القوط الشرقيون (Ostrogoth) هم قبائل جرمانية شرقية عاشت في أوروبا وكان لها تأثيرا في الأحداث السياسية التي عصفت بالإمبراطورية الرومانية.
فهرس
|
القوط هم قبائل جرمانية شرقة تنحدر من الدول الأسكندنافية ، وتحديدا من مدينة جوتلاند بالسويد. وفي القرن الأول الميلادي هاجرت قبائل القوط جنوبا الي فيستولا(احد مدن بولندا),واستقرا في سيكثيا(احد مدن كرواتيا) التي اطلقوا عليها اسم "اوم" وتعني مدينة الماء,وفي القرن الثاني الميلادي اتخذ القوط من مدينة ارهيمار عاصمة لمملكتهم الناشئة,وقد أنضم للقوط العديد من القبائل الرعوية المقاتلة, وقد كان للقوط هيبة ورهبة بين القبائل ربما بسبب أنهم كانوا يضحون بآسري المعارك كأضاحي لآلهم "تايز" في القرن الرابع اعتنق القوط المسيحية وتخذوا الاريوسية مذهبا لهم. وفي القرن الثالث انقسم القوط الي فرعين أسايين: 1-القوط الشرقيين ostrogoths. 2-القوط الغربيين visgoths.
نشاوا في الاصل في مقاطعة داقية(رومانيا)-والتي هجرها الرومان ليتفرغوا للدفاع عن حدودهم,ثم توسعت الي مولدافيا,بدء من سنة 370 ميلادية دخلوا في حروب طاحنة ضد قوي الهون المتصاعدة,واشتبكوا مع جيوش الملك الرهيب آتيلا لحماية املاكهم في شبه جزيرة البلقان,بل وتحالفوا مع الامبراطورية الرومانية الغربية ضد اتيلا واستطاعا هزيمته في معركة شالونس سنة 451. وعلي الرغم من هزائم القوط الشرقيين المتلاحقة أمام الهون ،الا أنهم استطاعوا التخلص من هيمنتهم,وكسروا شوكتهم في معركة نيداو سنة 454,وكافأهم الامبراطور الروماني الغربي باسكانهم مقاطعة بانونيا.
يعتبر ثيودريك العظيم اعظم من حكم مملكة القوط الشرقية,فقد ولد سنة 454 بعد معركة نيداو,وتربي في القسطنطينية وهناك تعلم الحضارة الرومانية,ودرس في جامعات القسطنطينية,اما عن انجازاته:فبعد توليه العرش خلفا لوالده استطاع هزيمة حاكم إيطاليا الجرماني اوداكار-الذي قضي علي الامبراطورية الغربية- وبذلك استولي علي إيطاليا ودلماشيا,وقد كان ثيودريك يتمتع بحنكة سياسية,فأقام علاقات ودية مع ملوك الفرنجة,فقد تزوج أخت كلوفيس ملك الفرنجة, كما أصبح الحاكم الفعلي لمملكة القوط الغربية,وبذلك يمكن القول بأن ثيودريك استطاع توحيد ممالك القوط من جديد,كما أوقف غارات الوندال,وذلك بتهديد ملك الوندال العجوز ثرساسموند.وفي سنة 526 مات ثيودريك ودفن في رافينا عاصمة مملكتة في ضريح عظيم لايزال موجود حتي الأن. ضريح ثيودريك برافيينا.
لم يقو خلفاء ثيودريك علي الحفاظ علي انجازات أبيهم,فأنقسمت الدولة إلي مما كانت عليه قبل ثيودريك ،فأنقسمت الي شرقية وغربية,كما دب الخلاف داخل العائلة الحاكمة. شجعت كل هذه العوامل الدولة الرومانية البيزنطية علي القيام بحملة للقضاء علي القوط الشرقيين والاستيلاء علي ممتلكاتهم,خصوصا مع تولي الامبراطور جستنيان الحكم والذي كان يسعي إلي توحيد الامبراطورية الرومانية ثانية,فجهز حملة الي إيطاليا سنة 336 بقيادة نارسيس والقائد العظيم بليزاريوس, واستطاعت الاستيلاء علي صقلية وميلانو وروما,وفي سنة 540 استولي الرومان علي رافينا عاصمة القوط,وفي سنة 552 قتل الملك توتيلا,وبمقتله زالت دولة القوط الشرقيين.
موسوعة ويكبيديا(نص انجليزي) قمت بترجمته الي العربية
كتاب تاريخ الدولة البيزنطية. د.عمر كمال توفيق