عصر الاستكشاف هو الفترة من أوائل القرن الخامس عشر و المستمرة حتى أوائل القرن السابع عشر، قامت السفن الأوروبية خلالها بالسفر حول العالم للبحث عن طرق تجارية جديدة وعن شركاء تجارة جدد لتغذية الرأسمالية السريعة النمو في أوروبا. و أثناء بحثهم عثروا صدفة على أراضٍ كانت مجهولة بالنسبة إليهم. من أشهر المستكشفين في ذلك الوقت: كرستوفر كولومبوس، فاسكو دا غاما، و فرديناند ماجلان.
شكل التقدم التقني و الفكري في عصر النهضة البذرة التي بدأت عصر الاستكشاف. و قد شمل هذا التقدم علوما مختلفة كعلم الخرائط و الملاحة و التطورات في بناء السفن و التي كان أهمها اختراع السفن الكبيرة و التي جمعت التصميم العربي و الأوروبي للسفن مما جعل الإبحار خارج البحر المتوسط آمنا. يضاف إلى ذلك رغبة العديد في أوروبا لإيجاد طريق بديل للذهاب إلى آسيا عن طريق الغرب.
مهد لعصر الاستكشاف سلسلة من الحملات الأوروبية التي تعدت أراضي أوراسيا عن طريق البر في أواخر العصور الوسطى. فبينما شكل المغول خطرا يهدد أوروبا بالنهب و الدمار، فقد أدت هذه الظروف إلى توحد أغلب آسيا و أوروبا في إنشاء طرق تجارية و خطوط تواصل امتدت من الشرق الأوسط و حتى الصين. و قد استغل بعض الأوروبين الفرصة للسفر و الاستكشاف شرقا، و كان غالبيتهم العظمى من الإيطاليين نظرا لكونهم طرق التجارة بين أوروبا و الشرق الأوسط خاضعة تحت سيطرة التجارة من المدن الإيطالية. و قد كان قرب هؤلاء من ما يعرف اليوم ببلاد الشام الدور الكبير في خلق الفضول و الاهتمام التجاري لما يكمن خلف هذه الحدود. و كذلك، فقد أطلق البابا حملات لأهداف دينية.
يقال بأن عصر الاستكشاف انتهى في بداية القرن السابع عشر، في الوقت الذي كان باستطاع السفن الأوروبية أن تبحر لأي مكان في الكوكب. و لكن الاستكشاف لم ينتهِ، فلم يتم اكتشاف المحيط المتجمد الشمالي والجنوبي إلا في القرن التاسع عشر.