شيكاغو ( Chicago )
ناطحات سحاب وسط شيكاغو تشكل منظرًا خلفيًا رائعًا لواجهة بحيرة المدينة. يعتبر برج سيرز أطول مبنىً في المدينة بطوابقة الـ 110 والذي يقف عاليًا (يسار الصورة). |
تقع شيكاغو على طول الشاطئ الجنوبي الغربي لبحيرة ميتشيجان. ويزيد إنتاجها من الصناعات المعدنية والمنتجات الغذائية على أية مدينة أمريكية أخرى. كما أنها تحتوي على أكثر المباني ارتفاعًا في العالم وأشد المطارات ازدحامًا. وُتعَدُّ أكبر مركز في العالم لتجارة الحبوب. ويزيد مقدار السلع التي تدخل إليها أو تخرج منها في كل يوم عنه في أية مدينة أمريكية أخرى.
الواجهة البحرية للمدينة المطلة على بحيرة ميتشيجان، من أجمل الواجهات البحرية في العالم. تكثر فيها الحدائق العامة والمتنزهات، وتمتاز المدينة بكثرة متاحفها المتخصصة في الآداب والعلوم والفنون.
كان المهاجرون الأوائل لشيكاغو ينحدرون من أصول ألمانية وأيرلندية، إلا أن معظم الذين وفدوا إلى المدينة منذ الأربعينيات من القرن العشرين كانوا من الأمريكيين السود أو من الطبقة الفقيرة من البيض ومن المكسيكيين ومن بورتوريكو وأمريكا الجنوبية وبعض المهاجرين الآسيويين. وقد انتشرت في المدينة، من جراء ذلك، الأحياء الفقيرة، وارتفعت نسبة الإجرام. ولهذا فإن أكثر من خمس سكان المدينة يتلقون مساعدات متنوعة من مؤسسات الضمان الاجتماعي. كما تعاني المدارس والمؤسسات الرسمية الأخرى من صعوبات مالية جمة.
فن العمارة:
هيمنت شيكاغو على فن العمارة الأمريكي في بداية القرن التاسع عشر، فقد كانت النماذج المعمارية الجديدة والأساليب الإنشائية المبتكرة تبدأ في شيكاغو أولاً، ثم تمتد إلى المدن الأمريكية الأخرى. ولهذا، فإن المصممين والمهندسين من مختلف مناطق العالم، يؤمون شيكاغو للاطلاع على عماراتها الرائعة. ويُعدّ برج سيرز ـ الذي يقع في شارع ووكر ويتكون من 110 أدوار ـ من أعلى البنايات في العالم.أقصى شمال غربي شيكاغو يضم أجمل المباني السكنية الواسعة. كما تمتد المنازل الواسعة الرائعة على جانبي طرق منطقة ساوجناش المتعرجة التي تحفها الأشجار من الجانبين. |
المدينة:
تمتد شيكاغو مسافة 40كم على طول الساحل الجنوبي الغربي لبحيرة ميتشيجان في الطرف الشمالي الشرقي لولاية إلينوي. وتبلغ مساحة المدينة 591كم²، وهي تقع على سهل منبسط يبلغ ارتفاعه 180م فوق مستوى سطح البحر.ينبع نهر شيكاغو من بحيرة شيكاغو بالقرب من مركز المدينة ويجري غربًا، ولذلك فإنه يُعرف بالنهر الذي يجري باتجاه عكسي، فقد كان ذلك النهر حتى بداية القرن العشرين يصب في بحيرة ميتشيجان، إلا أن المهندسين قاموا بتحويل مجراه حتى لا يلوث مياه البحيرة التي تُعد المصدر الرئيسي لمدِّ المدينة بالمياه العذبة. يتفرع نهر شيكاغو على بعد 1,5كم من البحيرة إلى فرعين.
تنقسم شيكاغو إلى أربعة أجزاء رئيسية هي: 1- الوسط أو المركز 2- الجزء الشمالي 3- الجزء الغربي 4- الجزء الجنوبي.
تشتهر منطقة الوسط بكثرة ناطحات السحاب، والأسواق المركزية الضخمة، والمحلات التجارية الفخمة. يؤم مركز المدينة في كل يوم نحو 575,000 عامل وموظف، ويسكن فيه نحو 32,000 نسمة، يعيش معظمهم في عمارات ضخمة ذات شقق حديثة، أو في مكاتب قديمة أُعيد تجديدها لتصبح شققًا سكنية.
يضم وسط المدينة الشبكة الرئيسية للقطارات التي تنطلق بانتظام إلى الضواحي في أطراف المدينة. ويمتد شارع ليك شور على طول الواجهة البحرية للمدينة، وقد بنيت على طوله كثير من العمارات الكبيرة ذات الشقق العديدة.
ويُشكل شارع ميتشيجان الذي يقع إلى الشمال من نهر شيكاغو المركز الرئيسي للجزء الشمالي من المنطقة الوسطى. وهو شارع مشهور بمحلاته وفنادقه ومطاعمه ومكاتبه.
المنطقة الشمالية من شيكاغو منطقة سكنية، إذ يعيش بها نحو مليون نسمة، وتمتد من وسط المدينة لمسافة 15كم باتجاه الشمال و20كم نحو الشمال الغربي. ويُعدّ مطار أوهير الذي يقع في أقصى الجزء الشمالي الغربي من المدينة، أكثر مطارات العالم ازدحامًا. وتقطع طريق جون كيندي السريعة هذا الجزء من المدينة لتصل بين مطار أوهير والجزء الشمالي الغربي.
الجانب الغربي من شيكاغو تعمره المباني القديمة المتداعية كالذي يظهر في الصورة، وقد هجرها قاطنوها. كما أن هنالك أيضًا منازل أخرى قديمة بالجانب الغربي إلاّ أنها في حالة جيدة. أما المناطق الغربية القريبة فقد أنشئَت فيها مبانٍ حديثة. |
يُعدُّ الجزء الجنوبي من المدينة أكبر الأجزاء مساحة وأكثرها سكانًا، إذ يمتد مسافة 25كم جنوبي مركز المدينة، ويعيش فيه نحو 1,400,000 نسمة، ويشكل السود نحو 60% من سكان هذا الجزء من المدينة، ويعيش بعضهم في أحياء فقيرة خاصة بهم.
السكان:
عُرفت شيكاغو، منذ السنوات الأولى لنشأتها في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، بأنها مدينة الصناعة والعمال. فوفدت إليها أعداد كبيرة من المهاجرين الأوروبيين الذين سكنت كل جالية منهم في حي منفصل خاص بها. ولهذا، فقد كانت شيكاغو تتكون في مطلع القرن العشرين من عدد من الأحياء المختلفة من حيث اللغة والعادات والتقاليد، كأحياء الألمان والإيطاليين والبولنديين والأيرلنديين.وعلى الرغم من أن الغالبية الساحقة من أولئك المهاجرين الأوائل قد انتهت منذ زمن طويل، إلا أنها خلفت وراءها عددًا كبيرًا من المطاعم والبقالات ومحلات الهدايا الإيطالية والألمانية والبولندية واليونانية وغيرها.
أما اليوم، فإن نحو 85% من سكان شيكاغو هم من مواليد الولايات المتحدة. يشكل البيض 46% من السكان، بينما تبلغ نسبة السود نحو 40%، ويكوّن السود أكثر المجموعات العرقية في شيكاغو. إذ يبلغ عددهم نحو 1,090,000 نسمة، يعيش الجزء الأكبر منهم في أحياء فقيرة خاصة بهم. وقد عانى معظم سكان شيكاغو السود كثيرًا من الفقر وضعف التعليم والتمييز العنصري سواء في التوظيف أو السكن، إلا أن ذلك كله لم يمنع بعض الفقراء منهم من تحقيق نجاحٍ كبير، إذ يمتلك السود من سكان شيكاغو الآن نحو 10,300 مؤسسة تجارية. وعلى الرغم من أن عدد المؤسسات التي يمتلكها السود في كل من لوس أنجلوس ونيويورك يزيد على عدد المؤسسات التي يمتلكونها في شيكاغو، إلا أن حجم المبيعات من محلات شيكاغو تزيد عن نظيرتها في كل من نيويورك ولوس أنجلوس.
ويُعدّ سكان شيكاغو المنحدرون من أصول قدمت من أمريكا اللاتينية أسرع المجموعات العرقية نموًا. إذ يصل عددهم الآن إلى 550,000 نسمة، أي بزيادة تصل إلى 200% عن عددهم عام 1970م، وقد قدم 61% من أفراد هذه المجموعة من المكسيك، و 26% من بورتوريكو. ويشكل المهاجرون الكوبيون 3% من هذه المجموعة العرقية.
المشاكل الاجتماعية:
أكثر المجموعات العرقية التي تعاني من الفقر هم السود والقادمون من أمريكا اللاتينية، فأكثر من ثلث السكان السود يعيشون دون خط الفقر الذي وضعته الحكومة الاتحادية. ويعاني أكثر من نصف الرجال السود من البطالة.يُعدّ التفكك العائلي أحد الأسباب الرئيسية المسؤولة عن الفقر الذي تعاني منه العائلات السوداء، إذ أن 60% من السود الذين يتلقون مساعدات اجتماعية هم من النساء والأطفال الذين لا عائل لهم، كما أن نحو 50% من عائلات السود تعاني من مشكلة انفصال الوالدين.
يعاني السكان السود من ضعف الرعاية الصحية وارتفاع نسبة الجريمة، إذ أن احتمال تعرُّض شخص يعيش في أحياء فقيرة للاعتداء يزيد أحد عشر ضعفًا عن احتمال تعرض شخص آخر يعيش في الأحياء التي يسكنها البيض. وتبلغ نسبة الوفيات بين الأطفال السود ضعف نسبتها بين الأطفال البيض.
الاقتصاد:
تُعَدُّ شيكاغو الكبرى (مدينة شيكاغو وضواحيها) المركز الصناعي الثاني في الولايات المتحدة بعد لوس أنجلوس. وتأتي في الدرجة الأولى من حيث كونها المركز الرئيسي للمواصلات، كما أنها المركز المالي للوسط الغربي الأمريكي.يعمل في شيكاغو نحو 3,5 مليون عامل. وقد ازدادت فرص العمل منذ بداية القرن العشرين زيادة كبيرة. إلا أن معظم تلك الزيادة كانت محصورة في الضواحي وليس في المدينة نفسها.
ويعمل 72% من عمال الصناعة في مجال الخدمات خاصة في تجارة الجملة والتجزئة، ويعمل بعضهم الآخر في مجالات الخدمات الاجتماعية وغيرها من الخدمات، كالأطباء والمحامين وموظفي الفنادق والمطاعم وغيرهم.
يوجد في شيكاغو نحو 14,100 مصنع يعمل فيها 28% من القوى العاملة في المدينة. وأهم الصناعات هي الأغذية والأدوات الكهربائية والآلات. وتحتل شيكاغو المركز الأول على مستوى الولايات المتحدة في الصناعات الغذائية وإنتاج المعادن المصنَّعة والصناعات الكيميائية وصناعة الحديد والصلب.
تحتل شيكاغو المركز الأول، كذلك، في البحث العلمي الصناعي، حيث يوجد بها نحو 1,200 مختبر علمي مخصصٍ للبحوث العلمية في مجال الصناعة.