وتختلف المناطق الثلاث في الطقس والجغرافيا والتكوين العرقي والثقافة. وأغلبية سكان جامو من الهندوس، بينما أغلبية أهالي كشمير من المسلمين. أما اللاداخ فإن أسلافهم من التيـبتيين، وتُعرف المنطقة باسم التيبت الصغرى. ويدين معظم السكان بالبوذية، كما أن اللغة اللاداخية مأخوذة عن اللغة التيبتية. ومن بين اللغات التي يتحدث بها سكان هذه الولاية اللغة الكشميرية والبنجابية والأُرْدية.
وللولاية ستة نواب منتخبين في المجلس الأدنى (لوك سابها)، وأربعة أعضاء معينين في المجلس الأعلى (راجيا سابها)، وهو جزء من البرلمان القومي الهندي. وهناك 14 محافظة في جامو وكشمير.
أما المحاصيل الرئيسية التي تزرع في الولاية فهي الذرة الشامية، والأرز، والقمح. وتزرع في بعض الأماكن بعض الحبوب الأخرى، مثل: الشعير والباجرا (نوع من الذرة)، والجوار (الدخن). وهناك بعض المحاصيل النقدية التي تزرع أيضًا، مثل: الفاصوليا والعدس والبازلاء، وهذه كلها تزرع في الأماكن التي تجد ريًّا مكثفًا. ويعكف المزارعون على زراعة كثير من الخضراوات المختلفة. ففي وادي كشمير تجد الكثير من أشجار التفاح والخوخ واللوز والكمثرى والدرّاق. وهذا الوادي هو أيضًا المُنتِج الوحيد في جنوب آسيا للزّعفران الذي هو عنصر من عناصر تلوين الطعام، كما أنه يعطيه نكهة طيبة تستخلص من زعفران الربيع. ★ تَصَفح: الزعفران.
ونظرًا لقسوة الطقس، وقلة الأمطار، فإن هناك موسم حصاد واحد يبدأ من مارس وينتهي في نوفمبر. ويعتني كثير من المزارعين بتربية الأغنام وغيرها لكي يزيدوا من دخولهم التي ترد إليهم من المحاصيل. ويتولى بعضهم رعي الأغنام والضأن وأبقار التيبت الضخمة التي يسمونها الياك، ويخرجون بها إلى المراعي على ارتفاع 4,000م وذلك خلال أشهر الصيف. وتُعرف أنواع الصوف العالي الجودة الذي ينتج في هذه المنطقة باسم باشمينا وأحيانًا بالصوف الكشميري. ★ تَصَفح: كشمير.
جولمارج منطقة سياحية يؤمها كثير من الناس في كشمير. وتقع على ارتفاع 2,600م. وفي جولمارج يشاهد الزائر مناظر كشمير الجميلة ووادي كشمير وقمم جبال الهملايا. |
وقد وضعت الحكومة الهندية استثمارات ضخمة في مجال الاتصالات بهذه الولاية. ويعتبر نفق جواهر الذي يربط بين جامو ووادي كشمير من أطول الأنفاق في آسيا. وتبلغ طول طرق كشمير 11,000كم. وتستغرق الرحلة من سريناجار إلى ليّه يومين بما في ذلك وقفة لقضاء الليل في كارجيل.
ويقع وادي كشمير بين سلسلة جبال بير بانجال ومرتفعات الهملايا العالية التي يبلغ متوسط ارتفاعها نحو 1600م. ★ تَصَفح: الهملايا. وتحتوي هذه المنطقة على عدد من البحيرات يصب فيها نهر جهلوم وغيره من الأنهار. وتقع خلف وادي كشمير جبال هملايا العظمى التي تقع في الغرب حتى تصل إلى نانجا باربات (الجبل العادي على ارتفاع 8,125م).
وتقع سلسلة زانسكار ولاداخ إلى الشمال من جبال هملايا العظمى، ويجري نهر السند خلال لاداخ وبين سلسلة جبال زانسكار إلى الجنوب، وسلسلة لاداخ إلى الشمال. ولكل من هاتين السلسلتين ارتفاع يبلغ في المتوسط 5,000م. وتشكل سلسلة زانسكار العمود الفقري لجنوبي لاداخ، ويخترقها كل من نهري الدودا وتساراب ويصبان شمالاً في نهر السند.
في بحيرة دال بسريناجار بكشمير تخرج النساء في مراكب صغيرة تسمى شيكارا، يجمعن الزنابق المائية التي يستعملنها في طهي طعامهن. وتشتهر هذه البحيرة بمساكنها المصنوعة من المراكب الكبيرة التي تستعمل فنادق عائمة. |
وتتخذ بحيرة ناجين ودال مكانًا ملحوظًا في سريناجار، وأكبر بحيرة في كشمير هي بحيرة وولار، ويبلغ طولها 17كم، وعرضها 5كم، ويصب في هذه البحيرة نهر جهلوم. وإضافة إلى ذلك فإن هناك كثيرًا من البحيرات الصغيرة منها ؛ شيشناج وهي بحيرة محبوبة بين زوار الهندوس.
وأقصى متوسط لدرجة الحرارة في سريناجار هو 31°م في يوليو و4°م في يناير، وأدنى درجة للحرارة في يوليو هي 18°م و2°م في يناير. وقد تصل درجة الحرارة إلى 37°م في الصيف وإلى -11°م في الشتاء.
ويزداد الفرق في درجات الحرارة في لاداخ سواء على المستوى اليومي أو الموسمي. ففي طبقات الجو الرقيقة يسخن الهواء ويبرد بسرعة. وفي الصيف تجري كثير من النهيرات الصغيرة لعدة ساعات قليلة فقط كل يوم عندما يذوب الثلج في قيعانها.
وتقل النباتات المخضرة، ولا توجد أعشاب تستطيع أن تعيش على موارد المياه القليلة سوى تلك الأعشاب الشوكية التي تستطيع العيش في ظل المياه القليلة، وتحصر وجودها في مجاري المياه. وبخلاف كشمير، حيث مازالت الغابات تغطي نحو ثلث الأراضي، فإن لاداخ تغطيها أشجار قليلة. وفي كشمير تجد الحكومة إيرادات من الغابات.
وفي المرتفعات العالية توجد بعض أنواع الحيوانات النادرة بما في ذلك الثعالب الحمراء، والذئاب، والأرانب التي تشبه الفئران والماموط، وهو حيوان من القوارض. وهناك أنواع من الثدييات التي لا توجد إلا في لاداخ. وهذه الثدييات تتضمن الياك، وهو ثور التيـبت الضخم الذي يُسمَّى برونج درونج، كما يوجد أيضًا الحصان البري المعروف باسم كيانج، والضأن البري ذو القرون الكبيرة المسمى باسم نِيان. كما يوجد فهد الجليد وهو من أكثر الحيوانات ندرة. كذلك غزال المسك، وهو غزال التيبت، من الحيوانات النادرة الموجودة بكثرة في هذه المرتفعات.
وفي الولاية أيضًا أكثر من مائة نوع من الطيور ومن بين هذه الطيور طير الكربن ذو الرقبة السوداء، وحمام صخرة التركمان، وأذن القمح الصحراوي، والحدأة وصقر العاسوق، وأنواع أخرى كثيرة من البط، والإوز، وعصفور الحسّون.
عاش الناس في منطقة جامو وكشمير منذ آلاف السنين. ويشير الحفر المنقوش على الصخور التي وجدت في لاداخ إلى أنه كانت هناك قبائل رُحَّل ترحل من مكان إلى آخر، وأنهم كانوا يعيشون في تلك المنطقة قبل فترة طويلة من الزمن. ومن بين هذه القبائل المونيّون الذين يقطنون شمالي الهند، وهم الذين أدخلوا البوذية إلى لاداخ، وأسسوا مناطق استقرار في الوديان وفي داردستان التي هي الآن جزء من باكستان. وهؤلاء الناس هم الذين أدخلوا طرق الري. ومن بين هذه القبائل أيضًا المغول والتشامبيون رعاة التيـبت. وتقع كشمير ولاداخ على أحد فروع طريق الحرير العظيم الذي كان يمتد من الصين حتى البحر المتوسط وذلك في عهد الإمبراطورية الرومانية. ★ تَصَفح: روما القديمة.
كان سهل كشمير يشكل جزءًا من عدة إمبراطوريات هندية، بما في ذلك إمبراطورية أسوكا في القرن الثالث قبل الميلاد. وقامت مملكة مستقلة في كشمير في القرن السابع الميلادي. وكان قد أقامها ديور لابهايار ذانا وهو أول ملوك أسرة كاركوتا، وهي أسرة ملكية محلية. وقد رفع ملوك كاركوتا مكانة كشمير السياسية، كما أنها وسعت من رقعة أراضيها التي تحت سيطرتها. وفي عام 855م حلت أسرة يوتبالا محل حكم أسرة كاركوتا. وتولى ملوك يوتبالا مهمة توسيع عمليات الري في وادي كشمير، وهذا مكّنهم من توسيع رقعة الأراضي التي شملتها الزراعة.
وفي غضون القرن العاشر الميلادي ظهرت عدة ممالك صغيرة وولايات جبلية في سفوح الهملايا. ومن بين هذه الممالك ديورجارا وهي المنطقة التي أصبحت فيما بعد جامُّو. وبحلول نهاية القرن العاشر الميلادي حكمت أسرة ثاي منطقة لاداخ. وأسست هذه الأسرة عاصمة لها في مدينة شي، وأقامت كثيرًا من القلاع في مختلف أنحاء مملكتها. وثبتت أقدام بوذيي التيبت في لاداخ خلال القرن العاشر. وبُني أكثر من 100 جمبا، وهي المعابد البوذية في تلك المنطقة.
وكان يسيطر على حكم أسرة يوتبالا بين القرن العاشر والرابع عشر الميلادي في وادي كشمير نزاع بين حزبين عسكريين متنافسين هما التانترنيون والإيكانجايون. وفي نهاية الأمر قام الإقطاعيون من ملاك الأراضي المعروفين باسم الداماريين بإنهاء ذلك النزاع. وحكمت البلاد ملكتان من أسرة يوتبالا، وكان حكمهما ذا شأن عظيم، وهاتان الملكتان هما الملكة سوجاندرا والملكة ددّا.
وقد اشتهرت هذه الفترة أيضًا بظهور كتاب في تاريخ كشمير بعنوان راجاتارانجيني، وكان هذا الكتاب قد أُلُّف في القرن الثاني عشر الميلادي، وكتبه رجل يُدعى كالهانا. وقد اشتهر هذا الكتاب ولقي ترحيبًا على أنه أول كتاب تاريخي عن الهند القديمة.
وصلت طلائع العرب أول مرة إلى كشمير في القرن الثاني الهجري، الثامن الميلادي، وقد قام المسلمون بعدة محاولات بعد ذلك للدخول في كشمير. بيد أنه في القرن السابع والثامن الهجريين، الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين دخلت شعوب من الأفغان والأتراك إلى وادي كشمير، وكانوا يدينون بالإسلام. وفي عام 1339م استطاع أحد زعمائهم أن يجلس على العرش ويحكم كشمير تحت لقب شمس الدين. وقامت أسرته التي احتفظت بملكها حتى القرن التاسع والعاشر الهجريين، السادس عشر الميلادي بنشر الدين الإسلامي في سائر أنحاء المنطقة. وتمكّن أحد ملوك هذه الأسرة وهو السلطان زين العابدين (823-876هـ،1420-1470م) من عقد علاقات ودية مع الهندوس، كما أنه تبنّى نشر التعليم والفنون الجميلة والبحوث.
وفي سنة 961هـ، 1553م أسس بهاجان نامجيال مملكة في لاداخ وجعل مدينة ليّه عاصمتها. وكان من بين عظماء هذه الأسرة الحاكمة سنجي نامجيال (حكم بين سنة 1025-1052هـ، 1616-1642م). وقد وسع هذا الملك رقعة المملكة إلى أبعد حدودها، كما أصلح بعض المعابد التي انهارت في ذلك العهد بفعل الزمن. وبالإضافة إلى ذلك، فقد بنى عددًا من الأديرة الجديدة وكذلك القصر الكبير الذي يمكن أن يُرى حتى الآن في مدينة ليه.
بحلول عام 997هـ، 1588م تمكن الإمبراطور المغولي أكبر من إقامة ملكه في كشمير، وبنى قلعة في سريناجار. وقام ابنه وخليفته على العرش جاهنجير الذي حكم بين سنة (1014-1037هـ، 1605-1627م) بتجميل وادي كشمير أكثر وأكثر وذلك بغرس أشجار التشينار (نوع من شجر السرو) ؛ وإنشاء حدائق للنزهة والترويح.
في القرن السابع عشر الميلادي صدت قوات لاداخ الغزاة البلطيين الذين هاجموها من الجنوب والغرب، ولكنها هُزمت من قِبَل المغول القادمين من التيبت. وساعد حاكم كشمير المغولي ملك ليه لاستعادة عرشه. ولكن كان على الملك أن يرسل إتاوة (ضريبة) للإمبراطور المغولي، كما كان عليه أن يبني مسجدًا بها. بيد أن قوة المغول في كشمير أخذت في الاضمحلال، وحلت بالإقليم فترة من الاضطراب وعدم الاستقرار في الحكم في القرن الثامن عشر الميلادي.
بعد سنة 1780م أصبحت ولاية جامو الصغيرة التي تسيطر عليها عشيرة راجبوت التي تنتمي لطبقة المحاربين في الهند القديمة حليفًا للسيخ وصار حاكمها يدفع لهم إتاوة. ووجد جولاب سنغ ـ وهو أحد أمراء جامو ـ حظوة لدى السيخ. أما في كشمير فقد سيطر الزعماء الأفغان على الولاية. وفي عام 1819م غزا المهراجا رانجيت سنغ كشمير وضمها إلى ملكه بعد أن سفك دماء المسلمين وأحرق مساجدهم. ولم تنجح مقاومة المسلمين له.
وفي عام 1820م عُين جولاب سنغ مهراجًا على جامو. وسميت الأسرة الملكية التي أسسها جولاب سنغ أسرة دوجرا.
وفي عام 1834م غزت دوجرا مدينة لاداخ، فأصبحت تحت حكم عدد من الحكام الذين عينهم جولاب سنغ. وفي عام 1845-1846م هزم البريطانيون السيخ في الحرب الإنجليزية السيخية الأولى. وبدأ البريطانيون بعدها في بسط نفوذهم. وقام جولاب سنغ الذي كان مبتعدًا عن الحرب طوال هذه الفترة بدور الوسيط بين الجانبين. وتنازل البريطانيون ـ الذين كانوا قد استولوا على كشمير آنذاك ـ عنها لجولاب سنغ من طائفة الدوتمرا الهندوسية وذلك مقابل أن يدفع للبريطانيين 7,500,000 روبل أي ما يعادل نحو 1,5 مليون دولار عن فترة مائة عام تنتهي سنة 1946م. وظل المسلمون طوال هذه الفترة يعانون من الاضطهاد تحت سمع وبصر البريطانيين الذين أقروا الوضع. وهكذا أصبح جولاب سنغ الذي ينحدر من أسرة هندوسية حاكمًا على ولاية جامو وكشمير تحت مراقبة البريطانيين حتى سنة 1367هـ، 1947م. وكانت الولاية تشمل كشمير، وبالنستان، وجلجيت وهي مناطق معظم سكانها من المسلمين. أما لاداخ فقد كان يسكنها عدد من البوذيين.
وعند تقسيم القارة الهندية سنة 1947م رفض المهراجا الانضمام إلى أي من الهند أو الباكستان، وأراد أن يستقل بالبلاد تحت حكمه. غير أن أهالي كشمير الذين تبلغ نسبة المسلمين منهم نحو 80% من إجمالي السكان ثاروا عليه مطالبين بالانضمام إلى باكستان. فما كان من الحاكم إلا أن هرب إلى الهند، وطلب تدخل الهند في كشمير لحمايته. وهكذا أدخل الهند في الأراضي الكشميرية. ورأت باكستان التدخل لحماية المسلمين الذين كانوا يشكلون أغلبية السكان. ولكن حزب المؤتمر الهندي كان مصرًا على أن تبقى كشمير داخل الهند. ولذلك وقفت الجيوش الهندية معترضة القوات الباكستانية في كشمير، ونشبت الحرب بين الجانبين. واستمرت هذه الحرب حتى 30 ديسمبر 1948م. وفي ذلك التاريخ اتفق الطرفان على وقف إطلاق النار.
شكل خط وقف إطلاق النار الحدود الفاصلة بين الهند وباكستان لعدم موافقة الهند على أي من الحلول المقترحة، ومن بينها إجراء استفتاء عام في كشمير ليقرر السكان مصيرهم، كما أن الهند رفضت مقترحات الأمم المتحدة، وما زال السكان المسلمون يعانون من انتهاكات حقوق الإنسان في كشمير.
نشبت حرب ثانية بين الهند وباكستان في سنة 1959م، وفي غضون تلك الحرب سيطرت الهند على (ثلث) مساحة كشمير المسلمة وعلى نحو (أربعة أخماس) من سكان البلاد، بينما احتفظت باكستان بالبقية القليلة الباقية وهي كشمير أزاد أي كشمير الحرة.
تم تجدد النزاع مرة أخرى بين الجانبين الهندي والباكستاني عام 1965م، ثم مرة أخرى في عام 1971م، وفي يناير 1990م، بدأت حركة الجهاد الكشميري، وتوحدت الهيئات الإسلامية في هيئة واحدة باسم الجبهة الإسلامية المتحدة لمواجهة تحديات الهندوس وتضم الجبهة أكثر من 10 أحزاب وهيئات سياسية. وفي عام 1992م، حلت الحكومة الهندية كافة المؤسسات الديمقراطية في جامو وكشمير وأخضعتها لسلطتها المباشرة. وفي يونيو 1999م اندلع قتال ضار بين قوات الجبهة الإسلامية المتحدة والقوات الهندية حيث تمكنت قوات المجاهدين من استعادة بعض الأراضي. اتهمت الهند باكستان بدعم المجاهدين، واستجاب رئيس باكستان السابق لنداءات دولية، فانسحبت قوات الجبهة من الأراضي التي كانت قد استعادتها.