الرئيسيةبحث

البحيرات العظمى ( Great Lakes )



منطقة البحيرات العظمى البحيرات العظمى اسم قديم أطلق على البحيرات الخمس التالية: سوبيريور وميتشيجان وهيورون وإيري وأونتاريو. وتُعدّ هذه البحيرات أكبر مجموعة بحيرات في العالم، وتشكل أهم خط ملاحي داخلي في أمريكا الشمالية. وقد كانت هذه البحيرات الطريق الرئيسي للمستكشفين والمستوطنين الأوائل في المناطق الشمالية الغربية لأمريكا الشمالية، وهي تمثّل الآن إقليماً واسعاً من الولايات المتحدة يضم ولاية أوهايو وإنديانا وإلينوي وميتشيجان ووسكنسن وجزءًا من ولاية مينيسوتا، ويُعدّ هذا الإقليم أحد أهم المناطق الصناعية في الولايات المتحدة لرخص تكاليف النقل في هذه البحيرات. تقع بحيرة ميتشيجان بكاملها داخل الولايات المتحدة، في حين أن كندا والولايات المتحدة تتقاسمان البحيرات الأربع المتبقية، التي تشكل جزءاً من الحدود بينهما. وقد نصّت معاهدة المياه الحدودية التي وقعت عام 1909م على حق الدولتين في السيطرة المشتركة على هذه البحيرات. ومن بين أهم الموانئ البحيرية التي تقع عليها ؛ ميناء شيكاغو وميلووكي وجاري، على بحيرة ميتشيجان، وميناء بفلو وكليفلاند وتوليدو واشتبولا على بحيرة إيري، وميناء، دلث وسوبيريور وخليج ثاندر على بحيرة سوبيريور. ومن الموانئ المهمة أيضًا: ميناء دترويت الذي يقع على نهر يصل بين بحيرة هيورون وبحيرة إيري، وميناء تورونتو الكندي على بحيرة أونتاريو.

كيف تشكّلت البحيرات العظمى:

منذ ما يقرب من 250,000 سنة تحركت كتلة جليدية ضخمة نحو الجنوب عبر المنطقة التي تعرف الآن بالبحيرات العظمى، فحفرت هذه الكتلة الجليدية منخفضاً عميقاً في صخور لينة، وبذلك تم رفع كمية هائلة من الأنقاض. ومنذ 11 - 15 ألف سنة تركت هذه الكتلة الجليدية المنطقة، فعملت الأنقاض المكونة من الأتربة والصخور على إقفال المجرى الطبيعي لمياه المنخفض، وأخذ المنخفض بالامتلاء تدريجياً من مياه الجليد الذائب، فتشكلت بذلك البحيرات العظمى.

أعماق البحيرات العظمى

الحجم والمنسوب:

تبلغ مساحة البحيرات العظمى حوالي 244,780 كم². وتعد بحيرة سوبيريور أكبرها مساحة، وهي ثانية بحيرات العالم من حيث المساحة بعد بحر قزوين في إيران والاتحاد السوفييتي (سابقًا)، وعلى هذا، فإن بحيرة سوبيريور هي أكبر بحيرة عذبة في العالم إذ تصل مساحتها إلى نحو 12,6000كم². وتأتي بحيرة هيورون في المرتبة الثانية من بين البحيرات العظمى والخامسة من بين بحيرات العالم، وتحتل بحيرة ميتشيجان المرتبة السادسة وتأتي بحيرة إيري في المرتبة السادسة بين بحيرات أمريكا الشمالية، وهي أقل البحيرات العظمى عمقاً. أما بحيرة أونتاريو، فهي أصغر البحيرات العظمى مساحة، وتعد ثامن بحيرة في أمريكا الشمالية. وتتفاوت مناسيب البحيرات العظمى تفاوتاً كبيراً، حيث تقع بحيرة سوبيريور على ارتفاع 183م فوق مستوى سطح البحر وبحيرة أونتاريو 75م فوق مستوى سطح البحر. وأكبر تفاوت في المنسوب بين بحيرتين متجاورتين هو 99م ما بين إيري وأونتاريو.

التصريف المائي:

تُعدُّ البحيرات العظمى مصرفاً لمياه منطقة صغيرة المساحة نسبياً إذ ينتهي إليها العديد من الجداول الصغيرة. وقد كانت المياه تأتي إلى البحيرات العظمى عبر نهر سانت لورنس، أمّا اليوم، فإن بعض المياه تتجه نحو نهر شيكاغو الذي حوّل مجراه من بحيرة ميتشيجان عام 1900م عندما فُتحت فيها قناة للصرف الصحي والملاحة. وتصرف البحيرات العظمى مياه أودية المرتفعات الواقعة إلى الشمال منها والممتدة بطول أمريكا الشمالية من المحيط إلى المحيط. لكن مياه المنحدرات الواقعة شمالي هذه المرتفعات تتجه إلى خليج هدسون. وتنصرف مياه السفوح الجنوبية للمرتفعات الواقعة جنوبي البحيرات في خليج المكسيك.

الطرق المائية المتجهة نحو البحر:

تقع بعض موانئ البحيرات العظمى على بعد 1,600كم من المحيط، ولكن يمكن لأية سفينة الإبحار منها إلى أي ميناء في العالم. ويعود الفضل في ذلك إلى ثلاث مجموعات من المحابس والقنوات، قامت الحكومتان الأمريكية والكندية ببنائها لتعديل تفاوت مناسيب مياه البحيرات، ويمكن ملاحظة هذا الفارق في المنسوب بوضوح عند شلالات نياجارا. وتوجد إحدى هذه المجموعات الثلاث على مسافة قليلة من نهر نياجارا ـ وتدعى قناة ويلاند ـ حيث تقوم بالربط بين بحيرتي إيري وأونتاريو، وبواسطتها تنتقل السفن من بحيرة إيري إلى أونتاريو، ثم إلى نهر سانت لورنس فالمحيط الأطلسي.

وتقع المجموعة الثانية من القنوات على نهر سانت ماريز وتدعى قنوات سو التي تصل ما بين بحيرتي سوبيريور وهيورون. وقد أنشئت هذه المجموعة حول الجنادل (المرتفعات المائية) التي تسقط مياهها إلى نهر سانت ماريز من ارتفاع 6م. ويبدأ الطريق الملاحي من بحيرة هيورون إلى بحيرة إيري ثم إلى أونتاريو، نحو نهر سانت لورنس فالمحيط الأطلسي. وتدعى المجموعة الثالثة بطريق سانت لورنس البحري وقد افتتح هذا الطريق عام 1959م، ويمتد بطول 293كم، من مونتريال إلى بحيرة أونتاريو. وتسمح قنوات هذه المجموعة، ومحابسها بسير السفن القادمة من المحيط الأطلسي إلى بحيرة سوبيريور. ★ تَصَفح: سانت لورنس البحري، طريق. وتستطيع السفن الوصول إلى المحيط من البحيرات العظمى إما عن طريق قناة بارجي التي تصل ما بين مدينتي بفلو وألباني في ولاية نيويورك وبحيرة إيري ونهر هدسون وبالتالي المحيط الأطلسي، وإمّا عن طريق تسلكه السفن من بحيرة ميتشيجان إلى خليج المكسيك يعرف باسم قناة شيكاغو للصرف الصحي والملاحة عبر نهر إلينوي ثم نهر المسيسبي.

التجارة:

تُعدّ قنوات سو وقناة ولاند وطريق سانت لورانس البحري من أكثر قنوات العالم حركة. وقد ساعدت البحيرات العظمى في تقدم الصناعة في الولايات المتحدة وبخاصة صناعة الفولاذ. إذ قدمت خطوطها الملاحية طريقاً سريعاً للسفن المحمّلة بالحديد الخام، من ميناءي دولوث وتوهاربرز في ولاية مينيسيوتا، ومن ميناءي أشلاند وسوبيريور في ولاية وسكنسن، ومن ميناءي إسكنابا ومركيتي في ولاية ميتشيجان إلى مراكز صناعة الفولاذ الواقعة شمالي ولايات إنديانا وأوهايو وبنسلفانيا.

كما توفر البحيرات، أفضل وسيلة لنقل المحصول الضخم من القمح من غربي كندا وشمالي الولايات المتحدة، إلى مراكز طحن الغلال في شرقي كندا وفي بفلو ونيويورك في الولايات المتحدة. وتنقل سفن أخرى الفحم الحجري و النحاس والدقيق وبعض المنتجات التي تتم صناعتها على البحيرات. يغطي الجليد خلجان ومضايق البحيرات العظمى عدة أشهر خلال فصل الشتاء. وتولّد الأعاصير التي تضرب المنطقة أمواجاً عالية، وحينذاك يتعين على السفن أن تكون قويةً وآمنةً. وتبنى العديد من السفن التي تبحر في البحيرات العظمى داخل أحواض بناء السفن الموجودة على طول شواطئها. وفي الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م )، تم بناء العديد من السفن الحربية في تلك الأحواض. وتعد ناقلات المواد الخام الأكثر شيوعاً في البحيرات العظمى، وهي مصنّعة خصيصاً لهذا الغرض إذ لا تناسب السفن العادية ذلك بسبب غوصها في الماء بمجرد ملئها بالحمولة. تحتوي هذه السفن على غرفتي قيادة إحداهما في مقدمة السفينة والأخرى في نهايتها. وهناك فراغات مغطاة تُدعى عنابر. وعند تعبئة السفينة بالخامات المعدنية، يتم دفع هذه الخامات إلى حوض خاص، ثم تسكب المواد في العنابر من صنابير ضخمة يتم تعبئتها جميعاً في وقت واحد، وتستغرق هذه العملية في أكبر الناقلات ساعات قليلة جداً. ويتم تفريغ حمولة تلك السفن بوساطة جاروف كهربائي عملاق. وتملأ عنابرها وهي عائدة بالفحم الحجري وتشحن على ظهرها السيارات الجديدة.

التلوث:

بدأت بعض المواد في تلويث البحيرات العظمى منذ بداية القرن العشرين، وبخاصة بحيرة إيري. وتتكون هذه الملوثات من مخلفات صناعية ومياه المجاري والمخلفات الناتجة عن احتراق الوقود التي تحملها الرياح لتلقيها في البحيرات، وذلك بالإضافة إلى الملوّثات الزراعية. ويمكن أن يسبب التلوث أمراضاً للأسماك. وتتراكم العناصر السامة فيها، فتصبح خطراً على جسم الإنسان. وتسبب التلوّث في إقفال بعض الأماكن أمام السكان. وبناء على ذلك فقد وقعّت الولايات المتحدة وكندا عام 1972م اتفاقية للحفاظ على نوعية مياه البحيرات العظمى. وبموجب هذه الاتفاقية تمت إقامة محطات التنقية، وأصبح طرح المخلفات الصناعية إلى البحيرات، يخضع لمراقبة صارمة، فساعد هذا على بقاء مياه البحيرات غير ملوّثة إلى حدٍّ كبير. ورغم ذلك، ماتزال مياه البحيرات تحتوي على عناصر كيميائية سامة، عدّها بعض العلماء خطرة على صحة الإنسان.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية