الرئيسيةبحث

سانت لورنس، نهر ( Saint Lawrence River )



نهر سانت لورنس هو ثاني أطول نهر في كندا بعد نهر ماكينزي. يجري حوالي 1,300كم من الطرف الشمالي الشرقي لبحيرة أونتاريو إلى خليج سانت لورنس. ويربط النهر ما بين المحيط الأطلسي والبحيرات العظمى.
سانت لورنس، نهر. نهر سانت لورنس أحد أهم أنهار أمريكا الشمالية وثاني أطول نهر في كندا. لايفوقه طولاً سوى نهر ماكينزي. يجري نهر سانت لورنس حوالي 1,287كم من منابعه العليا في بحيرة أونتاريو إلى مصبه في خليج سانت لورنس. ويبلغ حوض تصريفه 1,291,100كم²، متضمنًا معظم جنوب شرقي كندا.

يربط نهر سانت لورنس المحيط الأطلسي بالبحيرات العظمى من خلال قناة سانت لورنس. ★ تَصَفح: سانت لورنس البحري، طريق. أسهم النهر والقناة في جعل موانئ البحيرات العظمى من أكثر موانئ العالم ازدحامًا. استخدم المكتشفون وتجار الفراء والمستعمرون نهر سانت لورنس كأهم طريق إلى كندا والولايات المتحدة وذلك قبل مئات السنين، ويشار إلى هذا النهر كثيرًا بأنه أم كندا.


مجرى نهر سانت لورنس:

يتألف نظام نهر سانت لورنس من نهر سانت لورنس، و المجاري المائية التي تصب فيه. ويعتبر نهر سانت لورنس مصدر هذا النظام الذي يعبر بحيرة سوبيريور عند مدينة دولوث في ولاية مينيسوتا الأمريكية. ويتضمن النظام بحيرات سوبيريور، ميتشيجان هورن، إيري، وأُونتاريو والأنهار التي تربطها. يمتد النهر حوالي 3,669كم من منبعه إلى خليج سانت لورنس. فيبدأ نهر سانت لورنس عند النهاية باتجاه الشمال الشرقي. وكمعظم الأنهار فإن لنهر سانت لورنس ثلاثة أجزاء، أعلى، وأوسط، وأدنى.

يجري الجزء الأعلى لنهر سانت لورنس من بحيرة أونتاريو إلى مونتريال ويشكل خط الحدود الفاصل بين كندا والولايات المتحدة أول ثلثي الجزء الأعلى من النهر. وتقع بقية أجزاء النهر بالكامل في كندا، وتجري بشكل رئيسي عبر مقاطعة كويبك. وتقع الجزر الألف، وهي مجموعة تزيد على 1,700 جزيرة، ضمن قطاع من النهر يبلغ طوله 64كم من منبعه عند بحيرة أونتاريو. ويعتبر نهر أوتاوا الرافد الرئيسي لنهر سانت لورنس الذي يجري إلى الجزء العلوي من نهر سانت لورنس غربي مونتريال، ويبلغ عرض معظم الجزء العلوي لنهر سانت لورنس في المتوسط 2كم. غير أن النهر في بعض الأماكن يتسع ليشكل ما يشبه البحيرات، كبحيرة سانت فرانسيس وبحيرة سانت لويس.

يشمل الجزء العلوي للنهر 48كم من المنحدرات النهرية. إذ ينحدر من ارتفاع 75م فوق مستوى سطح البحر عند بحيرة أونتاريو إلى ستة أمتار فوق مستوى سطح البحر عند مونتريال. يمتد الجزء الأوسط من نهر سانت لورنس من مونتريال إلى مدينة كويبك، ويقارب عرضه عرض الجزء العلوي، ويشتمل على بحيرة واحدة هي بحيرة سانت بيتر.

يبلغ عرض الجزء السفلي من نهر سانت لورنس حوالي 16كم بالقرب من مدينة كويبك. ويزداد عرضه ليصبح 145كم عند مصبه عند الرأس الغربي لجزيرة أنتيكوستي في خليج سانت لورنس. يصب النهر في الخليج بمعدل 11,000م§/ثانية تقريبًا. ويعتبر خليج سانت لورنس بمثابة ذراع عميقة للمحيط الأطلسي، فتأثير المد على النهر يمتد غربًا حتى تروا ريفيير. ويمكن للمد أن يرفع مستوى الماء في النهر لستة أمتار. كما يغير المحيط مياه النهر من مياه عذبة إلى مياه مالحة شرقي ترواريفرز.

نهر سانت لورنس طريق تجاري مائي مهم في كندا. تنقل السفن حمولات من البضائع عبر هذا النهر أكثر مما تنقله عبر أي نهر آخر في كندا. تشتمل الحمولات على خامات الحديد والقمح وغيره من الحبوب.

التجارة:

يحمل نهر سانت لورنس بضاعة أكثر من أي نهر آخر في كندا، إذ تزيد حمولة البضائع التي تنقلها مياهه على 54 مليون طن سنويًا. وينقل حوالي 40% من هذه الحمولة ما بين أمريكا الشمالية وأقطار العالم الخارجي، وتتألف الحمولة التي تنقل عبر نهر سانت لورنس من الحبوب، وخامات الحديد وبضائع أخرى توضع في السفينة دونما تعبئة أو تغليف. كما تنقل السفن خامات الحديد من غربي لبرادور في مقاطعة كويبك إلى مصانع الحديد في شيكاغو، وكليفلاند وغيرهما من موانئ البحيرات العظمى. وتعود السفن من موانئ البحيرات محملة بالحبوب.

تشكل خامات الحديد حوالي نصف حمولة الشحن البحري إلى أعالي النهر، بينما يشكل القمح والحبوب الأخرى حوالي ثلاثة أرباع حمولة الشحن البحري المتجهة إلى أدنى النهر. يتجاوز عمق النهر في مجراه السفلي 30م، إلا أنه يصبح أقل عمقًا كلما اتجهنا إلى أعالي النهر. كانت أجزاء من أعالي نهر سانت لورنس حتى عام 1959م ضحلة جدًا بالنسبة لمرور السفن الكبرى. وقدأكلمت الولايات المتحدة وكندا، في ذلك العام ممر سانت لورنس المائي الذي وفر قناة ملاحية بعمق ثمانية أمتار مما مكَّن معظم السفن من الإبحار بين المحيط الأطلسي وموانئ البحيرات العظمى مثل ميناء تورونتو وخليج ثندر في أونتاريو، ودترويت وميلووكي. كما تضمن المشروع إنشاء محطة كهربائية على سد أنشئ على نهر سانت لورنس قرب كورنوول، أونتاريو.

الحياة الحيوانية والنباتية:

يعتبر نهر ووادي سانت لورنس مأوى لأنواع متعددة من الحيوانات والنباتات. فأسماك النهر تتضمن القاروس والأنقليس والفرخ والكراكي والفضية والتروتة. وتنمو على ضفاف النهر غابات البتولا والشوكران والقيقب والبلوط والبيسية. كما توفر الغابات مأوى للثعالب والغزلان والأرانب والدببة والموظ وفأر المسك والأبوسوم والراقون والظربان الأمريكي والسناجب وطيور الماء السابحة، مثل البط والإوز والنورس وآكل السمك، التي تبني أعشاشها قرب النهر.

والتلوث الصناعي والصرف الصحي وفضلات السفن أهم ما يهدد الحياة الفطرية لنهر سانت لورنس. لذا اتخذت كندا والولايات المتحدة إجراءات للحد من تأثير هذه المصادر على تلوث البيئة.

نبذة تاريخية:

تشكلت قناة سانت لورنس بالكتلة الجليدية نفسها التي شكلت البحيرات العظمى، عند ذوبان الجليد منذ فترة من 11,000 إلى 15,000 سنة خلت، مع نهاية العصر الجليدي. وقد كوَّنت المياه الناجمة عن هذا الذوبان البحيرات العظمى ونهر سانت لورنس.

عاشت جماعات هندية على امتداد نهر سانت لورنس قبل وصول الأوروبيين. وقاد المكتشف الفرنسي جاك كارتييه بعثة استكشافية إلى أعالي النهر عام 1535م. وفي العاشر من أغسطس يوم عيد سانت لورنس دخل كارتييه خليجًا سماه خليج القديس لورنس. ومن هناك أبحر إلى ما يُعرف الآن بمونتريال، حيث أوقفته المنحدرات المائية (الجنادل). ولقد أطلق كارتييه على النهر اسم نهر كندا وبعد مائة سنة أصبح النهر يُعرف باسم نهر سانت لورنس.

أسس الفرنسيون خلال القرن السابع عشر الميلادي المستوطنات في مدينة كويبك، تروا ريفيير، ومونتريال وغيرها من المواقع على امتداد النهر. وأصبح الكثير من هذه المستوطنات مراكز لتجارة الفراء وموانئ نشطة ومزدحمة. وغدا نهر سانت لورنس جزءًا من طريق المستوطنات فيما يُعرف الآن بالولايات المتحدة. ونتيجة لحرب السنوات السبع (1756 - 1763م) سيطرت بريطانيا على كندا بعد أن كانت تحت السيطرة الفرنسية. عندئذ أصبح نهر سانت لورنس طريق نقل رئيسيًا للحمولات الضخمة من الفراء والأخشاب والقمح وغيرها من الصادرات الكندية إلى بريطانيا.

ولقد بُذِلت عدة محاولات لتحسين الملاحة في نهر سانت لورنس. ففي عام 1680م بدأ إنشاء قناة تُمكِّن التجار من اجتياز الجنادل قرب مونتريال. وقد أضيفت قنوات أخرى خلال السنوات اللاحقة وبدأ العمل في طريق سانت لورنس البحرية عام 1954م. وفي فصل الشتاء تتجمد أعالي النهر، ولذا تبحث الولايات المتحدة وكندا عن سبل للمحافظة على النهر مفتوحًا على مدار السنة دون الإضرار بالبيئة.

★ تَصَفح أيضًا : الجزر الألف ؛ القديس لورنس، خليج ؛ البحيرات العظمى.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية