحين.

وكل عمليات التنقيب في الترسبات الغرينية في الأساس ما هي إلا عملية تنخُّل أو غربلة (فصل بالجاذبية). وفي الأيام الغابرة، كان المنقبون يستخدمون للترسبات الغرينية الأوعية المعدنية كالمقلاة لفصل الذهب يدويًا بعد غسله. فكانوا يفصلون الماء والحصى من الوعاء بحركة دائرية تاركين الذهب في الوعاء.

ولكن في العادة يستخدم المنقبون مغرفة لجمع الحصى في هزَّازة تسع ما يقرب من 0,2م§ من المادة ويغسلونه، ثم يهزونه ويزيحون المواد الخفيفة إلى أن يكون المتبقي هو الذهب وحده.

العملاق الهيدروليكي:

وهو يساعد على ضخ المياه واندفاعها بشدة نحو ركام الحصى المحتوي على الذهب فيجرفه إلى أوعية لها أخاديد تحجز الذهب.

الرافعة (الدِّرِدْج):

هي آلة تنقيب عن الذهب تعمل بالطاقة وتتكون من عدد من الدلاء مثبتة على مركب، وكل دلو بسعة 0,2م§. وتنزل الدلاء في الماء على ذراع الرافعة وتدور بحركة دائرية (كالساقية) لترفع الطمي من قاع النهر. وتحمل الرافعة أجهزة لفصل الذهب عن المواد الأخرى. ★ تَصَفح: التعدين.

يمنع كثير من الأقطار كلاً من التنقيب بالرافعة أو التنقيب الهيدروليكي ؛ لأنهما يتلفان الأراضي والأنهار. وقد استُخدمت الرافعة في الماضي في نيوزيلندا وكاليفورنيا بالولايات المتحدة وتُستخدم على نطاق واسع في الاتحاد السوفييتي (سابقًا).

رافعات السحب الخطية، وفي الغالب تسمى الساحبات الخطية، وتتكون من دلاء مربوطة في شكل خطوط ثقيلة تُجر وتُسحب على طول قاع الأنهار لجمع الذهب الغريني.

المجرفة الآلية:

وهي آلة ضخمة تجمع كميات كبيرة من التربة والطمي والحصى المحتوية على الذهب من قيعان الأنهار. وتعمل هذه المجرفة مع أجهزة أخرى لفصل الذهب من المواد الأخرى، ويتم ذلك في موقع المواد المترسبة.

عملية الطحن

هناك ثلاث طرق مستخدمة لفصل الذهب عن الخامات أو عن ماء البحر، وهي: الطفو، والسيانيد، واللباب الكربوني.

الطفو:

تُفرَزُ في عملية الطفو (عملية التعويم) جسيمات الخام المطحون الناعم بعضها عن بعض، بناء على مقدرة المعادن المختلفة الموجودة في الخام بربط نفسها مع رغوة زيتية. تُخلط الزيوت والكيميائيات التي تسمى عوامل الطفو بالماء قبل أن يُخلط الخام المسحوق، وتستخدم ثلاثة أنواع من الكيميائيات وهي: عامل رغوي وعامل جامع وكيميائيات غير عضوية متنوعة. يتسبب العامل الرغوي في تزبُّد الماء، ويكوِّن العامل الجامع طبقة على الذهب تجعله يلتصق بفقاقيع الهواء التي تطفو على السطح، أما الكيميائيات غير العضوية فتمنع المعادن الأخرى من تكوين تلك الطبقة التي اكتسى بها الذهب. فبعد وضع الخام في الماء، يدخل الهواء في المحلول، وتسمى هذه العملية التهوية، وبذلك تُحمل جسيمات الذهب إلى أعلى وتُقشط من الطبقة الرغوية.

طريقة السيانيد:

وهي عملية تحتوي على وضع الخام المسحوق في خزان يحتويًً على محلول مخفف من السيانيد، ثم يفصل الذهب في المحلول أو يُرسَّب بمعدن الزنك.

واستخدمت هذه الطريقة لأول مرة في جنوب إفريقيا في تسعينيات القرن التاسع عشر، وهي طريقة فعالة جدًا تستخلص 90% من الذهب الموجود بالخام، وباستخدام هذه الطريقة يمكن استخلاص الذهب من أكوام نفايات المواد المستخرجة من مناجم الذهب.

اللُّب الكربوني:

وهي طريقة أخرى تحتاج لاستخدام السيانيد. وفيها يتم أولا خلط الخام المسحوق بالماء للحصول على لبابة، ثم يذاب محتواها من الذهب في محلول السيانيد. وتضاف جسيمات الكربون للبابة لتجميع أيونات الذهب (ذرات مشحونة كهربائيًا) على سطحها. وبعد ذلك تزال جسيمات الكربون من اللبابة، ثم توضع الجسيمات في محلول السيانيد القلوي (مادة كاوية) الساخن الذي بدوره يفصل الذهب عن الكربون.

استخدامات الذهب

العُملة:

تستخدم الأمم الذهب عملة عالمية. وتقبل كل الدول الذهب لتسديد الديون العالمية. وفي بداية القرن العشرين ،كانت أغلب الأقطار تتعامل بقاعدة الذهب، ويعني ذلك أننا يمكن أن نحصل على كمية معينة من الذهب مقابل أغلب العملات الورقية من أي مصرف أو خزينة قومية.

ولقد تخلت المملكة المتحدة عام 1914م عن قاعدة الذهب مما أدى لانخفاض قيمة الجنيه. ثم عادت إلى استخدامها مرة أخرى عام 1925م. إلا أن المشكلات الاقتصادية والمصرفية التي زادت تعقيدًا بتدهور التجارة العالمية جعلت المملكة المتحدة تتخلى عن الذهب مرة أخرى قبل الانتخابات العامة عام 1931م. أما الولايات المتحدة، فقد تخلت عن قاعدة الذهب عام 1933م. ومنذ ذلك التاريخ أصبح من الصعوبة بمكان تحول جنيه المملكة المتحدة أو دولار الولايات المتحدة إلى ذهب.

وبنهاية الثلاثينيات من القرن العشرين، لم توجد دولة واحدة تتعامل بهذه القاعدة، إلا أن الذهب قد استخدم بشكل واسع كطريقة لقياس قيمة العملة، وذلك حتى السبعينيات من القرن العشرين، أما اليوم فإن أكثر من نصف ذهب العالم تمتلكه الحكومات والمصارف. إن أغلب احتياطي الذهب للولايات المتحدة، وهو أكبر احتياطي في العالم، يُخزَّن تحت الأرض في فورت نوكس بكنتاكي.

أما الآن، فيرتفع وينخفض سعر الذهب بناء على العرض والطلب على المعدن. ويأتي الطلب على الذهب أساسًا من الشركات التي تستخدمه في صناعة المجوهرات. ولكن في الدول ذات العملة الضعيفة، قد يأتي الطلب على الذهب من المضاربين وهم الذين يحدثون هذا النوع من التغير في الأسعار.

وقد تضطر بعض الدول أحيانًا لاستخدام احتياطيها من الذهب للإيفاء بالتزاماتها نحو البائعين عندما تكون عملتها غير مقبولة لديهم.

جنيه ذهب سعوديضُرب في مكة المكرمة عام 1370هـ، 1952م وكانت قيمته 40 ريالاً.

القطع النقدية الذهبية:

لقد استُخدم الذهب للقطع النقدية منذ القرن الثامن ق.م. ولقد اشتهرت منطقة ليديا بالأناضول (تركيا حاليًا) بنقودها وعملتها الذهبية. هذا الثراء كان مصدرًا للأساطير عن الملك ميداس والملك كروليوس ملك ليديا اللذين اشتهرا بالثراء الفاحش. كما أن القطع الفارسية كانت من الذهب الخالص بنقاوة 97%.

أما جنيه الذهب البريطاني، فقد أُدخل للتداول في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي. واليوم ازداد استخدام الذهب في العملات مع الازدياد الكبير في صك السبائك المعدنية التي تشترى للاستثمار.

المجوهرات:

يسبك الذهب مع معادن أخرى مثل النحاس والفضة لصنع العديد من أنواع المجوهرات. فالذهب الأبيض المصنوع من الذهب المسبوك مع معادن أخرى مثل البلاتين أو البلاديوم أو الفضة يُستخدم كثيرًا كإطار للأحجار الكريمة في الخواتم والأطواق.

تكوِّن السبيكة عند تبريدها قضبانًا ذهبية بنقاوة 99,99%. وللحصول على قضيب واحد من هذه، لابد من معالجة ألف طن متري من الخام.

رقائق الذهب:

ظل صنع رقائق الذهب بالطريقة نفسها لمئات السنين، حيث يُسبك الذهب مع النحاس أو الفضة لصنع الرقائق الذهبية. يُصهر المعدن ويُشكل في هيئة قضيب، ثم يمرر بين لفافتين إلى أن يصير شريطًا مسطحًا لايزيد سمكه على 0,04م . ثم يُقَطَّع الشريط لقطع مربعة بعرض 2,5 سم وتوضع القطع بين شرائح من الورق الرهيف المقوى. وتسمى الكومة المحتوية على 210 من الرقائق الذهبية مقطعًا. وتُغلَّف هذه في برشمان ـ أي رق ـ (ورق نفيس شبيه بالرقوق) وتوضع على قطع مرمرية، وتطرق بمطرقة تزن حوالي 8كجم.

هذا الطَّرْق الأولي يحول الرقائق أو الألواح إلى مربعات بعرض 9 سم. وكل واحد منها يقطَّع إلى أربعة مربعات، وتوضع بين قطع مصنوعة من البلاستيك المطلي خصيصًا. تقليديًا، توضع الألواح بين أوراق لغشاء يسمى جلد مطرق الذهب مصنوع من أمعاء الثور، ثم تطرق الألواح بعد ذلك بمطرقة تزن 4,5 كجم لمدة عشرين دقيقة.

يُقطَّع كل لوح مرة أخرى إلى قطع، وتُطرق القطع بمطرقة تزن 3 كجم. هذه العملية تحولها بعد أربع ساعات إلى ألواح رقيقة لدرجة أن الضوء يلمع من خلالها، حيث يبلغ سمكها نحو 0,00013 ملم. ثم تُلتقط الرقائق بكمّاشات خشبية وتوضع على وسائد جلدية وتُشذب بسكين أو شفرة مصنوعة من نبات الراطان إلى رقائق مربعة بعرض 9سم². و25 قطعة من الرقائق، موضوعة بين صفحات ورقية، تكون كتابًا.

سبائك الذهب المنصهرة تصب في قوالب عند موقع الصهر.

التذهيب (الطلاء بالذهب):

هو استخدام رقائق الذهب أو غباره أو نفايته في الديكور (الزخرفة). والطلاء بالذهب حرفة قديمة. وقد عثر علماء الآثار على مواد مطلية بالذهب عمرها أكثر من 5,000 سنة. توضع رقائق الذهب الرفيع يدويًا وتُضغط في مكانها ثم تُصقل لتثبيت الذهب. وفي بعض الأحيان، يستخدم الغراء لإحكام لصق الذهب في مكانه. ★ تَصَفح: التذهيب.

للمواد الذهبية الصلبة قيمة قصوى، والطلاء بالذهب طريقة لجعل الأشياء تظهر وكأنها مصنوعة منه وبتكلفة أقل كثيرًا من استخدام الذهب الصلب. وبالإمكان تغطية الأثاث وحتى سقوف المباني برقائق الذهب.

الذهب وطب الأسنان:

استبدل الرومان الذهب بالأسنان منذ أكثر من 2000 سنة. ويستخدم أطباء الأسنان رقائق الذهب وأنواعًا أخرى منه، تسمى كرات الذهب الإسفنجي. وبالإمكان استخدام الذهب لحشو الفجوات (مناطق منخورة) في الأسنان. كما أنه يُستخدم في السبائك السنية والمحتوية على الفضة أو البلاتين ومعادن أخرى، ويستخدم أطباء الأسنان هذه السبائك لصنع الجسور والتيجان.

وبالرغم من أن ارتفاع أسعار الذهب جعل العلاج به يزداد تكلفة، إلا أن الطلب على الذهب في أشغال طب الأسنان مازال مستمرًا.

الذهب والصناعة:

يُستخدم الذهب في الصناعات الكهربائية والإلكترونية وبخاصة في الدوائر المطبوعة والموصلات، وعلى الأخص في شبه الموصلات المصنوعة من السليكون المطلي. وبالإمكان استخدام الذهب في تغطية النوافذ الزجاجية، مما يساعد في تخفيف وتقليل الأشعة تحت الحمراء، وفي الوقت نفسه تسمح بدخول ضوء كاف، أما أسلاك السبائك الذهبية فتستخدم في معدات القياس والقياسات الحرارية.

عندما تكون جسيمات الذهب معلقة في سائل، نَصِفُ الذهب بأنه راسب. ويصنع الزجاج الياقوتي من نوع من الذهب المترسب يسمى أرجوانة كاسيوس، ويُصنع الرباط الذهبي بلف خيوط الذهب حول الحرير.

الدمغات:

هي علامات تُختم على المصنوعات الذهبية لتبين نقاوة الذهب فيها وتوضح عيار الذهب، وكذلك المكان الذي تم فيه التحليل. وكل المصوغات الذهبية المعروضة للبيع لابد من تحليلها بوساطة مكتب مواصفات وختمها بعلامات خاصة. ولقد استُخدمت الدمغة منذ العصور الوسطى. وكانت عقوبات التلاعب بالدمغات شديدة جدًا في بعض الأحيان حيث شملت عقوبة الإعدام. ★ تَصَفح: دمغة المصوغات.

نبذة تاريخية

الذهب في الأزمان الغابرة:

لا نعرف متى اكتُشف الذهب لأول مرة، ولكن من الواضح أن البشرية منذ القدم قد قدرت ما للذهب من قيمة. ولقد اقترن الذهب بالآلهة عند بعض الشعوب، ولذا فقد حظي بمكانة خاصة. وقد عثر علماء الآثار على كؤوس ومجوهرات ذهبية، يرجع تاريخ صنعها إلى سنة 3500 ق.م، صنعها أهل الحضارات القديمة في أور في بلاد ما بين النهرين (العراق الآن). كذلك عُثر على مجوهرات في مقابر الفراعنة المصريين يرجع تاريخها إلى الفترة الزمنية نفسها. وقد آمن قدماء المصريين بأن الذهب هو معدن الآلهة وكل الذهب كان للفرعون.

ومنذ تلك الأزمان القديمة لبس الملوك تيجانًا ذهبية. وكان الذهب موجودًا بوفرة في الأراضي التي حول البحر الأبيض المتوسط. وقد صنع أهالي مسيني باليونان كاسات ذهبية بمقابض مزخرفة. وقد عثر علماء الآثار على مثل هذه الكاسات في مقابر الملوك المدفونين في 1500 ق.م. تقريبًا. وقد استخدم سكان الصين، وكريت، والهند، وبلاد فارس، (إيران اليوم) الذهب لصنع أشياء جميلة مثل الصحون والسلطانيات والكاسات. وفي بعض الأحيان تُغطى مقابض السيوف بالذهب.

وقليل من أعمال الرومان الذهبية قد بقي. وقد دفن الأغنياء في بعض الأوقات كنوزًا من الذهب والفضة في أزمان الحرب. وفي الزمن الحاضر استخرج الناس بعضًا من هذه الكنوز. وقد ضرب الرومان العملات ولبس الأغنياء منهم المجوهرات الذهبية.

قلادة برويتر الذهبية، وعمرها أكثر من 2000 سنة، تقف مثالا للفنون السلتية القديمة.

العصور الوسطى:

كانت الأعمال الذهبية الأنجلو ـ سكسونية بإنجلترا ذات نوعية عالية الجودة، وقد عُثر على عينات من المجوهرات الذهبية بمقبرة السفن الأنجلو سكسونية في ستن هو، بسفولك، ويقدر علماء الآثار تاريخ المقبرة بين سنة 650 و670م. ★ تَصَفح : ستن هو. أما أصحاب الحرف اليدوية من السلتيين في أيرلندا فقد أنتجوا عدة قطع جميلة من المجوهرات الذهبية. ومن الأمثلة البارزة بروش (دبوس زينة) تارا الذي صُنع في القرن الثامن الميلادي والموجود الآن بالمتحف القومي بأيرلندا في مدينة دبلن. ★ تَصَفح : السلتي، الفن.

في قارة أوروبا:

في العهد النصراني الأول، منح الملوك التيجان والصلبان الذهبية للكنيسة. كما استخدم الفنانون وأصحاب الحرف اليدوية الذهب داخل الكنائس للزخرفة، وكذلك في الأعمال الدينية الفنية. ولم يبق الكثير من أعمال الذهب في القرون الوسطى، والسبب الرئيسي في ذلك أنها قد استولي عليها وصهرت في أوقات الحرب. ولقد أنشأ الصاغة في القرون الوسطى تجمعات لهم سميت نقابات الصناع لحماية أسرار حرفتهم.

وقد كان الصاغة الإيطاليون أمهر الصاغة الأوروبيين في القرن السادس عشر الميلادي. ومن بين أكثرهم مهارة الصائغ بنفنوتو سيليني الذي عمل أساسًا بروما وفلورنسا. ★ تَصَفح : سيليني، بنفنوتو.

المنقبون الرواد هرعوا إلى كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية عند اكتشاف الذهب بسترزميل سنة 1848م. آلاف من المغامرين زحفوا من أجزاء عديدة من العالم ونراهم في الصورة وهم ينقبون عن الذهب بطريقة المقلاة في مدينة أوبورن سنة 1852م.

الذهب في العالم الجديد:

عندما اكتشف الفاتحون الأسبان المكسيك وبيرو في القرن السادس عشر الميلادي، ذهلوا من ثراء السكان الأصليين من الأزتك والإنكا. هؤلاء الأمريكيون نقبوا عن الذهب واشتغلوه بمهارة فائقة. ولقد استولى الفاتحون الأسبان على كثير من أصناف المجوهرات وكنوز ذهبية أخرى.

في تلك الأيام، نمت أسطورة عن الأرض الغنية بالذهب اسمها إلدورادو، وتعني المطلي بالذهب. وفي هذه الأرض الأسطورية المليئة بالأسرار، يُفترض أن يكون الذهب موجودًا بكثرة وبوفرة كالرمال. وعبر القرون، خرج كثير من المكتشفين بحثًا عن إلدورادو. وقد ظُن في البداية أن اكتشافات مناطق الذهب الغنية في ألاسكا وكاليفورنيا بالولايات المتحدة ما هي إلا إلدورادو. وقد صحب كل اكتشاف تهافت على الذهب، وأشهر ذلك التهافت يتمثل في الهجرة إلى كاليفورنيا في عام 1849م. وقد جاء الناس من كل أطراف العالم للاشتراك في هذا التهافت على الذهب.

منقبو الذهب استخدموا عجلات اليد لحمل التراب إلى الجدول لفصل الرواسب عن الذهب.
فصل الذهب عن التراب بغسل الخليط في مقلاة.
أول شحنة من الذهب الأسترالي عام 1852م أحدثت فرحة عظيمة في شارع وليم بمدينة ملبورن.
المفوضون عن الذهب (القومسيونات) كانوا موظفين رسميين تتمثل مهمتهم في تفتيش رخص المنقبين في مناجم الذهب.

تطور التنقيب عن الذهب:

أصبح التنقيب عن الذهب صناعة رئيسية خلال منتصف القرن التاسع عشر الميلادي في كل من أستراليا ونيوزيلندا وجنوب إفريقيا والولايات المتحدة. وقد ساعد هذا التنقيب عن الذهب في الاستقرار المبكر بهذه الدول. وقد اكتُشف الذهب في أماكن وعرة وبعيدة. ولقد أُطلق اسم المنقبين الرواد على أولئك الباحثين عن الذهب، وكانوا يسافرون مسافات بعيدة للوصول إلى مناجمه، وفي الغالب، كانت المعسكرات التي أنشأها هؤلاء هي بداية الاستقرار في تلك المناطق.

وغالبًا ما ابتدأ التنقيب عن الذهب بتهافت. ★ تَصَفح: التهافت على الذهب. وقد بدأ التهافت الأسترالي على الذهب عام 1851م عندما وجد إدوارد هاموند هارجريفز وآخرون الذهب في نيوساوث ويلز. وكانت كل الاكتشافات المبكرة للذهب من الطمي. وقد وُجد المعدن في شكل قشور أو رقائق أو حبيبات أو كتل في حصى الأنهار حيث كان بالإمكان جمعها يدويًًا.

ولقد تدهورت صناعة الذهب النيوزيلندية في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي عندما استُهلكت ترسبات الطمي.

وعندما يُكتشف الذهب في منطقة ما، يتهافت المنقبون لاستقطاع حصة من الأرض يعملون عليها. وحيث يوجد الذهب في قاع الجداول أو الأنهار، كان المنقبون يستخدمون طريقة المقلاة لإزاحة الحصى إلى أن يبقى الذهب الثقيل مترسبًا. وكانت هناك طريقة شبيهة بهذه إلا أنها أفضل، وهي طريقة الصندوق الهزاز لفصل الذهب عن الحجارة عديمة القيمة، فكانوا يهزون الحصى والماء في الهزاز، ثم ينخلون المواد الخفيفة تاركين الذهب. والمص صيغة أخرى لعملية المقلاة. وكانت تُستخدم أوعية معدنية أو خشبية واسعة أو ما يسمى بالراقود، وهو وعاء ضخم يُستخدم لإزاحة تربة الذهب، وفي الغالب تُستخدم الخيل لذلك.

وفي المناطق التي تندر فيها المياه، كان ينقب عن الطمي الذهبي بطريقة النفخ الجاف. بمعنى أن المنقبين استطاعوا فصل الذهب بإسقاط المادة من علو تاركين الرياح تعصف بالمواد الخفيفة بعيدًا.

وبمجرد أن تستهلك الترسبات السطحية، فإن المنقبين يغرسون أعمدة داخل الأرض، وكانوا يحاولون تتبع خط العرق المعدني أي الذهب في عروق الكوارتز (المرو).

الحياة في مناجم الذهب:

لقد كانت ظروف الحياة والتنقل بمناجم الذهب في القرن التاسع عشر الميلادي صعبة جدًا. وفي كثير من الأحيان، لم توجد مبان يلجأ إليها المنقبون، ولقد واجه المنقبون ظروفًا سيئة كلما ابتعدوا أكثر عن المدينة. وأكثرهم انسحب راجعًا لموطنه بعد فترة قصيرة فاشلة في حقول الذهب، وقليل منهم حقق الثروة التي حلم بها عند بدء الرحلة.

لقد جاء المنقبون إلى مناجم الذهب من جميع أنحاء العالم. فمثلاً، كثير من المنقبين الصينيين هاجروا إلى كاليفورنيا أثناء التهافت على الذهب عام 1849م. ثم انتقل مؤخرًا كثير من هؤلاء المنقبين الصينيين إلى أستراليا ونيوزيلندا.

ومازال الذهب يجذب المنقبين بتلك الآمال نفسها التي راودت المنقبين الأوائل أثناء التهافت على الذهب في القرن التاسع عشر الميلادي. وتُعد البرازيل من الدول الكبرى المنتجة للذهب، وبخاصة في منطقة ميناس جيريس. وقد ذهب المنقبون إلى البراري والأصقاع البرازيلية بحثًا عن حقول جديدة للذهب.

إختبر معلوماتك :

  1. لماذا تحتفظ الحكومات بالكثير من الذهب؟
  2. ما الصفات التي تجعل من الذهب معدنًا مرغوبًا؟
  3. كيف تقاس سبائك الذهب؟
  4. كيف يؤخذ الذهب من مناجم الرواسب الغرينية؟
  5. ما الدول الرئيسية المنتجة للذهب؟
  6. لماذا تمنع بعض الدول التنقيب بالرافعة؟
  7. ماذا نعني بكلمة طحن الذهب؟
  8. ماذا تعرف عن إلدورادو؟
المصدر: الموسوعة العربية العالمية