الرئيسيةبحث

معركة كاناي



اختار هانيبال موقع معركته بعناية وهي هضبة كاناي فقد كانت منبسطة خالية من الجبال حتى يضمن أن لا يكون هناك أي كمين وقد استطاع بفضل خيالته النوبيين (خيرة الخيالة في جيشه) بمراوغة الجيش الروماني وجعل وضعية الجيش الروماني كما رسمها في خارطته العسكرية حيث جعل الجيش الروماني يعبر النهر مما جعل الجيش الروماني يفقد الكثير من ميزاته التكتيكية وذلك بسبب درجة الحرارة المنخفضة وبرودة مياه النهر. رتب جيشه بحيث جعل من الوسط فرقة من المشاة وعلى جناحيها فرقتين من جنوده المشاة الليبيين (المشاة الثقيل) وأعطاهم تعليمات بأن لا يتحركوا إلى بعد انكسار أجنحة فرقة المشاة التي في الوسط، وعلى ميمنة وميسرة الجيش توضع فرقتين من الخيالة الخفيفة المراوغة وكانت وظيفتها الانطلاق بسرعة في بداية تحرك الجحافل الرومانية لشل حركة سلاح الفرسان الروماني، ووضع جنوده المرتزقة من الإسبان وشبه جزيرة إيبيريا المشاة والرماة المهرة (لما اكتسبوه من خبرة في حربهم الأهلية في شبه الجزيرة الإيبيرية) خلف المشاة وأعطاهم أمر بالإنقسام جناحين وتطويق الجيش الروماني بعد انطلاق المشاة الليبيين وانسحاب فرقة المشاة الأساسية للوراء بحيث يصبح شكل الجيش القرطاجي هو قوس للوراء. وبالفعل نفّذت الخطة كما رسمها هانيبال تماماً وبعد انطلاق المشاة الإيبيريين وقاموا بتكميل القوس القرطاجي إلى دائرة وجد الجيش الروماني نفسه محاصراً ولا سبيل للتراجع أو لإعادة التنظيم مما أنزل روحهم المعنوية، وعلى اثر ذلك لم يحل المساء إلا وكان الجيش الروماني قد افني تماماً وهو عبارة عن /80000/ ثمانين ألف مقاتل، ويقال أنه في ذلك الزمن لم يبق منزل في مدينة روما لا يوجد فيه فقيد. وبعد هذه المعركة أدرك التربيون الورماني أنه لا قدرة له على مجابهة هذا الجيش وهذا القائد العسكري بالقوة العسكرية مما جعلهم يفكرون بالخدع.