الرئيسيةبحث

القرض الائتماني ( Credit )



القرض الائتماني إجراءٌ يُمكِّن الأشخاص من الحصول على سلع أو خدمات حتى ولو لم يكن لديهم المال الكافي لدفع ثمنها فورًَا. فمثلاً الشخص الذي لا يستطيع أن يدفع فورًا ثمن سيارة أو منزل بالكامل يجوز أن يشتري بقرض.

يأتمن المقرضون المقترضين في سداد ما عليهم من ديون. ويمنح البائعون المشترين قرضًا لأن هذا يعمل على زيادة المبيعات، ومن الطبيعي أن يدفع المشتري فائدة على ذلك. ويدفع المشترون فائدة على القروض بمحض إرادتهم لأنه يمكنهم الاستفادة من كل ما يريدونه مقابل سداد الثمن. وهذه الفائدة تعدُّ في الإسلام زيادة ربوية محرمة شرعًا. ★ تَصَفح: الربا ؛ الاقتصاد الإسلامي، نظام.

يحدد تقدير الأهلية الائتمانية المدى الذي يمكن عنده لشخص أو شركة ما الشراء بقرض أو اقتراض المال. ومن بين العوامل التي تسهم في تحديد الأهلية الائتمانية الدخل، والضمان المالي، وسجلات المعاملات الائتمانية السابقة. وتقوم الهيئات التي تُسمى المكاتب الائتمانية بتجميع شهادات الأهلية الائتمانية، وتقديم هذه المعلومات للمحلات والشركات التجارية ومؤسسات الإقراض.

تستطيع القروض تعزيز النمو الاقتصادي والإسهام في ثروات الدولة، وتلجأ الشركات التجارية إلى استخدام القروض لإقامة المصانع أو شراء المعدات رغبة منها في زيادة إنتاج السلع. كما تستخدم الحكومات القروض لإنشاء المدارس، والطرق، وغيرها من المشروعات العامة الأخرى.

أنواع القروض:

هناك ثلاثة أنواع رئيسية للقروض، وهي: القرض الاستهلاكي، والقرض التجاري، والقرض الاستثماري.

القرض الاستهلاكي يُمكِّن المستهلكين من إنفاق أموال أكثر مما لديهم وقت الحصول على القرض. وحساب الدين أو الحساب الائتماني هو أحد أنواع القرض الاستهلاكي. ومعظم حسابات الدين لا تشمل أي فائدة، لكن يتعين أن يسدد المشترون بالكامل ثمن السلع التي تم شراؤها بوساطة حساب الدين شهريًآ. وإذا لم يتم سداد المبلغ بالكامل بحلول الموعد المحدد، في تلك الحالة يتطلب الكثير من حسابات الدين أن يتم السداد بفوائد. وتُصدر المصارف بطاقات ائتمانية يمكن استخدامها في الحصول على مشتريات من المحلات، وفي المطاعم وغيرها من الشركات التجارية الأخرى. وثمة نوع آخر من القرض الاستهلاكي هو البيع بالتقسيط، ويتم سداد المدفوعات على أساس البيع بالتقسيط خلال فترة محددة متفق عليها، وتكون في معظم الحالات، مصحوبة بفائدة.

القرض التجاري تستخدمه الشركات في تنمية أعمالها. وتتوقع هذه الشركات أن تسدد القروض من أرباحها الفائضة. ويتم سداد معظم هذه القروض في غضون ستة أشهر ولذا سُميت القروض قصيرة الأجل.

القرض الاستثماري قرض يسدد خلال فترة تمتد لثلاثين عامًآ، وربما أكثر. ويسمى هذا النوع من القروض القروض طويلة الأجل. ومن بين الأمثلة على ذلك، رهن البيوت والسندات التجارية. وتستخدم الشركات التجارية القرض الاستثماري عندما تقوم بمشروع كبير، مثل بناء مصنع ما.

مؤسسات التسليف:

تأخذ الأموال التي تسلمتها من المدخرين وغيرهم من العملاء الآخرين وتمنحها على شكل قروض لأولئك المحتاجين للأموال، وتشمل هذه المؤسسات المصارف وجمعيات البناء والاتحادات الائتمانية وشركات المال وشركات التأمين.

وتحدد شروط أي قرض في العقد الخاص به، وتشمل هذه الشروط الفائدة وأجل الاستحقاق والضمان. ويدفع المقترض الفائدة للمقرض وتعد هذه الفائدة بمثابة تعويض عن التنازل للغير عن استخدم المال المقترض، وعن فترة انتظار سداد القرض، وعن مخاطر فقد هذا المال. وأجل الاستحقاق هو الموعد النهائي الذي يجب أن يسدد فيه القرض. أما الضمان فهو نوع من القيمة التي يتعهد بها المقترض للمقرض في حالة عدم تسديد القرض حسب الوعد. فمثلاً عقد ملكية أحد المنازل هو ضمان رهن المنزل.

القروض والاقتصاد:

يؤثر تَيسُّر القرض الائتماني على كل من معدل النمو الاقتصادي ومستوى الأسعار. وعندما يكون من السهل الحصول على قرض، يكون بإمكان الأفراد شراء المزيد من احتياجاتهم وبالتالي يزيد طلبهم على شراء السلع والخدمات. وفي مقابل زيادة الطلب، تقوم الشركات التجارية بتشغيل المزيد من العمال بقصد زيادة الإنتاج. كما تُمكن القروض الائتمانية الشركات من شراء معدات جديدة لزيادة الإنتاج بيد أنه، إذا لم يواكب الإنتاج الطلب، فإن الأسعار لابد أن ترتفع. وتسمى الزيادة المستمرة في الأسعار التضخم المالي.

قد يتردد المقرضون، خلال فترات التَّضخُّم، في منح القروض. فالتضخم المالي يُقلل من القوة الشرائية للنقود. ومن ثم فإن النقود التي يستردها المقرضون تشتري بضائع وخدمات أقل من المبلغ الذي أقرضوه. وإذا ما توقع المقرضون استمرار فترة التضخم المالي، فإنهم قد يلجأون إلى زيادة أسعار الفائدة لتعويض الخسارة في قيمة العملات، وعندما يصبح من الصعب الحصول على القروض، فإنه قد ينتج عن ذلك موقف معاكس، وقد يهبط مؤشر النشاط الاقتصادي، ويقل التضخم أو ربما يتوقف.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية