الرئيسيةبحث

سيراقوسة

ساحة الكاتدرائية
ساحة الكاتدرائية
الكورنيش
الكورنيش

سيراكوزا بالإيطالية و تعرف في العربية بإسم سيراقوسة مدينة في جزيرة صقلية تقع في الساحل الجنوبي الشرقي لها سكانها 124.000 نسمة . وهي عاصمة مقاطعة سيراقوسة التي يبلغ سكانها 396.000 نسمة .

تعتبر مدينة سياحية جميلة ، و قد و صفها شيشرون وصفها بانها "أعظم و أجمل المدن اليونانية قاطبة" ، وسط سيراكوزا التاريخي أعتبرته اليونسكو عام 2005 ضمن مواقع التراث العالمي

فهرس

الجغرافيا

نهر تشاني
نهر تشاني
جزيرة أورتيجيا
جزيرة أورتيجيا

المدينة تقع جزئيا على الرأس - جزيرة أورتيجيا ، وجزئيا في البر الرئيسي . ان شكل الساحل يحدد نطاق خليج بورتو غراندي Porto Grande الواسع ، على جدران المدينة من الشمال والجنوب من جزيرة كيب لبليمميريو. يخترقها نهري تشاني و أنابو ويصبان في بورتو غراندي مشكلين مناطق أهوار تعرف تاريخيا Pantanelli بانتانيلي .

في أراضي التابعة لبلدية سيراكوزا يوجد محميتان طبيعيتان ، محمية نهر تشاني و ساليني الطبيعية و المنطقة بليميريو المحمية البحرية . الأولى أنشئت في عام 1984 رغبة في حماية نبات البردي و بيئة ساليني . اما الثانية فأسست في عام 2005 ، لحماية البيئة البحرية و الأثار الموجودة في مياه البحر .

التاريخ

العصر الإغريقي

معبد أبولو في أوتيجيا
معبد أبولو في أوتيجيا
معبد أبولو
معبد أبولو
دراخما سيراقوسية(415-405 قبل الميلاد)
دراخما سيراقوسية(415-405 قبل الميلاد)
المسرح الإغريقي
المسرح الإغريقي

سيراقوسة و المنطقة المحيطة بها كانت مأهولة بالسكان منذ العصور القديمة ، كما يتبين من خلال الاكتشفات في قرى ستينتينيلو ، أونيينا ، بليميريو ، ماترينسا ، كوتسو بانتانو ، و ثابسوس ، والتي سبق لها علاقة مع ميسينيا اليونانية .

أسست من قبل مستوطنين إغريق في 734 او 733 قبل الميلاد جاءوا من كورنت و تينيا بقيادة ارشياس ، الذي دعاها Sirako سيراكو و تشير إلى مستنقع قريب . نواة المدينة القديمة هي الجزيرة الصغيرة أورتيجيا Ortygia . وجد المستوطنون ان الارض خصبة و أن القبائل الاصلية لم تحارب وجودهم وجودهم . المدينة نمت و ازدهرت ، وأحيانا كانت تعتبر أقوى المدن اليونانية في البحر الابيض المتوسط . تأسست مستعمرات في اكراي (664 قبل الميلاد) ، كاسميناي (643 قبل الميلاد) و كامارينا (598 قبل الميلاد) . نسل أول مستعمرين ، دعوا Gamoroi غاموروي ، أمسكوا بالسلطة حتى طردوا من Killichiroi كيليشيروي ، و هي الطبقة أدنى في المدينة . و لكن عادت اليهم السلطة في العام 485 قبل الميلاد و بفضل مساعدة من جيلو حاكم جيلا . و أصبح جيلو شخصيا حاكم المدينة ، و نقل العديد من سكان جيلا و كامارينا و ميجيرا إلى سيراقوسة ، لبناء الحياء الجديدة تيشي و نيابوليس خارج الجدران. برنامجه الجديد للانشاءات جديدة شمل ايضا مسرح صممه داموكوبوس ، و قد اعطى المدينة ازدهارا في الحياة الثقافية : وهذا بدوره جذب إليها شخصيات مثل الكاتب المسرحي آشیلوس aeschylus ، أريو من ميتيما ، يوميلوس من كورنت ، و سافو الذي نفي إلى هنا من ميتيلين . توسع سيراقوسة في القوة حتم الإصتدام مع قرطاجيين الذين كانوا يحكمون الجزء الغربي من جزيرة صقلية في معركة هيميرا تمكن جيلو المتحالف مع ثيرون حاكم أغريجنتو من تحقيق انتصار حاسم على القوات الإفريقية و قائدها هاميلكار ، وقد أنشأ معبد في المدينة باسم أثينا (في مكان الكاتدرائية اليوم) تخليدا لهذا الحدث .

ورث جيلو أخوه هيرو الأول الذي حارب الأتروسكان في كوماي في عام 474 قبل الميلاد . و قد مدح حكمه من شعراء مثل سيمونيدس من سيوس ، باتشيليديس و بيندار ، الذي زار محكمتها . قدم ثراسيبولوس (467 قبل الميلاد) نظام ديمقراطيا للمدينة . استمرت سيراقوسة في التوسع في صقلية ، و مكافحة تمرد السيكوليين ، و في البحر التيراني أرسلوا حملات إلى جزر كورسيكا و إلبا . في القرن الخامس قبل الميلاد وجدت سيراقوسة نفسها في حرب مع أثينا التي سعت للحصول على المزيد من الموارد للقتال في حرب بيلوبونس . طلب السيراقوسيون المساعدة من اسبرطة أعداء أثينا في الحرب في إلحاق الهزيمة بهم ، و تدمير سفنهم وتركهم فريسة الجوع على الجزيرة . في عام 401 قبل الميلاد ، ساهمت سيراكوزا بقوة قدرها 300 مقاتل Hoplite و جنرال في جيش العشرة آلاف تحت قيادة سيروس الاصغر و هو مجموعة مرتزقة قاتلوا إلى جانب الإغريق ضد الفرس .

و بعد ذلك بوقت قصير ، في أوائل القرن الرابع قبل الميلاد ، دخل الطاغية ديونيسيوس الأول مرة اخرى في الحرب ضد قرطاج ، ورغم فقدان جيلا و كامارينا حافظ على سيطرته على صقلية . بعد انتهاء النزاع بنى ديونيسيوس قلعة ضخمة على جزيرة أوتريجيا في المدينة ، فضلا عن خط جدران بطول 22 كيلو مترا طوق كامل سيراقوسة . و بعد فترة أخرى من التوسع التي شهدت تدمير ناكوس ، كاتانيا ، و لينتيني دخلت المدينة مرة اخرى في الحرب ضد قرطاج (397 قبل الميلاد) ، و قد نجح الافارقة في محاصره سيراكوزا ذاتها و لكنهم دحروا في النهاية بالوباء . سمحت معاهدة في عام 392 قبل الميلاد لسيراكوزا توسيع ممتلكاتها ، وكذلك تأسيس مدن أدرانو ، و أنكونا ، و أدريا ، و تينداري ، و تاورومينوس ، و سيطرة على ريدجو كالابريا في القارة . بعيدا عن حروبه اشتهر ديونيسيوس بوصفها راعيا للفنون حتى أن افلاطون نفسه زار سيراقوسة عدة مرات .

وقد خلفه ديونيسيوس الثاني ، الذي طرد من قبل ديون صهر ديونيسيوس الأول في عام 356 قبل الميلاد . بيد ان حكمه الاستبدادي أدى بدوره إلى طرده ، و استعاد ديونيسيوس الثاني العرش في 347 قبل الميلاد . نصب تيموليون حكومة ديمقراطية عام 345 قبل الميلاد . سلسلة طويلة من الصراعات الداخلية أضعفت سلطة سيراقوسة على الجزيرة ،و حاول تيموليون معالجة هذا الوضع فهزم القرطاجيبن 339 قبل الميلاد قرب نهر كريميسوس . و تجدد الصراع بين اطراف المدينة من جديد بعد وفاته و انتهى مع صعود طاغيه آخر هو اغاثوكليس ، الذي استولى على السلطة في انقلاب عام 317 قبل الميلاد . واستأنف الحرب ضد قرطاج و نجح في تحقيق نصر معنوي ، ناقلا الحرب إلى أرض القرطاجيين الأصلية إفريقيا و مكبدا إياهم خسائر فادحة . بيد ان الحرب انتهت مع معاهدة السلام التي لم تمنع القرطاجيين التدخل في السياسة سيراقوسة بعد موت الطاغية اغاثوكليس (289 قبل الميلاد) . ثم دعا المواطنون بيرهوس ايبيروس من اجل المساعدة . بعد فترة وجيزة في ظل سيادة ايبيروس استولى هيرو الثاني على السلطة في 275 قبل الميلاد .

افتتح هيرو الثاني مرحلة استغرقت خمسين سنة من السلام و الرخاء الإقتصادي ، خلالها أصبحت سيراقوسة أحد أشهر العواصم في العصر القديم ، و قد اصدر ما يسمى Lex Hieronica و التي اعتمدت بعد ذلك من قبل الرومان في إدارتهم لصقلية ، كما قام بتوسيع المسرح و بناء مذبح ضخم ، وخلال فترة حكمه كان أشهر مواطنين سيراقوسيين الفيلسوف و العالم أرخميدس . الذي له العديد من الاختراعات المختلفة منها العسكرية مثل مخلب ارخميدس ، و استخدمت لاحقا لمقاومه الحصار الروماني. و عدد من الأدباء مثل ثيوكريتوس و غيره .

خليفة هيرو الثاني كان هيرونيموس الأصغر (حكم من 215 قبل الميلاد) ، كسر السلام مع الرومان ، الذين حاصروا المدينة بقيادة القنصل ماركوس كلوديوس مارسيلوس في عام 214 قبل الميلاد. صمدت المدينة لمدة ثلاثة سنوات ، و لكنها سقطت عام 212 قبل الميلاد . و من المعتقد انها سقطت بسبب أن حزب سلام فتح باب صغير في جدار التفاوض من أجل السلام ، و لكن الرومان مروا من خلال الباب و استولوا على المدينة و قتلوا ارخميدس في العملية .

من الهيمنة الرومانية إلى العصور الوسطى

المدرج الروماني
المدرج الروماني
كاتدرائية سيراقوسة
كاتدرائية سيراقوسة
كنيسةسانتا لوتشيا
كنيسةسانتا لوتشيا

رغم سنين الإنحطاط البطيئة ظلت سيراقوسة كعاصمة الحكومة الرومانية في صقلية و مقر برياتور . وظلت ميناء هاما للتجارة بين شرق و غرب الامبراطورية . انتشرت النصرانية في المدينة من خلال جهود بول طرسوس ، وسانت مارزيانو أول اساقفت المدينة ، الذي جعل منها أحد المراكز الرئيسية للتبشير في الغرب . في عصر الاضطهاد نحتت سراديب للموتى ضخمة كانت وهي الثانية من حيث الحجم بعدالموجودة في روما .

و بعد فترة من الحكم الوندال سيراكيوز والجزيرة استردتها الامبراطورية البيزنطية (31 كانون الاول 535) بقيادة باليساريوس . و بين عامي 663 إلى 668 كانت سيراكوزا مقر الامبراطور كونستانس الثاني ، و كذلك كعاصمة لكنيسة صقلية .

قد فتحها المسلمون بعد حصارها فافتتح قرنين من حكم المسلمين . خسرت سيراقوسة مكانتها كعاصمة لصالح باليرمو . الكاتدرائية تم تحولها إلى مسجد و تم إعادة بناء أحياء جزيرة أوتيجيا تدريجيا وفق الاساليب الاسلامية ، و حافظت المدينة على علاقاتها التجارية المهمة ، و كان بها ازدهار نسبي في الحياة الثقافية و فنية بها : كان عاش بها شعراء عرب عديدون من أمثال الشاعر ابن حمديس أهم شعراء الصقليين في القرن الثاني عشر .

في عام 1038 استعاد الجنرال البيزنطي جورج مانياسيس المدينة مرسالا رفات سانت لوسي إلى القسطنطينية . و سميت باسمه قلعة على رأس أوتيجيا ، رغم أنها بنيت تحت حكم هوهنشتاوفن . و دخل النورمان سيراقوسة احدى آخر معاقل العرب حصينة ، في عام 1085 و بعد حصار صيفي طويل منقبل روجر الأول وابنه جوردان هاوتيفيلي ، الذي نصب كونت للمدينة . بنيت احياء جديدة ، و جرى ترميم الكاتدرائية و غيرها من الكنائس .

غزاها الملك هنري السادس عام 1194 . و بعد فترة قصيرة من حكم جنوة (1205-1220) ، الذي يحبذون تعزيز التجارة ، استولى على سيراكوزا الامبراطور فريديريك الثاني ، الذي بدأ تشييد قلعة مانياتشي و قصر الاساقفة و قصر بيلومو . أعقب وفاة فريدريك فترة من الاضطراب والفوضى الاقطاعية . في الصراع الدائر بين الممالك أنجو و أراغون ، وقفت سيراكوزا إلى جانب أراغون و هزمت انجوو في 1298 ، و تلقت من الملوك الإسبان الامتيازات كبيرة كمكافاة .و برزت ألوية العائلات البارونية من خلال عن بناء قصور ابيلا و كيارامونتي و نافا و مونتالتو .

سيراقوسة الحديثة

ميناء سيراقوسة في بداية القرن العشرين
ميناء سيراقوسة في بداية القرن العشرين

تعرضت المدينة في القرون التالية لزلازلين المدمرين في عامي 1542 و 1693 ، و في عام 1729 لوباء الطاعون . غير التدمير في القرن السابع عشر ملامح سيراقوسة إلى الابد ، كما حدث في كل وادي نوتو فقد أعيدت بناء المدن وفق النمط الباروكي الصقلي و هو يعتبر الشكل الفني السائد في جنوب إيطاليا . أدى انتشار الكوليرا في 1837 إلى التمرد ضد حكومة بوربون . و كانت العقوبة نقل عاصمة مقاطعة إلى نوتو ، لكن الاضطرابات لم تخمد كليا ، فشارك سيراقوسيون في ثورة عام 1848 .

بعد توحيد إيطاليا عام 1865 ، استعادت سيراكوزا مكانتها كعاصمة للمقاطعة . و في عام 1870 تم هدم الجدران و بناء جسرا يربط البر الرئيسى إلى جزيرة أورتيجيا . و في السنة التالية أشئت خط السكة الحديدية .

و في الحرب العالمية الثانية لحق بها دمار كبير ناجم عن قصف الحلفاء و الالمان في عام 1943 . بعد نهاية الحرب شهدت الأحياء الشمالية لسيراكوزا توسع كبير و غالبا فوضوي بفصل سرعة تحول المدينة إلى التصنيع .

يتجاوز عدد سكان سيراكوزا اليوم 125،000 نسمة ، و بها العديد من مناطق الجذب للزائرين المهتمين بالموقع التاريخية (مثل الاذن لديونيسيوس). عملية استرجاع و استعادة المركز التاريخي ما زال مستمرا منذ التسعينات .

أهم المعالم

الآثار القديمة

نبع أريتوزي و به شجرة بردي
نبع أريتوزي و به شجرة بردي
أذن ديونيسيوس
أذن ديونيسيوس

معالم أخرى

ساحة الكاتدرائية
ساحة الكاتدرائية
قلعة ميانشي
قلعة ميانشي
قصر بينيفينتانو دل بوسكو
قصر بينيفينتانو دل بوسكو
قصر مونتالتو
قصر مونتالتو