الرئيسيةبحث

كروتوني

عملة تعود إلى 480-460 قبل الميلاد
عملة تعود إلى 480-460 قبل الميلاد
قلعة كارلو الخامس
قلعة كارلو الخامس

Crotone كروتوني ، مدينة جنوب إيطاليا في شرق إقليم كالابريا مطلة على البحر الأيوني قرب مصب نهر إزارو ، عاصمة مقاطعة كروتوني ، عدد سكانها 60.517 نسمة .

التاريخ

لطالما كانت كروتوني واحدة من أكثر مدن Magna Graecia (مستعمرات الإغريق جنوب إيطاليا) ازدهارا . اشتهر سكانها بقوتهم البدنية و ببساطة اعتدال عيشتهم . منذ عام 588 ق.م و ما بعده ، أنجبت كروتوني أجيالاً عديدةً من أبطال في الألعاب الأولمبية و غيرها من الألعاب اليونانية ، أشهرهم ميلو الكروتوني . و وفقا لهيرودوت فإن أطباء كروتوني كانوا يعدون الأبرز بين الإغريق . أسس فيثاغورس مدرسته الفيثاغورسيون بكروتوني في حوالي عام 530 ق.م . من بين تلاميذه أحد أوائل الأطباء المنظّرين ألكميون الكروتوني ، و الفيلسوف و عالم الرياضيات و الفلكي فيلولاوس . اكتسب الفيثاغورسيون نفوذا إلى جانب المجلس الأعلى المكون من ألف عضو و الذي يحكم المدينة . كانت مدينة سيباريس منافسة لكروتوني حتى عام 510 ق.م ، عندما أرسلت كروتوني إليها جيشا قوامه مائة ألف رجل بقيادة الملاكم ميلو ، فَدَمّر سيباريس . بعد ذلك بوقت قصير ، وقع عصيان مسلح ، و طُرد الفيثاغوريون و أُنشاءت ديمقراطية .

في عام 480 قبل الميلاد ، أرسلت كروتوني سفينة لدعم الإغريق في معركة سالامينا ، بيد أن انتصار لوكري و ريجيوم على كروتوني في السنة نفسها شكل بداية إنحدارها . و حلت محلها إراكليا مقراً رئيسياً في العصبة الإطاليوتية. استولى ديونيسيوس الأول طاغية سيراقوسة على كروتوني في سنة 379 قبل الميلاد ، هادفاً إلى الهيمنة على ألمانيا غرايسيا ، و أمسك بها اثني عشر عاما. ثم احتلها البروتيون ، باستثناء القلعة التي لجأ إليها كبير السكان ؛ و لعجز هؤلاء عن الدفاع عن المكان ضد قوات القرطاجيين ، سُمِح لهم بالانسحاب إلى لوكري بمجرد استسلامهم . في سنة 295 قبل الميلاد ، سقطت كروتوني في يد طاغية سيراقوسي آخر هو أغاثقلس . لمّا غزا بيروس إيطاليا (280-278 ، 275 قبل الميلاد) ، كانت كروتوني ما تزال مدينة مُعتبرة ، بأسوار طولها اثني عشر ميلاً ، ولكن بعد الحرب البروسية صارت نصف المدينة مهجورة . ما تركه سكانها قُدّم إلى روما سنة 277 قبل الميلاد. بعد معركة كاناي في الحرب البونيقية الثانية (216 قبل الميلاد) ، تمردت كروتوني على روما ، و جعلها حنعبل مقره الشتوي لمدة ثلاث سنوات ؛ و لم تستعد حتى سنة 205 أو 204 قبل الميلاد . في عام 194 قبل الميلاد أصبحت مستعمرة رومانية . سُمع القليل عنها خلال الفترتين الجمهورية و الإمبراطورية ، رغم أن أحداث واحدة من أهم القطع الباقية من عمل بترونيوس الساتيريكون وقعت في كروتوني .

حاصر توتيلا ملك القوط الشرقيين المدينةَ دون جدوى حوالي العام 550 . ثم لاحقاً أصبحت جزءا من الإمبراطورية البيزنطية . فتحها المسلون حوالي العام 870 الذين سموها (أقروطونة) . و شن بعد أكثر من مائة سنة أوتو الثاني حملة على جنوب إيطاليا لطردهم و للحد من سلطة البيزنطيين ، بيد أن الجيش الكلبي هزمه قرب كروتوني في الثالث عشر من يوليو عام 982 . ثم استولى عليها النورمان . بعد ذلك تبعت مملكة نابولي - بما في ذلك فترة الحكم الاسباني التي يشهد عليها قلعة شارل الخامس العائد إلى القرن السادس عشر و المطلة على كروتوني الحديثة - ثم خليفتها مملكة الصقليتان ، و التي استولت عليها مملكة سردينيا في عام 1860 ، فدُمجهت في مملكة إيطاليا الجديدة سنة 1861 .

ساهم موقع كروتوني بين مينائي تارانتو و ميسينا فضلا عن قربها من مصدر الطاقة الكهرومائية بتطورها الصناعي خلال الفترة ما بين الحربين العالميتين . تضاعف عدد سكانها خلال الثلاثينات . و لكن أهم شركتين محليتين إنهارتا . و بحلول أواخر الثمانينات كانت كروتوني في أزمة اقتصادية بفقدان الكثيرين من سكان لوظائفهم و رحيلهم للبحث على عمل في مكان آخر . و وجّه الطوفان ضربة قاسية أخرى إلى معنويات المدينة في عام 1996 . منذ تلك اللحظة و المدينة تشهد تجديداً حضرياً و رفعاً من مستوى المعيشة .